الترابي وداعش.. العرجاء لمراحا..!

بقلم: أسامة حسن عبدالحي

قطع زعيم حزب المؤتمر الشعبي؛ حسن الترابي قول كل خطيب، فيما يلي علاقة الإسلاميين بداعش؛ حيث جاء في تصريحات صحفيه منسوبة له : ( في بادرة غير متوقعة أثنى زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بـ (داعش)، وقال: (لا أشك في إخلاص الدواعش، نافياً أن تكون صنيعة غربية، وأكد الترابي- في حوار مع موقع (أخبار تركيا) : إنّ الفكر السلفي إلى زوال، وأن مشكلة الإسلاميين في الحكم؛ لأنه لا يوجد كتاب يتحدث عن الحكم عند المسلمين) صحيفة (التيار) 20 يونيو 2015م . بالنسبة للمتابع الحصيف والقارئ الجيد، لفكر الإسلام السياسي، يجد أن الإرهاب الفكري بالتكفير، والإرهاب الجسدي بالتصفيات، والإرهاب الثقافي الإجتماعي بفرض قوانين غير متماشية مع روح العصر، تضمن ضمن ما تضمن مصالح ومواقف قوي الإسلام السياسي سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً، يجد كل هذا هو لب الفكر الأسلاموي المتزئ بزي سياسيٍ، والقاسم المشترك الأعظم بين هذه القوي :

(1)
ليس حديث الترابي لموقع (أخبار تركيا)؛ بحديثٍ عرضيٍ ومحاولة منه للفت الأنظار إليه، وإن كانت هذه عادته في كل مرة يحس فيها بإنحسار الضوء عنه، فيطلق (هرطقاتٍ) فكرية، ربما يكون قد سبقه إليها آخرون، إلا أنه يُلوّنها ويضفي عليها مزيداً من البهار، بغرض الجاذبية، فهو دائما في حالة (خالف تذكر)، ولكنه المرة هذه أماط اللثام عن امرٍ يبدو غامضاً بعض الشئ، وهو علاقة التنظيم الدولي للإخوان المسلمون-فالترابي يمثل لسان الحال لهذا التنظيم هنا- وعلاقته بدولة داعش الإسلامية (مخطئ من يسمي داعش تنظيماً، فهي ليست مجرد تنظيم إنما هي دولة تسعي لفرض الخلافة الإسلامية، التي عجزت عن مُجاراةُ متغيرات الواقع السياسي الإجتماعي والثقافي، وعجزت عن اللحاق بركب التطور يقيدها في ذلك فكرٌ جامدٌ ومتحجرٌ تلتزم به، فسقطت في قرون خلت، لأسباب سياسية وإقتصادية وإجتماعية، وليست لأسباب دينية. فدولة داعش تريد تطبيق هذا النموذج السئ للإسلام السياسي عن طريق الإرهاب بشتي أنواعه) -(الكاتب). فتأكيد الترابي علي الثقة والإخلاص في داعش، ونفي صفة (الصنيعة الغربية) عنها، وهي صفة ربما تبدو حقيقية نظراً للعلاقة الوثيقة بين الإسلام السياسي والغرب الإمبريالي، وهو ما سوف نتطرق له في متن السطور القادمات، يبقي علي حقيقة واحدة هي أن لا فرق بين كل تنظيمات الإسلام السياسي وإن إختلفت أدواتها وأساليبها، فالمنبع الفكري واحدُ والهدف واحدُ.

(2)
وصلت القوي الإمبريالية إلي حقيقة مفادها؛ أن لا سبيل لسيادة فكر الإسلام السياسي، في المنطقة عن طريق الوسائل الديمقراطية، والتغيير الإجتماعي، فكان لابد من صيغةٍ مثلي لنشر هذا الفكر، والعمل على وصوله للسلطة لكيما تضمن هذه القوي تحقيق برنامجها الإقتصادي والإجتماعي، في المنطقة، عبر حكومات الإسلام السياسي، فبدأت أول ما بدأت دعم هذه الحركات ضد التيارات التقدمية والإشتراكية، والتي تحظي أفكارها برواج وسط الجماهير الواسعة، وذلك لكونها الأقرب لهم وتخاطب قضاياهم الحقيقية والآنية، قبل أن تخاطب قضايا مستقبلية، لا تهمهم في الوقت الراهن، أي ان تركيز قوي التقدم والإشتراكية علي المادي قبل الروحي، هو سر نجاحها، وهو أيضاً سبب الهجوم الضاري عليها من قبل قوي الدولة الدينية. وفي السودان هنا وبينما كان شعب السودان يتضور جوعاً ويرزخ ويئن تحت وطأة دكتاتورية الجبهة القومية الإسلامية، كان سدنتها ومفكروها مشغولون بقضايا من شاكلة (أهل في الجنة جرجير..؟) و (هل مرور الكلب الأسود يقطع الصلاة ..؟) وغيرها من التُرهّات الإنصرافية، غير المبالية بواقع الحال الردئ..!. وهو ما أدي إلي إنصراف الجماهير عنهم، فإكتشاف القوي الإمبريالية لهذه الحقيقة ولّد لديها قناعةّ أن لا طريق لوصول هذه الحركات للسلطة عبر الوسائل الديمقراطية، ونبعت فكرة إنشاء تنظيمات متطرفة، تتدثر بثوب الإسلام، وتشغل الناس بمعارك وهمية وتجعلهم يتصارعون ويطحنون بعضهم البعض، بينما الإمبريالية تراقب المشهد، لتتحّين الفرصة المناسبة للإنقضاض علي الفرائس( موارد الشعوب)، والآن وبما أن الترابي قد بين لنا بوضوح العلاقة بين داعش وتنظيمات الإسلامي السياسي الأخري، فالمطلوب منا كتقدميين، أن نسبر غور العلاقة بين داعش والإمبريالية، ومؤكدٌ أن هناك علاقة بينها لا ريب في ذلك، لكن علينا معرفة شكلها، حجمها، أهدافها ..الخ . هذا هو الواجب المقدم والمعلي الذي يجب أن توليه قوي التقدم والسلام، حيزاً كبيراً من النقاش والبحث والتحليل، نظراً لخطورة دولة داعش والإمبريالية. ولنعرف أكثر علينا أن نقرأ الأتي : ( كشفت مجلة “ديرشيبجل” الألمانية في عددها الأخير “أول يونيو 2015) عن وثيقة سّرية صادرة عن المخابرات الحربية الأمريكية، حول سيناريو صعود وتمدد تنظيم دولة الخلافة الإسلامية “داعش”، وحقيقة ما يجرى في سوريا، يعود تاريخ صدور الوثيقة إلى (12 أغسطس 2012) وتوقعت إعلان دولة الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا، قبل عامين من إعلانها (تم الإعلان والبيعة للبغدادي في يوليو 2014)، وتؤكد “ديرشيبجل” كيف أهملت وزارة الدفاع “البنتاجون” والبيت الأبيض التحذيرات الواردة في الوثيقة، وترى أن الرئيس الأمريكي أوباما وادارته، قد قدما الدعم لداعش، بتجاهل التحذيرات الواردة بالوثيقة، بل ومارس الكذب والخداع، بخصوص الأوضاع في سوريا، حيث اعتبرها “ثورةً شعبيةً” ضد نظام الأسد المتسلط، متجاهلا ما أكدته الوثيقة بأنه مشروع حرب طائفية، ستؤدي لإعلان إمارة إسلامية في شرق سوريا۔ (إنتهي) مجلة (ديرشبيجل الألمانية، يونيو 2015م).

(3)
تمثل داعش حلماً وأملاً لدي كل قوي الإسلام السياسي، وهي بالطبع قمة التطور الطبيعي لفكر إسلامي متشدد، تعمل به هذه القوي في الباطن، خلاف الظاهر الذي تظهر به وكأنها مسايرة للتطور الإنساني، والإجتماعي. وحديث الترابي هذا يظهر الآمال الكبيرة والمشاعر الحميمة التي يكنها الإسلاموين لمشروع داعش، الذي يرون فيه مثالاً متقدماً لمشروعهم الحالي.
فداعش أخطبوط إمبريالي، بل ليست هي زراع إمبريالي فقط؛ إنما هي ذاتها تمثل نوعاً من الإمبريالية بمشروعها التوسعي المشابه لمشروع الإخوان المسلمون والذي ترعاه تركيا وقطر الهادف لإستعادة ذات الخلافة التي يسعي لها التنظيم كهدف إستراتيجي غير معلن، وكما أسلفنا فإن فكرة الخلافة ذاتها نوع من الإمبريالية، ومن هنا تنبع القواسم المشتركة التي يلتقي فيها تنظيمات الإسلام السياسي. بدعاوي إقامة شرع الله يتمدد المشروع الداعشي التوسعي، لينشر الداعشيون سمهم الزعاف، ليفسدوا حياة الناس، وينشروا قيم اليأس والإحباط، ويكرهوا الناس في الحياة، ليحل محلها التشدد وتذاكر الموت المجاني التي يوزعونها للضحايا، علي إعتبار أنها تقود للجنة مباشرة، بينما هم ينعمون في رغدٍ من العيش، وترف الحياة، وهذا عينه برنامج الترابي الذي زج بطلابٍ وشبابٍ يفع في أتون حرب الجنوب، وبشروهم بالشهادة والجنة والحور العين، ليأتي الترابي بعد وقت عندما سارت سفينة طلابه في السلطة عكس ما أشتهت رياحه، متنكراً لكل هذا، وعد من مات في الجنوب غير شهيد..!. إنها إذاً سادتي أيدولجية الفكر الظلامي، المعادي للحياة وللسلم، ومحب دوماً لرائحة البارود، والموت. وبرنامج داعش هذا من صميم برنامج الحركة الإسلامية هنا في السودان، الموسوم بالهجرة إلي الله، ذات الملامح والشبه، والنتيجة واحدة هي نشر ثقافة الموت، وهزيمة الحياة ودغدغة مشاعر بسطاء الناس، بنصوصٍ دينيةٍ جامدةٍ ومتحجرةٍ، أكل عليها الدهر وشرب. يستكثرون الحياة علي الناس ويؤثرونها لأنفسهم. فلننظر لما قاله الترابي عن الجهاد بعد المفاصلة بينه وطلابه : (القتالُ حكم ماض، هذا قولٌ تجاوزه الفكر الإسلامي الحديث، في الواقع الحديث، ولا أقولُ إنَّ الحكم قد تغير، ولكن أقول: إنَّ الواقع قد تغير، هذا الحكم عندما ساد كان في واقع معين، وكان العالم كلُّه قائماً على علاقة العدوان، لا يَعرف المسالمة، ولا الموادعة، كانت امبراطوريات، إما أن تعدو عليها أو تعدو عليك، ولذلك كان الأمر كلُّه قتالاً في قتال، أو دفاعاً في دفاع إن شئت). إنتهي. حديث للترابي في ندوة نشرتها صحيفة (الأيام).

(4)
تشّكلُ الخلافةُ الإسلاميةُ حُلماً يراود مخيلة الترابي، وهي نقطة الإلتقاء بين الترابي وبقية تيارات الإسلام السياسي الأخري، وكان (المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي) الذي أنشأه في اوائل التسعينات، يمثل خير تمثيل نواةً لدولة الخلافة المزعومة هذه، فليس الترابي ببعيدٍ عن المنادين بالخلافة، والتي يسميها في مرات كثيرة (أممية إسلامية) وهي ضمناً تمثل الخلافة ذات المركز الواحد، تحت رعاية (الفقية أو الشيخ) وهي موجودة في هياكل تنظيمات الإسلامي السياسي، والمركز الواحد العالمي لتنظيم الإخوان المسلمون (القرضاوي) هو شيئٌ إقرب إلي فكرة الخلافة هذه، وولاية الفقيه عند الشيعة كذلك.

(5)
منهج التقية الذي كان يتعامل به الترابي في كل خطواته، فارقه هذه المرة، وكشف آخر ما لديه، دون غطاء، جاء وقد صادف مرحلة تمايز في الصفوف الإسلامية، وفرز أيدولجي وطائفي كبير، بين السنة والشيعة، وبين الفرق والمذاهب المختلفة داخل التيارات والطوائف هذه، والصراع المستتر بين الإخوان المسلمون والسلفيون، صراعٌ تحركه المصالح الضيقة، ومحاولة تسيُّد الموقف السياسي، كما يحدث في مصر الآن. وحديث الترابي هذا يمثل وجهة النظر الحكومية في السودان الآن، والتي ولت دبرها لإيران، وحزمت حقائبها وتوجهت نحو السعودية، وإنتقلت من ولاية الفقيه إلي إطاعة ولي الأمر، أي من المعسكر الشيعي إلي السني(السلفي الوهابي). والترابي الذي كان يسمي الثورة الإيرانية ب(الظافرة) أصبح الآن يوالي داعش التي تحارب الثورة الإيرانية الإسلامية (الظافرة) ذاتها التي خلبت ألباب إسلامي السودان..!،أنظر كتاب الترابي (الحركة الإسلامية..النهج، الكسب، التطور). وهذا يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن إستراتيجية الإخوان المسلمون تحولت من الإحتماء بإيران وقطر، إلي الإنصياع للأوامر الوهابية السعودية، والتي يسيل لعابهم لأموالها ونفطها، والسعودية التي تدعي محاربة داعش (السلفية الجهادية) تدعم في الوقت ذاته السلفيين في مصر والسودان..!. وعلي كل هذا ما لم نقم بنشر الفكر التقدمي، وتمليكه للجماهير حتي يصبح ترياقاً مضاداً لإنتشار الفكر الإسلاموي المتطرف، سوف تجد الإمبريالية فرصتها التأريخية، وتحقق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتبني ما تريد علي أنقاض الدولة القائمة هذه، تساعدها في ذلك هذه التنظيمات المتطرفة والمتشددة، التي تدّعي في الظاهر محاربة الإمبريالية. إذن المعركة الآن فكرية في المقام الأول لهزيمة هذه المخططات.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ده واحد متناقض ومتردد وعديم مبدأ وماعندو اخلاق ولا دين … واخيرا اصابو الخرف فاصبح يهرطق هنا وهناك … مفروض اولادو بعد ده يلموا ويشوفوا ليو ديوان كبير مقفل مع عنقريب وزير موية ويترزع باقى ايامو ينتظر ملك الموت ..قال داعش قال !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  2. تنظيم الأخوان أول مابدء في مصر كان مدعوم من الإستخبارات البريطانية . وإن لم تكن داعش تحارب المسلمين لماذا لم تهاجم حتى الآن إسرائيل ولماذا لايكون لها وجود في الأراضي العربية المحتلة (فلسطين) . يا شيخ الترابي أنت مشكوك في أمرك منذ إلتحاقك منذ أيام الدراسة بفرنسا. أخي المسلم يجب أن تكون فطن لما يحاك من وراء ظهرك . اليهود لن يحركوا بوارجهم وآلاتهم العسكرية لتفيذ مخططهم في إضعاف الدول الإسلامية والعربية وتقسيمها إلي دويلات وذلك مساعدة عملائها ممن يدعون الوصايا على الإسلام. وبعض أغبياء المسلمين.

  3. بغض النظر عن شخصية الترابي مقولته حقيقة و واقع ، الخلافة كانت ملك عضوض ، والخلافات بين الصحابة رضي الله عنهم حقائق تاريخية ، قادة الدواعش هم بقايا افراد الحرس الجمهوري من فترة صدام حسين ، وليسو صنيعة الغرب

  4. أحسب أن أسامة عبدالحى يغرد خارج السرب يتحدث عن الجماعات الإسلامية نقول لك بغض النظر عن تعدد الجماعات الإسلامية ,غختلافها فى بعض الفروع فإن الإسلام الذى تكرهه فى غرارة نفسك فإنه أت بإذن الله وانك تدعى الإشتراكية والتقدم لقد هلك الفكر الإشتراكى وأصبح فى مذبلة التاريخ مشكلتك أنت مع الإسلام وليست مع الأحزاب او الجماعات الإسلامية للبشر أخطاء نقر بها وهذا لا يعنى أن الإسلام لا يصلح لهذا الزمان والله أقول ان أخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها لذلك انت مخطى إن ظنيت أن الإسلام بأخطاء منتسبيه سيفشل كلا والله أن دين إرتضاه الله ان يكون قائداً للعالمين أبشرك أن المستقبل للإسلام وبشلئر عهده تلوح فى الأفق عليكم بالإستعداد لما هو أت والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون

  5. يخ هم لو بالجد ناس الترابي ديل لو عندهم فكر لي 26 سنة فكرهم دا ما اسر في الشباب السوداني لي اغلب الشباب مقتنعين انو ديل تجار دين ومنافقين

  6. اعراض موت الامبريالية الصهيونية
    دعوانا نعود الى اصول الديلوكيتك وقوانين الحركة في تفسير ما يحدث الان…نحن نشهد اعراض انيهار النظام الاستعماري العالمي للراسمالية الاحتكارية”الامبريالية “المدعومة من الامم المتحدة.المنتهية الصلاحية ..
    فرار برطانيا من مستنقع اليورو وغرق اليونان فيه…ونشر الفوضى الخلاقة والحروب العبثية والارهاب والارهابيين و تجار السلاح في المنطقةالعربية والافريقية ودعم النظم الفاشية…والعبث بالتناقضتات الزائفة للطوباويات القومية والاسلاموية في الدول العربية..وهذه المثلوجيات هي اقنعة البنك الدولي المزيفة الوهابية والاخوان المسلمين وولايةالفقيه..
    .مع الاطراد مستمر في حركة الوعي الصاعد في عصر العلم والمعلومات وتقارب دول العالم الثالث نحو القوى الاشتراكية العظمى… مجموعةبريكس…سيتحقق الانتصار الاخير للاشتراكية…وميلاد “الامم الحرة”..

  7. ياجماعة الخير انتوا دايرين الترابي يموت ليكم انتوا مرتاحين كدي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  8. لا ادري لماذا اصبحت تنظيمات ما يسمي بالاسلام السياسي هي الناطق الرسمي باسم الدين الاسلامي رغم التباين الواضح بين تعاليم القرآن الكريم وبين الاستغلال البيّن للدين الذي تتبناه هذه الجماعات ، هذا الانحدار في المفاهيم والذي بدأ منذ العهد الاموي مرورا بالعهد العباسي وحتى الآن حيث سيطرت السياسه علي الدين وادخلت ادواتها من وضع للاحاديث ورفعها فوق القرآن وتأليه لفقهاء السلطان لخلق مسلم جاهل تماما بدينه لتسهل قيادته ، حيث كانت الوسيله الوحيده لنيل العلم هي مجالسة مثل هؤلاء الفقهاء وفي نفس الوقت محاربة الكثير من العلماء المستقيمون ، والمتابع لسيرة الحكم الاسلامي في العهود الوسيطه بتمعن يجد من المآسي والمذابح التي ارتكبت تجاه مسلمين ما يعد ضحاياها بالملايين وكله باسم الدين ومن خلفه الاسلام للسياسي ، كمسلم متبع لكتاب الله لا اجد الكثير مما تمارسه هذه الجماعات لا علاقة له بالدين وهو النفاق الذي يعرّف بانه اظهار غير المبطن لذلك فكل من اتبع هؤلاء فهو في زمرة المنافقين والله اعلم ..

  9. أي مصالح ستحققها القوى (الإمبريالية) من وصول داعش وغيرها من قوى الإسلام السياسي المتطرف؟ إذا كانت أميركا تحارب داعش وتصرف الملايين من أجل ذلك، فكيف تكون الإمبربالية من صنعت داعش؟ داعش صنيعة الفكر المتطرف اليائس من الحياة، والذي تربى في ظلام ومظالم الأنظمة العربية والإسلامية الفاشلة، وغياب الحرية والديمقراطية ووسائل التعبير، أفكار المتطرفبن الإسلاميين مثل الميكروبات ، لا يمكنها أن تعيش تحت النور في أجواء الحرية،

  10. ما أصعب أن تضع نفسك في موقف مخزي أمام جمهور كبير من الحمير الذي يتاجرون بالدين ويضعون العممّ على رؤوسهم الفارغة!
    اليوم نعيش على حافة الأمل لأن عقولنا صارت مؤجرة سلفاً للشيطان , وأهواءنا صارت أجيرة حقيرة لشهوتنا في المال والنساء وسفك الدماء , وأصبح كل بهلول يحمل سلاحاً بيده يظنّ نفسه عمر بن الخطاب ,وكل من ربى لحيته شبرين صار من أتباع الصحابة رضوان الله عليهم ,وكل من اسدلت الخمار على وجهها صارت أسماء ذات النطاقين , نحن نعيش اليوم مهزلة الاسلام حين يصير الرب مجرد فكرة نكرة , ويصير التاريخ مجرد مسلسل طويل يحذف منه المُشاهد ما يحلو له ,ويصير الدين لعبة في أيدي تجار لم يعرفوا الدين سوى بالحور العين والجنس والدعارة وجهاد النكاح ثم يستعرضوا عضلاتهم الفقهية حسب مزاجهم الجنسي المريض الخائب ويغوصوا بمهارة في قشور الدين مبتعدين عن لبّ الدين وأركان الاسلام .

  11. مشلكة كلها حرب مصالح كيف اصل للسلطة لا الاخلاق و لا الدين …. نظرية ميكافيلى غاية كيف اصل كرسي السلطة ….. قادم صعب شديد ….. موت قتل ودم؟ يا ربى الطف بعبادك آمين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..