تصاعد المعارضة للتعديل الجيني للأجنة البشرية

شيكاجو (رويترز) – طالبت مجموعة من العلماء الأمريكيين والنشطاء يوم الاثنين بفرض حظر دولي على استخدام أساليب حديثة للتعديل الجيني للأجنة البشرية وهو التقرير الذي صدر قبل يوم واحد من انعقاد مؤتمر دولي رئيسي في واشنطن لمناقشة قضايا أخلاقية وأخرى تتعلق بالسياسات بخصوص هذه التقنية.

وقال علماء بمركز الوراثة والمجتمع وجماعة النشطاء (أصدقاء الأرض) في التقرير إن الابتكار التقني الذي يتيح تعديل قطاعات محددة من الحمض النووي (دي. ان. ايه) بصورة كبيرة قد يفضي في نهاية المطاف الى التعديل الوراثي للأطفال لذا فانه يتعين وقفه قبل البدء في استخدامه.

وقال بيت شانكس الباحث الاستشاري بمركز الوراثة والمجتمع الذي أشرف على وضع التقرير “بمجرد بدء هذه العملية فلن يتسنى التراجع عنها. إنها خط أحمر يتعين عدم تجاوزه”.

يقول مؤيدو هذه التقنية المعروفة باسم (كريسبر-كاس9) إنها يمكن ان تسرع من اليوم الذي سيتمكن العلماء فيه من منع الاصابة بالأمراض الوراثية فيما يشعر معارضو هذه التقنية بالقلق بشأن الآثار المجهولة على الأجيال القادمة علاوة على ميل الآباء في المستقبل الى دفع مبالغ مقابل تحسين النسل مثل مستوى الذكاء لدى الابناء ورفع القدرات الرياضية.

وتتيح هذه التقنية للعلماء تعديل الجينات من خلال “مقص” جيني يضاهي في عمله برنامجا حيويا لمعالجة النصوص يمكنه رصد التشوهات الجينية واستبدالها. ويقوم العلماء في غضون هذه التقنية بادخال انزيمات تلتصق بجين متطفر يمكن ان يسبب الأمراض ثم يقوم الانزيم اما باستبداله واما اصلاحه.

وإذا استخدمت هذه التقنية للتعديل الجيني للحيوان المنوي للرجل أو بويضات الأنثى أو الأجنة فإنها تبشر بالقضاء على الكثير من الأمراض لكن الكثير من العلماء ينتابهم القلق من حدوث آثار مجهولة غير مأمونة العواقب لدى الأجيال القادمة لأن هذه التغييرات ستنتقل للنسل.

ويشير العلماء إلى أن هذه التقنية يمكن استخدامها لتعديل الحمض النووي في الخلايا غير الجنسية بغرض اصلاح الجينات التالفة فيما تنصب المعارضة على التعديل الجيني للخلايا الجنسية المسؤولة عن التكاثر.

وقالت مجموعة من الخبراء في الآونة الاخيرة إن الأبحاث المتعلقة بالتعديل الجيني للأجنة البشرية -على الرغم من الجدل المثار حولها- ضرورية لاكتساب فهم جوهري لبيولوجيا الأجنة في مراحلها الأولية ما يستلزم فتح الباب أمامها.

جاء ذلك البيان على لسان أعضاء ما يطلق عليها (مجموعة هنكستون) وهي شبكة عالمية من الباحثين في مجال الخلايا الجذعية والأخلاقيات الحيوية وخبراء السياسات العلمية. وقالت المجموعة إنها لا تحبذ في الوقت الراهن ولادة أطفال من خلال تقنيات التحوير الجيني لاستيلاد أطفال “حسب الطلب” وهو مفهوم لا يلقى قبولا عاما.

وترفض المعاهد القومية الأمريكية للصحة -التي تمول الابحاث الطبية الحيوية- اعتماد ميزانيات لأي استخدام لتقنيات التعديل الجيني فيما يتعلق بالأجنة البشرية.

كان علماء صينيون قد أحدثوا ضجة على المستوى الدولي عندما أعلنوا في ابريل نيسان الماضي انهم قاموا بالتعديل الجيني للأجنة البشرية.

وفيما تتيح هذه التقنية للعلماء رصد وتعديل او تغيير التشوهات الجينية يقول المنتقدون إن بامكانها ايضا ولادة أطفال “حسب الطلب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..