شكسبير وادي النيل التجاني يوسف بشير

شكسبير وادي النيل التجاني يوسف بشير

شوقى بدري
[email][email protected][/email]

بمناسبه 25 مايو قرأت موضوعاً للرائع ـ السفير جمال محمد ابراهيم موضوعاً عن مئويه الشاعر التجانى يوسف بشير . له ولاعضاء نادى الدبلوماسيين التحيه والشكر لاحياء ذكرى الشاعر التجانى يوسف بشير . حسب معلوماتى فانها مفروض ان تكون الذكرى الثانيه بعد المئه .
وتذكرت هذا الموضوع
……………

شكسبير وادي النيل التجاني يوسف بشير

تصادف اليوم الثلاثاء 25 سبتمبر ان شاهدت حلقة عن الشاعر السوداني التجاني يوسف بشير. وتذكرت موضوع كتبته قبل عشرة سنوات نشر في جريدة الخرطوم . الذي جعلنا نحب التجاني يوسف بشير هو أستاذنا في مدرسة الأحفاد وصديق التجاني ورفيق دربه الأستاذ الشاعر الرائع والفيلسوف والدرويش المتجرد عبد الله البشير مؤلف نشيد الأحفاد الذي كنا نبدأ به اليوم الدراسي :

فتية للعلم في الأحفاد يحدونا الأمل
للعلا للمجد للأخلاق نسعى لا نمل
للأخاء الحر نسعى للتفاني في العمل
شعل كالشهب نمضي في احتقار للكسل

وهو كذلك مؤلف نشيد النفير الذي كان يردده كل السودان بعد الاستقلال :

بيدينا نبنيك يا بلدنا اقسمنا لازم نبنيك
صممنا وحبك يسندنا بأرواحنا والمال نفديك
وطن أجدادنا يا بلدنا
مسوي أولادنا يا بلدنا
فيك أمجادنا يا بلدنا

لم أري شخصا مسكونا بحب التجاني وتقديسه مثل الأستاذ عبد الله البشير والذي علي عكس التجاني تمكن من الذهاب إلي مصر والدراسة في دار العلوم .

أحمد التجاني يوسف بشير الكتيابي من بيت الكتيابي , بيت ديني كبير في ام درمان . ولد سنة 1910 وهو يمثل العقد بعد توفيق صالح جبريل ، وعقدين بعد الأستاذ عبد الله البنا . شعره عميق بنكهة خاصة لا يخلو من المرارة
درس القرآن في خلوة عمه محمد القاضي الكتيابي . ثم انضم إلي المعهد العلمي الذي بدا في مسجد أم درمان الكبير وصار جامعة أم درمان الإسلامية . ولأنه صاحب شخصية مميزة وموهبة عظيمة ، قابل الحسد وعدم الفهم . واصطدم بزملاءه وبعض مدرسيه من أصحاب العقول الآسنة وما أكثرهم الآن .
وبسبب هذه العقول الآسنة والوشاية طرد التجاني من المعهد العلمي الذي كان يحبه .
اشتري التجاني ديوان أمير الشعراء احمد شوقي بمبلغ ضخم 80 فرشا وكان مبلغا ضخما حينها . فالعم سليمان النيجيري صاحب المكتبة الوطنية المواجهة لسينماء الوطنية أم درمان كان يبيع الكتب في كيس يحمله علي ظهره في بداية حياته وكان يدفع ريالا كبيرا (عشرون قرشا) كل شهر للعم سليمان ثمنا للديوان فسخر منه بعض زملاءه قائلين له كان يمكن أن يشتري كتابا دينيا أومصحفا . وزعموا أن التجاني قال أن ديوان احمد شوقي خيرا من المصحف وحرف رد التجاني وشهد البعض ضد التجاني إلا أن زميله الأستاذ عبد الله البشير كان يقول أن التجاني قال أن مقارنة شعر احمد شوقي بأي شعر آخر تماثل مقارنة القرآن بأي كلام عادي . وطرد التجاني من المعهد .
وقديما كان لنا نشيد في المدارس الابتدائية من تأليف التجاني يوسف بشير اذكر منه:

يا معهدا زاخرا بالحياة ليهنك ان الحياة العمل
فسرسر بنا نحو غاياتنا تجدنا خفافا نعاف الوني

وفي قصيدة أخري يقول :

ودعت غض صباي تحت ظلاله
ودفنت بيض سني في محرابه

كما صور لنا الخلوة قائلا :

هب من نومه يدقدق عينيه
مشيحا بوجه في الصباح
ضمخت ثوبه الدواة وروت
رأسه من عبيرها الفياح

حاول التجاني الهجرة إلي مصر طلبا للعلم ولكن أهله أرجعوه من محطة القطار وكان يمني نفسه بالذهاب والدراسة في مصر فقال:

مصر يا مهبط الحضارة والنور
ويا مبعث الهدي كل ساع

التجاني كان يجد كثيرا من العنت والمضايقات الشخصية والحسد . ووصف شعره بالغموض كما اضطر للعمل في شركة سنجر التي تبيع ماكينات خياطة الملابس وبدأ يقتنع بمصيره بدون الرضي فقال:

اتنكر عيناك هذا المصير
ويجحد حسنك هذا المرد

وكما ذكر مبارك إبراهيم صديق الشاعر ومن المولعين بشعره والذي ساعد في إخراج ديوان الشاعر (إشراقة) في عام 1955 فان عمل التجاني في سنجر كانت فترة الهام بالنسبة للشاعر . اذ كان التجاني يقابل حسان اليهود والأرمن والنصارى كزملاء في عمله . أو عند تحصيل أقصات الشركة ، لأن الأقباط والأجانب كانوا اغلب الزبائن فقال التجاني :

آمنت بالحسن بردا وبالصبابة نارا
وبالكنيسة عقدا منضدا من عزارا
وبالمسيح ومن طاف حوله واستجارا
إيمان من يعبد الحسن في عيون النصارى

كما قال كذلك :

درج الحسن في مواكب عيسي
مدرج الحب في مساجد احمد

مات التجاني في السابعة والعشرين . وبالرغم من تعاسته وعدم فهم الآخرين ، وداء الصدر الذي قضي عليه وهو في شرخ الشباب ، وانه من بيئة حي السوق وسط المباني الطينية بعيدا عن الحدائق والقصور اخرج أ جمل الشعر قائلا:
وعبدناك يا جمال وصغنا لك أنفاسنا هياما وحب

كما غني للنيل :

أنت يا نيل يا سليل الفراديس
نبيل موفق في مسابك

وهي رائعة الفنان عثمان حسين

ويذكر زرياب المغني الأسود والزرياب طائر اسود جميل الصوت . ويحن إلي المربد منتدى الشعراء في جنوب العراق وهو في أم درمان لم يغادرها ويقول :

قم يا طرير الشباب غني لنا غني
يا حلو يا مستطاب أنشودة الجن
وامسح علي زرياب واطمس علي معبد
وامشي علي الأحقاب وقف علي المربد

أغنية سيد خليفة .. كما غني للخرطوم وغني لتوتي وشمبات ولم يمدح أي يشر . ورثي الشيخ أبوالقاسم هاشم رئيس المعهد العلمي الذي طرد منه التجاني.
الشيء الذي لا يعرفه الكثيرون ، هو أن التجاني كاتب عميق وناقد أدبي وسياسي . عمل كمصحح وكاتب في مجلة ملتقي النيلين مع العم سليمان داؤود منديل وكتب في مجلة الفجر لصاحبها عرفات. ثم صحفيا في مجلة أم درمان مع مؤرخ السودان الأستاذ محمد عبد الرحيم (جد هاشم بدر الدين) إلا أن المرض اشتد عليه ومات في عمر طرفة ابن العبد صاحب المعلقة والشاعر الانجليزي اللورد بايرون والشابي التونسي الذي يلقي تعظيما عظيما من أهله واسمه يطلق علي الشوارع والمعاهد والأطفال وهنالك فستفال سنوي باسمه أما التجاني فلم يجد سوي الإهمال إلا في المناسبات المختلفة كالمهرجان في بداية الستينات الذي خلقه الأستاذ عبد الله البشير وآخرين وكان تعرض منه دقائق معدودة في الجريدة الأخبارية في السينما . وحديقة تقع إلي الشمال من سوق الخرطوم 2 تعاني الإهمال والجفاف ومهرجان 1946 في القاهرة وصفه الاستاذ الدكتور ابراهيم ناجي انه شكسبير وادي النيل وأشاد به الدكتور مظفر سعيد من جامعة الأزهر . وقال عنه الأستاذ أحمد غلوش انه نابغة الشعراء ونسيناه نحن في السودان كالعادة .
وربما لأنه جاهر بالشك وله قصيدة بعنوان “يؤلمنى شكي” . وأحرق أهله كثيرا من قصائده وكتاباته خوفا من أن يوصف بالجنون أو الالحاد وما وصلنا عن طريق ديوانه إشراقة ليس كل قصائده التي ذهبت إلي مصر وبقيت هنالك لسنين واخذ البعض بعض قصائده ونسبوها إلي أنفسهم
أعظم قصيدة للتجاني حسب رأي هي” القمر المجنون” وهي تدعو لتعليم المرأة ونهضتها . والقدماء لم يكونوا يعترفون لشاعر إلا بعد أن يأتي بحكمة . هذه القصيدة عميقة مليئة بالحكم الفلسفية .
اصنعي أيتها الشمس الأهلة
وانفحي من روحك الطاهر فيها
وقفي مزهوة منها مدله
موقف المطفل من غر بنيها

لسوء الحظ البيت الأخير كتب خطأ في طبعة 1955 وأعيد غلط في طبعة بيروت 1980 وحفظه الناس (من غربتيها ) وضاع المعني الجميل . ونحن حفظنا من الأستاذ عبد الله البشير وسمعنا من آخرين ممن عاصروا الشاعر , من غر بنيها . والمطفل هي المرأة كثيرة الأطفال وغر بمعني صغير وبنيها أبناءها والمرأة عادة تزهو بآخر أطفالها . حتى كلماته أخطأنا فيها ولم نهتم.
نحن لم نكن تستحق التجاني .

التحية
شوقي

تعليق واحد

  1. كعادة الاستاذ شوقي كلام مرتب ومشوق

    الشاعر الكبير التجاني يوسف بشير ارسل ديوان شعره لمصر للمراجعه الفنيه حسب علمي ,, واستولي الشاعر المصري علي محمود طه المهندس علي ذلك الديوان وادعي ملكية اشعاره

    علي محمود المهندس هو شاعر قصيده فنيسيا والتي تقول بعض كلماتها,,, اين من عيني هاتيك الليالي يا عروس البحر يا حلم الخيال,, القصيده التي تغني بها الفنان الرائع الكابلي ,,انا لااستغرب ان يكون ذلك الحدث وتلك السرقه الفنيه صحيحا,, فذلك هو حال المصريين خداع ونفاق وغش

  2. لو يفهم الحاقدون والواشون والنمامون مقدار الايمان والصدق الذي في قصيدة الرة (النملة ) لما تجرأوا وافتروا الكب .. والتجاني جاز ان يقول ما يغضب الناس ردا على استغرابهم من دفع كل لك المبلغ لشراء ديوان .. وكأنه دفعه من ما تكرموا به … فعليهم اللوم
    قصيدة الذرة لا يكتبها الا المؤمنون الذين لا يمكن ان يكذبوا حتى في سرهم
    الذرة هي منتهى الايمان والشاعرية والفلسفة ..
    لو عاش التجاني كما عمر أخرون لكان حال الشعر السوداني غير الحال التجاني في نفسه مدرسة لا تدانيها مدرسة رغم المرض والفقر وقصر العمر ..
    ليتصل الناس بالدكتور صديق عمر الصديق ليعرفوا اكثر عن التجاني وكثيرون يعرفون من كان التجاني يرحمه الله

  3. التجاني ليس شكسبير وادي النيل..
    هو شكسبير المنذقة من الخليج العربي الى المحيذ الاذلسي في الفترة الت عاش فيها ..
    عندما اختفى ديوانه وثبت انه مع ابراهيم ناجي فزع البعض حتى بعض ان اعاده اهل التجاني وقالو ربما سرق ابراهيم ناجي بعضا منه
    فأسم عارف بامور الشعر وفقيه في دنيا القوافي انه ما من قصيدة في شعر ابراهيم ناجي تصل مرحلة شاعرية التجاني يوسف بشير ..
    فلو سرق منه لبان الامر..
    التجاني قمة الصدق مع الناس والات وشاعريته ليست محل جدال لا ابناء قريش ولا عرب المهجر
    التجاني هو فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة حتى حين
    عليه رحمة الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..