فقرا وسحره (1)

فقرا وسحره (1)

شوقى بدرى
[email][email protected][/email]

احد اصدقائنا السودانيين ممن يعتبر مفتح وذكى و ( شيطان ) . عاد للسودان ونجح كرجل اعمال . قابلته قبل اربعه سنوات عندما أتى الى كوبنهاجن . وكنت قد عرفت بأن بعض النيجيريين قد احتالوا عليه فى السودان. واخذوا منه تسعين الف دولار . وعندما سألته كيف يمكن ان تخدع، وانت الرجل المتمرس ؟. فقال لى والله بس الموضوع كلو سحر ، سحرونى.

هذه الايام تتندر المجموعه الشاميه من لبنانيين وفلسطينيين من لبنان بما حدث لبعضهم . فلقد قام مجموعه من الافارقه بخداعهم . احدهم شاب يسمونه ابراهيم سنفور . والكلمه ا لاخيره تعنى ولد شاطر او ما يشابه . وهو يمتلك محل لبيع وتغيير الاطارات ، والحصيله مائه الف دولار . استلف اغلبها من اصدقائه واهله .

احد الافارقه الذى كان يرتدى ملابس باهظه الثمن ويحمل حقيبه استوقفه فى الطريق، وطلب منه ان يدله على هوتيل . وعندما ابدى الافريقى امتعاضاَ بأن الهوتيل ليس على مستواه وانه يريد شيئا فاخراً . استغرب اللبنانى لان الافارقه حسب فهمه فقراء لا يجدون ما يأكلون . وابتلع اللبنانى الطعم . واراد ان يعرف نوع العمل الذى يؤديه الافريقى، بعد ان دفع اجره الهوتيل من ربطه ضخمه من الفلوس .

هذه العمليه تعرف بالمال ا لاسود . وهذه المره كانت آلاف الكرونات السويديه والالف يساوى مئه وعشره يورو . ومن حزمه كبيره اخرج الافريقى ورقه سوداء ووضع حولها ورقتين عاديتين . ثم اضاف بعض السوائل . وخرجت ورقه عمله نظيفه اخذها اللبنانى وذهب الى الدكان واشترى بعض السجائر وعاد بالباقى . ولكن هذه ا لمره اراد ان يختار ورقةً بنفسه من الرزمه . وعندما تمكن من الشراء مرةً اخرى . اراد ان يستفرد بالافريقى وطلب من الافريقى ان لا يتصل باى انسان آخر . وانه سيحضر له ستمئه الف كرونه سويديه لكى يضاعفها الافريقى . والبقيه يمكن تخيلها . واختفى الافريقى . وبعد الاتصال بتلفونه قال انه فى فرنسا لكى يحضر مزيداً من السوائل، وانه يحتاج الى ثلاثه الف يورو ارسلها اللبنانى بالوستن يونين …… ثم اختفى الافريقى .

الاخ ابوحمزه لبنانى ضخم كان يعمل فى هدم ا لمبانى . وهو رجل عشائرى ويعتبر شيخ اللبنانيين من الاصل الكردى . ومن النوع الذى يصر ان يعطى ضيوفه الطعام بيده ويحلف عليهم ويصر، ويفتح صندوق سجائره ويوزعها للجميع ولا يقبل برفضها . وهو رجل بسيط وكما يقال اخو اخوان . نلتقى بصفه متواصله . يقول لى دائماً والله يا شوقى انت راجل طيب بس ا لافارقه ا خدوا من ابن عمى مليون وستمئه الف ( حوالى مئتين وخمسين الف دولار ) تحويشه العمر وتحويشه كل اخوانه واهله وعشيرته . وخلوه جالس على صندوق طول الليل لحدى الصبح لحدى ما الفلوس تستوى . دلوقت بحكى مع حاله .

الحيله هى وجود فلوس حقيقية وطلائها بماده سوداء . وبعد اضافه بعض السوائل . وبعض الطقوس تصير الفلوس نظيفه . الاخ عمار هنا اخد الفلوس وابتاع سجائر واغراض ووضع البقية فى جيبة وصار النايجيرى يطارده لاحضار اهله . وكان يقول لى كيف يمكن ان يخدع انسان بعملية سخيفه كهذه .

احد اصدقائى الامريكان قديما وما يعرف ( كونمان ) او رجل احتيال كان يقول لى لا يمكن خداع الاغبياء . لانه ليس عندهم طموح ويعرفون مقدراتهم وامكانياتهم الذهنيه ولا يخاطرون . ولكن نحن عادة نخدع الاذكياء ، لانهم مقتنعون بانهم لا يمكن خداعهم، وانهم اذكياء . والطمع يعميهم عادةً . ويبتلعون الطعم لانهم على اقتناع بانهم اذكى من الطرف الآخر ويكونون هم الغانمين . ولهذا كنت اقول للبنانيين لقد خدعتم لانكم كنتم على اقتناع بأنكم اذكياء وان اللبنانى شئ خاص حباة الله بالذكاء والجمال والفهم . ان الافارقه ما هم الا قرود . وابو حمزه كان يقول لى والله عندك حق . نحن اللبنانيين ما كنا نتصور انه الافارقه بيعرفوا يفكروا . علشان كده خدعوهم ويستاهلوا . لبنانى آخر اسمه ابو محمد كان يقول لى . بعد ان اخدوا الفلوس تركونا مواجهين بفاتوره هوتيل واكل ومصاريف سبعه وعشرين الف كرونه ، حوالى ثلاثه الف يورو .

فى الثمانينات كانت هنالك لعبة الزئبق الاحمر . حاول حتى من اثق به واحترمه ان يلعبها على ، وهذا فى الخرطوم . ولقد خربت بيوت وحدثت طلاقات . وفركشه فى الاسر بسبب تلك اللعبه . احد السودانيين كان يحكى لى بأنهم مارسوا تلك الالعاب فى الخليج . وانهم اخذوا مليون دولار من احد اهل الخليج . فلقد اوهموا الرجل بانه يمكن ان يضع الف دولار ثم يدخل يده فى صندوق ويخرج خمشه فلوس . كانت سبعه الف دولار . فرح الرجل . لانه لم يعرف ان هنالك قاع خاص فى الصندوق . وأتى بمليون دولار . وعندما كان يحرس الغرفه المقفوله والتى تفوح منها رائحه البخور . قال السودانى كانت طيارتنا بتسخن . والرجل كان من المفروض ان يفتح الغرفه بعد اسبوع حتى لا يفسد العمل .

انا اورد هذه الاشياء الآن لان هذه الممارسات خربت السيره السودانيه الجيده التى خلقها الرعيل الاول من المغتربين . ولقد وقع كثير من السودانيين كضحايا لهذه الالاعيب . الكاتب والاديب المصرى الكبير يحى حقى ، وهو الجيل قبل نجيب محفوظ . له مجموعه من الكتب اشهرها قنديل ام هاشم الذى صار فلماً فى نهايه الستينات . كتب كذلك عن تجربته كنائب فى القضاء المصرى . وكتب كثيراً عن الاحتيال الذى كان يمارس فى المجتمع المصرى قديماً . وكان يقول ان الضحية كان يحسب كل الوقت بأنه هو الذى يخدع الطرف الآخر ، ولهذا ينخدع . ولهذا ليس من اللازم التعاطف مع الضحيه فى هذه الحاله .

التحيه .

ع/س شوقى بدرى .

تعليق واحد

  1. تصدق يا أستاذ شوقى

    أول ماقريت العنوان إعتقدت أنك تقصد فقرا وسحرة النظام..

    منذ إحتلال هجليج .ولمدة أربعة أيام تداول الناس فى السودان سؤال محير ( أين الرئيس)؟؟؟

    بعض الكتاب وعلى رأسهممولاانا سيف الدولة طرحوا هذا السؤال..يوم الخميس ظهر الرئيس ..وين؟؟ فى الأُبيض..وخر السحرة ساجدين ..وظهر بعدها كل المشعوذين..أها العصاية الجديدة دى..ما ياها الشهدت ..الرقصة فى دارفور..الإتختا فيها أوكامبو والمجتمع الدولى تحت الجزمة…

    ولو مافهمت كلامى دا ..راجع إسم المعلق!!!

  2. وان اللبنانى شئ خاص حباة الله بالذكاء والجمال والفهم . ان الافارقه ما هم الا قرود . وابو حمزه كان يقول لى والله عندك حق ”

    يعني اذا كان هذا حال الليناني فالخواجة شئ فوق البشر

    لا تنس يا أخي أن اللبناني يعتبرك افريقيا

    مثل هذا الاطراء هو الذي جعل بعض الشعوب تنظر الينا بدونية

    لمعلوماتك : بعض هذه الاجناس يذهبون الى افريقيا و يخدعون الافارقة و لكن بطرق مختلفة

  3. الكاتب الفذ شوقي بدري شكرا لك وانت تنير ظلام الجهل وموضوع السحر والدجل يحتاج المزيد..استشرت في الاونة الاخيرة ممارسة غريبة جدا استخدام مادة الرصاص من قبل النساء وضعاف النفوس لاحداث اثار ضارة بالشخص المقصود سواء بوضعها في الاكل او الشرب او نترها في الهواء في غرفة او وضعها في الملابس عند غسلها..الرصاص يستخرج نت بطاريات السيارة التالفة والجهلاء يذهبون للدجالين والموسف انه لا يوجد في السودان فحص للتسمم بالرصاص ومن يتعرض له يدخل في الدايرة اللعينة …دت مسحور..الجهل في السودان امر محير ..ادعو كل من يشتكي من اعراض غريبة ان يطلع علي اثار التسمم بالرصاصhttp://www.brooonzyah.net/vb/t165273.htl

  4. أذكياء هم كانوا أو أغبياء فإنهم مغفلون والقانون لا يحميهم , ضعاف النفوس والطامعين في أقصر الطرق وهم منتشرون في بقاع البسيطة وليسوا فقط لبنانيون , فقط أن اللبنانيين إشتهروا بالشجاعة دزن غيرهم وبالذات في البحث عن الدنانير والليرات ولو في جحر الأفعي ويقال سئل اليهودي أتبيع أمك فقال دعوني أفكر !! وسئل اللبناني أتبيع أمك فقال بكام ؟ بدون أن يتردد أو أن يرتجف له طرف !!

  5. يا أبو الشوق تحيه طيبه ahoj >nazdar…..
    هل سمعت بصديق الودعه( كان ترزى برنده بلدى فى سوق الفاشر)؟؟؟ دا من النوع إياه .. مشى الإمارات فى الأيام الأخيرة من حياةالشيخ زايد رحمه الله و إحتال على العديد من الإماراتيين بنفس الحيلة التى ذكرتها بل قيل إن والدة الشيخ محمد من الزوجة الثانيه كانت تطمح بالولاية لإبنها فإستخدمته لتمكين الابن من وراثة العرش …و كان معه واحد محتال تانى اسمو ابن عمر …و الاتنين هربوا بالاموال للسودان عبر تشاد و بمساعدةالسلطات هناك بعد مطاردة المخابرات الاماراتيه لهم و اغتيل ابن عمر فى إنجمينا و لجأالودعه للخرطوم و صار أكبر رجل أعمال بعد شراء ديرى لاند ( مزرعة الألبان للشركة العربيه و تأسيس أكبر إسطول للنقل و شركة مقاولات) و شاركه ثاتى أكبر راس فى البلد ووفر له الحمايه …..لما الضحايا الإماراتيين لجأوا للمحاكم السودانيه شاكين و إتفتحت ضده بلاغات بتهم–غسيل أموال و الثراء الحرام– ولكن القضيه تدغمست و ضاعت الملفات أيام عبد الباسط سبدرات كان وزير العدل قيل إنه قبض رشوه 100 ألف دولار و البلاغات تاهت بتوجيه من مسئول كبير و الذى كان قد أجر منزله فى الرياض للودعة لمدة 5 سنواات بــ10 مليون دولار !!!!! قبل أن ينتقل لمبانيه فى شارع عبيد ختم قبل إكمال ولا سنه و بدون إستعادت أى باقى من الإيجاره !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..