نجاح.. مركز

ولا جناح عليكم إن قمتم بتشكيلها كيفما يشاء لكم هوى القراءة .. فإن قمتم بتشديد الكاف فهو فعلا (مرَكَّز) وإن شئتم فتح الكاف ونسبتها إليه فهو المركز القومي للمعلومات.. والذي اختتم بالأمس جلسة ملتقى تقانة المعلومات رقم 13 بالولايات.. لم يكن النجاح بسبب العدد الكبير من الشركات.. في المجال.. التي شاركت في المعرض المصاحب وبالحضور.. ولا في أوراق العمل الرصينة.. وجلسات النقاش المميزة.. ولا في الإعداد الجيد لجلسة ختام الملتقى.. ولكنه التخطيط السليم من إدارة المركز.. جهد سبق قيام الملتقى بأشهر عدة!!!
التفكير بشكل مختلف.. ومنفتح.. كان مفتاح النجاح.. انفتاح المركز على الجميع وعدم انغلاقه.. يقول مقربون من المركز إنه يستمع للرأي والرأي الآخر.. وكثيراً ما يعمل بالرأي الآخر الذي ربما يأتي من مختص حادب أو عالم في مجاله!! المركز يتولى أمر الحكومة الإلكترونية والتي قتلتها أوراق العمل بحثاً وفحصاً وتمحيصا عمت فائدته.. استمع إليه الحضور واستمتعوا به إلا قيادات الوزارات ذات الصلة.. الوزيرة المختصة دكتورة تهاني عبدالله.. أبرز الغائبين.. أما وزارة المالية فقد سجلت غياباً تاما وكاملا بغياب وزير المالية وزير الدولة بالمالية ووكيل وزارة المالية.. وتَرَكُوا أمر مناقشة أثر الحكومة الإلكترونية على الاقتصاد الكلي.. على أهميته.. للفنيين التقنيين في الوزارة.. ولولا وجود علماء مختصين في الاقتصاد وإدارة الأعمال على المنصة ساعة نقاش هذا الموضوع الحيوي.. حيث قدموا تحليلات رصينة وبينوا أثر الحكومة الإلكترونية على الاقتصاد الكلي فقد اعتبر المشاركون أن حوسبة المعاملات الحكومية تمثل نقلة نوعية للاقتصاد السوداني وبينوا دور الحكومة الإلكترونية في القطاع الخاص.. والأثر الاقتصادي لاستصحاب القطاع الخاص في تطبيق الحكومة الإلكترونية.. وتناولوا كذلك الآثار الاقتصادية السالبة للحكومة الإلكترونية وكيفية معالجتها وتناولوا تفصيلا
ماهية اقتصاد المعرفة.. وعلاقته بالحكومة الإلكترونية وبالاقتصاد الكلي واجتهد ممثل وزارة المالية في شرح تجربة أورنيك 15.. والآثار الاقتصادية للمشروع واجتهد كذلك في تبيان نظام الخزانة الواحدة وتطبيقاته وفي تأكيد ولاية وزارة المالية على المال العام الذي غاب خَزَنته (الوزير ووزير الدولة ووكيل الوزارة)..!
السادة الغياب:
مشروع الحكومة الإلكترونية من المشروعات الاستراتيجية للبلد ويحوز اهتماما مباشرا من القيادة العليا بدءا من الرئيس ومن نوابه فلا تجهضوه بكثرة الغياب عن مثل هذه الفعاليات التي تشرح التطبيق وتشرّحه، ولتعلموا أن هذا الغياب الداوي عوضه حضور فاعل من وزراء الدولة بعدة وزارات وعلى رأسهم ذروة سنام العطاء في هذا الملتفي وزير الدولة بوازرة الاتصالات وتقانة المعلومات الصادق فضل الله وحضور طاغٍ لوزراء المالية بالولايات والأمناء العامين لحكومات الولايات.
السادة الغياب:
أرجو ألا يأتي يوم نلتقط ورقة من قارعة الطريق نكتب عليها (حضرنا ولم نفتقدكم) فالحكومة الإلكترونية ماضية إلى غاياتها..
(بيكم) و(بلاكم).
اليوم التالي