أخبار السودان

هل من عودة لحرب باردة جديدة ونهاية القطبية الدولية الأحادية؟.

بروفيسور عبدالرحيم محمد خبير

تزعم طائفة من أهل العلم أن فلسفة التاريخ ترتكز على أربع قضايا هي نسبية القيم التاريخية، العلية لأحداث التاريخ، التنبؤ بالحدث التاريخي، والتقدم والتخلف لأحداث التاريخ. وإذا ما أخذنا بالمعيارين الأخيرين في الحسبان تقييماً للوضع الآني للحضارة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة، فإن أحدث التقارير التي أصدرتها بعض أجهزة الإعلام الأمريكية تومئ إلي أن الإتجاهات الجيوسياسية خلال العقدين القادمين تخلص إلي أن الولايات المتحدة ستفقد مكانتها الدولية بإعتبارها العملاق الإقتصادي والعسكري الأول بحلول عام 2030م بسبب ما تعانيه إقتصادياتها وحليفاتها الغربيات من عجز في الموازنة مترافقاً مع ديون طاحنة.
وبرغم إنفراد الولايات المتحدة بالقطبية العالمية خلال الخمس وعشرين عاماً الماضية بعد إنهيار المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، إلا أن ثمة تطورات عديدة إقتصادية وسياسية شهدتها الساحة العالمية منذ عام 1991م وهو التاريخ الذي تنازل فيه الرئيس جورباتشوف عن حكم الإتحاد السوفيتي. غير أن الإتحاد السوفيتي توارى في صفحات التاريخ بعد توقيع الرئيس الروسي بوريس يلتسن على إتفاقية حل إتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية في 21 ديسمبر 1991م.

وهاهو آخر زعيم للإتحاد السوفيتي السابق “جورباتشوف” يعود ثانية لواجهة الأحداث العالمية.وفي مقابلة له مع شبكة إذاعة وتلفزيون(آر تي أس)السويسرية(الأحد 9/11/2014م) يحذر من أن العالم أصبح على شفا حرب باردة جديدة وسط توترات بين الغرب وروسيا بسبب النزاع في أوكرانيا(أنظر أدناه).

وظلت الثروة والسلطة تنساب من الغرب إلي الشرق خلال العقود الماضية. وكانت الصين هي الرابح الأول فبدأ نجمها يبزغ على حساب الولايات المتحدة والمجموعة الأوربية الحليفة لها فضلاً عن روسيا الإتحادية.

ولا ريب أن تفوق الولايات المتحدة وتبؤها للقطبية العالمية بسبب إمتلاكها للنسبة الأعلى للقوة والثروة والمعرفة معاً. وتعتبر هذه المصادر الثلاثة هي المحور الرئيسي للقوة السياسية والإقتصادية. وعندما تستخدم هذه المصادر مقترنة ببعضها بذكاء ? كما نوه لذلك المفكر الإستراتيجي ” ألن توفلر ” في كتابه المعنَون ” تحول القوة – Power Shift “، فبإمكاننا الحصول على القوة القصوى. وتعرف القوة بأنها البعد الفعلي لجميع العلاقات الإنسانية غير أن القوة في الثقافات الغربية تعبر فى الحقيقة عن الكمية. ولكن هذه نظرة حولاء تتجاهل أهم العوامل وهى الجودة أو فاعلية القوة حيث أن من يفهم فاعلية القوة سوف يكسب الإستراتيجية في المستقبل. أما الثروة فهى وسيلة أكثر مرونة من القوة العسكرية حيث أنها توفر قوة ذات فعالية متوسطة. بيد أن المعرفة أو المعلومات هى القوة ذات الفعالية القصوى.

ويبدو أن الإزدهار الإقتصادي للولايات المتحدة والذي بلغ ذروته في العصر الحديث في عهد الرئيس بيل كلينتون (1994 ? 2000م) قد ولى حيث أن أزمة الرهن العقاري (2007م) أطلت برأسها وتحولت إلي أزمة إقتصادية عالمية، وشهدت إنهيار العديد من المؤسسات الإقتصادية والمالية. ومما ذاد الوضع سوءً في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما تداعيات الكوارث الطبيعية التي إجتاحت العديد من الولايات وإستنزفت بلايين الدولارات من الخزانة الأمريكية.

ومن الجلى أن العقدين الماضيين شهدا تفوق الصين الإقتصادي التي إحتلت المركز الثاني بعد الولايات المتحدة متفوقة على اليابان كما وأن روسيا الإتحادية خطت إقتصادياً للإمام بصورة لافته، ولم تغفل كلاهما الجانب العسكري. فبدأت الصين برامج بعيدة المدى لتطوير قواتها الجوية والبحرية لحماية خطوط الملاحة البحرية الرئيسية من جنوب الصين إلي الشرق الأوسط الغني بالنفط وبالتالي تعمل على توسيع نفوذها جغرافياً وتغيير علاقاتها الإقتصادية والعسكرية بهذه الأسس القوية. أما روسيا فسعت للعودة للتنافس الدولي مرة أخرى رغم فشلها دبلوماسياً في التصدى للتحالف الغربي الذي أطاح بنظام العقيد الفذافي في ليبيا. ولكيما تبلغ ذلك الهدف عملت على تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط. (الأزمة السورية)، وبرغم أن ذلك التدخل يمثل إنحيازاً لنظام الأسد ولا يتسق ومصالح الشعب السوري.

لا مشاحة أن روسيا قد أيقنت بالوضع الإقتصادي المتردي حالياً للولايات المتحدة، علاوة على تضعضع قدرتها العسكرية والتي فشلت في تطويرها خلال العقود الأخيرة بسبب قلة الإنفاق مترافقاً مع عدم تطوير نظامها التعليمي الشبيه بنظام المصانع وعدم إصلاحه جراء الإزمات المالية المتتالية. وإستغلت روسيا هذه السانحة لتعيد ” شبح الإتحاد السوفيتي القديم ” بإقدامها على إثارة مسألة شبح جزيرة القرم والسعي لضمها لروسيا الإتحادية ومن ثم العودة إلي المنافسة القطبية العالمية التي إنفردت بها الولايات المتحدة خلال ربع قرن من الزمان.

وبإستقراء للتاريخ، فإن شبه جزيرة القرم تقع شمال البحر الأسود، يحدها من الشمال بحر أزوف، تبلغ مساحتها 26 كم2، وعدد سكانها مليونا نسمة، وأهم مدنها العاصمة سيمفروبل. وميناؤها سيفسنوبول والذي يعد من عهد روسيا القيصرية وحتى الآن مقر أسطول البحر الأسود الروسي. ووفقاً للتعداد السكاني في القرم للعام 2001م، فقد شكل الروس 58%، الأوكرانيون 24%، التتار 12%، والــ 6% المتبقية لمجموعات إثنية متنوعة.

وتجدر الإشارة أن الرئيس السوفيتي الأسبق نيكيتا خروشوف (جذوره أوكرانية) ضم القرم إلي جمهورية أوكرانيا عام 1954م. وبرغم إعتراض أوكرانيا على الإستفتاء على ضم القرم عام 2013م وتلويح الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات بعقوبات رادعة ( إقتصادية ودبلوماسية) على روسيا إلا أن ذلك لم يمنع الأخيرة من تنفيذ مخططها. ففي السابع عشر من مارس 2014م تم ضم جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي إلي روسيا الإتحادية بعد أن صوت 97%من سكانها لخيار الإنضمام.

وإهتبلت روسيا سانحة التوجه الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وحليفاتها لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) وقوات تحالف المعارضة السورية للتدخل العسكري في ذلك القطر العربي ذي الأهمية الإسترلتيجية.بيد أن لروسيا أهدافاً أخرى بعضها معلن أبرزها تقوية نظام الرئيس السوري “الأسد” لمواجهة ما أسمته ب”الإرهاب”الذي تقوده “داعش” والذي يضم بين صفوفه معارضين لروسيا من الشيشان وأوزبكستان والذين شكلوا لروسيا والإتحاد السوفيتي السابق الكثير من المشاكل وهم يقاتلون الآن ضد النظام السوري.ويخشى الرئيس بوتين من عودتهم لنشر الفوضى-كما يزعم- في روسيا نفسها. ولايغرب عن بال المراقبين أن روسيا ترغب أيضاً في إثبات دورها كقوة عظمى في الشرق الأوسط بدوافع إمبريالية قديمة،فضلاً عن إذلال الرئيس الأمريكي أوباما الذي إتسمت سياساته الخارجية في قضايا الشرق الأوسط بالضبابية والتردد ولإظهار الولايات المتحدة بمظهر الضعف على الساحة العالمية.

ومما تم إيراده آنفاً فإن التوقعات الغربية المستندة إلي دراسات إستراتيجية، أصبحت قابلة لتصديق مقولة الأفول المتدرج لليانكي الأمريكي. فثمة تغيرات جيوسياسية وإقتصادية تمور بها الساحة الدولية أدت إلي تحولات بادئة للعيان في مسار القطبية الدولية. ففي الوقت الذي يرتقي فيه المارد الصيني ليتسنم قيادة الإقتصاد العالمي خلال العقدين القادمين، فإن الدب الروسي يخرج بغته من قمقمه إلي الساحة العالمية ? بعد ضمه للقرم وإعادة بعضاً من نفوذه السابق في الشرق الأوسط بتدخله العسكري المباشر في سوريا في سبتمبر الماضي ? كقطب دولي بأمل أن يجد له دوراً مؤثراً في لعبة الغد الجديدة. ويرى العديد من الخبراء والسياسيين أنها لعبة سياسية تدعو إلي توازن عالمي جديد. فهل ما يسمى بــ ” عالم متعددة الأقطاب ” – كما يرى المتفائلون – أفضل حالاً من عالم أحادي القطب تقوده دولة قومية (الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين) أو قوى غير دول القوميات (المنظمات غير الحكومية والآيدولوجيات واللاعبون الجدد). وكيفما يكون الحال، فإن الأيام حبالي بكل ما هو جديد ومثير للإجابة عن هذا التساؤل. والله المستعان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا سعادة البروفيسور أي حرب باردة تتحدث هنا, روسيا علي أتفاق تام مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وكذلك الأمم المتحدة, في سبيل تثبـيت حكم الأسد في سوريا من أجل أيجاد مخرج حول مسألة داعش/القاعدة/الأزمة في الشرق الأوسط/ الفوضي الخلاقة وكذلك قضية المهاجرين التي صارت تهدد أمن/وتفكيك الأتحاد الأوروبي.
    لوكان الحزب الشيوعي الروسي في قيادة روسيا, بالتأكيد كلامك ده من الممكن أن ينظر أليه كرؤيه نقدية للمستقبل, لكن روسيا يحكمها رأس المال العالمي اليوم, يعني تنسيق كامل مع الأقتصاد الرأسمالي الذي تمثله الخطوط الأمريكيةوالاتحاد الأوروبي وكذلك الأمم المتحدة متمثلة في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي, وهم علي تفاهم كامل في انصاص الحلول مادام الحروبات والخراب خارج أراضيهم,وكذلك لتثبـيت العالم الي هذا الحد من تفوق الأمبرياليه وتفوق الأقتصاد الامبريالي في أن يمليء حاجاته علي الشعوب واضهادهابالأزمات, ويصير مسألة مطالب الشعوب والفقراءوالنقابات بحقوق عمالها في العالم مسألة ثانويه أمام هذه الأزمات العالمية.

  2. نتفق مع البروفسور فى ان روسيا قد وجدت ان هذا هو الوقت المناسب لتبدا فى العوده لسابق عهدها واظن انها قد تنحج فى ذلك خصوصا مع الضعف الامريكى الواضح فى التعامل مع قضايا الشرق الاوسط بالذات والاستياء الواضح لحلفائها من سياساتها الخارجية خصوصا فى العراق وسوريا .

  3. تحياتي للدكتور الخبير
    اقتباس:
    “وبإستقراء للتاريخ، فإن شبه جزيرة القرم تقع شمال البحر الأسود، يحدها من الشمال بحر أزوف، تبلغ مساحتها 26 كم2، وعدد سكانها مليونا نسمة، وأهم مدنها العاصمة سيمفروبل. وميناؤها سيفسنوبول” انتهى

    معقول يا دكتور مساحة شبه جزيرة القرم 26 كم2 وسكانها 2 مليون وكمان فيها عدة مدن وعاصمة وميناء؟!!!!!!!

  4. البروفيسور عبد الرحيم خبير
    تحية طيبة مرة اخرى
    أمريكا نفسها تبحث وتتمنى عودة الحرب الباردة مع الاتحاد روسيا حتى تستعيد توازنها. هل تعلم أن اخطر عمل قام به الاتحاد السوفيتي السابق هو حرمان أمريكا من العدو!!!
    تفكك الاتحاد السوفيتي كان كارثة حقيقية لأمريكا، فبسببها ابتعدت دول أوروبا عن أمريكا وبدأت تستقل من الهيمنة الأمريكية رويدا رويدا، نتجت عنها تكوين الاتحاد الأوروبي، أتدري لماذا؟؟ لأن الاتحاد السوفيتي حرم الحلف الأمريكي-الأوروبي من العدو المشترك فتهاوى. سقوط وتهاوي الاتحاد السوفيتي كان وما زال السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أمريكا والدول الغربية. بعد تفكك السوفيت جن جنون أمريكا فطفقت تترنح يمنة ويسرى باحثة عن عدو، ولما لم تجده ابتدعت ما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب” لتعيد حليفاتها السابقات إلي بيت الطاعة، ولكن هيهات، فالعدو هنا اقل من أن يعيد أوروبا إلي بيت الطاعة. أمريكا لا تخاف من عودة الحرب الباردة كما تعتقد، بل الصحيح هو أن أمريكا تبحث عن الحرب الباردة التي حرمها منها السوفيت لفترة من الزمن. أمريكا تسعى سعيا حثيثا لجرجرة روسيا أو الصين أو كليهما إلي حرب باردة جديدة حتى تستعيد توازنها.

    يا دكتور، لإبقاء أي تحالف قائم بين جماعات أو دول، لا بد من وجود عدو قوي. انظر إلي الحروب الدائرة في دولتي السودان بعد توقف الحرب وانفصالهما، أليس ذلك بسبب غياب العدو؟ هل تعتقد أن الحرب كانت ستقوم في دارفور والمناطق الأخرى لولا توقف الحرب بين الشمال والجنوب؟ وهل تعتقد أن الحرب كانت ستقوم بين الجنوبيين فيما بينهم لولا توقف الحرب بين الشمال والجنوب؟

  5. أمريكا خرجت من إطار كونها دولة تقارن ببقية الدول.
    أمريكا عبارة عن منظومة فاعلة للاحداث المختلفة التي تقود العالم وهي بذلك تحتوي في داخلها كبريات الدول بما فيها روسيا والصين.أمريكا هي العالم المعاصر والدليل أن أوباما ولد حسين هو الرئيس.
    أمريكا يا بروف كل المقاصات العالمية تتم من خلالها. حق السمسرة بس يكفيها.اذا انهارت امريكا انهار كل النظام المالي العالمي.
    ومع ذلك علم الله واسع.كده نسأل شيخ الأمين يمكن عنده رأي مشابه

  6. الفترة المتبقيه يعتبر بيات تويفازباما متخادل والان بطه عرجاء واعتقد ان التول لقطبين يحسمها ملف سوريا والقاد الجديد للبيت الابيض وفي دميع الاحوال لن يكون القادم الجديد مثل ازباما وعليه سيوجد عالم جديد قد ينهي الوجود البري

  7. يا سعادة البروفيسور أي حرب باردة تتحدث هنا, روسيا علي أتفاق تام مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وكذلك الأمم المتحدة, في سبيل تثبـيت حكم الأسد في سوريا من أجل أيجاد مخرج حول مسألة داعش/القاعدة/الأزمة في الشرق الأوسط/ الفوضي الخلاقة وكذلك قضية المهاجرين التي صارت تهدد أمن/وتفكيك الأتحاد الأوروبي.
    لوكان الحزب الشيوعي الروسي في قيادة روسيا, بالتأكيد كلامك ده من الممكن أن ينظر أليه كرؤيه نقدية للمستقبل, لكن روسيا يحكمها رأس المال العالمي اليوم, يعني تنسيق كامل مع الأقتصاد الرأسمالي الذي تمثله الخطوط الأمريكيةوالاتحاد الأوروبي وكذلك الأمم المتحدة متمثلة في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي, وهم علي تفاهم كامل في انصاص الحلول مادام الحروبات والخراب خارج أراضيهم,وكذلك لتثبـيت العالم الي هذا الحد من تفوق الأمبرياليه وتفوق الأقتصاد الامبريالي في أن يمليء حاجاته علي الشعوب واضهادهابالأزمات, ويصير مسألة مطالب الشعوب والفقراءوالنقابات بحقوق عمالها في العالم مسألة ثانويه أمام هذه الأزمات العالمية.

  8. نتفق مع البروفسور فى ان روسيا قد وجدت ان هذا هو الوقت المناسب لتبدا فى العوده لسابق عهدها واظن انها قد تنحج فى ذلك خصوصا مع الضعف الامريكى الواضح فى التعامل مع قضايا الشرق الاوسط بالذات والاستياء الواضح لحلفائها من سياساتها الخارجية خصوصا فى العراق وسوريا .

  9. تحياتي للدكتور الخبير
    اقتباس:
    “وبإستقراء للتاريخ، فإن شبه جزيرة القرم تقع شمال البحر الأسود، يحدها من الشمال بحر أزوف، تبلغ مساحتها 26 كم2، وعدد سكانها مليونا نسمة، وأهم مدنها العاصمة سيمفروبل. وميناؤها سيفسنوبول” انتهى

    معقول يا دكتور مساحة شبه جزيرة القرم 26 كم2 وسكانها 2 مليون وكمان فيها عدة مدن وعاصمة وميناء؟!!!!!!!

  10. البروفيسور عبد الرحيم خبير
    تحية طيبة مرة اخرى
    أمريكا نفسها تبحث وتتمنى عودة الحرب الباردة مع الاتحاد روسيا حتى تستعيد توازنها. هل تعلم أن اخطر عمل قام به الاتحاد السوفيتي السابق هو حرمان أمريكا من العدو!!!
    تفكك الاتحاد السوفيتي كان كارثة حقيقية لأمريكا، فبسببها ابتعدت دول أوروبا عن أمريكا وبدأت تستقل من الهيمنة الأمريكية رويدا رويدا، نتجت عنها تكوين الاتحاد الأوروبي، أتدري لماذا؟؟ لأن الاتحاد السوفيتي حرم الحلف الأمريكي-الأوروبي من العدو المشترك فتهاوى. سقوط وتهاوي الاتحاد السوفيتي كان وما زال السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أمريكا والدول الغربية. بعد تفكك السوفيت جن جنون أمريكا فطفقت تترنح يمنة ويسرى باحثة عن عدو، ولما لم تجده ابتدعت ما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب” لتعيد حليفاتها السابقات إلي بيت الطاعة، ولكن هيهات، فالعدو هنا اقل من أن يعيد أوروبا إلي بيت الطاعة. أمريكا لا تخاف من عودة الحرب الباردة كما تعتقد، بل الصحيح هو أن أمريكا تبحث عن الحرب الباردة التي حرمها منها السوفيت لفترة من الزمن. أمريكا تسعى سعيا حثيثا لجرجرة روسيا أو الصين أو كليهما إلي حرب باردة جديدة حتى تستعيد توازنها.

    يا دكتور، لإبقاء أي تحالف قائم بين جماعات أو دول، لا بد من وجود عدو قوي. انظر إلي الحروب الدائرة في دولتي السودان بعد توقف الحرب وانفصالهما، أليس ذلك بسبب غياب العدو؟ هل تعتقد أن الحرب كانت ستقوم في دارفور والمناطق الأخرى لولا توقف الحرب بين الشمال والجنوب؟ وهل تعتقد أن الحرب كانت ستقوم بين الجنوبيين فيما بينهم لولا توقف الحرب بين الشمال والجنوب؟

  11. أمريكا خرجت من إطار كونها دولة تقارن ببقية الدول.
    أمريكا عبارة عن منظومة فاعلة للاحداث المختلفة التي تقود العالم وهي بذلك تحتوي في داخلها كبريات الدول بما فيها روسيا والصين.أمريكا هي العالم المعاصر والدليل أن أوباما ولد حسين هو الرئيس.
    أمريكا يا بروف كل المقاصات العالمية تتم من خلالها. حق السمسرة بس يكفيها.اذا انهارت امريكا انهار كل النظام المالي العالمي.
    ومع ذلك علم الله واسع.كده نسأل شيخ الأمين يمكن عنده رأي مشابه

  12. الفترة المتبقيه يعتبر بيات تويفازباما متخادل والان بطه عرجاء واعتقد ان التول لقطبين يحسمها ملف سوريا والقاد الجديد للبيت الابيض وفي دميع الاحوال لن يكون القادم الجديد مثل ازباما وعليه سيوجد عالم جديد قد ينهي الوجود البري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..