هل تخلى البشير عن”الإخوان”؟

خالد عويس

يبدو المشهد شديد الالتباس بالنسبة لغالبية محللي الشأن السوداني، بعد الانتخابات “الصورية” التي أتت بالجنرال البشير رئيساً لخمس سنوات أخرى، بعد ٢٥ سنة قضاها على سدة الحكم في هذا البلد، دون إنجازات تذكر. البشير، عمد إلى تغييرات واسعة في صفوف النخبة الحاكمة، ظاهريا، لكن، ترى، هل هي تغييرات حقيقية في بنية الحزب “الإخواني” الحاكم ودوره السياسي واشتباكه مع الدولة في هياكلها كافة؟

النظرة الأصوب – في تقديري – ينبغي ألا تغفل عاملا مهما للغاية، هو العامل الإقليمي، فيما يجري في السودان، مضافا إليه عوامل داخلية وأخرى دولية. نقطة الأساس في فهم هذا المشهد الملتبس، هو ما حدث في مصر، بدعم إقليمي، في ٣٠ يونية، وتحوّل جماعة الإخوان، هناك، من جماعة حاكمة، إلى جماعة ملاحقة، ثم التقارب الذي جرى بين البشير والترابي، وبين الأخير، وقادة في نظام البشير، أهمهم، تلميذه المنقلب عليه، علي عثمان طه، الذي أبعد، هو ومساعد الرئيس، سابقا، نافع علي نافع، صوريا، عن المشهد الرسمي. هذا التقارب، عبر نافذة الحوار الوطني المزعوم، مثّل مخاوف إسلاميي السودان الكامنة من الضرر الذي سيجنيه نظامهم، حال استمرار خلافاتهم، في بيئة إقليمية معادية.

الأمر الآخر المهم، هو انخراط البشير في “عاصفة الحزم” التي أطلقتها الرياض ضد الحوثيين وأنصار الرئيس السابق، علي عبدالله صالح في اليمن، وما بدا أنه تقارب سوداني – سعودي، قائم على سقف واطىء للثقة من جانب الطرفين، وخاصة الطرف السعودي، نتيجة تاريخ البشير مع الرياض، وعلاقته الوطيدة مع طهران، وهي العلاقة التي سمحت باتفاق بين البشير وملالي إيران، مؤداه مشاركة السودان ضد حلفاء طهران في اليمن، بغية التكسب المادي من دول الخليج، على أن تستمر علاقات التعاون العسكري والاستخباراتي كما هي، في طي الكتمان !

هذه التناقضات هي السياسة التي يتبعها البشير في شأن عدد من الملفات، فهو يرتبط بعلاقات استخباراتية مع الأميركيين في مكافحة الإرهاب، ومع جماعات متشددة داخل السودان وخارجه وصولا إلى الصومال، ومع مصر في عودة الاستقرار إلى ليبيا، ومع جماعة فجر ليبيا في الوقت ذاته، ومع الرياض، ومع طهران وإريتريا في الوقت نفسه !

إذن، ووسط كل هذه التناقضات، والرمال المتحركة التي يقف عليها البشير، هل من المأمول أن يتخلص من رفاقه في الحركة الإسلامية السودانية، وما هي الجهة التي تمثل بديلا لهم، وكيف؟ وهل التغييرات على مستوى وزراء وولاة (حكام أقاليم) ستغني عن الإسلاميين المتغلغلين في كل مفاصل الدولة وأهم أجهزتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية، بل هم آثروا أن يدفعوا إلى ساحات القتال، مرتزقة “مليشيات الدعم السريع = الجنجويد” حفاظا على الكادر البشري “الإخواني” في الأجهزة العسكرية والأمنية والميليشيات الخاصة، لطوارئ أكثر خطورة !

إن لعبة تبادل الأدوار و”التمويه” قائمة منذ ٢٥ سنة، ولن يغير إخوان السودان قواعد هذه اللعبة، التي يرون أنها كانت فعالة في الحفاظ على حكمهم، وتقتضيها أكثر فأكثر، المتغيرات الإقليمية الحالية، وهي متغيرات متسارعة، ربما تحوّل الصديق عدوا في غمضة عين !

ولا أدل على ذلك من صمت الخرطوم الرسمية على محاكمات إخوان مصر، وهياج الحركة الإسلامية السودانية ضد القاهرة، بل وتهديد بعض متنطعيها بحمل السلاح ضد السيسي !

تعليق واحد

  1. السياسة وما ادراك ما السياسة لعبة كراسي والحكم حتي الاخوان تخلو عن مبادئهم لأجل الحكم في مصر والبشير كان يلبس عباءة الاخوان لفترة حتي تمكن الدلوك من سحب السجاد من اخوان السودان فالاخوان كما نعلم سرطان يصعب علاجه لانه يلعب ع الوتر الحساس الا هو الدين والبشير اجاد العبة واستغنا عن رفاق الدرب او بالأصح أساتذته

  2. عيال ام قطية دكتهم واحدة النميري جاء أحمراً وصار في الأخير أخضراً (للمصلحة) والبشير جاء (اخونجياً) مدعياً هو ومن معه وفي النهاية سيصبح عروبياً (للمصلحة) ايضا بأشد عنصرية ضد السودانيين عنصرية يجود بها عليهم انتسابهم المتوهم المُدعى لسلالة(العباس) طلباً للمال من الخليج وشدا للعضد بمصر (السيسي)وإن قتلت (اخوانهم في الله) فالاخوان دينهم الخيانة لبعضهم فانتهى عصر الأخونجية إلى الأبد في السودان وغير السودان إنها الكماشة (داعش)- من داخل الحدود الخرطومية والسودانية والقادمة الصاعدة بقوة من حدود الجوار (ليبيا – مالي – النيجر – الجزائر)والجبهة الثورية المتقدمة ببطء نحو (المركز). البشير وعصابته إلى زوال سواء بداعش أو بجبهة ثورية فلا مفر للبشير وعصابته إلا (تغيير الجلد) والاتجاه شرقاً حيث المال وشمالاً حيث (الجمال)ولكن لا نجاةفقد هلك سعد ولن ينجو سعيد.

  3. لا اعتقد ان الدكتاتور سيتخلص من اخوان الشيطان بل هم الذين سيتخلصون عنه قريبا . الدكتاتور يمثل راس الدولة الاخوانية وان حاول ان يلعب علي اسلاك (السيرك) بدونهم فسيتم قطع احدي الاسلاك ليسقط صريعا . النظام الخالف الذي يخطط له الترابي هو محاولة الاختباء خلف قوة منظمة (الجيش او الامن مثلا ) لفترة من الزمن تتخفف فيها الضغط الاقليمي ثم العودة من خلال منظومة واسم جديد شبيه بالنظام التركي (معكوسا) . مشكلة الاخوان المسلمين هو البحث عن حلول بعيدا عن الشعب وتلك هي التي ستطيح بهم .

  4. البشير البشير البشير البشير البشي البشير البشير البشيييييييييييييير
    بشر السودان بالشر من يوم قدومه على سدة الحكم سوى كان فارسا على حصان الاخوان او جنديا على ظهر دبابه النتيجة واحدة موت دمار تشرد عنصرية بل انقسم الوطن الى قسمين ابيض و اسود 00000 منى ندرك ان لا خير اتى من وراء هذا الرئيس الا يكفى ان جيلا كاملا من ابناء السودان قد تغيروا وكان هويتهم السوداننية طمست و غسلت ادمغتهم . البشير البشير بنصب نفسة رئيسا متى ماشاء مبروك

  5. الجهة الحاكمة والمتنفذة هي جهاز الامن وهو جهاز اخواني بحت وكل التعيينات والوزراء هم كومبارس فقط …فجهاز الامن هو جهازين جهاز امن الحركة الاسلامية وهذا جهاز اخواني سري بنسبة 100% ويرتبط بالاجهزة الايرانية (الحرس الثوري) وجهاز امن التنظيم الدولي للأخوان المسلمين (تركيا-قطر – اردوغان) والجهاز الثاني هو جهاز الامن والاستخبارات الوطني وهو الجهاز العلني للحكومة الحالية.

    عشان كدا ان قبضة جهازي المخابرات شديدة وان تحالف السودان في عاصفة الحزم وسكوتها عما يجري في مصر يصب في مصلحة التنظيم وليس ضده ولكن لا يوجد اي انقلاب في فكر الحركة من حيث القبض بتلابيب الحكم والسلطة ولا يمكن ان تتخلي الحركة الاسلامية لأي سبب من الاسباب عن الحكم في السودان وهو الوسيط لحركات اخرى في افريقيا وهي التي يستخدمها النظام في علاقته مع الشرق والغرب والشرق الاقصى.

    لذلك من يقول بتخلي الحكومة عن الاخوان فهو واهم جداً فالحكومة هي حركة الاخوان هي الجهاز السري للأخوان فهم قد يتخلون ظاهريا عن بعض الاسماء اللامعة في الحكم وفي الوزارات حتى ياخدوا نفسهم مما يجري في العالم وممكن يعينوا في الدولة اكثر من 900 وزير اتحادي كومبارسي لأرضاء نهمة بعض الاحزاب الطامعة في السلطة الصورية فقط ولكن تظل السلطة الحقيقية والسرية بيد الاخوان فيحركون الوزراء والعلاقات الخارجية والامن والجيش…الخ

  6. هذا السؤال ﻻزال يؤرقني كيف يدير البشير هذع التناقضات كيف تتهمنا واشنطن بدعم اﻻرهاب ومؤكد ان الخرطوم تتعاون معها كيف يحافظ علي عﻻقات جيده مع اثيوبيا واريتريا في نفس الوقت بل كيف يكون هناك تناقم مع السيسي واﻻخوان في مصر اعلنت جماعه ارهابيه والتقارب مع السعوديه واﻻمارات في جانب وقطر وماادراك ماقطر كﻻم عجيل نهايته ستكون بسيناريو ربما مشابه لسيناريو سيب بلاتر

  7. يا استاذ خالد , البشير و نظامه الضعيف المتآكل من الداخل نشأ و شب على الخداع و المراوغة منذ قدومه المشئوم قبل 26 عاماً منذ أذهب للقصر رئيساً و أذهب للسجن حبيساً , و إستمر على هذا المنوال طوال الفترة السابقة فى الكذب و الخداع و التمويه داخلياً و خارجياً فما الذى جد هذه المرة حينما يكذب و يراوغ ؟؟

    لعلك تتذكر قول الطفل المعجزة مصطفى عثمان اسماعيل فى تسريبات اجتماعهم قبل اشهر حينما قال عن علاقتهم بإيران “بأنهم سوف يخدعون السعودية بأنهم أنهو العلاقة مع ايران لكنها ستستمر سرية و تحت إدارة الجهات الامنية فقط وليس السياسية ” ..
    ف الثعبان يا استاذ خالد لا يلد حمامة .

    ف نظام البشير الكيزانى سيظل أخوانى و سيظل مسئولى النظام يخادعون الداخل و الخارج حتى يتحد شعب السودان و يقتلعهم من جزورهم , إنه نظام كرتونى ضعيف و نمر من ورق لا يقوى على أى مجابهة طويلة , لذا وجب على قوى المعارضة الوطنية تفعيل العصيان المدنى الشامل و بقاء المواطنين بمنازلهم و عندها سيسقط نظام الغدر و الخيانة فى خلال ايام قلائل .

  8. الأستاذ عويس…تحية طيبة

    كثير من المتابعين – خاصة من خارج السودان – تلتبس عليهم الأمور فعلاً…

    الأخوان – الذين تقصدهم بعنوانك – لم يعودوا شيئاً واحداً….

    كلامك هذا…
    ( هذه التناقضات هي السياسة التي يتبعها البشير في شأن عدد من الملفات، فهو يرتبط بعلاقات استخباراتية مع الأميركيين في مكافحة الإرهاب، ومع جماعات متشددة داخل السودان وخارجه وصولا إلى الصومال، ومع مصر في عودة الاستقرار إلى ليبيا، ومع جماعة فجر ليبيا في الوقت ذاته، ومع الرياض، ومع طهران وإريتريا في الوقت نفسه ! )
    … يدلك بوضوح على ذلك…فلا يمكن أن تكون جهة واحدة تقوم بكل ذلك…

    يكفي أن تلاحظ أنه خرج من عبائتهم ما يلي:

    – المؤتمر الشعبي…بتاع الترابي

    – الاصلاح الآن…بتاعة غازي

    – السائحون…بتاعة الدبابين

    و ما خفي أعظم….

    الذي كان متبقياً مع البشير…

    هم فقط أفندية الكيزان…بما فيهم نافع و خصمه علي عصمان…وتابعييهم…

    و حتى ديل…تخلص منهم البشير بكل احترافية…بعد أن جعلهم يخبطون في بعضهم…

    تبقى مع البشير…فقط عجائز أفندية الكيزان…مثل ابراهيم أحمد عمر…

    الصراع الآن بين طرفين….

    العسكر بقيادة…البشير و بكري و عبد الرحيم…ومن يتبع لهم…

    ما تبقى من جيوب للكيزان…في الجيش …و الأمن…وكل الدولة….

    العسكر هم من أتى…بما يعرف بـ ق.د.س….و ليس الكيزان…

    والأسباب كثيرة…منها رفض الكيزان نفسهم القيام بهذا الدور…إلا بثمن غال

    ومنها عدم ثقة العسكر المتنفذين في الجيش أو في الكيزان….

    هناك صراع خفي بين بقايا الكيزان…و العسكر…

    أهم مظاهره هو إفشال الانتخابات…الذين نفذه الكيزان باحتراف…ثم نشروه

    الواتس اب…هو القناة الاعلامية الأولى للكيزان الآن(كتيبة نافع الالكترونية)

    العسكر يعملون في صمت…و التقارب مع السيسي هدفه إقتلاع الكيزان فب النهاية

    البشير…تخلى عن الكيزان لسبب رئيس: عدم مقدرتهم على تخليصه من محنته…

    و كمان لما جابت ليها تنفيس انتخابات…وافتعال أزمات…و التلميح بحركات

    صار لزاماُ عليه أن يبحث عن غيرهم….وأن يوقفهم عند حدهم

    و هذه هي المعركة القادمة…

  9. الاسوا من هذا الرئيس انه تخلى عن نيفاشا ودستور 2005 ليبقى في السلطة دون كتابا او وليا رشدا ومشى بدستور بدرية الغتست حجر نميري في سنة ونص بس ب قوانين سبتمبر 1983
    ونيفاشااخر بوابات العبور للعودة لسودان وست منستر ” الاصل” والانعتاق من اصر النظام العربي القديم الذي حشر فيه السودان حشراولم يعد له اي برنامج يمشي عليه فقط يقفز على الحبال كلاعب السيرك واستمرار نظامه ناجم من سوء المعارضة وتشرزمها..وقدمها وعجزها عن الابداع السياسي

  10. {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26

  11. نظام البشير مكشوف علي الاخر للآخر —
    البشير سوف يكون تحت الضغط و لن تأتيه مساعدات من السعودية و الخليج الا بالقدر اليسير الذي يجعله لاهثا خلف فتات الموائد الخليجية ليقتات — كلما قدم تنازل كلما طلب منه المزيد حتى تحتدم المعركة بينه و بين الجماعات الاسلامية التي تقف الان في الظل و تلتزم الصمت حسب الاتفاق مع البشير —
    البشير يعلم انه مرقوض من قبل الشعب السوداني و الادهى و الامر انه بات مرفوضا من حزب المؤتمر الوطني نفسه — الان البشير يعتمد علي جزء من جهاز الامن و كل الجنجويد لحماية عرشه المهدد بالزوال في اأي لحظة —

  12. وإنما الاخوان المسلمين المجرمين هم طلاب سلطة ومال ونساء يفعلون الأفاعيل مع الشياطين والأبالسة حتى يظلوا ماكثين على عزتنا وكرامتنا وأعراضنا وأراضينا وأموالنا فوالله إن آخر الدواء الكي ولنا كل العذر والسماح من الله من الله إن قتلناهم او اغتلناهم. فوالله قد ولدت حواء السودان غيرهم الملايين من الرجال الأوفياء الصادقين قوموا إلى أسلحتكم واتركوا الدماء تسيل. دماء البشير وحتى الخفير. فليس (الرقاص ومن معه) عن القنا بمحرم وبعدها لكل حادثة حديث.

  13. الزول بقى زول جنجويد ساى .. ماشفتو جاب مؤسس الجنجويد بطائرة الرئاسة لحضور
    هرج التنصيب .. وحميدتى قال شنو .. نقول أقبضوا الصادق يقبضوا فكوا الصادق
    يفكوا .. حتى الحكومه دى نحن ما سائلين فيها .. محن ..!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..