حرب هجليج فرصة للمراجعة والإصلاح

حرب هجليج فرصة للمراجعة والإصلاح

أ.د.الطيب زين العابدين

التهنئة الحارة بدءً للقوات المسلحة السودانية وللشعب السوداني بالنصر المؤزر الذي كلل باستعادة منطقة هجليج بعد عشرة أيام فقط من احتلالها الثاني بواسطة الجيش الشعبي لحكومة جنوب السودان في ظرف ثلاثة أسابيع، مما يدل على مدى التخبط والاضطراب الذي تعاني منه حكومة الجنوب. وقد بدا الاحتلال الأول وكأنه انفلات أمني من بعض ضباط وجنود الجيش الشعبي ولكن الرئيس سلفاكير في مفاجأة غير محسوبة اعتمد الهجوم عندما أبلغ به أمام مجلس التحرير الشعبي بقوله إن هجليج منطقة جنوبية استعدناها بالقوة بدلاً من المفاوضات، ولكن الجيش الشعبي اضطر للانسحاب منها على عجل قبل أن يواجه الهجوم المضاد من القوات المسلحة. أما الاعتداء الثاني الذي وقع في العاشر من ابريل فقد كان مخططاً ومعداً له بقوات كثيفة وعتاد ثقيل، وربما ظنت حكومة الجنوب أنها ستبقى في المنطقة لمدة طويلة ولن تخرج منها خالية الوفاض دون مكاسب تكتيكية. لقد ارتكبت حكومة جنوب السودان خطأً استراتيجيا بهجومها على هجليج واحتلالها لأن ذلك يعني استمرار العداء والحرب بين الشمال والجنوب لسنوات طويلة قادمة، وليس من مصلحة دولة الجنوب الوليدة وهي تبدأ بناء نفسها من الصفر وتملك من الموارد النفطية والزراعية ما يعينها على مهمة البناء والتنمية أن تدخل في مغامرات عسكرية مكلفة خارج حدودها خاصة ضد دولة الشمال التي تربطها معها مصالح مشتركة عديدة. وهي دولة تعاني من قلة الكوادر المدربة في كافة المجالات ومن ضعف المؤسسات الإدارية والخدمية والعسكرية، وتجابه مشكلات أمنية ونزاعات عرقية طاحنة وتطلعات شعبية واسعة نحو التنمية وتحسين الخدمات لا تستطيع مقابلتها في وقت قريب، وتحتاج إلى أكبر قدر من تعزيز السلام الداخلي والخارجي حتى تواجه تحديات بناء الدولة الجديدة في جوٍ موات من الاستقرار النسبي في المجال الأمني والسياسي. فلماذا اختارت حكومة الجنوب أن تلجأ لاحتلال منطقة هجليج ذات الثروة النفطية البالغة الأهمية للشمال والتي لا يمكن لحكومة الشمال أن تتخلى عنها لأسباب سياسية واقتصادية مهما كان حجم التكلفة العسكرية.
التفسير الوحيد الذي يخطر بالبال هو أن الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب تريد أن تعزز موقفها التفاوضي حول القضايا العالقة خاصة في أبيي ومناطق الحدود الخمس المتنازع عليها وتسعير ترحيل وتصدير البترول عبر الشمال؟ ومن الغريب أن يأتي ذلك العدوان غير المبرر بعد أن أحدثت المفاوضات الأخيرة بأديس أببا في 13 مارس الماضي قدراً من الاختراق في ملفات الحريات الأربع وتفعيل الاتفاق الأمني ومواصلة تحديد وترسيم الحدود وعقد قمة رئاسية في جوبا لمتابعة التفاوض. وكانت تلك أنجح جولة للمفاوضات منذ أن بدأت في يوليو 2010 تحت مظلة اللجنة الافريقية العليا برئاسة ثابو أمبيكي. والحكومة في الجنوب تعرف تماماً أن هجليج ليست ضمن مناطق النزاع الأربع التي اتفقت عليها اللجنة الفنية المشتركة لرسم الحدود (جودة الزراعية، المقينص، كاكا التجارية، كافي كنجي)، وطلبت الحركة الشعبية في بدايات التفاوض اضافة منطقة (سفاهة الرعوية) جنوب بحر العرب على حدود دينكا ملوال من الشمال، وقبل المستشار الأمني ورئيس وفد التفاوض الحكومي بسذاجة يحسد عليها طلب الحركة! فلم تكن هجليج أحد مناطق النزاع في مداولات اللجنة الفنية التي اتفقت على 80% من الحدود بين الشمال والجنوب، واعتمدت ذلك الاتفاق مؤسسة الرئاسة قبل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. كما أن قرار هيئة التحكيم الدولية في لاهاي (يوليو 2009) الذي قبل به الطرفان أخرج منطقة هجليج من حدود أبيي كما رسمها فريق الخبراء الأجنبي الذي قدم تقريره المتعجل لمؤسسة الرئاسة في يوليو 2005، ورفضته حكومة السودان بحجة أن الفريق تجاوز التفويض المحدد له في مهام مفوضية حدود أبيي. وقد اتسم موقف حكومة الجنوب في الاعتداء على هجليج بالاضطراب فهي تقول مرة بأن هجليج ضمن أراضي الجنوب ومن حقها أن تستردها بالقوة، ومرة تريد أن تقايض بها منطقة أبيي، وتارة ثالثة تعد بالانسحاب منها إذا جاءت قوات دولية ترابض على الحدود بين الشمال والجنوب مما يدل على ضعف موقفها بادعاء ملكية هجليج.
وكان من غير المتوقع أن يتواتر النقد والادانات على حكومة الجنوب بسبب احتلالها لهجليج من هيئات وبلاد تعتبر صديقة أو متعاطفة معها مثل مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الإفريقي، والتي طالبت جميعها حكومة الجنوب بالانسحاب من هجليج لأنها تدرك أن ذلك عدوان غير مبرر سيضر بحكومة الجنوب وشعبها ويتسبب في ميلاد دولة فاشلة جديدة تلقي مزيداً من الأعباء على كاهل المجتمع الدولي. وأياً كانت مواقف الحكومات والهيئات الدولية من هذا الاعتداء الغاشم على السودان فإن المسئولية الوطنية والقانونية والأخلاقية في استرداد هجليج كاملة إلى حضن الوطن تقع تحديداً على القوات المسلحة السودانية التي يصرف عليها الشعب السوداني المعدم من حر ماله بلا تقتير أضعاف ما يصرف على الصحة والتعليم والمياه، فهذه حوبتها بلا منازع وعليها أن تثبت جدارتها في تحمل تلك المسئولية ضد دولة لم تكمل عاماً من عمرها بعد، وضد جيش أقرب للمليشيات العسكرية غير المتجانسة منه إلى جيش نظامي مهني محترف. وكانت القوات المسلحة عند حسن الظن بها فلم تنقض عشرة أيام على الاحتلال حتى أعلن المتحدث باسمها في عصر الجمعة (20/4) استعادتها الكاملة لمنطقة هجليج ودحر قوات العدو منها. وربما كان إعلان حكومة الجنوب صباح ذات اليوم أنها بصدد الانسحاب من هجليج في ظرف ثلاثة أيام هو من تقديرها أن لا قبل لها بمواجهة القوات السودانية التي جاءت في أتم استعداد لاسترداد هجليج، ولم تمهلها القوات السودانية أن تبقى تلك الأيام. وتبقى هناك أسئلة مشروعة تستحق الاجابة والتوضيح بعد أن انجلى غبار المعركة واسترد الجيش الأرض المغتصبة كاملة: ما هي الأسباب التي أغرت الجيش الشعبي بالهجوم على هجليج مرتين في فترة ثلاثة أسابيع ونجح فعلاً في السيطرة عليها في المرتين ولو لمدة قصيرة؟ هل هو قلة القوات السودانية المرابطة في هجليج رغم أهميتها الاقتصادية أم قلة عتادها أو ضعف تكوينها؟ وإذا جاز هذا الوضع عند الاحتلال الأول فكيف يسمح به أن يتكرر مرة ثانية وقد وردت أخبار الحشود العسكرية حول المنطقة قبل أيام من الهجوم الثاني؟ إن هناك مساءلة ينبغي أن تتم لبعض القيادات المسئولة عن التخطيط والترتيب للعمليات فلم يعتد الجيش السوداني في تاريخه أن ينسحب من مواقعه الحصينة ولدولة أجنبية بمثل هذه الطريقة المتعجلة. وبهذه المناسبة لماذا يبقى أكثر من نصف الجيش السوداني داخل مدن العاصمة المثلثة ونحن نعلم أن التهديد الداخلي أو الخارجي يأتي من الأطراف على الحدود؟ إن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر وهيكلة وانتشار تؤمن كافة حدود البلاد. أخشى أن يكون الحكم العسكري الذي من شأنه اضعاف مؤسسات الدولة النظامية والمدنية والخدمية لأنه يتجاوز أهل الكفاءة والقدرة لمصلحة أهل الولاء والثقة قد مس الجيش أيضاً، وهذه ثغرة جسيمة في حق البلد لأن مخاطر التعدي على السودان قد زادت كثيرا في المرحلة الأخيرة.
لقد احتشدت جماهير العاصمة مساء الجمعة في الميادين والشوارع والساحة الخضراء بصورة غير مسبوقة للاحتفاء بنصر القوات المسلحة، كما التفت القوى السياسية من قبل في إدانة العدوان على هجليج رغم المرارات التي تجرعتها على يد حكومة الانقاذ التي انفردت باتخاذ القرارات المصيرية التي أدت الى تفتيت البلد واشعال الحروب في أطرافه، ولم يخطر في بالها أن تشرك قيادات الأحزاب والشخصيات الوطنية وبعض منظمات المجتمع المدني التفاكر حول القضايا الكبيرة التي تمس سيادة الوطن وأمنه ومصالحه العليا وتسهم في اتخاذ القرار حولها، ومع ذلك فهي تسعى لطلب التأييد من تلك القوى عندما تجد نفسها في مأزق ما بحجة أن ذلك المأزق يشكل قضية وطنية كبرى. وكأنما الحقوق والحريات الأساسية، واطفاء الحروب في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وفك ضائقة المعيشة على عامة المواطنين ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة والمساواة أمام القانون، التي تطالب بها القوى السياسية المعارضة ليس من القضايا الوطنية الكبيرة! إن من سمات النظام الاستبدادي أن يقف معزولاً من خاصة الناس وعامتهم، ويعيش مسكوناً بالخوف من سقوط حكمه لأدنى حركة احتجاجية أو رأي مخالف أو انكشاف لبعض مظاهر الفشل أو الفساد في أجهزة الدولة وسياساتها. وآن لحكومة الإنقاذ أن تدرك أنها ليست باقية إلى الأبد مهما فعلت وحصنت نفسها بالجند والقوانين والقرارات القهرية حتى يذكرها الناس ببعض الخير حين تمضي أفراداً أو جماعة في طريق الأولين والآخرين! ومن الأوفق للعصبة الحاكمة أن تنزل شيئاً ما من عليائها الوهمية وتصل مع بقية القوى السياسية الوطنية إلى كلمة سواء في كيفية حكم هذا البلد على أساس الديمقراطية الحقة ورعاية الحقوق والواجبات المتساوية لكل الناس، ومعالجة المشكلات السياسية في أقاليم البلاد بأساليب السياسة لا بالتخويف والقوة والحرب التي أنهكت القوات النظامية التي ما وجدت راحة ولا سلاماً منذ أن جاءت الإنقاذ إلى يومنا هذا! لقد تقلصت مساحة السودان بعد انفصال الجنوب وتناقصت ثروته النفطية والزراعية والحيوانية، ولكن يمكننا أن نعيد ترتيب البيت السوداني من جديد فيما تبقى منه على وجه أفضل إذا قبلت العصبة الحاكمة باقتسام السلطة والثروة بين المواطنين في أرجاء البلاد بالسوية، وبالمشاركة بين القوى السياسية في صنع القرار وحل مشكلات البلاد المستعصية التي أشعلتها حكومة الانقاذ في أطراف البلاد، وما زالت تسير في ذات الطريق المسدود لا ندري إلى متى!

الصحافة

تعليق واحد

  1. يا حكومة الانقاذ نحن معكم حتى تحرير هجليج وفرحنا ورقصنا معكم

    من المسئول عن ضياع هجليج
    اين المساءلة نحن منتظرين
    نعم هجليج اعادت وطنيتنا
    لكن هذا لا يعني اننا نؤيد الانقاذ
    ولا نؤيد الحرب على كردفان ودارفور
    عايزين حكم راشد لنا جميعا دون حروب
    عايزين انتخابات نزيهة وليحكم الحلو وعقار
    مش هم سودانيين
    هذا او الطوفان

  2. لا يوجد اصلا جيش سودانى حاليا! القوات المسلحة تم تفكيكها وتصفيتها وتقزيمها وتحجيم دورها لصالح كتائب النظام الامنية من حجر العسل وحجر الطير وكل احجار الشمال النيلى ! وهى كتائب اثبتت التجارب انها اضعف من كتائب القزافى الامنية وليس لها خبرات وتراكم فى عالم الحرب والقتال!

  3. اظنك اخطأت بالتهنئة وعارف الفبركة فاين الهجوم المضاد؟ وعلما انك على علم بان الانسحاب تم بمعرفة طرفي النزاع فهذا ليس انتصار من الناحية الحربية وبل الدبلوماسية هي التي لعبت الدور وممكن نقول عليها انتصار دبلوماسي فاذا انت بمقامك بيتطبل للانقاذ فكيف يكون من دونك ولماذا هجليج دون المناطق الاخرى المحتلة في اتجاه الحبشة ومصر وليبيا ؟ وساكد لك كلامك باختصار يبين مدى تكابرك للواقع والجبن معا فلو سكت كان افضل- قائد جاهل ومعه العالم والدكتور في مركب واحد هذا ما الخصه

  4. كيف انكم ومثقفيكم تتلونون
    اتفرحون بالاسترداد في عشرة ايام وتنسون ان احتلالها تم فرارا من مليشياتكم
    ثم عندما ضاقت عليكم اللارض بما رحبت جيشتم الشعب نفرات وعييييييك
    الجيش السوداني برئ منكم وما تفعلون
    ودخولكم هجليج عنوة اكبر كضبة في تاريخ السودان السياسي والعسكري
    الجميع بات يعلم القصة
    الان للاصلاح
    قال اليشير حنسترد اي شير من السودان
    ودا لرئيس -( نحن الشعب عاوزين حلايب والفشقة )
    وباسرع ما يمكن وعندكم عشرة يوم برضو
    ودا احتلال عنوة -بدليل هروب الرئيس من زيارة حلايب وضرب الحبش لوالي القضارف

    بالله عليكم قراء الراكوبة الشرفاء
    قولوا لعنة الله على من يخدع الشعب السوداني
    ناس المؤتمر الوثني (قولوا تفووو بس على من يخدع الشعب االسوداني )

  5. رب ضارة نافعة..لو كنت مكان الرئيس البشير لاستفدت من هذا الزخم الشعبى والتعاطف الذى وجده اثناء وبعد تحرير هجليج.. على الاقل محاولة اصلاح ما افسده الدهر جراء سياسة التمكين كما اقر هو.. وترتيب البيت من الداخل خلال ما تبقى من فترته الرئاسية بدلا عن ملاحقة حكومة الجنوب وجرنا للمزيد من الحروب .. وذلك لن يتاتى الا بعلاج الكى وحل الحكومة العريضة والبرلمان الاتحادى.. ومن ثم تشكيل حكومة ازمة من التكنوقراط الذين تتفق علبهم سائر القوى السياسية.. ومن بعد ذلك يجلس الجميع على الارض لتحدبد كيفية حكم البلد دون لحس كوع ورجالة طلوع للشوارع ..

  6. قال الطيب مصطفي (أخشى أن يكون الحكم العسكري الذي من شأنه اضعاف مؤسسات الدولة النظامية والمدنية والخدمية لأنه يتجاوز أهل الكفاءة والقدرة لمصلحة أهل الولاء والثقة قد مس الجيش أيضاً، وهذه ثغرة جسيمة في حق البلد لأن مخاطر التعدي على السودان قد زادت كثيرا في المرحلة الأخيرة.) معقول يالطيب مصطفي مش عارف الحالة التي وصل ليها الجيش السوداني وانت وامثالك من سـاهم في تشريد الكفاءات بحجة التمكين والولاء الجهوي .

    اخبرك انا جيشك غير مؤهل والجنود معظمهم ان لم يكن كلهم من الفاقد التربيوي من أهل الهامش، اما الضباط كلهم من اهـل الولاء لـحزب ” التضامن النيلي ” لذلك ان لم يكن معظمهم من اهل ” التضامن النيلي ” . من تحدثة نفسه بغير الولاء يرسل اولا الى ارض العمليات ومناطق الشدة او تهضم حقوقة او يهمش ، فإذا تزمجر يفصل فورا ، والامثله كثيرة ، واذا اردت أن تبرئ ذمتك ، ابحث عن هذا الموضوع كأن الجنة عن يمينك والنار عن شمالك .

    طبعا التمكين والعنصرية في الجيش وجميع مفاصل الدولة هي خالصة لله ، أليس هي لله ؟!

  7. يا محمد طه ده الطيب زبن العابدين ما الطيب مصطفى صحي النوم . والله انا اعترف بان مافي ازكى من قراء الراكوبة لكن مطلوب شئ من العقلانية في الردود الرجل لا يمكن له كمهتم بالشان السياسي واصله كادر اسلامي ان ينعزل عن منطق الاشياء هجليج تحررت بالضغط السياسي بالعمل العسكري المباشر ذلك شئ لا بد له ان يتناوله بايجابية ومنطق والرجل في النهاية سليل الدوحة الاخوانية نحمد له وجهة نظره وتغريده خارج سرب (الانتكاس) اقصد الانقاذ ولا شنو؟

  8. لو سمح لى السيد د.الطيب زين العابدين بسؤال بسيط ….

    هل هناك شئ من الإتفاق أو المعاهدة أوقاعده مبدئية بين الاسلاميين و جماعة الأخوان المسلمين وناس الجبهة القوميه سابقا…. و حاليا الإنقاذ طراز الشيخ حسن الترابى… أو طراز البشير يحتم عدم مسألة و محاسبة العضو أو الأخ أو الزميل مهما أخطأ أو أساء أو خان أو خرج من الخط المرسوم أو خرج من شرعة الولاء الأعمى للوالى ( السمع و الطاعه) و عدم السؤال كما ذكر عثمان ميرغنى مره ؟؟؟؟ ولوتم أمر كهذا يكون بفقه السترة كما حدث من قبل ( كلام سئ الذكر حاجى ماجد)بحجة إنكم كلكم متوضئة أياديكم و طاهره ؟؟؟؟؟

    لأننا نرى هناك فرق فى التعامل مع الرفاق السابقين زى حالاتكم فى حال المفارقه للجماعه أو إختلاف الرأى … الماجبهجى يمشى بيت الأشباح عديل و يوروهو هناك النجوم فى عز الظهر فى حضرة القادة ناس نافع و قوش … و ناسكم مافى أى عوجه تجيهو و يشيلو من الموقع الذى أفسد فيه الى موقع آخر فيه مجال سرقه و فساد أكبر …و لا زال قصة إستراحة المحارب ثم الترقيه و المكافئة بالوزارة الأكبر حية فى الذاكره …. و قد يستضاف فى معتقل 5 نجوم زى عمنا الترابى كم مره أعتقلوهو ما شفنا بيعذبوه و لا بتروا ساقو !!! بس كلام ناعم ذر للرماد فى العيون ( و الله ما يمرق إلا فى عنقريب و كده..) و إنت و أبواحمد و الافندى ( والعجيبه ديل كلهم عداوتهم للإنقاذ درجات ممكن قياسها بدرجات ريختر للزلازل مثلا أبو أحمد قياس 6.5 و الأفندى قياس 5.5 و سيادتكم أثرك حميد فحوالى 4.0 درجات) و الجريوات ممن يدعو الصحفنه من نوع أبو أثر بسيط جدا….. و غيركم تراكم بتنتقدوا ما شفنا يوم إستدعوكم أو قفلوا الصحف البتكتبوا فيها… و هزار احمد ابراهيم الطاهر يهددك لو جبت تانى سيرة ما ينهبو و ما تعتذر!!! و إنت تسكت و لربما حصل الإعتذار …بالله عليك و إنت الأكاديمى و المعلم و المربى دى كلها مش أوانطه و ضحك على الدقون ؟؟؟

    و الله يا أستاذ اتمنى الإجابة بصدق و ليك الأمان …..

  9. سيطرة دكتاتورية الكيزان على كل مفاصل الحياة وتغليب اهل الولاء اوصلنا الى هذا الانحطاط فى كل مناحى الحياة انهيار اقتصادى تشهد عليه اسواقنا وانحطاط اخلاقى تشهد عليه حياتنا الاجتماعيه واخطر من هذا وذاك ضعف شامل فى قواتنا الدفاعيه كشفت عنه عملية احتلال هيجليج وبالسيناريو المعلوم للجميع واحتلالها لاكثر من 240 ساعة بالتمام والكمال ومن جيش كان بالامس فلول تمرد فما بالك لو هاجمنا الجيش المصرى و لم يكتفى باحتلال حلايب وواصل حتى بورتسودان او هاجمنا الجيش الحبشى ولم يكتفى بالفشقه وواصل الاحتلال حتى القضارف…………………..الخ
    ورقة التوت سقطت وعنتريات من بيدهم السلطة بيصدقها الهتيفة ونهازى الفرص اما شعوب السودان فتسخر من بطولاتكم المزعومه
    بترول هيجليج بيضخ فى جيوب الكيزان والدليل على ذلك شركاتهم التى تكاثرت كالامبيا وتطاولت بناياتهم بالداخل والخارج وتكدست ثرواتهم ولم ينعكس اثر ذلك على المسيريه ساكنى تلك البقاع ولم نرى طرقا مسفلته شقت او مدارس انتشرت اومستشفيات بشريه وبيطريه اقيمت وظل المواطن على حاله يفترسه الفقر والمرض والجهل والتخلف فقط فى سويعات الفزع هرب اصحاب المصالح كالفئران وترك عبء الدفاع على عاتق فقراء تلك النواحى
    وبعيدا من الهتافيات والعنتريات التى لم تقتل ذبابه وبعد انقشاع غبار القوات المنسحبه جنوبا اعيدوا لاهل الحق حقوقهم قبل ان يتكدس ويتدافع الهتيفة والارزقية وماسحى الجوخ بالداخل والخارج وشركاتهم على شاكلة تهليب وبتروبلع وبتروفهلوة………………..الخ

  10. بسم ألله الرحمن الرحـيم

    المكرم الطيب زين العابدين السلام عليكم ورحم الله

    تبدو صورة الوطن أكثر قتامه والأوضاع العامة أكثر سوءاً.. فنظام الحكم يتلذذ بتعذيب الناس بتفسيره للاحتقانات والأزمات الوطنية التى صنعتها سياسته الخاطئة فى إدارة البلاد بمزايدات سياسية فارغه..

    فالنظام دائماً ما يتغنى بشرعيته التى يدّعى كسبها عبر صندوق الانتخابات والكُل يعرف زيف هذه الشرعية المنقوصة بسياساتة الخائبة..

    فالساده حُكامنا لا يعرفون كيف يحكمون..ومعارضونا لا يفهمون كيف يعارضون هذا أمر يندر حدوثه اليوم
    فلا الحُكم (نظاماً)و(حزباً) يمتلك رؤية لهذا المستقبل.. ولا حتى (المعارضة) لديها تصور واضح لدورها..
    ولذلك كان الرهان على بعض رموز المعارضة مؤشراً الى (إفلاس سياسى) ودليلاً على سوء تقدير لدور المعارضه فى (الإصلاح)..

    * ولا يخالجنى شك فى إخلاص (نواياك) وأنت تتّكرم وتقوم بمراجعات طويلة للجماعه من نواحى سوء الفهم أو اللبس الذى أدى إلى انحراف النظام إلى مجالات مجافية للخط المستقيم.. فمنذ سنوات والجدل لا ينقطع بينكم وبين الكثيرين من رفاق الامس من جماعة (الإخوان) التى كنت منضوياً تحت لوائها..

    فأنت أدرى ألناس حول ما آل إليه حال (الإخوان) وحال المجتمع السودانى بتراجعهم الملموس والذى أوشك بهذا التراجع المطرد على الدخول فى طور(الانحطاط) فما هو موقف الإخوان الامس الراهن من هذه التحولات ومدى مسؤوليتهم فى المساهمة عن هذا الموضوع..

    وفى خضم هذا أدهشتنى كثيراً حالة النشوة المفرطة بموضوع (هجليج) وحالةالتباهى والاعتزاز بسبب تحريرها واعتبار هذا إنجازاً تاريخياً يُحسب للجماعة ليغفر لهم فشلهم فى تحقيق إنجازات سياسية تنهض بالمجتمع والتى دائماً ما يلقون فيها باللائمة على النظام الحاكم ب(جوبا) وتعنته إزاء قضايا التفاوض فى القضايا العالقات .. وبدلاً من أن يكونوا (نواة) تجديد كانوا (قنطرة) لمرور التيار السلفى المتشدد لداخل البلد ..

    الجـعـلى البعـدى يـومـو خنـق ..

    من مدينة ودمـدنى السٌُــنى .. ألطـيب أهلها ..

  11. قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( هل تظنوا انهم سيرجعون الي الله ؟) اتمني ذلك

  12. شكرا على هذا المقال القيم. من المؤسف أنه ليست هذه المرة الأولى التي يتجلى فيها ضعف الترتيب والتنسيق والتدريب والمبادرة والمبادأة سواء على مستوى القوات المسلحة أوعلى المستوى التنفيذي. أنني أشعر وأنا محمدأحمد المسكين دا أننا نعيش بلا حكومة او دولة منذ أكثر من خمس سنوات. وأنني أخشى مثلك أن تكون سوسة المحسوبية وأولى القربي قد وصلت إلى المؤسسة العسكرية التي نحسب أنها افرغت من كوادرها المؤهلة والقوية. أفلام الفيديو المنشورة على الانترنت حتى بعد استعادة هجليج توضح مدى هذا الضعف، فقد لاحظنا أن النيران يتم إطفائها بالتراب، وهو موقف تسأل عنه الشركة التي تتولى إدارة هذه المستوعادت أو المنشآت النفطية كما تسأل عنه القوات المسلحة فما أسهل علمية حمل عربة إطفاء على ظهر (لوبد) القادر على حمل الدبابات. ذكر لي صديقي السوري أنه خلال الحرب الأهلية في لبنان كانت هناك قوات حفظ سودانية ضمن بعثة الأمم المتحدة للسلام. قال لي هذا الصديق أن نقاط التفتيش التي يشرف عليها الجيش السوداني من أضعف النقاط بالمدينة؟؟؟ إذا كنا كشعب نتسم بالتراخي والتهاون وعدم الجدية فيجب أن لا تكون قواتنا المسحلة كذلك. اعتقد أن حادثة هجليج يجب أن تكون نقطة فاصلةفي تاريخنا وتؤرخ كمرحلة لإعداد الجيش والبيت السوداني من الداخل. حقيقة هذه المرحلة تستأهل تسميتها بوست هجليج إيرا. لأنها كشفت عجزنا وضعف تقديرنا للأمور والتهاون في التراب الوطني. الدرس الثاني هو أنه يجب على الحكومة مراجعة نفسها والتصالح مع شعبها وحل كافة الأمور العالقة بمشاركة كاملة مع المعارضة وتحديد فاصل زمني لتركها للحكم وإجراء انتخابات مدنية حرة نزيهة. من غير المعقول أن تطأ بحذائك على رقبتي ثم عندما يهجم عليك الذئب تطلب النجدة والغوث مني. يا لها من قسمة ضيظى. فعلاً لقد نجحت الانقاذ في ربط مصيرها بمصير الوطن كما تفضل بذلك الأخ سيف الدولة حمدنا الله عبد القادر، لقدأوصلتناالانقاذ إلى مرحلة اما ان نقبل العيش على مقاهي وأرصفة التشرد بمدن أوروبا وأفريقيا أو أن نكون معها، لقد قبلنا أن الخيار الثاني على مضض ورغم مرارته فإنه لن يكون امر من العيش بقية حياتنا لاجئين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..