الإرهاب يُدينُ الإرهاب

على عسكورى
تفاجأت مثل غيرى ببيان صادر من أمانة العلاقات الخارجية لحزب المؤتمر الشعبى تدين فيه وترفض العمليات الإرهابية التى وقعت فى باريس ليلة الجمعة 13 نوفمبر 2015. وفى حقيقة الامر لم أكن اطلعت على البيان لكن أحد الأصدقاء نبهنى له معبرا عن صدمته ومفاجأته هو الآخر أن يصدر المؤتمر الشعبى بيانا يدين فيه نفسه. والحال كذلك لم أكن أتوقع أن الجرءة والتبجح والوقاحة قد بلغت بالإسلاميين هذه الدرجة. لذلك نظرت الى البيان على أنه أمر جلل يقتضى علينا التوقف عنده كثيرا. ترى الى أى مدى ستستمر حالة “الإنكار” عند إسلاميّى السودان! والى أى مدى يعتقدون أن بإمكانهم تضليل العالم باسره ! فهؤلاء الاسلاميين لا زالوا سادرين فى غيهم ولا زالوا متمسكين بفرضيتهم الأساسية أن الشعب السودانى بلا ذاكرة او أنه مجموعة من السوام يقولون لها ويفعلون بها مايشاؤون. وكنت قد نبهتهم مرارا فى مقالات سابقة أن قضية ضعف الذاكرة هذه قد وجد لها “الصليبيون الكفرة” حلا نهائيا، وإن اغلب السودانيين الآن يحمل سجلاً كاملا بجرائمهم وارهابهم فى جيبه. لذلك يتطلب الامر منهم إعادة نظر لفرضيتهم الاساسية إن أرادوا أن يستمروا فى حالة ” الإنكار” (أصح يا بريش)!
هذا مقال من جزئين. فى الجزء الأول نتناول فى عجالة الطبيعة الإرهابية للتنظيمات الإسلامية وتحديدا الأخوان المسلمين منذ تكوين التنظيم. وآمل ان لا يكون هذا التناول المختصر قد قلل من الوقع والبعد التأريخى لتلك الأحداث الإرهابية.
فى الجزء الثانى نتناول إرهاب الجبهة الإسلامية القومية (قبل أنقلابها) ونورد حادثتين محددتين من واقع شهادة عضو سابق فى التنظيم الخاص كان مكلفا بالقتل. ولم أشاء أن اتناول إرهاب الجبهة القومية بعد الانقلاب فى عام 1989لأنه من الصعب تناول مثل ذلك ألامر الجلل فى مقال او مقالين. فهو ارهاب مستمر لأكثر من ربع قرن وما زال، كما انه إرهاب داخلى ودولى سارت بسيرته الركبان ولم تبق أمة فى الأرض لم يقع بعض أفرادها ضحايا له. رأيت استبعاد الأمر أيضاً حتى لا يحاججوننا بأن ذلك ارهاب كانت تقوم به أجهزة الدولة (بالرغم من أنها دولتهم). قصدت من إختصار الأمر على ارهابهم قبل الإنقلاب حرمانهم من فرصة الإختباء خلف أجهزة الدولة وأختصرت الأمر فقط على ممارساتهم كتنظيم سياسى.
الأرهاب يدين الأرهـــــاب
(1)
ميــــلاد الإرهـــــاب
ليس هنالك أدنى شك فى ان تنظيم الأخوان المسلمين وُلِدَ إرهابياً. فالارهاب عند التنظيم هو حالة عضوية ولدت معه وستموت معه ولا فكاك منها، إذ أن التخلص منها يعنى موت التنظيم لأنها تمثل له قلبه النابض الذى يضح دماء الحياة لبقية اعضاء جسمه!
تنظيم الاخوان المسلمين وتفريعاته حول العالم بكل مسمياتها بما فيها الجبهة القومية الاسلامية فى السودان باسمائها المختلفة (مؤتمر وطنى، مؤتمر شعبى، أخوان مسلمين، حركة إسلامية، نظام خالف او اى تشكيلات اخرى مستقبلية تنشاء على نسقها) هى تنظيمات تقوم اساساً على الإرهاب والعنف والكراهية ورفض الآخر واستباحته (هذا ليس قولى، سنورد شهادة أحدهم بهذه المفرادات). ولكى أدلل على ما أقول أشير للخطوة التى أتخذها حسن البنا حين أسس ما يعرف بـ ” النظام الخاص” وهو حسب ما يورد د. طارق البشرى ” تنظيم أكثر إحكاماً وأوثق رباطاً يمثل كتيبة الصدام” (الحركة الاسلامية رؤية مستقبلية ، تحرير الدكتور عبد الله النفيسى، ص 174). إختار البنا لقيادة هذا “النظام الخاص” طالب فى السنة الأولى من كلية الآداب “عبد الرحمن السندى” بعد أن بايع البنا على السمع والطاعة (المصدر السابق صفحات 216، 217) وبالطبع يمكن بوضوح فهم ما قصده البنا من إختيار شاب صغير لقيادة تنظيم “خاص” فالنية لاستغلال روح الشباب لا تحتاج الى تعمق كبير فى طبيعة من تم إختياره، ولو لم يكن البنا نفسه يهدف لاستغلال روح الشباب فى العنف، لماذا يختار شابا بهذه السن الصغيرة منعدمة التجربة . ومن حينها إنطلق “النظام الخاص” فى أعمال إرهابية عديدة شملت على سبيل المثال لا الحصر، إغتيال القاضى احمد الخازندار، رئيس الوزراء النقراشى باشا، وحادث التفجير فى المحكمة (شفيق إبراهيم أنس)، وحامد جودة رئيس مجلس النواب، والقاء القنابل على النادى البريطانى وغيرها. المشكلة الرئيسية فى هذا الموضوع يقول عبد الله النفيسى “أن رئيس النظام الخاص عبد الرحمن السندى بات منذ ايام البنا يتمتع بإستقلالية شبه تامة عن تنظيم الجماعة . لقد وَلّد هذا الوضع – والذى تميز بضعف الإشراف عليه ومتابعة تطوراته – تنظيماً آخر له رؤيته الخاصة ومشروعه الخاص فى الحركة والفعل وعلاقاته المستترة التى تجهلها حتى الهيئات العليا للجماعة (مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية)” (السابق ص 228).
سيلاحظ القارىء ان الوضع اعلاه (إنفلات التنظيم الخاص عن القيادة) يعكس بصورة متطابقة الوضع الذى آلت إليه الامور بين حسن الترابى وبين عمر البشير بوصفه رئيسا للجناح الخاص للجبهة القومية الإسلامية، حيث أصبح الاخير يتحرك بمعزل عن التنظيم- لا يهتم بشىء سوى تنفيذ مايراه، بل بلغ به الامر أن يعتقل شيخه وقيادة التنظيم وكاد ان يطيح برؤوسهم عندما اختلفوا معه على السلطة. و ليس أمر التصفية بين الأخوان بأمر جديد عليهم. ففى مصر بعد موت البنا مباشرة قام “النظام الخاص” بتصفية المهندس “سيد فايز” الذى كلف بإخطار أعضاء التنظيم الخاص بفصل قيادة تنظيمهم لخروجها على المرشد. يقول النفيسى الذى يورد التفاصيل “حمل أحد اللاشخاص ظهر الخميس 21 نوفمبر 1953 الى منزل المهندس “سيد فايز” علبة حلوى بداخلها شحنة ناسفة من مادة الجلجنايت إنفجرت فى وجهه فأطاحت به وبحائط الغرفة جميعه الذى هوى الى قاع الشارع” (ص 229).
لسنا هنا بصدد رصد كامل للعمليات اللإرهابية التى قام بها الأخوان المسلمون فى مصر والتى شملت لاحقا إغتيال الرئيس السادات والدكتور رفعت المحبوب رئيس مجلس الشعب والمفكر فرج فودة والاعتداء على الكاتب نجيب محفوظ وغيرهم، إضافة الى عمليات حرق الكنائس والعمليات فى الصعيد ضد السياح الأجانب التى قتلوا فى أحداها أكثر من 70 سائحا من جنسيات أجنبية مختلفة. هذا غيض من فيض سجلهم الأرهابى المعروف.
ليست مثل هذه الأعمال الأرهابية حكراً على التنظيم فى مصر، بل هى ممارسة ثابتة عندهم أينما حلوا وأينما إجتمعوا، فالعنف والإرهاب هو الأداة والقاسم المشترك عندهم جميعاً.
ممارسة العنف والأرهاب ليست ممارسة عابرة او إضرارية يلجأون إليها أحياناً، على العكس تماماً، فهى مكون أساسى لفكرتهم التى ترفض الآخر. يقول عدنان سعد الدين المراقب العام للأخوان المسلمين فى سوريا ” كثيرون من قيادات العمل الإسلامى ترفض التعددية رفضاً حاداً” ويمضى ليقول ” كان حسن البنا نفسه ينكر وجود الاحزاب السياسية ويقف ضد تشكيلها” (المصدر السابق صفحات 291، 292).
المأزق الذى يواجهه الأخوان المسلمون اليوم وكل تفريعات ومجموعات الإسلام السياسى هو أنهم أصبحوا يواجهون عالماً تقوم كل أوجه الحياة فيه على التعددية. يشمل ذلك تعددية الاعراق، الأديان، الأزياء، الغناء، بل حتى التعددية فى النفاق! إلا أن فكرتهم لا تقبل التعددية مطلقاً بأى صورة جاءت يشمل ذلك إختلاف الرأى داخل التنظيم، فالكلمة النهائية هى كلمة المرشد وما التنظيم إلا الأداة او الجهاز الذى يحركه المرشد حيث يريد ويبقى أعضاء التنظيم فى محل الطاعة العمياء التى تلغى عقولهم تماماً ويصبحوا كالدمى. عن طبيعة الطاعة العمياء يقول عمر التلمسانى المرشد العام الاسبق للأخوان فى مصر عن علاقته بحسن البنا ” كنت معه كالميت بين يدي مغسله” (المصدر السابق ص 236). ربما تكشف طبيعة هذه العلاقة التى تقارب العبودية (بمعنى الاسترقاق) من حيث درجة الطاعة العمياء ، فشل أعضاء هذه التنظيمات – رغم التأهيل الأكاديمى للكثيرين منهم – فى إنتاج أى فكر نقدى لتجربتهم أو طرحهم. فرغم اعتراف بعضهم أن أمرهم فى السودان صار الى خبال والى كارثة وانهم قد تسببوا فى تقسيم البلاد شلوا شلوا، إلا أن النقد الموضوعى الهادف لتجربتهم او خروج بعضهم على التنظيم يكاد يكون معدوما. ويبدو ان الخروج على التنظيم وعلى المرشد يساوى عندهم الكفر او الخروج عن ملة الإسلام. فكل من حاول او يحاول ذلك، إما تمت تصفيته جسدياً او تم تخوينه أو اغتياله معنوياً او دفعه الى هامش الطريق واستبعاده ليصبح بلا تاثير بين الجماعة ومن ثم ينظر اليه شزرا. وطالما ظل اعضاء هذه التنظيمات مصرّين على ألغاء عقولهم وطاعة شيوخهم طاعة عمياء فليس هناك ما يجعلنا نتوقع توقف هذه التنظيمات عن ممارسة الإرهاب او ” عقلنة” اعضائها لتصرفاتهم واحترام حق البشر فى الحياة.
[email][email protected][/email]
عفوا استخدم عبارة من يسمون انفسهم اسلامين
سلام على عسكورى
احسنت
ربما صحوة ضمير ان نلعن الارهاب وربما ان داخل الجماعة مدارس شتى حسب البيئة والمعتقد وعلى شاكلة القيادة تاتى الجماعة والناظر اليوم للمشهد الدينى فى السودان اختلاف الرؤية وتباين الاراء وكل طائفة دينية انقسمت الى فرق وجماعات وصارت مسالة وقعت فى صدر الاسلام وهى حادثة تاريخية تجعل كل طريقة دينية فى غنى عن المجموعة الاخرى بينما القران الكريم والسنة خير المناهج تدعو الى كلمة سواء واحترام الاراء والمعتقدات وربما شهوة السلطة وحب التسلط جعلت اهل الاسلام يتفرقون ويتناحرون ويقدمون اسوا نظام اجتماعى او سياسى على طول المشرقبن
اذا ثبت (……) فستكون نهايتهم رهيبه ونهائيه وقريبه جدا
المحتال الكبير عُرف بأساليبه (الحربائية) .. الساذجة
فهل يعتقد الرجل إن أحد يصدقه او سيصدقه .
ظل الترابي رجلاً مزهواً بنفسه وأفكاره فخّيل له ان الناس تعتقد فيه ما يعتقده (دراويشه) حوله
من حيله الاخيرة و الفطيرة المكشوفه النظام (الخالف) ثم حياكته لاصدقاء الامس المزنوقين لـ (حوار) بائس وكّل سكرتيره كمال عمر لتسويقه والدفاع عنه الا ان تلميذه الغير نجيب فشل فشلاً زريعاً فوقف وشيخه في العقبه كذاك (الحمار) .
توثيق جيد ومختصر ومفيد
يتطابق ما جاء بمقال أ. بابكر فيصل في موضع آخر براكوبتنا الظليلة مع ما اورده أ. عسكوري بمقاله اعلاه في طاعة منتسبي
هذا التنظيم لمرشدهم تلك الطااعة العمياء الرعناء .
خيث يقول (( تصريحان صدرا مؤخراً لإثنين من القياديين في حزب المؤتمر الشعبي يعكسان هذا المأزق بصورة جليَّة, نُسب أولهما لشخصٍ يُدعى الدكتور “عمَّار السجاد” قال فيه أنَّ ( الدكتور حسن الترابي “نبي زمانه” ) وأضاف : (عندما يتحدث الترابي عن تفسير القرآن الكريم ينتابني إحساس النبوة، أحس أنه نبي لما للترابي من قدرات وإمكانيات ). إنتهى
أمَّا التصريح الثاني فقد كان للأستاذ أبوبكر عبد الرازق الذي قال لصحيفة “آخر لحظة” أنَّ : ( الشيخ حسن بالنسبة لي قامة سامقة جداً، وأعترف بأن 60 في المائة من تكويني الفكري هو بتأثير من الترابي، بل حتى لغتي نابعة من تأثيره عليّ، وأنا أعتبره واحداً من استثناءات التاريخ الإسلامي وأتفق معه فكرياً في ما ذهب إليه بنسبة مائة في المائة ). إنتهى .
تعرض مواطن سوداني يدعى “الحاج زكريا” ويبلغ من العمر 54 عامًا، للاختطاف والتعذيب البدني والنفسي من قبل وزارة الداخلية المصرية في القاهرة، ﻳﻮﻡ 6 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ بقسم شرطة عابدين.
وكان “زكريا” قد جاء من السودان الى القاهرة لعلاج ابنة المريض بالبواسير، حاملاً معه مصاريف علاجه وثمن إجراء عملية جراحية له؛حيث كان يحمل مبلغ 500 دولار و3750 جنيهًا مصريًّا، وفور وصله مصر ذهب لتحويل الدولارات لأموال مصرية ليسدد تكاليف علاج ابنه، لكنه فوجئ هو وصديقه -سوداني الجنسية أيضًا- والذي جاء لمساندته باختطافهما، فقال “زكريا”: “ﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ﺑﺎﺛﻨﻴﻦ ﻣﺴﻠﺤﻴﻦ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻳﻮﻗﻔﺎﻧﻨﺎ ﻭﻳﺒﺪآﻥ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﺟﻴﻮﺑﻨﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺎﺗﻨﺎ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺑﺮﺍﺯ ﺟﻮﺍﺯﺍﺕ ﺳﻔﺮﻧﺎ ﻭﺩﻭﻥ إﺑﺮﺍﺯ ﻟﻤﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﻮﻳﺘنا ﺃﺧﺮﺟﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺟﻴﻮﺑﻨﺎ، ﺛﻢ ﺍﻗﺘﺎﺩﻭﻧﺎ ﻟﻌﺮﺑﺔ ﺑﻮﻛﺲ ﺃﺧﺬﺗﻨﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ إﻟﻰ ﻗﺴﻢ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ، ﻭﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺴﺄﻟهما ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﻬﻤﺘﻨﺎ ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺣﺪ”.
واستكمل قائلاًَ: “ﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ أﻥ ﺍﺑﻨﻲ ﻣﺮﻳﺾ ﻃﺮﻳﺢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻭﺗﺮﻛﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﻨﺪﻕ ﺗﻨﺰﻑ ﺑﻮﺍﺳﻴﺮﻩ ﺩﻣًا ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻧﻲ أﺣﺪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ، ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ ﺩﺧﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍلأﻣﻦ ﻟﻠﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺏ، ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺅﻧﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺃﻗﻮﺍﻟﻨﺎ، ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﻓﻘﻂ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ، ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﻛﺬﺏ ﻭﺍﻓﺘﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻱ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻣﻼﺑﺲ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﻃﻠﺐ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻟﻠﺤﺮﺍﺳﺔ”.
وبدأ زكريا يروي قصه تعذيبة بداخل قسم عابدين قائلا: “ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻨﻌﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ، ﻓﺄﺧﻄﺮﻧﺎﻫﻢ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺻﻼﺗﻨﺎ، ﻓﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ، ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻻﻭﻝ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻢ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﺃﻗﻮﺍﻟﻨﺎ ﻭﺳﺄﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﻮﺯﺗﻨﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﻧﻲ ﺃﺣﻤﻞ ( 500 ) ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﻗﺮﺍﺑﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺟﻨﻴﻪ ﻣﺼﺮﻱ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻋﻼﺝ ﺍﺑﻨﻲ ﻭﺭﻓﻴﻘﻲ ﻳﺤﻤﻞ ( 1600 ) ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻣﺒﻠﻎ ﺃﻟﻔﻲ ﺟﻨﻴﻪ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺟﻪ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺑﺈﺧﻼﺀ ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺬ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺑﺎﺧﻼﺀ ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺬﺕ ﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ”.
وأضاف :”ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺳﻴﻄﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻨﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺧﺬﻧﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺮﺍﺳﺎﺕ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺍﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻟوطني ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺛﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻨﺎ”.
حيث تم إلقاؤهم بالقسم في ظروف غير ادمية دون عرضهم على الأمن الوطني لثلاثة أيام إلى أن جاء يوم العرض قال “زكريا”: “ﻃﻠﺐ ﺿﺎﺑﻂ ﺍأﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮًا ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﻭﻧﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺮﺍﺳﺔ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻗﺴﻢ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺇﺳﺎﺀﺍﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﺗﻢ ﺣﺮﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺍﺑﻨﻲ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺩﺧﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻀﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﺄﺣﺬﻳﺘﻬﻢ ﻭﺗﻜﺒﻴﻠﻲ ﻭﺟﺮّي ﺑﺎﻷﺻﻔﺎﺩ ﻭﺣﺮﻗﻲ ﺑﺄﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺃﻯ ﻭﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺣﺠﺰﻱ ﺑﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﺘﻰ ﻋﺘﺎﺓ ﺍلإﺟﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ”.
إلا أنه تمكن من الاتصال ﺑﺄﺣﺪ المعارف ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﺄﺧﺬ ابنه ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺄﺳﺮته ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ لإنقاذه.
وقال: “ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻞ ﺃﺧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻪ، ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ إﺩﺍﺭﺓ ﻗﺴﻢ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺣﺠﺰ ﺗﺬﺍﻛﺮ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻓﻌﻼً ﻗﺎﻡ ﺑﺤﺠﺰ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ﻭﺗﻢ ﺃﺧﺬﻱ ﻟﻠﻤﻄﺎﺭ ﻣﻜﺒﻼً ﺑﺎﻻﺻﻔﺎﺩ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭﻃواﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﺳﺄﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻷﻟﻘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ؟ ﻓﻘﻂ ﻗﺼﺪﺕ ﻣﺼﺮ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﻛﺮﺭ ﺯﻳﺎﺭﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ”.
–
أخر تسجيل للمدعو كمال عمر الشعبي يؤكد على قيم (الانقاذ) التي جاءت بها.
ويؤكد المضي في طريق (الجهاد).
ياأخ عسكورى وماالغرابة بل لماذا تفاجأت ببيان حزب المؤتمر الشعبى الذي يدين فيه العمليات الإرهابية التى وقعت فى باريس، ألم يخرجوا في مظاهرات يدينون فيها ماحدث في مصربوصفه إنقلابا على الشرعية والديمقراطية ونسوا أنهم ، في السودان، إنقلبوا على الديمقراطية التي كانوا يشاركون فيها.
دمغ حركة الاخوان المسلمين بالارهاب فيه تجني علي التاريخ الذي لا يرحم فالحركة ولدت حركة دعوية سلمية و قد مورست عليها كل الوان البطش و التنكيل من قبل الطاغية جمال عبد الناصر في مصر و بالرغم من ذلك لم تتحول الحركة الي حركة ارهابية كما يزعم كاتب المقال او جلاديها من الانظمة الباغية
ظل الاضطهاد و البطش يلاحق الحركة في سوريا و لا ينكر مجزرة حماة التي تعرض لها الاخوان علي يد الاسد الكبير الا مكابر
كذلك حرمت الحركة من حقها في تولي السلطة عبر انتخابات نزيهة في ثلاثة من من الدول في الجزائر و في فلسطين (حماس)و في تركيا (حزب الرفاه)و كل هذا الظلم الذي وقع علي الجماعة علي مر التاريخ جعل بعض افرادها ينتقمون من جلاديهم كما فعل الاسلامبولي او كما يظهر في شكل جماعات تكفيرية خرجت من عباءة الجماعة و لها مبرراتها لكن ظلت الجماعة كتنظيم تلتزم السلم كمنهج لها و حتي عندما سلب حكمها في مصر لم تمارس العنف بل وقعت ضحية لعنف الانقلابيين
اما حركة الترابي فهي اولا خارج التنظيم العالمي للاخوان المسلمين و قد مارست العنف مرة عندما كانت ضمن الجبهة الوطنية و اشتهرت بالعنف وسط الطلاب رغم انها لم تتعرض لما تعرضت له تلك الحركات من اضطهاد و تعذيب وقد قلبت الطاولة علي جلادي الحركات الاسلامية بان انقلبت علي النظام الديمقراطي الهش عندما كانت كل التنظيمات العقائدية في الجيش تعد لانقلابات
ليس عيبا ان تدين الحركة الاسلامية السودانية الارهاب طالما انها قد تخلت عنه او زعمت ذلك