خليل زِنِد

خليل زِنِد

الصادق المهدي الشريف
[email][email protected][/email]

? اشتهر خليل عبد الله الجزار ب(خليل زِنِد).. لاسباب عديدة.. كان يعمل مع سبعة جزارين آخرين في (ملحمة كبيرة) بها ثمانية مساطب اسمنتية.. وعدد كبير من شناكل التعليق.. وعدد مساوٍ من أفخاذ الأنعام المعلقة.. حينما يمزح الواحد منهم مع آخر يغرز سكينه في أقرب الأفخاذ إليه.. ويقول (علي بالطلاق تفتح خشمك.. إلا أغرز فيك السكين دي).. كانوا عالماً قائماً بذاته.. يبرون بعضهم.. حينما يغيبُ احدهم مريضاً يذهب له ريعه من المال واللحم كأنّه حاضرٌ بينهم..
? يحكي عبد الدائم.. أنّه كان ذات يومٍ بالسوق.. يقف أمام مسطبة صديقه خليل زِنِد الجزار.. وقبل أن يستلم (ربع كيلو اللحم) الذي طلبه.. جاء رجل اسمر البشرة.. لا يبدو عليه أثر السفر.. ولا يعرفه احدٌ من الجزارين.. عريض المنكبين.. يلبس بنطال أحمر وقميص أزرق.. كث الشارب.. مستقيم اللأنف.. تطلُّ بعض الشعيرات من أنفه بشكل مقزز.
? وقف الرجل بجوار عبد الدائم.. ودون أيِّ مقدمات.. قال لخليل زِنِد :(جيب نص كيلو.. وبطل الغش أل بتعمل فيهو دا!!!).
? انتفض خليل :(غش شنو؟؟.. انتَ منو يازول؟؟).
? أجاب الرجل :(أنا البالعها).
? خليل (بالع شنو؟؟).
? الرجل (بالع حركاتكم دي.. وعارف غشك البتسوي فيهو دا.. كلكم حرامية ولصوص).
? حينما قال (كلكم) امتدت أيادي الجزارين دون شعور منهم نحو سكاكينهم وغرزوها.. كلٌّ في اقرب الأفخاذ إليه.. إلا أنّ الرجل عاد وقال (إنت بالذات.. عارف حركاتك دي).
? نفد صبر خليل وقال (حركات شنو؟؟..يا أخي انت بتعرفني من وين؟؟.. أنا أوّل مرة أشوفك).
? الرجل (لكن انا شايفك من زمان.. وعارف انك بتضبح الكلاب والتيوس والنعاج.. لحمتك كلها حرام.. وعنقرتك الكبيرة دي ربيتها بالحرام).
? لم يحتمل الجزار.. أمسك السكين.. واتجه نحو الباب وهو يرتجف من الغضب.. خرج يريد أن يذبح الرجل وهو يتمتم (والله الليلة واحد فينا يدخل القبر.. وواحد يدخل السجن.. إنت لو مجنون أنا بداويك).
? قفز عبد الدائم قفزة واحدة فاصبح بجوار الباب.. أمسك السكين من خليل.. وادخله مرة اخرى الى داخل الجزارة (يا خليل أخزي الشيطان.. كدي قول بسم الله).. أدخله واغلق باب الجزارة.
? بالخارج.. وقف الرجل مستعداً للقتال.. كفكف قميصه.. وخلع حذاءه.. ثمّ بدأ يرتجف من الغضب ويقول (مدد.. مدد.. مدد يا أهل الله.. مدد).. ثمّ سقط على الارض.. وبدأ فمه يزبد.. وينتفض على الارض مثل المصروع.
? دقائق معدودة.. تجمّع الناس.. قبل أن يرفس الرجل رفسته الأخيرة.. ويهمد.
? صرخ الناس (يا أخوانا.. الزول دا جيبو ليهو اسعاف.. الراجل داير يموت).. بالفعل كان الرجلُ قد مات.. جحظت عيونه كمن رأى شبحاً قبل موته.. تجمدت أطرافه بسرعة.. وتيبست.
? أعظم الناس هلعاً.. كان خليل زِنِد.. اصبح كالسامرئ في صحراء التيه.. يصرخ (يا أخوانا.. الزول دا انا ما هبشتو.. أنا ما قربت منو.. انتو مش حاضرين وشايفين؟؟.. انتو شاهدين؟؟.. انتو شاهدين مش كدا؟؟..).

تعليق واحد

  1. قصة عجيبة لكن ماالعبرة أو الغرض من روايتها؟ هل يعني الكاتب أن النظام صار مثل هذا الرجل عريض المنكبين الذي يدل شـكله على أنه من أولي البأس والشـدة وهو ليس كذلك بل هو أصـلا منتهي؟!! هل تقصد أن لا يتعرض الناس للكيزان لأنهم صاروا قاب قوسـين أو أدنى من الموت الطبيعي (على وش موت)؟!! أنا شـخصيا لم أفهم المغزى من هذه (الحجوة) وربما يكون ذلك لقصور مني.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..