التيارات الاسلامية و الدومينة

التيارات الاسلامية و الدومينة

أحمد علي
[email][email protected][/email]

يزخر الادب العربي بأحاسيس فياضة فتجد قصيدة كتبت في الجاهلية مثلاً تتخطي الزمن وتفرض نفسها علي ارض الواقع ، فمثلا قصبدة جرير في رثاء زوجته تجدونها تعطي نفس الاحاسيس في رثاء السودان الوطن الواحد وتعالوا نتأمل سوياً في بعض ابيات القصيدة مع التصرف لتطابق حال السودان اليوم .

لولا الحياء لهاجني استعبار ، … ولزرت أرضك ، والحبيب يزار

ولقد نظرت ، وما تمتع نظرةٍ … فيما تبقي من ترابك ، حيث تمكن المحفار ؟

ولهت قلبي إذ علتني كبرةٌ ، … وذوو التمائم من بنيك صغار

وبعد هذه المقدمة اجد نفسي مجبرا علي تزكير القارئ العزيز بنظرية الدومينو Domino Theory واول من استخدم هذا التعبير هو الرئيس الاميركي ايزنهاور ليوقف تمدد الزحف الشيوعي في دول المحيط الباسيفيكي حين وصف الدول كحجارة الدومنة فيكفي ان تدفع الحجر الاول للسقوط لتسقط باقي الاحجار ومن هنا كانت نشأة تلك النظرية والتي مازال استخدامها الي يومنا هذا للحفاظ علي المصالح الإمريكية والمصالح الاوربية واليهودية فكل من هذه الدول تسعي جاهدة لمصلحة مواطنيها علي حساب الدول الاخري ، ولكن كيف تم تطبيق تلك النظرية في السودان وهو ما يهمنا هنا ورغم انها طبقت علي الوطن العربي بأكمله ولكن يمكن لقارئ الفطن ان يري الحقائق مجردة بمجرد شرح ما تم تطبيقه علي السودان
إن السودان كدولة واحدة لديها من الإمكانيات الطبيعية متمثلة في الثروة المعدنية وخاصة الذهب والبترول واليورانيوم والنحاس بالإضافة الي الثروة المائية متمثلة في نهر النيل العظيم والمباه الجوفية ومياه الأمطار ويمتلك السودان ارضاَ زراعية خصبة مسطحة كما يمتالك ثروة حيوانية كبيرة داجنة ومتوحشة واهم من ذلك كله يمتلك شعباً مبدعاً خلاقاً ودولة بكل هذه المواصفات يمكنها ان تكون في مصاف الدول العظمي علي اقل تقدير هذا إن لم تكن الدولة الاولي في العالم ، وهنا تبدأ الرؤية في الإتضاح فكل هذه الثروات يمكن للدول الطامعة الاستفادة منها فقط اذا تم اضعاف الكادر البشري ولكن هذا من المستحيل تنفيذه في ظل وجود ديموقرطية حقيقية ولذلك تم اجهاض للديموقراطية في السودان ولمنع هذا الشعب من اقامة ديموقراطية اخري تم استخدام سلاح الكيزان الذي انشأه اليهود لزرع الفرقة بين ابناء الوطن ااواحد وتم احياء السلفية لترفض وجود الأخر ومن هنا بدأت تغزية التيارات الإسلامية لأنها افضل من يستطيع تفتيت الوطن الواحد، وادي ذلك الي انفصال الجنوب وسقط الحجر الأول في الدومينو وسوف يتبعه بقية الاحجار الغرب والنيل الازرق والشرق والشمال ولقد تم تدمير الانسان السوداني بتهجير الكفائات وتحطيم التعليم حتي يتمكنوا من استنذاف الموارد الطبيعية المذكورة اعلاه لانه لن يكون هناك مواطن حريص علي السودان الواحد بوجود كل تلك الصراعات الطائفية ومن هذا المنطلق ستفهم عزيزي القارئ ما يحدث في العالم العربي في حين تسعي الدول الاوربية للتوحد يدفعون الدول العربية للتفرق والانقسام وسلاحهم يقبع تحت ستار الدين ، ويسعي الكيزان جاهدين لقمع المواطن ومنعه من التفكير السليم بحجة انه ضد الشريعة وضد الدين بل منعه من التعليم واستخدام العلم في حياته اليومية بحجة انه ضد الدين ولا تعتقد زيزي القارئ انني اغلو حين اقول ذلك ، اليس الاشتراكية علم ؟ اليس الديموقراطية علم ؟ الم تسمع بأطلبوا العلم ولو في الصين ؟ وجميع التيارات الاسلامية التي صنعها اليهود تبعدنا عن العلم تحت ستار الدين ، فهل ينكر الكيزان انهم صنيعة اليهود ؟ لا أظن انهم قادرون علي اخفاء الحقائق فما عاد الجهل له وجود مع وجود الانترنت الا لمن اراد ان يعيش جاهلاً وموت جاهلا.ولولا الحياء لهاجني استعبار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..