الفريق.. نائباً للرئيس

الفريق.. نائباً للرئيس

الصادق المهدي الشريف
[email][email protected][/email]

قالت الهيئة القيادية لحزب الامة القموي كلمتها وهي تنتخب الدكتور ابراهيم الامين.. أميناً عاماً للحزب خلفاً للفريق صديق.
? القصة كادت أن تدفع بالحزب لمزيد من الانشقاقات.. قصة إدارة الفريق صديق لملف (الحوار) مع المؤتمر الوطني.
? ولمن لم يتابع القصة من بدايتها.. نكتب ملخصاً سريعاً لأهم الأحداث وهذا لا يعني عدم أهمية التفاصيل.. فشيطان التفاصيل لا يترك تفاصيله بلا متعة.. ولو من باب التزيين (ولأزيننَّ لهم).. فحاولوا في حين فراغٍ أن تعودوا لقراءة التفاصيل.
? فمخرجات المكتب السياسي للحزب في التعامل مع نظام الإنقاذ هو (تعبئة الجماهير ضد النظام من أجل إزاحته وأو التحاور مع النظام للوصول الى تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن).
? عملياً.. ترك حزب الأمة المواجهة (التعبئة) منذ دخوله الأخير الى البلاد وتفكيكه جيش الأمة.. بمعنى انّ خيار التعبئة المؤثرة لم يعد ممكناً من الناحية العملية.. وبالطبع لا يمكن الركون للمظاهرات لأنّها مُجربة ولم تسقط المؤتمر.
? الخط الثاني هو الحوار.. وهو يتفق مع البِنية الفكرية للإمام الصادق المهدي.. فكونه (مفكراً) فهو يميل الى الصدام بالكلمات لا (باللكمات).. ويميل الى (إزاحة) النظام لا الى (إسقاطه).. وهناك فرق بين الكلمتين (وآلياتهما).. والمعنى واضح (كما قال بروف عبد الله الطيِّب).
? وبعد أن خرج الفريق صديق من الأمانة العامة عبر الإقتراع والإرادة الحُرّة للهيئة القيادية للحزب.. أصدر الإمام الصادق قراراً بتعيين الفريق صديق نائباً لرئيس الحزب.
? القرار لا يمكن إطلاق حكم عليه إلا بمعرفة المزيد من التفاصيل حوله.. فطريقة التعيين عبر (الترضيات) هذه هي (إقتراع) تميّز به المؤتمر الوطني على غيره من الأحزاب.. حيثُ يخرج الوزير من وزارته.. فيبحث له الحزب عن رئاسة مجلس إدارة لهيئة أو بنك الى حين عودته مرةً أخرى الى الكرسي الدوّار.
? كما إنّ ملء الإمام للمقعد الشاغر – مقعد نائب الرئيس – هو إغلاق للباب أمام مبارك الفاضل الذي عاد لتوِّه الى الحزب ولم يُحسم موقفه التنظيمي بصورة قاطعة.
? المبارك الفاضل كان يُمنِّي نفسه بمقعد الأمين العام.. ولمّا كان هذا المقعد بحاجة الى إقناع أعضاء الهيئة القيادية للحزب بالتصويت لصالحه.. وهو الأمر الي لا يتوافر بسهولة لمبارك.. فإنّ منصب نائب الرئيس كان هو المنصب الأقرب لجلوس الفاضل.. بعد ترحال.
? بهذا التعيين يرسل الإمام الصادق أكثر من إشارة وفي جميع الإتجاهات.. فهو يحتفظ بخط الحوار مع المؤتمر الوطني مفتوحاً عبر رجل الحوار الذي يملك أرقام الخطوط الساخنة مع الحزب الحاكم.
? في ذات الوقت يملأ (وبصورة مبكرة) المقعد الذي دار حوله ابن عمه.. حتى لا تحدث مفاجآت في طريق السياسة (الوعر) تجعل التفاوض حول هذا المنصب ممكناً.. بل وموضوعاً على طاولة الحوار.
? على كلٍّ.. الفريق صديق ورغم إحترامنا الكامل له.. ورغم أنّه أصبح نائب رئس الحزب.. إلا أنّه لا يمكن أن يكون كنائب الفاعل.. ولن يستطيع أن يحل محل الفاعل بعد حذفه.
? فهنالك رجلٌ من داخل الأمة.. تمّ إرساله للقصر الجمهوري.. للتدرب والتأهل لإدارة البلاد والأزمات وفهم ألاعيب السياسة.. وحتماً سيعودُ بذخيرة (كافية) لإدارة الحزب.. في يومٍ ما.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..