أخبار السودان

بنك السودان: طريقة مبتكرة لتفادي الخسارة في التمويل الأصغر.. إفادات نائب وحدة التمويل الأصغر

حوار – أماني خميس
ظل كابوس الوظيفة يطارد دون ملل أو كلل خريجي الجامعات وفي كل عام يزداد عددهم بما يزيد عدد العاطلين عن العمل، فيضطر بعضهم إلى التوجه إلى السوق الذي له قواعد تحكمه، وبالتالي لا بد أن يكون الخريج ملماً بأحكام التعامل مع دهاليزه ومعتركاته، وإلا سوف تكون الخسارة في انتظاره.
ولتسهيل الأمر على الخريجين الذين لم يجدوا وظيفة (يسكنوا) فيها ابتكر بنك السودان المركزي طريقة إسلامية جديدة تضمن للخريج النجاح في نشاطه داخل السوق، ولمزيد من الإيضاحات في هذا الصدد التقت (أرزاق) بمحمد صديق الحسن نائب وحدة التمويل الأصغر في بنك السودان ورئيس اللجنة التوجيهية لمشروع بناء القدرات في هذا الحوار:
* هلا حدثتنا باختصار عن هذا المشروع؟
بداية كونا لجنة مشتركة بين البنك وجامعة السودان مبنية على شراكة مع البنك الإسلامي للتنمية بجدة، وتحوي هذه الشراكة بندا للتدريب وبناء القدرات، لذا اخترنا لهذا الغرض بعض الجامعات التي تتوفر على الأرضية المستهدفة للتدريب، ثم استهدفنا (4) آلاف خريج من الجامعات المختلفة لتنفيذ الخريطة المستهدفة للتدريب في هذه المرحلة.
* لكنكم اخترتم جامعة السودان؟
نعم، وقع الاختيار على جامعة السودان لعدد من الأسباب أهمها توافر البنية التحتية للتدريب العملي إذ يتم تدريب الخريجين في ورش الجامعة التي تحوي كافة الاحتياجات الأساسية والمتطلبات، كما أن نظام الشراكة الذكية بين جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وبنك السودان المركزي يعد من أهم الشراكات الناجحة التي استطاعت خلق أرضية قوية في مجال تدريب الخريجين المؤهلين لتلقي التمويل الأصغر، وقطعاً تعتبر هذه الشراكة من الشراكات الناجحة في مشروعات التمويل الأصغر بالبلاد.
* طيب، ما الأهداف التي يريد البنك تحقيقها؟
مشروع الشراكة بين بنك السودان المركزي وجامعة السودان يهدف كما ذكرت إلى تدريب الخريجين والمؤهلين لبناء القدرات ومع بقية الجامعات وتم اختيار، الجامعات التي تتوفر على الأرضية والمناخ المناسب للتدريب وخطة البنك عموما استهدفت تدريب (4) آلاف خريج من الجامعات المختلفة إلى أن وقع الاختيار على جامعة السودان كمرحلة أولى وجاءت نتيجة لمعطيات كثيرة أولها البنية التحتية الجيدة الصالحة للتدريب بجامعة السودان بجانب وجود الحاضنات الخمس التي يتم تدريب الخريجين والمؤهلين فيها.
* وما هي طبيعة التدريب؟
في هذا المجال نجد نوعين من التدريب عملي ونظري في مجال التمويل الأصغر، ويشملان دراسة الجدوى ودراسة السوق والسلع والصيغ الإسلامية وأخلاقيات المهنة وكيفية وضع السياسات.
* ثم ماذا؟
فترة التدريب شهر كامل جلها يكون حول التمويل الأصغر وأساسيات التعامل مع السلع وكشف نواحي السوق وبعد التخريج يتم تأهيله إلى التدريب في مجال الحاضنات الخمس الموجودة بجامعة السودان ويتم تدريبه لمدة شهرين أو ثلاثة، ومن ثم يمنح شهادة من جامعة السودان وبالتالي يصبح مؤهلاً تماما لنيل التمويل الأصغر بعد اكتسابه خبرات في هذا المجال.
* وبعد أن يتم تدريب الخريج هل يترك بدون تمويل أم هناك حلول أخرى؟
دور اللجنة مساعدة الخريج في الحصول على التمويل الأصغر من مؤسساته خاصة وأن الحاضنات الموجودة بجامعة السودان تتضمن مختلف المجالات مثل الجلود والأثاث والإنتاج الحيواني والملابس الجاهزة وبرامج الحاسوب هذه مجالات واسعة يمكن أن يعمل الخريج عليها.
* لا شك أن استرداد القرض يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه التمويل الأصغر في السودان عموماً، هل ثمة مخارج؟
واحد من أسباب الفشل في التمويل الأصغر هو عدم توفر طالبي التمويل على خبرات في المشروعات التي يريدون تمويلها بالإضافة إلى غياب الدراسات الكاملة والوافية لجدوى المشروع، لذا، نحن في التمويل والصيغ الإسلامية نحدد أولا نوعية المشروع ثم نشرع في تدريب الخريج بإعطائه جرعة كافية ليكون مؤهلاً تأهيلاً عالياً، ونهدف من ذلك إلى تقليل فرص الخسارة، كما أن اللجنة التوجيهية للشراكة بين بنك السودان وجامعة السودان اتخذت عدة احترازات من بينها الاجتماعات الدورية ورصد ومتابعة الذين تم تدريبهم بالإضافة إلى إشرافها على المشروعات ووضع الخطط والسياسات المستقبلية لها.
* ثم تتخلون عن الخريج ليشق طريقه وحده؟
ليس كذلك، فبعد أن يتم تدريب الخريج ويؤهل تماما للعمل في معتركات السوق يتم تشبيكه مع مؤسسات التمويل الأصغر، كما أن الضمانات للمشروع في نظام الصيغ الإسلامية، لا تعدو كونها ضمانات شخصية مرنة.
* هل هناك فترة استرداد محددة؟
فترة الاسترداد مرهونة بنجاح المشروع لأن التمويل الإسلامي هو تمويل حقيقي في سلع حقيقية، خاصة وأن العمل بدأ بخمس حاضنات، ولما اكتشفنا أن الإقبال على حاضنة الأثاث ضعيف استبدلناها بأخرى أطلقنا عليها حاضنة المهارات النسوية وهذه تشمل المشغولات اليدوية والأحذية والتطريز ومنتجات الألبان وغيرها.
* إذن، متى ابتدرتم شراكتكم مع جامعة السودان؟
وقعنا مذكرة التفاهم في 16 أكتوبر 2014.
* وأول دورة تدريبية؟
كانت في 20 يناير 2015م.
*بهدف…؟
أهم أهدافها رفع قدرات الخريجين، وتصحيح المفاهيم عن التمويل الأصغر واستخداماته في أوساطهم وتوفير عملاء متدربين ومؤهلين لمؤسسات التمويل الأصغر

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..