لن تزيد أسعار المحروقات!

أحداث ومؤشرات

لن تزيد أسعار المحروقات!

د.أنور شمبال
[email][email protected][/email]

دون كيشوت هي رواية مكتوبة في عام 1605م للمؤلف الإسباني ميغيل دي ثيربانتس سافيدرا، اختارها معهد نوبل لتكون في المرتبة الأولى في قائمة أفضل عمل أدبي في التاريخ، وتحدثت الرواية عن شخصية دون كيشوت دي لا منتشا الهزلية، وعن أحلامه في إعادة دور الفرسان الجوالين، والسير على نهجهم حين يضربون الأرض ويخرجون لكي ينشروا العدل وينصروا الضعفاء، ويدافعوا عن الأرامل واليتامى والمساكين، حتى كاد أن يفقد عقله، فأصبح ينسج من الخيال قصصاً لانتصاراته وأمجاده في محاربة الفساد، ولكن في الحقيقة هو لم يقاتل ولم ينصر أحداً، بل كان يقاتل طواحين الهواء!.
من يصدق أن خيالات ذلك الكاتب الروائي وشطحاته تنفذ في أرض الواقع، بعد (407) عاماً، بتنا لا نميز بين ما هو خيال، وما هو واقع… ألم تعدنا الحكومة مراراً وتكراراً أنها، ترفع العبء عن كاهل المواطن، ومكافحة الفساد، ونصرة الضعفاء والمساكين، ثم تكون الممارسة عكس ما هو معلن، وآخر تلك الصيحات هي التفكير في زيادة أسعار الوقود، أو التلويح بها بشكل مزعج ومقلق للمواطن الذي تتعامل معه بفهم (سهر الجداد ولا نومو) وأنا على يقين أنها لم ولن ترفع أسعار الوقود في الوقت الراهن.
إن حزب المؤتمر الوطني بإعلان موافقته على رفع الدعم عن المحروقات هي محاولة منه لتحويل اهتمامات الرأي العام عن قضايا أخرى ومن بينها الآثار المترتبة لتوجيهات البنك المركزي الأخيرة والتي يغيم عليها الضباب ولم يعرف عنها هل حققت هدفها أم لا؟، ثم لم يكن هو خياره الوحيد لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة، خاصة وأن المقترح سبق أن قدمته وزارة المالية في موازنة العام المالي الجاري 2012م، مررها له الحزب الحاكم ومجلس الوزراء، فيما رفضها البرلمان بعد مجادلات ومساجلات مشهودة انتهت، بتمرير بنود الموازنة الأخرى كما هي بلا تعديل، وتكليف وزارة المالية بإعداد دراسة مفصلة بالكيفية التي يتم بها رفع الدعم عن المحروقات، وحجم تأثيراته الإيجابية والسلبية خاصة في المواصلات العامة، والإنتاج للصادر، ولم تصل تلك الدراسة الى البرلمان حتى الآن.
إن مقترح زيادة أسعار الوقود توقعته أن يتم عاجلاً أم آجلاً ابّان مناقشة الموازنة في البرلمان، ولكن بعد تعويم الجنيه في بحر النقد الأجنبي، فإن هذه الخطوة لا معنى لها، ولا فائدة منها، وإلا إذا كانت خطوة بنك السودان المركزي فاشلة، وسيكون ذلك الطامة الكبرى… ألم أقل لكم أحداث الرواية الخيالية الغابرة، هي الآن بين ظهرانينا؟.

تعليق واحد

  1. نؤكد بان الشعب لن يثور اذا وصلت اسعار الوقود الى عنان السماء لان الشعب تعلم على سياسة الاتهاض والزل خلال ال23 سنة الماضية ومورست علية سياسات اصعب واضل من رفع اسعار الوقود ولاكنةاستسلم لمن يذبحة 23 سنة الامل فقط فى ثوار كاودة فقط اما حراك شعبى من رابعة المستحيلات لشعب فقد الارادة ورضى بحياة الزل والهوان

  2. اذا زادت اسعار المحروقات فان نبض الحياة سيتوقف والمواطن العادى سيجد المعادلة صعبه جدا جدا مابين راتبه او دخله وبين الاسعار وحينها سيسقط مغشيا عليه صدقونى
    اما مسالة خروج الشارع فهذه ايضا معادله صعبه فكيف يستطيع المواطن ان يخرج وهو لا يقوى على الوقوف وبطنه خاوية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..