متى تفهـمــوا؟

متى تفهـمــوا؟

سيف الاقرع
[email][email protected][/email]

كنت ومازلت دائما مستقلا في مواقفي صريحا في كتاباتي انتقد بعين الحريص على الوطن مايجري في الساحة السياسية ووصلت لقناعة من زمن طويل بأن هذه الحفنه المجرمة التي تحكم السودان ما هي الا عصابة للنهب والارهاب منذ اطلت تلك الحفنة الساطية على الحرية برأسها في فجر ذلك اليوم المشؤوم وقد عرفنا توجهاتهم من البيان الاول وصرنا نناضل بالكلمة وما زلنا لم نترك بابا يعري هذا النظام المعتدي الا وطرقناه وما جلسنا في جلسة الا وابرزنا معايبه قلنا فيه من يومه الاول هو كارثة على الوطن ومازلنا نقول ذلك فصل جزء عزيز من الوطن فقط ليحكم تنازل عن كل شيء في سبيل الحفاظ على السلطة والحكم قلنا أن الجنوب سينفصل وستكون الحرب قائمه وقد كان ذلك وليس ذلك فحسب بل بل اصبح هاك جنوبا جديدا به نفس الحرب تمرد كل السودان عليه وها نحن نشهد الحرب التي تدور بين الجنوب والشمال وها نحن نراقب التمرد والثورة في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وما الشرق بعيدا عن ذلك الاحتمال . عندما قام ذلك الانقلاب المشؤوم كان السودان جميعه بلد واحد مترابط الاطراف متوحد المشاعر قومي التوجه وكان شماله وجنوبه شرقه وغربه يغني انا سوداني انا ولكن ماذا حصل بعد ان سطا العسكر على السلطة بتخيط زعيم يدعي الدين والديمقراطيه وقد طعنها في خاصرتها واساء للدين وسيبوء بوزر هذا العمل الدنيء ووزر كل من تشرد وتحطم .. ووزر كل حرب اشعلها نكاية في خصومه غير مكترث للنتائج .
الكل يعرف ماذا حصل للسودان ولكن للتذكير فقط وانعاش الذاكره اقول ان السودان كان بلدا واحدا فأصبح بلدين كان على قلب رجل واحد فأصبح متشرذما جنوبه وشماله شرقه وغربه والضحيه هو الوسط الذي يعاني الامرين .. كان شعبا متدينا بالفطره يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فأتت تلك الشرذمة التي تتاجر بالدين فصرنا ابعد ما نكون عن الدين وكل ذلك بسبب تلك السلطة المجرمة التي لا تخاف الله في ذلك الشعب وهم يرفعون شعار الدين .. رفعوا شعار هي لله هي لله لا لمنصب ولا لجاه .. فجلسوا مخلدين في مناصبم يعضوا عليها بالنواجز واصبحوا هم اهل الجاه والسلطة والمال وبنوا القصور الفارهات وتنعموا بخيرات الوطن العزيز هم واسرهم ومن انتمى اليهم وحرموا الشعب الابي حتى من لقمة عيشه وان يعيش بكرامه .. زجوا في السجون بكل من يقول لا لتجار الدين وبكل من يفضح ممارساتهم الشيطانية ونصبوا انفسهم اوصياء على الامه بالقهر والجبروت رغم انف الجميع هم متربعين على اكتاف الشعب الابي ويدعون انهم من منه وأنهم اتوا ليسعدوه وقد اشقوه واتوا ليحرروه وقد كبلوه واتوا ليهدوه وقد اضلوه واتوا ليعيدوا لهم المجد الاسلامي فصرنا ابعد مانكون عن الدين .. الفساد في كل مكان .. في الشارع وفي المؤسسات الحكومية اين ماتولي وجههك تجد رائحته تفوح .. القصور الفارهات التي نراها والعربات الفارهات التي نراها ماهي الا من دم هذا الشعب ومن افسادهم .. والفقر والمرض والجوع والمزله وكل مظاهر هذا التخلف التي نراها ماهي الا بسبب هؤلاء الحفنه الساطيه على حقوقنا بالقهر والقوه ة وبحكم القوي على الضعيف .. وبأسم الدين
اخذت محرقة الجنوب خير شباب الوطن ..زججتم بهم في معركة بأسم الدين وجنتموهم قسرا ولاحقتوهم في الشوارع والازقة وشحنتوهم كالخراف في الدفارات وجندتموهم رغم انوفهم ليخوضوا حربا بأسم الدين وكانت حربا بأسم الشيطان ولم تزل .. ثم اعدتم الكره الآن تجمعون الشباب من الشوارع لنداء النفرة الكبرى لحرب جديدة في جنوب كردفان وبعده ستكون جنوب النيل الازق ويتمتع ابنائكم بملذات الدنيا قابعين في القصور الفارهات راكبين افخم السيارات ويموت غيرهم في حرب انتم صنعتموها وزجتتم بفقراء الوطن ليخوضوها بأسمكم وتجلسون انتم تنهبون خيرات الوطن ويموت من لا ينتمي اليكم جوعا اوقهرا او بأرساله للحرب ..
واذَكر ايضا بخطاب الحاكم للمحكوم لا ادري اين مدرسة الديبلوماسية في الخطاب ؟ بل اين ثقافتنا في احترام الاخر ومخاطبته بالتي هي احسن .. لا نسمع منهم الا ما يؤذينا ولا نسمع منهم الا كلاما فاحشا خشنا قويا على انفسنا مستفذا لمشاعرنا مهينا لكرامتنا مستخفا بنا يرقصون على جماجم موتانا وعلى اجساد مرضانا من اعلى رأسهم والى اصغرهم وفي الحقيقة كلهم صغار في نظر المواطن الذي بعزته هو اكبر منهم جميعا .. ذلك الخطاب البذيء المتكبر المتغطرس الذي يحتقر الاخر والذي يدمون به قلوبنا كل ما اطل علينا احدهم برأسه ليخطب فينا ويتهمنا بالعماله والارتهان للخارج واننا مندسين وخونه واننا الطابور الخامس .. ولكن السؤال هل انتم محتاجون لطابور خامس وانتم في الحقيقه الطابور الخامس من هو المندس والعميل والخائن ..من الذي باع البلاد وقسمها ولماذا من هو الذي رهن ارادته للخارج وقسم البلاد بأحاء من دول الاستكبار ومن الذي ينفذ لهم مطالبهم حرفيا وبلا تردد حتى اصبحت حكوكتكم تسمى بالحكومه الوديعة الضعيفه ولكن وديعه مع الغرب منفذه لكل المطالب قويه على شعبها باطشه به شديده عليه لا رافة به حتى في الخطاب العام .. تهديد ووعيد واتهامات لشعب لا يملك لنفسه شيئا شغلتموه في نفسه ولقمة عيشه وتكيلون له الشتائم كلما خاطبتموه لم نسمع حتى كلمه تخفف عنه ما يعانيه في يومه من قهر وتعذيب وكد للقمة عيشه ما سمعنا انكم دعمتموه حتى بالكلمه الطيبه والكله الطيبه في حد ذاتها صدقة ..لا ادري من اي كوكب اتيتم ..
وسؤالي الذي يسأله كل مواطن مقهور .. اليس فيكم رجل رشيد ؟ اليس فيكم من يراجع الحال ويعرف اين كنا قبل مجيئكم وكيف صرنا بعد مجيئكم ؟ اليس فيكم من يعترف بالفشل الواضح الصريح الذي لا يخفى على احد .. اليس فيكم من يقول فشلنا ثم يتنحى اليس فيكم رؤوف رحيم يرحم هذا الشعب المسكين حتى بالكلمة الطيبة .. اما آن ان تفهموا بأنكم غير مرغوب فيكم .. اما آن ان تفهموا بأن الشعب تعذب من بعد ما جئتم وتشرد وجاع ومرض .. أما آن ان تفهموا بأنكم اسوأ من حكم على وجه البسيطة وأسوأ من مشى عليها .. متى تفهموا متى تفهموا ؟
وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد
سيف الاقرع – لندن

تعليق واحد

  1. والله يا أخ سيف حتى الذين جعل الله على أبصارهم غشاوة ردحا من الزمن الآن فهموا ووعوا الدرس فقط هون عليك ونقول للشعب الصابر :
    ضاقت فلمل استحكمت حلقاتها …..فرجت وكنت أظنها لاتفرج

  2. هو موت الضمائر وغلبة الشيطان واستفحال أمراض النفوس… صقل الران قلوبهم حتى غدا مرآة منغلقة على الداخل فصار لسان حالهم “ما أريكم الا ما ارى”. تشدقوا بما لا يطيقون سعيا لنول مقامات الرجال في الزمن الغرور ظنا منهم انهم أهل لها فخاب ظنهم وباؤا بغضب من الله ولعنة الغلابى والمقهورين وأنى لهم نوال مقامات الرجال وهم جَزْماً لم ينشّأوا على نشأتهم ولم يتربوا على شمائلهم وطيب اصلهم فهم الرحماء النفوسم وطية يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة تعرفهم بسيماهم العفيفون أصحاب الهم والهمم فهيهات هيهات. وكأني أرى دعوات المظلومين تجسدت جنوداً من نور بأجنحة عِظام تكاد تخطف ارواحهم بسيوف من نار تستعر وهو اول العذاب الموعود وحق الناس المسلوب الا ان أوانه لم يحن في حكمة ربي وتدبيره. بيد أني اعلم يقيناً تأيده سنن الله في الارض في قرون قد خلت ان سوف يأتي من بعد هؤلاء أقوام دينهم فِعال من كل بيت وقبيلة وسحنة وفصيل… مواطنون عاديون لكنهم وعوا الدرس… يحملون هم الوطن وأمانة الحاضر والمستقبل. كيف لا وقد استفز مآل البلاد الضمائر وشحذ الهمم وعزز روح الوطنية ووحد العقل الجمعي فلسان حالنا اليوم يقول في امتداد اصيل لوصية الجدود: أنا سوداني وكلنا واحد… يلا نعيش والايد في الايد… وطنا عتيد وديمة سعيد.

    صح النوم … متقوم مهجوم… ربي يجعله خير!

  3. الحقيقة البائنة ان هذا التنظيم الشيطاني ياتمر بامر الشيطان، و يتبع نهجه و يسئ الى الدين و يقعنا في كارثة بعد كارثة و ليس في كل التنظيم رجل رشيد و لا عاقل و لا واعي كلهم من شيخهم الذي باعوه و الذي لملمهم من سواقط اهل السودان و خطط لهم انقلابهم المشئوم و قادهم في كل السنين الكالحة التي تلت الانقلاب، ثم لما قوي عودهم و اسكرتهم السلطة انقلبوا على شيخهم – و هم كلهم في السوء سواء…
    نعم ليس فيهم رجل رشيد و ليس فيهم من يتق الله و ليس فيهم من يملك ذرة عقل او دين او وطنية، كلاب شرسة تنهش جسد الوطن و تنفذ مآرب الصهيونية و تأتمر بامر المخابرات المركزية الامريكية، و يفعلون كل الموبقات من اجل الحفاظ على ما نهبوه و هبروه من مال الشعب، و لا يهمهم ان تحتل مصر كل الشمال او تحتل الحبشة كل الشرق او يروح الغرب لتشاد او ينفصل الجنوب او جنوب كردفان او جنوب النيل الازرق، لا يهمهم شئ اذا ضمنوا فقط ان يحتفظوا بالخرطوم و ان يعيشوا كالدواب ياكلون و ينكحون و يقبلوا اقدام سيدتهم امريكا!

  4. الاستاذ العزيز والرقم العنيد سيف الاقرع

    لقد كنت سيفاً بتاراً على رقاب هؤلاء الفاسدين المفسدين.

    فبمثل فهمك الدقيق وتحليلك العميق لقضايا الوطن الجريح فلتفخر مهيرة.

    عشت سيدي سيفاً للحق وبالحق ودمت زخراً لهذا الوطن .

    و لقد اسمعت اذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي !؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..