نوال السعداوي والمرأة والصراع النفسي؟!

نوال السعداوي والمرأة والصراع النفسي؟! (1)

أمال عباس

٭ دكتورة نوال السعداوي التقيتها في مطلع السبعينيات في مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا في مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي.. وكنت شغوفة جداً بمناقشتها.. وقد امتدت بنا المناقشات طويلاً.. فبعد نهاية المؤتمر وجهت لنا ڤالنتينا ترشكوفا رائدة الفضاء السوڤيتية الدعوة لزيارة الاتحاد السوڤيتي.. التي امتدت لاسابيع وكنا على باخرة في نهر الفولقا.. نحن مائة وثلاثين امرأة من مختلف بلدان العالم الثالث وكنت الوحيدة من السودان.
٭ كانت دكتورة نوال تبدي دهشتها من إصراري على مناقشتها في كثير من الآراء التي ضمنتها كتبها بخصوص المرأة فكنت في ذاك الحين قد قرأت لها (المرأة والجنس) والأنثى هى الاصل.. ومصدر دهشتها كان مفاجأتها بمستوى نقاشي وانا في تلك السن (طبعاً كنت شباب) وقد كان هذا الاندهاش في حد ذاته موضوع نقاش بل مكان احتجاج وقد كان لدي رأى واضح وحاد في الاسلوب الذي تتناول به دكتورة نوال قضايا المرأة العربية.. وقضية الشرط النسوي في عموميته.
٭ وبعد ان انتهت الرحلة وعدتها بأني سأراسلها وبالفعل ارسلت لها رسالتين وبعدها كسلت وانقطعت عن الرسائل.. ولكن دكتورة نوال عندما زارت الخرطوم في ثمانينيات القرن الماضي وبعد الانتفاضة.. سألت عني الاخت آمال مينا وبحثت عني وكنت وقتها خارج الخرطوم ولم نلتق ثانية.
٭ هذا حديث عن ظروف معرفتي بالدكتورة نوال سعداوي اورده لسببين الاول اللقاء الذي اجرته معها صحيفة الاهرام اليوم قبل مدة وجيزة وكانت آراؤها السياسية في مكانها ولم تتغير.. بعد كل الذي حدث لها.. والسبب الثاني اعادتي لقراءة كتابها (المرأة والصراع النفسي) (والوجه العاري للمرأة العربية).
٭ واعادة القراءة قادتني لها سلسلة من المناقشات والظاهرات التي اخذت تطفو على سطح الحياة بسبب المستجدات والمتغيرات في تناول الهم النسوي.. المستجدات والمتغيرات التي تدعو للقلق والانزعاج من خلال الاصوات التي تنادي بمفاهيم غريبة وعرجاء لتحرر المرأة.. وأصوات تنادي بشن الحرب على الرجل واقصائه عن حياة المرأة.
٭ في تلك المناقشات كانت تتأكد خطورة الامر في شكله العام والخوف من ان تزحف موجات الحركات العبثية التي امتلأت بها حياة اوربا.. مع التأكيد بأن وضع المرأة في العالم مازال في حاجة ماسة الى المعالجة والفهم الصحيح من قبل المرأة قبل الرجل.
٭ ودكتورة نوال قد لعبت دوراً كبيراً في الاشارة الى الداء وأعراضه ولكن جاءت روشتاتها متفاوتة وتحليلاتها ايضاً متفاوتة ولكنها تمس الموضوع.
٭ مثلاً في كتاب الصراع النفسي تحدد دكتورة نوال مفهوم داء العصاب بعد ان ادركت الحاجة الشديدة لتناول هذا الموضوع الذي تشكو منه النساء والفتيات.. ويمثل ظاهرة جديدة بين النساء وخاصة المتعلمات منهن.
٭ والعصاب كمرض نفسي قد لا يكون شديداً الى الحد الذي يعطل المرأة عن عملها او روتين حياتها اليومية وقد لا يدفع المرأة الى الذهاب الى طبيب نفسي وقد تعيش به المرأة وتموت به دون ان يدري من حولها أنها مصابة بالعصاب.. بل دون ان تدري هى نفسها انها مصابة بالعصاب.. أو اسباب تلك الكآبة التي تشعر بها من حين الى حين أو اسباب ذلك الصداع المستمر في رأسها او ذلك الارق في بعض الليالي.
٭ وتسرد دكتورة نوال كثيراً من النماذج النسائية التي اختارتها كدليل على انتشار العصاب في الاسرة المصرية باعتبار ان الاسرة المصرية نموذج للعائلة العربية عامة.
أواصل مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. استاذة امال ليتك خصصتي المساحة الصحفية لمواضيع الساعة وبوضوح لان نصف مقالك جاء عنك شخصيا ورحلاتك الكونية .. لم نجد نقد بناء(لو يسير) لكتابات السعدواي التي تستعدي الرجل في الظاهر حيث الترف الفكري,, لكنها تحب وتمارس الجنس مع زوجها وانجبت بنت ,, وتقول (قوزي حبيبي) .. بينما كتابانتها غبشت الروية في العلاقة بين الرجل والمراة لدى كثير من النساء ذوي البنية المعرفية الهشة.. اعلم انك يا استاذة انك من بنات السودان المثقفات ..املي ان تكون اطلالتك على بني وطنك في الهموم الحالية (كسرة وملاح) ,قلم وكراس ,, تترا سيكلين,, اذا تخشين الحديث في ساس يسوس . هذا ترف فكري ونفض غبار عن معان ماوجدت ماعونها للان.

  2. ببساطة التمييز والاضطهاد ضد المرأة في منطقتنا هو الذي يخلق نساء متمردات مثل نوال السعداوي او نساء سلبيات مثل معظم النساء في المنطقة فالنساء غير العاديات هن نتاج مجتمعات مريضة لم تعرف كيف تخلق وتربي مرأة سوية…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..