داعش.. المطلب القادم

حسن اسماعيل

انحدرت الأسئلة إثر خروج الفوج الثاني من الطلاب نحو سوريا للالتحاق بداعش في اتجاه الاستفسار عن جامعة مأمون حميدة التي يقال إن معظم الفوج الأخير من منسوبيها، وهذا مدهش وقصور في تناول موضوع في غاية الحساسية بهذه الانصرافية، فبأقل مجهود يستطيع الباحث أن يعرف أن هنالك طلاب آخرين ينتسبون لجامعات أخرى غادروا للانضمام لداعش، كما أن مجمل أعداد السودانيين الذين التحقوا بالتنظيم عندما نحسب منها المنتمين للجامعة نجد أن النسبة ضئيلة للغاية، كما أن أكثرية المغادرين هم من الذين تخطوا المرحلة الجامعية.

النقطة الثانية التي انحدرت تجاهها الأسئلة هي كيفية خروجهم من مطار الخرطوم، وهذا سؤال انصرافي آخر فآلاف الناس يتنقلون بين مطارات الدنيا بأسماء مستعارة أو باستغلالهم لثغرات عديدة ملتصقة بعملية السفر في كل مطارات الدنيا.

السؤال الفحل الذي تتناسل من ظهره العشرات من الأسئلة الحية هو من هو داعش؟ وهل هو تنظيم قائم على الانحراف في العقيدة؟ أم قائم على نتاج غلو في فهم العقيدة؟، فإن كان انحرافاً فمن الذي يقف من خلفه؟ وما هي أهدافه؟ وإن كان غلواً فكيف نرده ونعيده إلى جادة الطريق؟.

ثم السؤال البكر الذي يولد من المطروح عاليه لماذا نحن في السودان قد وقعنا في مرمى تأثير هذا التنظيم باكراً؟ ولماذا الفئة المستهدفة والمستجيبة للاستقطاب هي من محيط فئة الإسلام السياسي ولبس المتصوفة أو حتى السلفيين؟ هل هذا رد فعل نفسي جراء هزيمة المشروع السياسي في السودن وتخبطه؟، هل رد فعل أخلاقي نفسي لما يظنه البعض انحرافاً لمشروع الإسلام السياسي في السودان؟، هل هذه الفئات تريد أن تعلن أنها فرت بدينها إلى داعش في حركة إصلاح غير معلنة، وغير مباشرة لمشروع الإسلام السياسي في السودان خلال الثلاثة قرون التي مضت.

ثم السؤال الثالث، ما هو بالضبط حجم وجود تيار داعش في السودان؟، وما هو مستقبل نموه وحظوظ انتشاره هنا؟، وإلى مدى يمكن أن يظهر كعامل مساعد أو أساسي في تحديد مسار الصراع السياسي الداخلي؟، وهل سيعلن هذا التيار عن نفسه بشكل سافر أم سيظل يعمل بهذه الطريقة يلقي بظلال تأثيره الفعلي في المحيط العربي.

ثم الأسئلة تترى لا تكاد تتوقف..هل بيئتنا السياسية وأرضيتنا الهشة تستحمل دخول هذا التيار كحمولة جديدة فوق ظهر الواقع السياسي المتقوس بعامل أعباء أخرى؟

لقد ظللنا في السودان وعبر حقب مختلفه نستقبل ورود تيارات فكرية ودينية مختلفة من الخليج العربي والسعودية ومصر، فعرفنا السلفية والأخوانية والتجانية والأفكار الأخرى، ولكن كنا نستقبلها بعافية وأرضية محلية صلبة ومتماسكة تعمل على سودنة تلك الأفكار القادمة، ولكننا اليوم نعاني من حالة تفسخ فكري ومذهبي مهولة جعلتنا نفتقد للمناعة الداخلية.

نعم داعش تطرق أبوابنا بعنف ونحن في حالة سيولة مخيفة، مما يؤهلها أن تخوض في مائنا كيف شاءت ومتى شاءت فاسألوا الله العافية.

الصيحة

تعليق واحد

  1. إن الذين غادروا بلادنا للإلتحاق بصفوف المجاهدين همهم هو إقامة شرع الله الذي فقد ، نسأل الله أن يقيم على أيديهم دولة الإسلام الحقه ، وأن يثبت خطاهم ويسدد رميهم

  2. اى كانت داعش فلا ينتمى لها الا صفوة المتعلمين من اصقاع امريكا و حتى افريقيا اشخاص حولهم اناس يحكمون باسم الدين و يبطشون باسم الدين او احزاب دينية مؤثرة فى الساحة السياسية دون حكم مثل مصر و تونس و المغرب و من الطبيعى ان يكون هناك اناس يتوقون لدين حق ولم يجدوهو و اصبحت داعش تصور لهم الخلاص او اناس عاشوا فترات جاهلية غابرة و ووجدوا نفسهم فى محيط جديد و افكارهم هشة تستقبل اى غسيل و هؤلاء امثال الطلبة الذين غادروا لى داعش

  3. ناس عرمان وعقار حسهم راح ساكت مع داعش فالقادم هم الدواعش وجماعة الئورية والمهمشين و غيرهم اصبحوا تحت الاقدام

  4. ( قد ظللنا في السودان وعبر حقب مختلفه نستقبل ورود تيارات فكرية ودينية مختلفة من الخليج العربي والسعودية ومصر، فعرفنا السلفية والأخوانية والتجانية والأفكار الأخرى، ولكن كنا نستقبلها بعافية وأرضية محلية صلبة ومتماسكة تعمل على سودنة تلك الأفكار القادمة، ولكننا اليوم نعاني من حالة تفسخ فكري ومذهبي مهولة جعلتنا نفتقد للمناعة الداخلية) اي في العقود الثلاث الماضية وردت الينا وفود وجماعات الهوس الدينى مكتنزين الاموال بحجة نشر الدعوة الاسلامية وكان من وراء ذلك الانتشار والتكاثربالزواج من الفتيات المتخلفات مثنى وثلاث ورباع ، وبعض الاسر السودانية لم تصدق من يطرق بابها للزواج من ابنتهم المتخلفة لذا انتشر دعاة الهوس الدينى في قرى وبوادي سوداننا الكبير فكان تفريخهم لجماعات تنحصر اعمارهم اليوم ما بين (18 الى 30 ) سنة ومع الامكانيات المالية المهولة التى ساعدت وسهلت لهم اكتساب الوضع الاجتماعي المميز بالانتشار والتواجد في شتى بقاع وطننا الغالي ، فاصبح السواد والخيم المتحركة من الظواهر المالوفة في الارياف والبوادي فضلا عن المدن وما خفي تحت هذا الزي الدخيل عظيم ، لاجتساس جماعات الهوس الديني من قاع مجتمعنا لابد من البحث عن بؤر منبتهم والعمل على محاربتهم بالدعوة الفكرية المناهضة لفكرهم الوهابي المسيئ للدعوة الاسلامية بشقيها (السنى والشيعي ) وعملا بنظرية الموآمرة يجب البحث عن من انشأهم في المحيط العربي وسهل انتشارهم على نطاق العالم ببناء مراكز لهم ، وخير مثال على ذلك المسيح الدجال ابو ( قتاية الاردني ) خطيب مساجد بريطانيا العظمى و المطلوب للعدالة الامريكية العائد لوطنه الاردن عزيزا مكرم ، و اين نشات كتائب الفلسطينى ….. ابوعزام ، وما هو الدور الذي يقوم به السروري واعوانه من ناس محمد عبدالكريم وعبدالحي يوسف ، ومنذ متى كان الثار في السودان ذبح العدو من الاذان الى الاذان الشهيد ( محمد طه محمد احمد ) مثال ، من الذي ذبحه ؟ ومن هو من قاد مظاهرة نصرة الرسول ضده ؟

  5. رغم ان أسلوبك فى الكتابه يعجبنى فى الغالب الاعم الشى الذى ينم عن ملكة صحفيه
    ممتازه .. وفهم لمعنى كيف تكتب عمودا صحفيا .. ما علينا نجى لموضوع المقال انا
    أعتقد ان تحليلك للاسباب كان فطير جدا وببساطة هل سالت نفسك من هم الذين سافروا
    للانضمام لداعش ماهى خلفياتهم اين تربوا واين عاشوا ماهو مدى انتماءهم للسودان
    قالبا وقلبا .. وعناصر كثيره يجب ان تتزاوج لكى تاتينا بالتحليل السليم ..!!

  6. هؤلاء الطلاب هم من مبعوثي حزب الكيزان ، لكي يتعلموا الذبح واﻹجرام على أصوله، لكي يستخدمهم في الوقت المناسب، لإستكمال ما بدأه من تدمير السودان والسودانيين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..