أحاديث (عائشة) عن ولاية (الحسن)

الخرطوم: مقداد خالد

يومان فقط احتاجتهم القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، عائشة أحمد صالح، للعودة إلى دائرة الضوء، وذلك بعد أن دفعت بتصريح أشد وقعاً من تصريحها القائل إن الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” في طريقه للانسحاب من الحكومة حال إقرار المقترح الخاص بزيادة أسعار خدمتي الماء والكهرباء. عائشة قالت هذه المرة إنها واثقة من قدرة رئيس قطاع التنظيم بحزبها، السيد الحسن الميرغني، على إنفاذ خطته لإنقاذ البلاد خلال 181 يوماً، وما كان تبريرها إن الحسن من أولياء الله الصالحين، وأولياء الله لا خوف عليهم لا حزن.

يعلم الجميع بالضرورة أن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، والطائفة الختمية في رباط “كاثوليكي” حتى قبيل فجر الاستقلال. فالراحل مولانا علي الميرغني لعب أدواراً مهمة في توصيل الزعيم إسماعيل الأزهري إلى سارية القصر الجمهوري ليرفع مع محمد أحمد المحجوب علم السودان المستقل في فاتحة العام 1956م.

وكانت العلاقة بين المكون السياسي، والمكون الطائفي في بدايات عهدها جلية وشديدة الوضوح حيث مثل السادة المراغنة رعاة للحركة الاتحادية فيما مثل نخبة المثقفين وقود الحزب السياسي وقوته الدافعة.

وكما شهدت العلاقة بين الاتحاديين والختمية لحظات صعود، فإنها شهدت هبوطاً أودى بالأوضاع إلى محكات عصية. فاجتماع السيدين علي الميرغني، وعبد الرحمن المهدي، واختيار المراغنة شق طريقهم السياسي من خلال تكوين حزب الشعب الديمقراطي، وحمل الاتحاديين على مواقف المراغنة من نظام جعفر نميري، كلها أسباب صنعت وتصنع الخطوط الفاصلة بين الحزب والطريقة.

خلف مولانا

في التسعينات تناسى الأشقاء خلافاتهم، واندفعوا في تأييد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مولانا محمد عثمان الميرغني، حيث كان السيد يقود جميع المعارضة لإسقاط نظام الإنقاذ.

لكن مع خفوت الروح المعارضة، والانشقاقات الكثيرة التي طرأت على جسم التجمع الوطني الديمقراطي، فضلاً عن فتور الحماسة تجاه اقتلاع الحكومة؛ عادت خلافات الاتحاديين إلى السطح، وظهرت دعوى الفصل بين الختمية والاتحاديين التي تعنون في شعار (لا قداسة مع السياسة).

أحاديث عائشة في صحن البرلمان عن الحسن الميرغني باعتباره أحد أولياء الله الصالحين، تعيد للذهن التخليط الكبير ما بين الحزب الاتحادي والطائفة الختمية، إذ أنه وبمنأى عن كسوب السياسة فإن الحسن يتحرك بين بعض من قادة ومنسوبي الحزب بطريقة الشيخ والمريد، ويكفيه أنه سليل الدوح النبوي الشريف في انجاز اطروحاته السياسية بما فيها اصلاح حال البلاد والعباد في 181 يوماً.

من منظورهم

يحلو للحسن أن يتحرك بعدة جلابيب داخل الاتحادي “الأصل”، فهو القائد الإصلاحي عند بعض الشباب وفي مقدوره تحديث الحزب والحفاظ على تاريخه في الوقت عينه، وهو شيخ الطريقة القادر الذي يسوس حواريه بسلاسة، وهو البراغماتي الذي ينتزع للحزب أراضي جديدة من خلال بناء تحالفات تعيد للحزب ريادته في الساحة، كما هو الصارم البتار القادر على حسم جميع التفلتات التي تظهر الحزب في مواقف متناقضة.

من الوفاق للخلاف

أحاديث عائشة عن ولاية الحسن، قد تكون مكمن خسارة كبيرة له، فهي تأتي في وقت تحول معه الحسن من شخص وفاقي قيل أنه قادر على مصادمة حتى والده إلى مستبد صغير بحسب ما يقول عنه المفصولين عن الحزب ويسميهم اختصاراً “الدواعش”.

ومن المؤكد أن تصبح عبارة عائشة لتعلية الحسن، سلاحاً عند مناوئيه لتعرية حيال كثير مما يجري في ساحة الحزب والبلاد عموماً. سيقول كثر إن الحسن يريد أن يزيد من تكريس السلطات في يده، فيعمد لإبعاد أهل الرأي والمشورة، ويعمل على إعمال سياسة تبادل الأدوار مع قياداته الحاليين، ويجعلهم يلبسونه ثياباً من القدسية تجعله أحد أولياء الله.

إذاً؛ فعائشة وضعت الحزب قبل أيام في محك البقاء في الحكومة من عدمه، ووضعت أمس (الخميس) السيد الحسن في محك أن يكون ولياً، ولكن نسيت أن ذلك كله يحتاج لأقل من 181 يوماً ضربها الحسن في دقة، وقد تضربه في مقتل.

الصيحة

تعليق واحد

  1. ما للأنساب و العمل العام …ان يكون منتميا للدوحة النبوية فهدا شأن خاص به و لا يعطيه اي ميزة ، كما انه ليس الوحيد في السودان الذي ينتمي للدوحة النبوية لذلك دعونا من الانساب فكلنا لآدم و لو كان الانتماء يعظم لما تقلد الخلافة سوى بني هاشم و الذين و حسب ما فهمناه من جدودنا (العركيين) أن المنتمين للدوحة النبوية يعملون في الدعوة فقط و ليس لهم دخل بالسلطة.
    و كونه وليا أيضا فولايته على نفسه ، و هو غير منتخب و تم تعيينه من رئيس غير منتخب بانتخابات شرعية ، لذلك بيننا و بين السيد الحسن بصفته المساعد الاول لرئيس الجمهورية 181 يوماً ، فكم يوماً مضت منها و كم يوما تبقى منها ، و الموية تكذب الغطاس…
    نعم 181 يوماً هي الحد الفاصل بيننا و بين مصداقية السيد الحسن ، و ستمضي ال 181 يوما و ليكن قدر كلمته ليمضى معها فالحكم ليس غواية و لا دروشة ، و إذا كان المسألة مسألة إطلاق وعود كاذبة فالحسن الميرغني لن يستطيع مجاراة الرئيس البشير في طق الحنك المكذوب.

  2. علي مااذكر حكاية ال181 يوم تطرق اليها الصادق من قبل فاذا نجمع الصادق مع الميرغني جونير وال 181 يوما تصبح 90,00 يوما اذا جمعنا الاسياد ونستفيد من اجتهادهم مع الباب العلي

  3. اصلا اسم ميرغي غير عربي عجمي وبعدين الرسول صلي الله عليه وسلم ماعندو ولد عشان يجي واحد يقول انا من الاشراف وبلاش عباطة وقلة حي

  4. الروايات تقول ان تاجرا هنديا بمكة اسمه (مير خان غني) قدم الى السودان في فترة ما فبجله الناس و جعلوه من ال البيت… و الله اعلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..