الجنيه… السقوط من قمة البرج

تحليل اقتصادي:

الجنيه… السقوط من قمة البرج

د.أنور شمبال
[email][email protected][/email]

صارت موافقة بنك السودان المركزي على تعويم سعر الصرف، حديث الغاشي والماشي، بل بات المحرك الأساسي لرقعة شطرنج السوق الذي لم يعرف انخفاض سلعة طوال الأشهر السبعة الماضية، حيث بلغت نسبة زيادات بعض السلع (300%)، فيما يتوقع خبراء الاقتصاد بهذا القرار انفلات عيار السوق، ويضع أحد فريقي لعبة الشطرنج (التجار أو القطاع الاقتصادي) في وضع (كش ملك).
لم تعد موافقة البنك المركزي هي مصدر الدهشة، بل كان الاقتصاديون والمصرفيون يتوقعون هذا الاجراء مع بداية العام المالي الجاري، ويجدونه مضمناً في الموازنة العامة للدولة، وسياسات بنك السودان المركزي للعام 2012م، ولكن الذي حدث أن الموازنة أجيزت بسعر صرف (2.7) جنيه للدولار، ولم تشر السياسة النقدية إلى أي اتجاه لتعويم سعر الصرف، لكنها حرضت على حرية التعامل بالنقد الأجنبي وتحرير المعاملات وحرية استخدامات النقد الأجنبي في إطار الموجهات التنظيمية الصادرة من البنك المركزي، والاستمرار في سياسة ترشيد الطلب على النقد الأجنبي عن طريق السياسات النقدية والتجارية، وترشيد الصرف الحكومي بالنقد الأجنبي.
ولكن الدهشة تكمن في توقيت صدور القرار الذي يأتي قبيل شهر رمضان المعظم، ومحافظ بنك السودان المركزي د. محمد خير الزبير خارج البلاد (في ليبيا)، في حين أن كل مؤسسات الدولة تتحدث عن أهمية خفض أسعار السلع الاستهلاكية بالتركيز على حكومة ولاية الخرطوم، بل أن وزير المالية علي محمود وعد بمعالجة مشكلة النقد الأجنبي عبر قرض أجنبي كبير وإخرج المضاربين في سوق النقد الاجنبي من الحلبة، وقد أعلن مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع في وقت سابق الحرب على تجار العملة، فيما أن مضمون القرار جعل تجار العملة في مأمن بل ربما يكونون أفضل حالاً من غيرهم، حيث يعتبر القرار ذبحاً بلا فرفرة لصادراتنا غير البترولية على قلتها، لأنها تفقد المنافسة تماماً، لاعتبار أن تكلفة الإنتاج عالية، وأن قيمة العملة الوطنية (الجنيه) منخفضة.
تعد الآثار السالبة على خيار رفع الدعم عن الوقود أخف من هذا الاختيار، والذي لا يحول دون تنفيذ خيار رفع الدعم عن الوقود في وقت لاحق إن استقرت الامور، دون موجات ارتدادية جراء هذا القرار وتأثيراته، بزعم ان الخطوة غير محسوبة بدقة، لان من النادر جداً ان يقدم مستثمرون في الظرف الحالي وضخ اموال طائلة ليستثمرها في البلاد، حتى يستفاد النقد الاجنبي الذي يأتي به، كما ان المغتربين هم ايضاً في حالة توجس من التحويلات عبر القنوات الرسمية، لاعتبار انها متذبذبة، وغير مستقرة.
يرى كثير من المراقبين ان الخطوة لم تكن متسقة مع الاجراءات التي اتخذها بنك السودان لمعالجة المشكلة، والتي منيت جميعها بالفشل، لانها لم تات متسقة مع السياسات الاقتصادية التي هزمتها الظروف الأمنية، وظروف انقسام البلاد، ففي السابع عشر من إبريل الماضي خفض البنك المركزي نسبة الاحتياطي النقدي القانوني من 13% إلى 15%، كما تم إعادة جدولة المستحقات بالنقد الأجنبي مع دولة الصين ليتم دفعها بعد العام 2017م، واستهدفت الاجراءات تعزيز موقف احتياطيات النقد الأجنبي ومحاصرة نشاط السماسرة والمضاربين عبر تنفيذ حملات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وتفعيل قانون النقد الأجنبي الذي يجرم الاتجار غير المشروع وبدون ترخيص في العملات الأجنبية.
وفي نهاية العام 2011م اصدر البنك المركزي عدداً من القرارات والمنشورات لمعالجة ذات المشكلة، بعد تم تغيير العملة الوطنية بصورة مفاجئة، بعد أن طبعت دولة الجنوب عملة خاصة بها، قبل الوصول إلى اتفاق مع الحكومة بهذا الخصوص.
يعتبر القرار خفض لقيمة العملة الوطنية (الجنيه) بنسبة عالية قاربت الـ(100%) من (2.7 إلى 4.9) جنيهات للدولار الواحد، سقوط من قمة برج.

تعليق واحد

  1. القرار وضع اصلا لتجهيز الشعب السوداني (( البطل ) مع حذف الالف بين الباء والتاء) لقرار رفع الدعم عن الوقود

  2. والله قبل ما اشوف الجنيه بعيني غرق لاني بره السودان ……… دا كلام دا يا جماعه ما ينتظر حتى سنتين يروح فيها….. لكن يا الكيزان جنس شماته….. علي العموم ارسله لي صوره بس……

  3. القرار هو بداية لتدريج ايقاف دعم الوقود سيطرح علي ان علاج سعر الصرف يكمن في رفع الدعم عن الوقود كده الشعب يكون بدفع حق التعليم والصحة والامن ومخصصات الكبار ووووووووو والجماعة قاعدين ومتربعين يمصوا دم الغلابان ده حتي ينقل لغرفة الانعاش وحينها نكون قد انتجنا صومال جديد يحتكم للبندقية في كل شئ وبرضك الجماعة مطمنين يكونوا حولوا القريشات ووضبوا الشنيطات واخدوا الوليدات لبلدانهم الاصلية فالذي يحمل جواز كندي يذهب كندا وهكذا دواليك نبقي نحن ننبح في البلد الكان مليون ميل مربع لغاية ما نفني كلنا وعندها يرث البلد اخرين قدر الله لهم وطن كبير دون شعب (انا اقترح ما دام البلد ضايعة ضايعة نديها لاسرائل ونذهب نحن البحر جميعا ونخلص وكبارنا ياخدوا الفليسات وكمشنات اسرائيل وبرضك يمشوا اوطانهم البديلة ونرتاح ونريح )

  4. نداء الي المغتربين
    مافي زول يحول قروشو عن طريق الصرافات
    مافي زول يحول قروشو عن طريق الصرافات
    مافي زول يحول قروشو عن طريق الصرافات
    مافي زول يحول قروشو عن طريق الصرافات

    الناس ديل عايزين يسرقوكم

  5. د/انور شمبال تحياتى كنت اتوقع ان تضمن تحليلك الاثر المتوقع جراء رفع قيمة الدولار الجمركى الذى لم يشير اليه البنك المركزى بينما ركز على تحويلات المغتربين (بقره النظام الحلوب!!)ومعلوم ان المغتربون فى غالبيتم لايحولون اموالهم على سبيل الادخار بل لاعالة اسرهم التى ستتأثر بهذه الاجراءات العقيمه وتحويلاتهم بقيمتها الجديده قطع شك لن تحقق الهدف منها وربما تتحول هذه الاسر لامؤاخذه لبالوعات عمله صعبه نتيجه لارتفاع السلع التى سيحتاجونها وهذا يعنى ان لابد ان يطخ المغترب كل ما يتحصل عليه حتى يستطيع مواجهة منصرفات اسرته!! والمستفيد الوحيد ستكون هى الدوله وليتها حولة الاستفاده لصالح المواطن!! فمن المؤكد سوف تستخدمها لتغطيه نفقات الرصاص الذى يقتل به الشعب وفيهم أفراد اسر هؤلاء المغتربون وهذا لا يحتاج الى دليل ،ونحن من هنا نناشد اخوتنا المغتربون عدم الاستجابه لخدعة النظام فأيامهم باتت معدوده وربما لاحظتم تخبطهم فى كل المجالات وارجو ان تقرأوا مقالة الاستاذ/الفاتح جبرا (ساخر سبيل) لتقفوا على حقيقة الاوضاع فى بلادكم وكيف ان الجماعه بارعه فى هدر جهودكم فمثلا المرتب الذى يتقاضاه وزير الاوقاف هى من ريع الريالات التى تدفعونها فى السفاره السودانيه بالعاصمه السعوديه الرياض والله وحده يعلم المشاق التى تتكبدونها للوصول الى السفاره او القنصليات لقضاء حق من حقوقكم والاموال التى تضخونها ليأخذها احدهم بكل بساطه ودون عناء!!وما كشفه الاستاذ/جبرا نقطه فى مستنقع فساد عجز رأس النظام نفسه على السيطرة عليه!!والنظام لم يعد له ظهير يحتمى به غير تحويلات المغتربين بعد ان نضب معينهم من نهر النفط الرقراق والتى كانوا قد إستأثروا بها لانفسهم وهذا وضح لكم فى غابات الاسمنت التى ترونها وتدهشوا منها كلما حللتم بالبلاد !!والان لم يتبقى لهم إلا تحويلاتكم ورسوم الجمارك وملحقاتها التى درجتم على تسديدها عن طيب خاطر على امل ان يكون الغد افضل من اليوم ولكن هيهات00هيهات فإنهم بما كسبت نواياهم كل يوم يرزلون والله غالب على امره 0

  6. ويااخوانا ليه الصرافات الحكومة تديها الاولوية هم كانوا من بقية اهلنا ياحكومة احسن ان تدعمي البنوك ويكون الجنيه سعره في البنك زي سعر السوق هل اصحاب الصرافات سيدافعون عن البلد وعن الحكومة هم اول الهاربين باموالهم واولادهم الي خارج البلاد اذا حصل اي شيء ولتاخذي الدروس من التاريخ عندما سقط الرئيس نميري هرب كل رجال الاعمال واصحاب النفوذ من المحيطين به الي خارج السودان ولم يكن معه الا قليلا من ابناأ السودان البسطأ وعندا سقط حسني مبارك هرب كل مناصريه من الأثريأ ولم يناصره الا القليل من ابنا الشعب المصرى من عامة ياخوانا شنوا الغبأ ده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..