أخبار السودان

الحوار في المضمون وليس بالحضور..!!‎

‎نورالدين عثمان ‎

. ينشط حزب المؤتمر الوطني نشاطا دعائيا وترويجيا لتسويق (حوار الوثبة) بين الاحزاب المعارضة والحركات المسلحة، تارة بالترهيب وتارة بالترغيب، وكل مايهمه هو مشاركة أكبر عدد من التنظيمات والأشخاص حتى لو كانوا مرافيت أو جماعات منشقة، ولن يتوانى من دفع المال والإغراء عن طريق فتح مساحات لهم في اجهزة الاعلام، وعرض المناصب الوزارية…الخ..!!

. المشكلة التي لا يريد أن يفهمها المؤتمر الوطني تكمن في مفهوم جوهر الحوار، فالحوار في فهم الحكومة يعني (المشاركة باي ثمن) وهذا مفهوم خاطئ و مبدأ سئ يعمق الأزمة أكثر..!!

. كل التجارب التي أمامنا من أحزاب وأفراد، كانوا يدعون المعارضة او انقسموا من احزابهم- وشاركوا النظام، انتهت بهم المشاركة الى ركن قصي وتهميش مضحك، وكان هدف هؤلاء هو الوزارة أو المنصب أو المال، وهؤلاء لافرق بينهم وبين من سرقوا السلطة، وجميعهم في الفساد السياسي سواء..!!

. كما يقول المثل التكرار يعلم……، سنعيدها للمرة الألف، عسى ولعل يفهمها النظام يوما (الحوار ليس بالحضور وإنما بالإتفاق على المضمون) والمضمون الذي يتحدث عنه النظام هو مضمون المشاركة والمناصب، ومضمون المعارضة والجبهة الثورية هو تفكيك النظام لصالح نظام ديمقراطي، ولا اتفاق حتى اليوم على هذه المضامين، يبقى كل ما يفعله النظام هو حرث على الماء، وكل المشاركين معهم حتى اللحظة هم طلاب مناصب ومال، ولسان حالهم يقول (أبوي أمير وأبوك أمير مين يسوق الحمير) اذا كان جميعهم يدعون القيادة والزعامة الفارغة فمن سيقود الجماهير والقواعد نحو التغيير.. وياليتكم تفهمون..!!

دمتم بود

الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. * وجهت نظرك صحيحه جزئيا, يا اخى, بمنظور الصراع القائم بين “النظام” الحاكم و المعارضه المسلحه التى يسعى النظام لإحتوائها, تثبيتا لحكمه و بالتالى تجنبا للمحاسبه..
    * لكن “المفهوم” الصحيح و الشامل ل”الحوار الوطنى” لا يتاتى (لا بالمضمون و لا بالحضور و لا بكليهما) إلآ من خلال “المشاركه الشعبيه”(Public Participation)..
    * و “المشاركه الشعبيه” هذه لن تتم إلآ من خلال الأدوات الدستوريه الديمقراطيه المعروفه: فصل السلطات الثلاث( التشريعيه و العدليه و التنفيذيه) و إستقلالها, الانتخابات الحره, و تطبيق المواثيق و العهود الدوليه المتصله بالحريه و العداله و حقوق الانسان:
    * و بالطبع هذا كله لن يتأتى إلآ بزوال الحكم الدكتاتورى العقائدى الفاسد اولا!
    * و كل المقصود من الذى يجرى فى الساحه الآن, ما هو إلآ تبديد للوقت و تمديد لأجل النظام..
    * و لن يؤدى بالنهايه إلآ للمزيد من “تراكمات الأخطاء”, و إستفحال “الأزمه القوميه” و تعقيد حلوها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..