May Day

May Day

ابراهيم بخيت

اسمحوا لى ان ارفع صوت الاستغاثة العالمى باللغة الانجليزية إذ يصادف اليوم عيد العمال العالمي ويعود الاحتفال به كل عام في كل أنحاء العالم فى هذا اليوم الاول من شهر مايو . و من الغريب أن كلمة أول مايو باللغة الإنجليزية May Day ) ) تعنى ( الهم الدائم ) و كثيرا ما يسمعها مشاهدو الأفلام السينمائية آو التلفزيونية عندما يطلقها أحد الممثلين كنداء استغاثة من كارثة موشكة على الحلول . و لكنها الآن أصبحت لا تكاد تعني أي شيء على الإطلاق. بالنسبة للكثيرين من العرب العاربة و الافارقة المستغربة و السوادنة المغتربة و المغرّبة عن حالها و مآلها و ما بها و ما عليها . فبعد ان كنا و حتى وقت قريب نسمع فى بواكير الصباحات الجميلة اوات الابواق و الاجراس التى تعلن بداية ساعات العمل فى المصانع و الورشة و السكة الحديد ، ساد صمت القبور على كل تلك المنشأت الوطنية ، و غاب العمال الوطنيون ذكورا و إناث عن ساحات العمل فى تلك المنشأت و تمّ إبدالهم بالعمال الاجنبية فى اكبر مذبحة و تصفية صفوية عملت فيها باجتهاد مقاصد الرأسمالية الاسلاميويه النهمة ? و اصبح العمال ايتام على ابواب اللئام و التاريخ يقول إن تأسيس عيد العمال العالمي يعود لمنظمة “فرسان العمل” التي كانت أول من طالب بتحديد ساعات العمل بثمان ساعات في عام 1886م على إثر إضراب من أجل تحديد ساعات العمل و أعتبر يوم الأول من مايو يوم العمال العالمي ،حيث قرر مؤتمر دولي للعمال أن يجعل منه يوما عالميا يتحرك فيه العمال للمطالبة بشروط عمل أكثر عدالة وضمانات اجتماعية أفضل. لا يزال عمال العالم كله يضعون نفس المطالب. وغنى عن القول إن الجهد الذي يبذله العمال على كافة تخصصاتهم و مراكز تجمعهم و الدول التي يعملون فيها هي التي بنت الحضارة الإنسانية برمتها . و بغض النظر عن أن الاحتفال بيوم العمال البس ثوبا من أثواب الاتجاهات السياسية على مدى سنوات طويلة ، إلا انه مع الزمن صار يجمع كل العالم ،ليس فقط من اجل المطالب العمالية و تحسين ظروف عملها ، و إنما توسع مفهومه و اصبح يوما للاحتجاج و طرح العديد من القضايا التي تعدت نطاق المطالب النقابية إلى كل اوجه الحياة . و أصبحت مسيرات الاحتفال فى الدول الديموقراطية التى تسمح للمواطنين بالتعبير عن آرائهم فى المسيرات السلمية تضم أصدقاء البيئة و المطالبين بحقوق الإنسان، و المناهضين للتمييز العنصري ، و غيرهم . و يبقى الاحتفال بهذا اليوم مجردا عن أثوابه الملونة ، يوما له دلالاته العميقة ، من أهمها تقدير العالم كله للعمال على مختلف تخصصاتهم و على مختلف مواقعهم . وللدور المهم جدا الذي يقومون به على مختلف المستويات في مجالات الصناعة أو حقول الزراعة أو مناجم التعدين أو أي حقل آخر ، فالإنتاج يعتمد على هؤلاء العمال وعلى سواعدهم وعقولهم . فإكرامهم إكرام لقيمة العمل . و الرسول الكريم (ص) يقول أعطوا الأجير اجره قبل أن يجف عرقه . فهذا اعتراف كريم وتقدير واحتفال بالعامل و العمل . ندعو أن لا يكون يوم ( للهم الدائم )

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..