الوالي.. التربال

الوالي.. التربال

الصادق المهدي الشريف
[email][email protected][/email]

? أرسل لي الأستاذ والزميل الصحفي أحمد عمر خوجلي رسالة تواصل مُعبِّرة يوم أمسٍ الجمعة.. يقول :(قال بن القيِّم: مَن تطوَّق بنعم المخلوقين ومننهم، فهو مُضطّرٌ أن يفعل لأجلهم وأن يترك لأجلهم، لهذا فمن كمال الإخلاص أن لا يجعل العبد عليه مِنّةً لأحدٍ من الناس، لتكون معاملاته كلها لله.. إبتغاءاً لوجهه وطلباً لمرضاته).
? ولم أذهب بالرسالة بعيداً عن الوضع في ولاية القضارف.. سيّما واليها وقائدها كرم الله عبّاس الشيخ.. الرجل الذي صار يقول الكلمة فتسيرُ بها الصحف إسبوعاً.. ويُعقدُ مؤتمراً فتلوكه المجالسُ شهراً.. لله درهُ.
? والسؤال الحائر عند كثيرين: ما الذي يجعل الرجل مُبيناً في كلامه وقوياً في مواقفه الى هذه الدرجة؟؟.
? الإجابة موجودة فيما قاله بن القيِّم.. فالرجل تربالٌ.. له من الاراضي الزراعية ما تتوه فيه العربات الدستورية.. ليس بحاجة لكي يمد يده الى المال العام ليضع في جيبه.
? بوضعه المالي.. فهو غنيٌّ عن أموال الحكومة وأموال الحزب الحاكم.. يزرعُ الاراضي ويبيعُ مثل كبار تجار القضارف الذين تستدين الحكومةُ منهم الذُرةَ في احايين كثيرة.
? بوضعه السياسي.. فهو لم يصل الى قيادة الجهاز التنفيذي بولايته محمولاً على أكتاف المؤتمر الوطني.. بل لو كان الأمر بيد المؤتمر لما منحه الفرصة ابداً.
? لذا.. ليس للمؤتمر الوطني مِنّةٌ عليه.. فهو لم يدعمه مالياً.. ولا سياسياً.. ولا هو راضٍ عنه (كُلَّ) الرضى.. ولا (نصفه).. ولا (ثلثه).. ولا (ربعه).
? جآءت به جماهير الولاية حينما كان المركز يُخزِّل عنه.. وانتخبه أهل القضارف والأمانة العامة تنظرُ إليه بعين السخط.
? كذا.. تمّت محاولة لعزله عن منصب الوالي.. عبر الطريق القانوني.. وهو سحب الثقة منه عبر المجلس التشريعي.. فخاب بارئُ القوس وطاش السهم.. وصوَّت له مجلس القضارف معيداً الثقة فيه.. ولا يظننّ أحدٌ انّ تلك كانت خاتمة المطاف.. فمن المتوقع أن يعلن المركز حالة الطوارئ لأجله.. لأجل إزاحته.
? بذا.. وبعد أن رفض تقديم إستقالته حسبما طلب منه أحدهم أو بعضهم في المركز.. فسوف تُعلن حالة الطوارئ.. وستكونُ سابقة في تاريخ السودان.. أن يتم إعلان حالة الطوارئ من أجل رجلٍ واحدٍ.. ليس له جيشٌ ولا حركة مسلحة.. والأجهزة النظامية بولاية القضارف الآن في حالة إستعداد كامل كما جاء بالصحف.
? ثُمّ.. ما الذي قاله الرجل حتى يلقى كل ذلك العنت؟؟.. وما الذي فعله حتى يكابد كلّ تلك المحن؟؟.. الرجل لم يقل سوى (عايز حقي).. وفي المثل الشعبي (القال حقِّي.. غلب).
? الولاية لها متأخرات على وزارة المالية الإتحادية.. ولها حقّ الحصول على تلك الأموال.. وحسب رواية الوالي فالأمراضُ تفتكُ بأهلها.. وهو مسؤولٌ عنهم.. لا بُدّ أن يبحث لهم عن مالهم.. يطعمهم به ويداويهم.. وأن صمت كان كمن مات وهو غاشٌ لرعيته.. وفي الحديث الشريف (من مات وهو غاشٌ لرعيته فقد حرّم الله عليه الجنّة).
? لماذا لا يحاول المركز أن يسلك الطريق الآمن.. أن يمنح ولاية القضارف حقوقها.. ثمّ ليقطع فلينظر ما الذي سيفعله كرم الله بعد ذلك؟؟؟؟.

تعليق واحد

  1. يجب أن يقف الناس مع والي القضارف ومساندته ضد لوبيات الفساد ولصوص المال العام وتنظيم استقبال جماهيري له لو تم فصله

  2. كرم الله عباس يستحق نوط الشجاعه لوقفته الشجاعه أمام الجبروت الانقاذى لا حبا في السلطه أو المال أنما من أجل حقوق الكادحين المغلوبين علي أمرهم من أهل الولايه ، لك التحيه أيها الفارس الذى وقف شامخا ويا ليت كل من وقف حادبا لمصلحة الوطن من الحادبين عليه .

  3. ياصادق ياشريف نشكر لك قلمك الشجاع الذى لا يعرف الدهنسة والانبطاح وكثر الله من امثالك اصحاب الكلمة الشريفة الصادقة لك التحيه والتقدير
    زميل سابق لك فى انتشار الاعلانيه

  4. (جآءت به جماهير الولاية حينما كان المركز يُخزِّل ) يا اخوى جماهير شنو الجابتو. انت عايزنا نصدق اكذوبة الانتخابات (المخجوجة) . مايحدث هو صراع داخل العصابة حول تقسيم الغنائم, منحها للمرضى عنهم ومنعها عن الاخرين كامتداد للصراع داخل المركز نفسه. كانت نظرية البروف النافخ فى الانتخابات الاخيرة هى ان لايتم ابدا ترشيح اى شخص له نفوذ قبلى او دينى/ طائفى على اى مقعد عن المؤتمر الوطنى حتى تكون (عينو مكسورة) وهو يعلم انه مجرد اداة للمركز, وقد تم ذلك – مع استثناءات قليلة-.

  5. و الله كرم الله دا خلانى أتمنى أكون أحد رعاياه فى و لاية القضارف كتر الله من امثاله و حفظه و رعاه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..