تصميم (شارع الربط).. هل يقود لمستشفى الزيتونة..؟

(شارع الربط).. لافتة متوسطة الحجم تطلّ على شارع الحوداث شمال مستشفى الخرطوم، بينما أخرى على الجانب الآخر تطلّ على شارع الطابية، تشيران إلى أن هنا ثمة طريق جديد، قُدر له أن يُسمى (شارع الربط)، حيث تتبدى هنا جملة من التساؤلات التي يطلقها مرتادو الشارع.. أهمها « يربط شنو؟» للإجابة على هذا التساؤل.. حاولنا البحث عن الإجابة من خلال هذا التحقيق..

تخطيط أم ماذا..؟
تحقيق – ماجد القوني

قبل الحديث عن (شارع الربط) يجب الإشارة إلى مجموعة أحداث متلاحقة، بدأت بقرار نقل الخدمات الصحية للأطراف، حيث طفت على سطح الأحداث جملة من الإعتراضات التي واجهت القرار وقتها حول جدوى تهديم ونقل أقسام مستشفى الخرطوم التعليمي، الذي يقدم خدماته لكافة المواطنين بالسودان وليس ولاية الخرطوم فقط، إلا أن الجرافات حسمت الأمر لصالح القرار، وبدأت حملة أعتبرها مراقبون الأسوأ في تأريخ مستشفى الخرطوم ومؤسساته الصحية والخدمية، حيث تم تدمير ونقل مشرحة الخرطوم، وعنبر الناسور البولي، ووحدة الصحة المدرسية.. وتم فصل مستشفى الخرطوم إلى جزء شرقي وآخر غربي يفصل بينهما (شارع الربط).. حيث أفاد (م. أ) طبيب بمستشفى الخرطوم، أن ظهور الطريق فجأة من العدم يشير إلى كثير من التساؤلات، فهل تم تدمير مستشفى الخرطوم من أجل فتح هذا الطريق؟ وماهي الجدوى من (طريق ربط) حتى الآن لا ندري ما الذي يربطه..؟ ولا أحد يملك إجابة على ما يحدث.. لكن الطريق سيتضرر منه كثيرون خاصة العيادات التي تقع في المنطقة بين شارع الحوادث والسيد عبدالرحمن خاصة تلك التي في الشارع المفضي إلى مستشفى الزيتونة.. فهل الهدف من الطريق فتح طريق يُفضي إلى مستشفى (الزيتونة) وربطها بجنوب الخرطوم أم أن الأمر مصادفة..؟ هذه أسئلة نبحث لها عن اجابات..

كبري المسلمية
يشير مراقبون أن هدم كبري المسلمية شكلّ لحظة صادمة لتأريخ مدينة الخرطوم وتجاوز لدوره التأريخي، ولغرضه التاريخي حيث تشير الرؤية التخطيطية لانشائه أنها تخدم غرض تمرير قطارات السكة حديد والربط بين جنوب الخرطوم ومركز الخرطوم التقليدي، ويقع كبري المسلمية في منطقه وسط الخرطوم حيث يحده من الجهة الشمالية شارع الطابية الفاصل بين الكبري ومستشفي الخرطوم التعليمي ومن الجهة الجنوبية شارع 39 ، موازيا له من الجهة الشرقيه شارع المك نمر ومن الجهة الغربية استراحة اطباء الخرطوم، يقطع كبري المسلمية خط السكة الحديد الموازي لشارع الطابية المار من الغرب الى الشرق ، ويربط الكبري بين شارع الطابية وشارع 39 لنقل الحركة المرورية شمال جنوب.

إزالة .. أم إعادة تأهيل..؟
أوضح خبير في مجال التخطيط شارك في اعداد المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم عن عدم وجود خطة لازالة كوبري المسلمية في المخطط الهيكلي للولاية عن عدم جدوي ازالة الكوبري ووصف تبرير قرار الازالة من قبل وزارة البني التحتية والطرق والجسور لوجوده في المخطط الهيكلي باللاجدوى مضيفاً: أن الكوبري تاريخي وصمم بمواد جيدة وكشف عن فشل وزارة البني التحتية في إزالته الامر الذي دعاهم الى التفكير في اعادته كما كان..
في ذات التوقيت نفى مدير عام وزارة البني التحتية مهندس عبد القادر همد في تصريحات صُحفية ان يكون ما تم ازالة، ووصف ذلك بالعمل على تأهيله، في الوقت الذي نفى فيه المدير العام لوزارة البنى التحتية بولاية الخرطوم المهندس عبد القادر همد ان تكون تمت ازالة كوبري المسلمية ووصف ماتم من ازالة الى نصف الكبري بالتاهيل والذي سيؤدي الى شق مستشفي الخرطوم من ضمن العمل الذي يتضمن فتح الطرق المغلقة..
بالرغم من تباين الرؤى حول إزالة كوبري المسلمية وإعادة ترميمه، إلا أنه تمت فعلياً إزالة الكبري.. مما يجعلنا نضع مجموعة من التساؤلات.. هل هناك من يقوم بإعادة تخطيط مدينة الخرطوم، ورسم خارطة بديلة للمخطط المعروف؟ أم هنالك من يهدم على طريقته الخاصة..؟

تخفيف الضغط
قيادي نقابي بمستشفى الخرطوم قال: تم فتح طريق من الناحية الشرقية لمستشفى الخرطوم التعليمى وغرب مستشفى الشعب، لشق هذا الطريق تمت ازالة كل مدارس التمريض المساعدة وهى مدرسة المحضرين والمخدرين والتمريض العام وروضة ابناء العاملين ومبانى نقابة العاملين، وقيل لنا فى بداية الأمر ان الغرض من فتح الشارع ايجاد منفذ يخفف الضغط على شارع الحوادث بالاضافة الى تحويل الاقسام التى تمت ازالتها من مستشفى الخرطوم التعليمى بعد التجفيف الى مواقف خاصة لسيارات المترددين على العيادات والمستوصفات.. وفى الواقع هذا الشارع لم يخفف الضغط بل حول مستشفى الشعب لدوران كبير حيث تخرج العربات من شارع الحوادث وتعود مرة اخرى بما سمى بشارع الربط.. الملاحظة الجدير ة بالانتباه ان هذا الشارع اذا اكتملت ازالة كبرى المسلمية سيؤدى مباشرة لمستشفى الزيتونة من منطقة الخرطوم اتنين والخرطوم تلاتة وحتى العمارات والخرطوم جنوب بميلان لايتجاوز الخمسة امتار..

الخرطوم (2) الزيتونة
شارع الربط يُفضي إلى مستشفى (الزيتونة) هل هي مصادفة.. أم أن هنالك تخطيط يهدف لذلك..؟ في السابق كانت مستشفى الخرطوم تغلق الطريق بين شارعي السيد عبدالرحمن والطابية، حيث لا يمكن العبور إلا من خلال بوابات المستشفى، بعد فتح طريق (الربط) أصبح المرور سهلاً، ويمكن ملاحظة أنه (قريباً) سيكون هنالك طريقاً يربط بين الخرطوم (2) يعبر السكك الحديدية ثم شارع الطابية وشارع الحوادث ومنه إلى شارع السيد عبدالرحمن لينتهي عند بوابة مستشفى الزيتونة.. للرد على تساؤولنا السابق قامت (الجريدة) بعدد من الاستطلاعات على طول طريق (الربط)..
طبيب (فضلّ حجب أسمه) بإحدى العيادات في (الزقاق) المؤدي لمستشفى الزيتونة قال: وصلتنا خطابات تحمل قراراً بإزالة جزء من المباني تمهيداً لتوسعة الطريق الذي سمي بشارع الربط، ولا ندري أكثر من ذلك، لكن إذا كان الهدف هو فتح مسار لصالح إحدى المؤسسات الطبية، هذا يعني أن الخرطوم أصبحت إقطاعية يديرها بعض الأشخاص، لمصالحهم الشخصية.. عدد من الأطباء والعاملين بالعيادات أفادوا لـ(الجريدة) بأنه ليس من المنطقي أن تتم هذه الإزالات لمجرد فتح هذا الطريق، ما يحدث مجرد إشاعات تأتي في سياق ما يحدث في مستشفى الخرطوم.. وهذه المباني ملك لأشخاص لا يمكن إزالتها بهذه السهولة..

المحرر
بيروقراطية المؤسسات الإدارية في الخرطوم، تجعل من الحصول على معلومة مهمة عسيرة، حكومة ولاية الخرطوم لا تملك إجابات.. مستشفيات يتم تدميرها، كباري تُهد، عيادات سيتم إزالتها.. أموال تُهدر في طرق تُرصف في ذات الوقت الذي يصدر فيه قراراً بشق طريق سيجعل من (السنترلوك) الذي رُصف به الشارع حديثاً لأنقاض بناء يستفيد منها البعض.. سنحاول من خلال (الجريدة) متابعة المستجدات حول شارع (الربط) وتأكيد أو نفي كونه مؤدياً لمستشفى الزيتونة.. أم أن الصدفة وحدها ساهمت في ذلك..؟ تساؤلات نضعها على طاولة وزارة التخطيط العمراني.. وحكومة ولاية الخرطوم..(نواصل)
الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..