ديمقراطية الأمر الواقع

ديمقراطية الأمر الواقع

الصادق المهدي الشريف
[email][email protected][/email]

? في خلال الايام الفائتة أصدر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة قراراً غرائبياً بتعيين الفريق صديق محمد إسماعيل نائباً لرئيس الحزب.
? دستور حزب الأمة لسنة 1945م المعدّل في العام 2009م.. يمنح رئيس الحزب حق تعيين نوابه ومساعديه ومستشاريه.. ويمنحه حق تعيين 5% من الهيئة القيادية.. ذلك الحق الذي كان سبباً في تقسيم الحزب.. بعد أن رفض عددٌ من عضويته قرارات المؤتمر العام الأخير.
? فالسيد الصادق يمارس حقاً كفله له دستور الحزب.. ولم يصدر القرار بصورة فوقية كما هي العادة في أحزابنا هداها الله.. ولكنّ الإمام يستخدم حقهُ الدستوري بصورة أقرب للقاعدة القانونية التي تتحدث عن (التعسف في إستخدام الحق).. إستخدام الحق المشروع على وجهٍ غير مشروع.
? لكن.. ما هي الفلسفة التي دعت الإمام الصادق لإتخاذ مثل هذا القرار الغريب؟؟.. قراره بتعيين الفريق صديق نائباً له.. والذي يمكن النظر إليه وكأنّه طعنٌ في الإجماع الذي تبدى لأول مرة في أجهزة حزب الأمة بسحب الهيئة المركزية للحزب لثقتها من الأمين العام السابق (نائب رئيس الحزب حالياً)!!!!.
? هذا أشبه بما يفعله المؤتمر الوطني.. حين يخرج أحد كوادره من الوزارة.. فيدخل اسمه الى لجنة (التسكين).. تسكين الكادر الخارج من الوزارة ببثّ السكينة في نفسه أولاً.. ثمّ تسكينه في منصب مقارب في الإمتيازات للمنصب الوزاري.. فتبحث له اللجنة عن رئاسة مجلس إدارة لأحد البنوك أو إدارة أحد الشركات لحين عودته مرةً اخرى الى الكرسي الوزاري الوثير.
? وبذا.. لا يحق للإمام أن ينتقد الحزب الحاكم بعد أن سلك طريقاً مثل طريقه.. فقرار الهيئة المركزية يستحق الإحترام من رئيس الحزب.. بل أنّ رئيس الحزب هو أولى الناس بإحترام قرار مؤسساته.
? صحيح أن قرار تعيين الفريق تمّ وفقاً لدستور الحزب.. ولكن إبعاده من منصب مهم مثل منصب (الأمين العام) يعني أنّ عدداً مقدراً من قيادات هيئة الحزب فقدت الثقة فيه كَ(قيادي بالصف الأول وصانع قرارات).. وتصبح عودته الى قيادة الحزب في منصب آخر.. ضرباً لقرار الهيئة بعرض الحائط.
? بل انّ قبول الفريق بالمنصب الجديد ذهب بالروح الرياضية العالية التي أبداها حين قبل بقرار الهيئة المركزية.. والتي جعلت من تلك الممارسة نموذجاً لم يتوفر في ايِّ حزب سوداني.. إلا جماعة الإخوان المسلمين حين جاءوا بالدكتور الحبر يوسف نور الدائم رئيساً ومرشداً للجماعة بديلاً للشيخ الجليل الصادق عبد الله عبد الماجد.. وقد كتبنا عن ذلك في حينه.
? ديمقراطية رئيس الحزب ? التي مازته عن الآخرين – أصبحت على المحك بعد إدخاله للفريق بالباب الخلفى بعد أن اُخرج بالباب الأمامي.. حتى لو كان صحيحاً أنّ الإمام يدخر الفريق لتفاوض (طويييل) مع المؤتمر الوطني.. وهو ملف طالما تولاهُ الفريق وخبر دروبه.. وكان آخرهُ الحوار مع مستشارية الأمن القومي.. ذلك الحوار الذي عجل برحيل الفريق قوش.
? وأخيراً للفريق.. بعد أن أصبح تعيينه (نائباً للرئيس) أمراً واقعاً.. عليه أن يسترجع (للإعتبار) فترته السابقة التي أدار فيها الأمانة العامة لحزب عريق وعريض مثل حزب الأمة.. وأن يُراجع (للعبرة) السبب الذي دفع الهيئة المركزية لإسقاط (تقرير الأداء) الذي قدّمه أمامها.

تعليق واحد

  1. فى سر بين الصادق المهدى وصديق اسماعيل ولكن ما هو السر هل بتاع ليل ام نه نهار افتونا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..