ما بين البشير والإعلام : حالة تلبُس الدولة وإلتباس المفاهيِّ

عبدالله مكاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا كان كل ديكتاتور يستبطن بشكل أو بآخر مقولة لويس الرابع عشر(أنا الدولة!)، فتاليا كل الدكتاتوريين شُركاء في المنطلقات والأرضية او التصور للدولة والسلطة والشعب! وبغض النظر عن تبدل العصور ودوران عجلة الزمان وتغيُّر المكان وتقدم حركة التاريخ. ولو أن الديكتاتوريين اللأحقون أكثر درامية ودموية ومعاندة لحركة التاريخ، مقارنة بأسلافهم الأوائل! وفي كلٍ شر وفساد في الأرض لا يطاق. إلا أننا نجد أن البشير كديكتاتور (عوير!) يحمل سماته الخاصة او فرادته الإستبدادية. فديكتاتورية البشير تقوم علي نوع من الخلط المتعسف، للدين والعسكرية والشعوبية! أي هي خلاصة الوهم المركب لعناصر الطهارة والإستقامة والإنضباط، مع مسحة شعبوية تخرج هذا المزيج، في شكل أقوال وأفعال وقرارات في غاية الكاريكاتورية، او التهور والرعونة والإرتجال. بمعني آخر، طريقة البشير في إدارة الدولة، قائمة علي دعائم من غياب المعرفة والدراية وإحتقار النظام والكفاءة، وإنعدام الحكمة وبعد النظر، أي الإمتناع عن التدبر في العواقب لكل ما يتخذه من قرارات او مواقف او ردات فعل تجاه المستجدات! وليس قليل من ضمور مواهب القائد وفقدان معني القيادة، وبكل ما يترتب عليهما من حساسية وطنية ومسؤوليات جسيمة.

لذلك نجد أن هذه الطريقة البشيرية في إدارة الدولة، تحرج أقرب المقربين وتثير حيرة المتابعين، وتجعل كل من يهتم بحال الوطن، يأسف علي هذا المصير القاتم، بقدر ما يأسي علي حال المواطنين! بل تجعل حتي الغريب او من يملك قبس ولو بسيط من نور البصيرة، او أدني فكرة عن أحوال السودان والسودانيين، يندهش لكيفية إحتلال شخص بهذه المواصفات، قيادة دولة بهذا الحجم والتعقيِّد والإرث الحضاري، ولمدة تزيد عن ربع قرن من السنوات حسوما؟! ولكن المفارقة تكمن في أن تواضع إمكانات البشير القيادية والإدارية، قد تكون هي السبب الأساس في إستمراره طوال هذه الفترة العصيبة! بمعني، إن جهل البشير بأصول السلطة ومستلزمات الحكم، مكَّن المتلاعبين والمفسدين من الإندياح بكل إرتياح، في ممارسة أنشطتهم غير المشروعة، وتاليا توظيف جزء كبير من موارد الدولة لحماية هذه الأنشطة، وذلك بالتوازي مع زيادة المنافع المترتبة علي إرتفاع تكاليف الدفاع عن السلطة/البشير! أي غياب المشروعية لا يسمح بنمو وسيادة الأنشطة غير المشروعة فقط، ولكنه يهدر جزء كبير من موارد الدولة، لأجل شراء وحماية المشروعية البديلة او الزائفة، في معادلة بئيسة لكنها طاغية، تقوم علي إستبدال التنمية بدعم وزيادة قوات الدفاع والخدمات بتمدد ورفاه أجهزة الأمن؟!

وتاليا كل متطلبات المشروعية ومشاريع تملك السلطة والنفوذ، أصبحت تمر عبر العلاقة الشخصية والمصلحية بالبشير! خصوصا بعد دخول الإنقاذ مرحلة البشيرية الدولتية او وصولها محطة البشير/الدولة! فعندها ضعفت كل أنواع العلاقات والروابط المؤسسية والتنظيمية في السلطة، وبما فيها علاقة التنظيم الإسلاموية والروابط القبلية والجهوية، علي عكس ما يعتقد البعض! لتحل محلها روابط الدم والنسب وعلاقات الصداقة والزمالة العسكرية، بالسلطة البشيرية! أي ما يمكن وصفه بالمشاعية البشيرية، او مرحلة إنفلات الفساد الشامل من عقاله. بمعني، وخلال سيطرة الجماعة الإسلاموية بقيادة شيخها(المتشايخ) الترابي، علي البشير والسلطة. كان الفساد منضبط وله مرجعية سياسية، ولو أنها فاسدة وغير شرعية! إلا أنها تندرج في خانة اللعبة السياسية رغم قذارتها! وكذلك الخراب للمؤسسات والخدمات(السكك الحديدية التعليم..الخ) كان متعمد ولأغراض سياسية، ولو أنها دنيئة وبما يشبه جماعة ضالة ومضلة. ولكنها رغم ذلك، علي العكس من الوضعية البشيرية، والتي إنفلت فيها زمام السياسة او شيوع اللاسياسة بالتوازي مع اللاشرعية! أي ساد الفساد من أجل الفساد (وليس السياسة)، او سيطر الفساد كمحرك وحارس للسلطة ومحفز وداعم للفاسدين المناصرين! وبكلام محدد، قدر قليل ومشوه من السياسة(الجماعة الإسلاموية المنحرفة) أفضل من غيابها تماما(الحالة البشيرية المنفلتة!).

أي نظام أقل، أفضل من إنعدام النظام والإنفلات، وهو عين ما تجسده المرحلة البشيرية(الطغووية!). وذلك بناءً علي القول الشائع، عدو عاقل خير من صديق جاهل. فما بالك إذا كان هذا الجاهل، خالص العداء للوطن وشديد الإحتقار للمواطنين! وما تهديده الأخير للصحافة والصحفيين، إلا بيِّنة علي هذاء العداء وإفتضاح لكم الإزدراء! مع التنويه أن ذلك لا يشكل مفاضلة بين شرين، بقدر ما يؤكد أن الإستبداد شر عظيم، وحكم الفرد شر مطلق، فوق أنه مهين للعقل ومذل للكرامة. ولكن كل ذلك لا يمنع تواجد الإسلامويين بكثافة داخل أروقة السلطة البشيرية، ولكن ما يجمعهم روابط راسمالية او سياسية/منصبية (مصدرها شخصي وليس تنظيمي!)، وبالطبع بعد إتقان فنون المولاة وإظهار فروض المداهنة وآيات الإنسحاق في حضرة (البيه) البشير، أي كعربون ثقة لهذه العلاقة او الروابط الآثمة.

ومع طغيان السلطة البشيرية كان لابد من تغيير قوانين اللعبة السياسية، وتاليا الإفتئات علي حرمة الدستور، رغم إصطناعه مسبقا علي مقاس رغبات البشير(التي يبدو أنها متغيِّرة بإضطراد!)، وصولا للتهديد المبطن الأخير، للصحافة بصفة عامة والصحافيين(حقنه!) بصفة خاصة! علما بأن الأخيرين هم من أسباب تضخم شخصية البشير، ومن ثم بروز السلطة البشيرية المطلقة او في نسختها المتوحشة او المفترسة! ولسخرية القدر دخلوا هم أنفسهم دوائر الرعب والتهديد، بعد أن كانوا ينعمون بظل حماية البشير ويتفيؤون ظلال عطاياه، تاركين لظي المضايقات الأمنية ومكابدة الحروب الإقتصادية، لصحفي وصحف العارضة. المهم، المرحلة البشيرية، لم تطال العلاقات والسياسات والروابط السابقة لها، بالجرح والتعديل فقط! ولكنها طاولت الوعي السلطوي وآليات فهمه، للفضاء الداخلي بكل أنشطته ومكوناته. أي بحيث يتناغم هذا الواقع مع إيقاع رغبات البشير ومزاجه! وتاليا يعاد النظر في مفهوم الإعلام ودوره ووظيفته وطريقة إخراجه الي الجمهور العام! وتفسير ذلك، أن ينحدر الإعلام من دوره الكشفوي ووظيفته التنويرية كأحد مكتسبات الحداثة، الي مجرد آلية تعبوية ووسيلة تضليلية، تقدس السلطة وتغيَّب الحقيقية وتستخف بالجمهور. أي حضور الإعلام في المشهد الداخلي، لا يكتسب رضا السلطات، إلا عبر مدح البشير ومساعديه، والإشادة بتصرحياتهم والتطبيل لقراراتهم، وبغض النظر عن مدي صحتها او موافقتها للمصلحة العامة، فيكفيها فخرا وشرعية أنها صدرت منه او من أحد أعضاء حكومته! والذين بدورهم يشكل لهم البشير السند والمعين، او صاحب الفضل ونازع النعمة والإمتيازات متي ما يشاء! وتاليا طاعته مقدمة علي واجب الوظيفة ومصلحة الوطن!

وهذا فوق أنهم يشكلون إمتداد لسلطته وبدرجة أقل شخصه، وتاليا مسهم بتهمة التقصيِّر او مجرد الإعتراض عليهم! هو مس لشخصه وإعتراض علي إختياراته، وهذا ما لا يجوز في حقه، او يمكن التغاضي عن زجره او تركه يمر دون عقوبة. والحال هكذا، يصبح ليس هنالك حرية إعلام وخلافه فحسب، ولكن حتي ما يتاح من مساحة للإعلام، رغم محدوديتها والكم الهائل من الشكوك المحيطة بها، إلا أنها يجب أن تسبح بأسم البشير وتهلل بحمد السلطة! أي أن يتحول الصحفيون الي أحمد البلال الطيب والإعلاميون الي ربيع عبد العاطي! لتنحصر وظيفتهم في كشف المخفي من وعود المشاريع المنجزة او المقترحة، والتي بالطبع لا تأتيها العيوب من بين جنباتها ولا داخلها، ولا يعرف التقصيِّر طريقه الي تنفيذها وإقامتها، ولا يمسها شئ من رذيلة أسمها الفساد، هذا من جهة! ومن الجهة المقابلة، مواجهة أعداء السلطة بالزعيق والمغالطات، وإستسهال إطلاق تهم العمالة ونعوت الخيانة علي حضورهم وممارساتهم، وهذا دون قول شئ عن الإستخفاف بالعقول وإهانة المعقول، وإكراه البداهة علي التواري خجلال من مسرح الجدل/السفسطة. ولكن كل ذلك لا يمنع، أن عناد الواقع وقوة الوقائع وإنكشاف طبيعة السلطة داخليا وخارجيا، قد إتاح قدرا من الهامش للحريات المحسوبة، والمقيدة بالقوانين التعسفية والرقابة الأمنية وعقوبة الإيقاف المجانية! أي بعد أن عجزت السلطة عن منع هامش الحريات، حرصت علي توظيفه! أي بتحويله الي هامش يتقصد إكمال مظهر الديمقراطية المفتري عليها، وشرعنة الشرعية الإغتصابية! ليس بالإنقلاب وحده، ولكن أضيف لها السطو علي الديمقراطية، من مدخل الإنتخابات المزورة وتشويه او تعمية الإرادة الشعبية!

أي إتاحة هامش الحريات ليس عن قناعة بوظيفة الإعلام الحر او بدور الصحفيين الأحرار، ولكنه من الضرورات التي تبيح الصمت علي المحظورات (الحريات) او الصحفيين المشاغبين. وكدليل علي جدية السياسة الإعلامية المرتقبة، او من باب الإستعداد لكل من يأنس في نفسه الإمعية لمجاراتها او يرغب الحضور في المشهد الإعلامي القادم! أي في الحقبة البشيرية التدجينية المنتظرة، فقد قرر البشير أن يتولي ملف الإعلام بنفسه، ليصيغه علي هواه او يؤطره وفق رؤيته الخاصة! ولكن السؤال في هذه الحالة، ما دور الجهات المنوط به الإشراف علي ملف الإعلام، من وزير ووزارة وموظفين ومراقبين لحركاته وسكناته؟! هل سيحالون الي الصالح العام؟ أم سيحتلون وظائف ويأخذون مرتبات من دون أعباء او عمل، أي عطالة مدفوعة الأجر؟! أم سيكون هنالك تعديل في هذه المهام وطبيعة الوظائف والموظفين؟! او علي أقل قدر من التوضيح، ما هي الكيفيَّة التي سيتولي به البشير ملف الإعلام؟ وهل هو مؤهل لهذا الدور وغيره من الأدوار؟ وهل لديه الزمن والجهد للقيام بهذه المهمة علي أكمل وجه؟ وهل تتقبل ميزانية الدولة أعباء جديدة وهي موضوعة سلفا؟ وهل هنالك تكيُّف قانوني ودستوري لهذه المهمة الجديدة، التي صدرت في لحظة غضب؟! أم لترزية القوانين والدساتير مخرج آخر، يضاف لجُبَّة الدستور البشيري، وإتساعها لأبعد مدي من الترقيعات؟! أم كالعادة مزاج البشير هو أهم وأعلي سلطة دستورية في البلاد..الخ من هذه التساؤلات المريرة؟

أما مصدر الإزعاج في هذه التصريحات البشيرية الهوجاء، أنها ترسل إشارة الي أجهزة الأمن للتحرك من أجل إغلاق الصحف وإعتقال الصحفيين! أي تصريح لعين كهذا يعرض الصحافة والصحفيين لمزيد من الإنكشاف والتحرُّش، إن لم يرفع من ثيرمومتر الرقابة الذاتية الداخلية، لتُكبِّل كل حركة لكشف الخطأ والفساد او مبادرة لنشر الوعي والتبشير بالحرية والديمقراطية والسلام! علما بأنهم سلفا في وضع أكثر هشاشة او الحلقة الأضعف أمام السلطات، كما أنهم مصدر ريبة وإتهام حتي تثبت براءتهم! في الوقت الذي تكسب فيه الأجهزة الأمنية وأفرادها مزيد من النقاط، بقدر إهدارهم لدم الصحافة وذمهم للصحفيين! وهو عين ما حدث لصحيفة التيار ورئيس تحريرها الأستاذ عثمان ميرغني. والذي لم تشفع له ميوله الإسلامية ومناصرة النظام في وقت من الأوقات، أي قبل إعلان ثورة الغضب ورفع راية العصيان علي طريقته الخاصة. ويبدو أن الأستاذ عثمان ميرغني(فك الله أسره وأسر صحيفته) لم يتقن قراءة المرحلة البشيرية وحدود خطوطها الحمراء، او عجز عن التلون بلون هذه المرحلة! والتي يتقنها ويتلون بها من يصطحب البشير في رحلاته وجلساته الخاصة، وتاليا هو دارس جيد لمزاج البشير وطريقته الإرتجالية في إصدار القرارات العشوائية، ومن ثم هو دائم التواجد في المياه الدافئة، ومستمتعا بأرزاقها الوفيرة ومنافعها العديدة ومحميتها الطبيعية.

ولكن من ناحية ثانية او الأكثر عبث في هذه التصريحات، أنها تكشف بوضوح أن البشير وصل به الحال الي تُلبس حالة الدولة، وصولا الي تمثل أدق تفصيلاتها! أي أن يسمح لنفسه بمراقبة ومحاسبة الإعلام، وتاليا غيره من الأنشطة والإجراءات التي تدور في فضاء الدولة! أي أن يتجاوز حتي أعوانه الخلص ومساعديه المطيعين، إن لم يكن معنِّفا لهم ومتهما لهم بالتقصير، في إيصال قراراته ومشاريعه ومظهره بالطريقة المثلي لكافة الجماهير. ولكن من دون أن يرد علي خاطره، أن يكون هو ذاته مصدر تساؤل ومحاسبة علي أقواله وأفعاله او مجرد السماح بتقييم أداءه او طريقة إدارته للدولة؟ أي بقدر ما حالة تلبُس الدولة، متعالية علي الدولة وتاليا فوق المجتمع، بقدر ما تمتلك السلطات المطلقة، لتسيير شؤون الدولة، من دون تساؤل او إعتراض او إستنكار، بل في كل مسالكها تتوقع الإنبهار والإعجاب ومن ثم المدح والثناء! أي بوصفها ذات لا تنطق إلا حِكما ولا تفعل إلا الخير العام، مع إمتناع إعطاء هذه الحكمة او ذاك الخير أي فرصة للإختبار، لأن الجوهر لا ينتج إلا جوهر وجواهر!

أي حالة تلبُس الدولة هي إضافة للدولة وليس العكس، وذلك من خلال إندغام الذات المتسلطة بالسلطة، ومن ثم إكساب السلطة ميزات متعالية وجوهرية وإطلاقية، ومن ثم فهي غير قابلة للخطأ او المراجعة! وتاليا لا معني في مدارها للمساءلة او وجود للتساؤل؟! أي الصحافة نفسها زائدة دودية لا حاجة لها، إلا كمُعبِّر نزيه عن سمو وجلال تلك الذات العلوية؟! أما إلتهابها بالنقد والتشكيك فهو إعلان او مقدمة لزوالها، حفاظا علي سلامة تلك الذات؟ والحال هكذا، يصبح نقد الإعلاميين لوزير المالية، والميزانية التي تسخر من معاناة المواطنين! هو صحيح من وجهة نظر الإعلام المحترم في الدول المحترمة! ولكن وبما أن المعايير الحاكمة للإعلام وغيره من الأنشطة المجتمعية، هي معايير مزاجية وتحكمها مصالح وميول البشير، وسعيه المحموم للبقاء السرمدي علي سدة السلطة! فعندها يصبح الخطأ ليس في إنتقاد وزير المالية او رفض ميزانيته المفارقة، التي تعطي السلطة وتحرم الجمهور! ولكن الخطأ يكمن في مراجعة فرد يرضي عنه البشير، او تسفيه ميزانيته، او مجرد جرح خاطره بمقال في صحيفة، يعتاش من وراءها العشرات. وهذا ليس بمستغرب طالما البشير نفسه يعتقد بصلاح الميزانية، بدلالة إعتمادها علي الديون والمنح الغربية والعربية التي ستُضخ في شرايينها؟! كما أن نصيب الأسد منها سيوجه للمؤسسة العسكرية، ولو أنه أقل مما يجب، أن يمنح لتلك المؤسسة وغيرها من التكوينات الأمنية والشرطية، والتي من المفترض أن توجه الميزانية بأكملها لخدمتها، حسب تصور الجنرال البشير! وهو تصور يصب في إتجاه الخدمات التي توجهها تلك الأجهزة والمؤسسات للبشير شخصيا، ولبقية مكونات السلطة الحاكمة بصفة عامة. وهو تصور/وهي خدمات تتحالف لتعمل ضد الصالح العام وعلي عكس مصالح الجماهير! أي تستهدف إطلاق يد البشير وأعضاء حكومته في الدولة، نظير فتح خزائن الدولة وعرض مواردها أمام السادة العساكر والأمنجية والشرطة، وما تبقي من فتات هذه العلاقة الجائرة، سواء علي مستوي السلطة او الموارد، فهو حلال علي بقية الجمهور. علي هذا الأساس، يصبح إمتعاض البشير من الصحف والأقلام التي تكتب ضد النظام، مبرر من أكثر من وجهة:

أولا، هو من أعطاهم المساحة او هامش الحريات الذي تتحرك فيه الصحافة والأقلام، رغم عدم قناعته بهذا النشاط وتشككه في أهلية ووطنية أصحابه! وتاليا هو يتوقع رد الحسنة بعشر أمثالها! أي عشر صحف من نوعية الرأي العام، وعشرة صحفيين من نماذج راشد عبد الرحيم!

ثانيا، هو من يتواضع لله، ويتغاضي عن عدم نشر صورته في صدر الصحف اليومية، كتحية صباحية من قائد الأمة الملهم لجمهور القراء والمعجبين! أي يستحق أن ترفع مكانته إعلاميا! او قد لا يكون تواضع، ولكنه جهل بقيمة الصحافة وإستخفاف بأهمية الصحفيين، هو الأرجح!

وثالثا، هو من يصطفي بعض الصحفيين، ليسر لهم بأحوال النظام وخفايا الدولة، ليتكسبوا منها كسبق صحفي وتحليلات كاشفة او كرسائل الي من يهمهم الأمر! ولو أن أحد الصحفيين في الداخل، يحاول أن يظهر بمظهر العالم ببواطن الأمور، ولتأكيد تلك البواطن يكتب بلغة أهل الباطن، التي يصعب إختبارها، أي لغة الألغاز والتهويمات، بل هي أقرب للتعاويذ الدجلية والرموز الشيطانية، ودائما ما يتخيل أنه يقود معركته الجهادية الخاصة، ضد كفار الحركة الشعبية ومرتدي المعارضة!
رابعا، لأن صورته وأقواله وإنجازاته، مكتملة بذاتها كما أسلفنا، وتاليا لا تحتاج للتعريف بها او تسليط الأضواء عليها، وهل يُعرَّف الضياء؟ ولذلك كل ما يقوم به الصحفيون(حقنه!) هو من باب تأكيد المؤكد، ولتفتح لهم أبواب الشهرة والمال والمناصب والترحال! أما أن يقصروا في هذا الدور الهامشي او ينقلبوا ضده حسب تصوره، فهذا ما لا يمكن قبوله، وهو ما يدفعه لمباشرة مراقبة الصحافة بنفسه! علي إعتبار ما قوَّم صحافتك وصحفييك مثل مراقبتك ومحاسبتك بنفسك.

ولكن ما فات علي البشير، أنه أرهق الصحفيين (حقنه!) وهم يجاهدون يوميا لتلطيف القرارات الخرقاء، ويسكبوا الماء علي التصريحات المشتعلة بالفتن لإطفاء غضب الجماهير، ويستلفوا من البراهين الساذجة والأدلة العرجاء والمبررات الواهية الكثير، لتقويِّم السياسات المعطوبة والشعارات الجوفاء والبرامج الخداعة! وكم كابروا لإقناعنا بنصاعة الإستبداد وسوء مرد الحرية وفتنة الديمقراطية، وأن الجوع زيادة إيمان والفقر غني الأتقياء وإنتشار المرض إبتلاء! وترف السلطة صلاح وواجباتها مكرمة، ومسؤولياتها فرض كفاية إذا قامت ببعضها سقطت عنها الأخري! وأن الفساد جزئي يقوم به بعض الفاسدين بعيدا عن معرفة السلطة، عوضا عن أنه ظاهرة عالمية وملازم للإجتماع البشري! إضافة الي شغل الراي العام بتوافه الأمور والقضايا، والحوادث الفارغة والمشاريع المضروبة، والهروب من مواجهة جذور الأزمات والمشاكل، او إحلال النتائج محل الأسباب والثانويات محل الأساسيات، لمزيد من التضليل والتمويه والتعجيِّز. وعموما يظل مصدر متاعب الصحفيين (حقنه!) الأساس، أنهم يدافعون عن رئيس مطارد دوليا، بسبب تهم تتعلق بجريمة الإبادءة الجماعية، ويعجز عن ردها او مواجهة محكمتها، بإفتعال الضجيج حولها، وتصوير القضية وكأنها تصفية حسابات شخصية مع أحد قضاتها، او رد الأمر لجانب المساس بالكرامة الوطنية، وغيرها من الترهات التي يمتح من معينها أولئك الصحفيون المكابرون! وكأن المطاردة والتهم في حد ذاتها، بريئة من جرح خاطر الكرامة الوطنية المزعومة؟! وكذلك معاناة أولئك الصحفيين تبرز، عندما يقرر البشير السفر الي أي دولة، فعندها يبدأ سهر الليالي والقلق والإضطراب وهم يقعون بين نارين! نار الإحراج، بسبب عناد البشير وإصراره علي ركوب مخاطر السفر، لكسر طوق العزلة من حوله ولإتمام نصاب شرعيته المنقوص وإكمال هيبة (الأسد النتر) المراقة علي مذبح الحبس الداخلي! ونار الدفاع عن البطولة الوهمية، بسبب النجاة من الإعتقال، عندما يعود (هاربا!) من غمار وأهوال الرحلة الخارجية؟! أما منبع الكلفة الأعظم، وغير إهدار كرامتهم الوطنية وضياع مكانتهم الإجتماعية، وتمريغ سمعتهم ومصداقيتهم في المصالح الخاصة، وذلك من خلال مناصرتهم للطغاة وتبريرهم للإستبداد! أنهم الخاسر الأكبر من أي تحول ديمقراطي، يستهدف مصالحة الجماهير ومصالح الوطن ودعم الخير العام! أي تأييدهم للإستبداد بتوظيف مواهبهم وقدراتهم لدعمه، حولهم لمستبدين صغار يتعيشون بالتطفل علي المستبد الأكبر! وتاليا لا حياة لهم إلا في بيئة من الإستبداد.

أي هم معادون للحرية بالفطرة وللديمقراطية بتهديدها لوجودهم، ومن ثم دفاعهم عن الطغاة/البشير هو في الحقيقة دفاع عن وجودهم! ورغم مسؤولية الأخير المباشرة عن هذا الخراب الماثل، ليس من الآن ولكن منذ القيام بإنقلاب أو أكبر الكبائر وإن شئت أم الكبائر، التي جلبت خلفها كل هذه المحن والكوارث! إلا أن دفاعهم عنه أشد وبما يتناسب مع حجم الخراب! فكلما إزداد حجم الخراب كلما زادت الحاجة إليهم وزاد كم العطاء لهم. أي تعاظم العطاء في علاقة طردية مع خراب العمران وضعف النفوس وتشوهات العقول. أي هم كالبوم الذي يقال أنه يهوي العيش في الخراب او أضل سبيلا! في هذا المعني، يصبح النقد الذي يوجهه هؤلاء الصحفيون(حقنه!) للسلطة، هو من باب رفع العتب الإجتماعي والحفاظ علي ما تبقي من سمعة صحفية في الحضيض، من جهة! ومن جهة مقابلة، لذر الرماد في العيون، للإدعاء أن هنالك إمكانية لنقد السلطة وتوافر للحريات، كدليل علي ديمقراطية النظام الإستبدادي! إضافة الي أن إستِعَّار حِميَّة النقد لبعض مكونات الحكومة، مرجعيتها ليست وطنية كما يحلو لهم تصويرها، ولكنها تصفية لحسابات بينية بين مراكز السلطة والأفراد، ما دون سلطة البشير ومما لا يثير غضبه! ولكن مشكلتهم أن البشير عجز عن إستيعاب هذا النقد المخفف، والذي يتحاشي إدخال البشير وشرعيته وتاليا ممارساته ضمن إطاره!؟ ناهيك علي أن يسمح له بالمرور دون إشرفه وإطمئنانه الشخصي! وهنا مكمن حيرة وإرهاق هؤلاء الصحفيين!؟ أي كيفية ضبط معادلة نقد الحكومة ومدح البشير في آن واحد، من جانب! والحرص في نفس الوقت، علي إرضاء المجتمع وعدم إغضاب البشير، من جانب آخر. أي محاولة الجمع بين المتناقضات من دون تناقض! ويا له من إرهاق مفتوح علي الإستدامة والخسران المبين؟!

المهم، وبما أن البشير لا يحكم من خلال مؤسسة او منهجية لضبط العمل، فتاليا هو يحكم من خلال بعض آليات عمل المجتمع (كالقيِّل والقَال) او ما يصله من طريق المراقبين والمقربين والمرافقين، وتاليا بما يتوافق ومصالحهم الشخصية ومصالح معارفهم وأقرباءهم وأصدقاءهم! إذا صح ذلك، فمؤكد أن الحملة الشعواء الأخيرة علي الصحافة، وراءها مراكز فساد راسخة، يزعجها أي قدر من الحرية او مجرد محاولة خجولة لكشف الخفايا، حتي ولو من أقرب الصحفيين المناصرين او لأجل التغطية علي جرائم أكبر!؟ لأنهم يعلمون بحسهم الأمني وحرصهم الإجرامي، أن باب حرية الإعلام عندما يفتح، ستدخل منه رياح التقصي ومتابعة خيوط الجرائم وتحديد هوية المجرمين! أي قادر علي تأسيس البيئة الصحية، وتاليا كنس الفساد والأوساخ المتراكمة في القيعان، وتعرية العلاقات المتفسخة ومتحللة في الظلام، من كل الروابط المؤسسية والقيم الوطنية والمنظومة الإجتماعية. وهذا لا ينفي أن تكون الحملة مفتعلة من قبل البشير وأعوانه، كمقدمة لمرحلة جديدة من تكميم الأفواه وإرهاب المجتمع! أي كمؤشر علي مدي الرعب والخوف مما تحمله قادم الأيام، من مخاطر علي البشير وسلطته المتعفنة! التي أفسدت السياسة وجوعت المواطنين ونشرت الفساد وفككت الوطن، وتنذر بإشعال الفتن الأهلية بين مكونات المجتمع. وأخيرا، إذا كان صمت البشير علي الفساد كارثة، فنطقه وقراراته في شأن الفساد كأرثة أعظم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر الكلام
المشكلة ليست في الإعتراض علي نقد الميزانية او وزير المالية او غيره من الوزراء والمقترحات الفاسدة، ولا هي أزمة ثقة كما عبر الأستاذ عثمان ميرغني، ولكن المشلكة الحقيقية هي أزمة حكم يفتقد للشرعية وضوابطها! الشئ الذي حول الدولة كلها، الي حالة من الإستباحة العامة، لكل صاحب سلطة او نفوذ!؟ ولذلك دون الرجوع للشرعية الديمقراطية، وتاليا تحكيم الشعب في مصيره وتمكينه من خياراته. فإن مسلسل التضييق والمنع والحجب للإعلام او سواه، او ترحيل أزمة السلطة الي الشعب ومنظماته المدنية، لن ينتهي! إن لم يزداد تعديا وفجورا علي الفضاء العام، ومذلة وإمتهان للحريات الخاصة.ودمتم في رعاية الله

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا اتفق ان البشير هو عدو السودان الاول.ياجماعة يكفي انو اكتر شي بيعرفو كويس هو الرقص. هذا الرقص عمرو ما رفعلو امة او قدم بلد لي قدام.

  2. لقد اصبح (التغيير) ملحاً الآن أكثر من اي وقت مضى
    آن الاوان لتنفيذ عصيان مدني كبير ثم الخروج للشارع
    لقد اصبح الظرف مواتياً اكثر من ذي قبل و باتت الاجواء مشابهه للايام التي سبقت ابريل 85 عشية الإنتفاضة
    لقد عجز النظام عجزاً بائناً عن ادارة الدولة
    و بلغ غضب الجماهير مداه .
    الاحاديث والإدانات والشجب والبيانات ما عادت تجدي مع هكذا نظام
    فقد دعانا رآس النظام بان نبلها ونشرب مويتها او كما قال .

  3. البشير وصل الميس والمتابع لحديثه وحشرجاته في مهرجان إيلا بمدني.. يجد أن الرجل بات يرى نهايته بأم عيته لكنه يُصر على أن لحمه مُر
    والهاجس الأكبر للبشير إنو عارف تماماً أن الترابي وعلي عثمان محمد طه إختاراه لقيادة الإنقلاب بسبب غبائه وتواضع قدراته الفكرية وبالتالي قلة حيلته على أن ينقلب عليهما لاحقاً، وقد أثبت لهم مع مرور الأيام عكس ذلك.. فأطاح بالترابي بمساعدة طه ونافع وقوش وأطاح بثلاثتهم لاحقا تباعاً
    لكن ذلك لم يعد كافياً له حتى ينام مرتاح البال، فمرحلة تُلبس حالة الدولة كما وصفها الكاتب الرائع عبدالله مكاوي، جعلت منه أسير لتكاثر الثأرات الشخصية حوله وأسير لسدنته القدامى/الجُدد بضمان تدفق المال العام إلى شرايينهم جيوبهم الشخصية حتى لا يكثر من يتكالبون عليه.
    عليه فإن أي هفوة من صحفييه الموالين لإتجاهه الإسلامي يفسرها البشير بترتيبات داخلية لسناريو إنقلابي يعدونه له الآن جماعة الترابي – طه – نافع – قوش – ود إبراهيم – غازي للإطاحة به.
    البشير لا يخشى الشعب ولا يهمه إن قتلنا أجمعين بل يخشى أن تتطهر الحركة الإسلاموية على جثمانه

  4. لله درك يارجل هل انت ساحر ام طبيب حازق ام تعلمت الكتابة من،بطن امك انك اصبت الحقيقه المره انها فعلا حاله نهاية الطغاة وهي حالة احتقار الدوله والمؤسسية واحترام الفاسدين والمجرمين حتي يسهل له ادارة الدوله واحتقار مرافقيه ووزرائه الفاسدين.
    فواجب الشعب ان يقوم بواجبه وهو التصدي لهذا الارعن بكافة السبل حتي لا يشملهم العذاب اكثر مما هو واقع الان ونصبح مثل سوريا وليبيا والعراق والبقيه تاتي.

  5. مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..مظاهرات اعتصاما وعصيان مدني..

  6. لا توجد دوله و القانون معطل و اخلاقيات الناس تدنت او تكون انعدمت , هذا شقل مافيا منظمه تنهب فى خيرات البلد ,نهبوا دخل النفط و كذبوا علينا بعبارات الرد كبارى و سد بالديون التى وصلت 42 مليار , الحراميه الكبار اصحاب مذكرة العشره نهبوا البلد مع البشير و اختفوا بمواقف مستعارة حتى ينساهم الناس و صاروا معارضين للبشير و البشير بقول المثل السودانى اذا غلبك سدها وسع قدها و هو شقال بيوسع فى القد و لكن لمتين؟ حتى فات خراب سوبا و سوبا كانت مدينه صغيره و اليوم خرب كل السودان ارض المليون ميل , المشكله ليست فى البشير و انما فينا نحن السودانيين و هل نحن شعب ممكن اقدر يوقف البشير فى حده؟؟ الاخوان استباحوا الشعب السودانى و حلوا الجيش و جابوا مليشيات من الخارج تحميهم و ماذا نحن فاعلون و الى متى نكون صامتين؟ لا تقولوا فى معارضه و احزاب و خرابيط , سوف نتحول من مجتمع مسلم بسيط الى مجتمع وثنى شبه نصرانى و هذا المجتمع بدات تظهر معالمه من السرقات بمختلف انواعهاو تفشى الدعارة احد طرق كسب العيش و القتل و الكذب و و . هذا هو المشروع الحضارى الذى هلل له الاخوان

  7. لا بُد من تكثيف مثل هذه المقالات التي تمس أس الداء، “غياب المؤسسية وتسلط فرد بلا أدنى مؤهلات قيادية (من أي نوع)”، وإلتفاف شُلة من الإنتهازيين والفاشلين والفاسدين حوله؛؛.
    البشير يمشي إلى حتفه بظلفه، وذلك بإختزاله لكل مؤسسات الدولة في شخصه، وبالتالي تأكيد مسئوليته الشخصية عن كُل الجرائم والإنتهاكات (بداية بالإحالة للصالح العام، ودارفور والمحكمة الجنائية”، والإرتزاق، وإنتهاء بترحيل اللاجئين من الأردن،، إلخ).

  8. بشه فاقد تربوى شديد الجهل والغباء والبلاهه والعبط والحماقه اللتى ليس لها دواء .. شخص بهذه المواصفات يحرق ويضر كل من حوله ومن الممكن ان يتسبب فى قتل من حوله… زى سلك الكهربا العريان .. ويضر نفسه ويهلكها كمان .. والملاحظ لهذا الكائن الغريب محدود الفهم والقدرات كل مايمر عليه يوم يزنق نفسه فى ركن ابعد من الذى قبله ويزيد من اعدائه .. عندما تدركه الثوره ستجده فى القصر وحيدا

  9. البشير :
    1/ راجل غلبان بسيط تفكيره ضحل
    2/ يدار بإنفعاليه مستوطنه فيه
    3/ لا يقرأ الشخصيات بعمق يفتقده
    4/ يعمل برزق اليوم وهذا ما جعله لا يدري عواقب الإمور .وعلى ما أظن لا يمكنه أن يلعب الشطرنج أبدا
    5/ أختير من قبل دهاقنة النفاق (الكيزان) لتمرير وبالات دجلهم المشؤوم والذي يزعمون أنه فكر .فالفكر يتطور ولا يضمحل ويتلاشا كما ترى الآن تشرزم وخوار أفعالهم
    6/ يخاف من كيزانه ولا يرد لهم طلب وخير مثال قبوله بذلك الخطاب (خطاب الوثبه الأولى الذي بسببه غير ركبه)المسخره لكي يتلعثم ويبقى أضحوكه وأرجوز.
    والكثير المثير والعجب العجاب اللا منتي
    7/ على أقل تقدير وحسب مؤهلاته المتواضعه يمكن أن يعين هتيف في مسرحية ((النظام يريد)) من إخراج حسن الترابي وليس أبوبكر الشيخ .

  10. من اعان ظالم سلطه الله عليه قول الرسول العظيم
    هذا البلاد ليست فيها حكومه
    من الافضل ان تتفكك هذه البلاد لانه ان بقيت فستبقى على جثث وقتل وجوع وجرائم
    هذه اعمالكم الشريره يا سودانيين ردت اليكم
    هذه بضاعتكم ردت اليكم اي والله

  11. انا الدولة والدولة انا لعن الله الأنا ونادى فرعون في قومه قال يا قوم آليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي افلاتبصرون صدق الله العظيم

  12. يا عالم هذا المثل هو خلاصة مقال الكاتب وقد ذكره في صلبه وهو خير الكلام ما قل ودل وأوافق المعلق الأخير غتاتس بأن الاتنين مجتمعتان في نظام الكيزان أقصد العداوة والجهل وليس الصداقة والعقل وبعدين انتوا حقوا تفهموا المعلقين بخطهم العام المفهوم من تعليقاتهم العديدة في هذه الراكوبة فلا يمكن وأنا أرفض نظام عصبة اللصوص والمنافقين جملة وتفصيلا ويجي يوم تلقوني بدافع عنهم أو تفسروا بعض التعليقات المبتسرة أو التي قد تحتمل معنيين ضدي – هكذا يفعل المؤمن الفطن الكَيِّس وليس الكِيس …………

  13. الدين والديمقراطية لا يلتقيان..
    إن إزدياد التدين وربطه بكل شأن من شؤون الناس المجتمع ، خاصة في الأربعين سنة الماضيه ، أدى إلى زيادة العصبيات ، والنعرات الدينية ، والطائفية ….

  14. ياهل الراكوبة نناشدكم صورة هذا القمئ ما تجيبوها تاني ….اعملو مربع اسود واحنا بنفهمها….

  15. حكومة الصعاليق.
    كلمات الانصرافي

    لما مدير هيئة الحج والعمرة يمسكوهو في قضية دعارة
    تبقي دي حكومة صعاليق
    ولما ولد وزيرة العدل ييقبضوهو في قضية مخدرات وشغال توزيع بي عربية الحكومة تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما نائب رئيس اتحاد طلاب يتمسك في وضع مخل بالآداب تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما البرلمان المسؤول من قانون البلد يطلع هو زاتو فاسد ومزور في الحقايق وبغطي علي الفضايح ويقول الحاويات المشعه عبارة عن جرادل بوهية تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما مدير الجمارك ومعاهو مدير مكتبو يسرقو قروش المغتربين ويدخلو حاويات المخدرات ومافي زول يحقق معاهم تبقي دي حكومة صعاليق
    ولما مدير هيئة الحج والعمرة يسرق قروش الحجاج والبشير يقول مافي زول يسألو تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما وزير المالية يفشل في حل الضائقة الاقتصادية ويقول الشعب السوداني شعب مستهلك وغير منتج تبقي دي حكومة صعاليق
    ولما اخت زوجة الرئيس تخاطب الديوان الملكي السعودي وتسافر بي جواز دوبلماسي بدون ماترجع للخارجية تبقي دي حكومة صعاليق
    ولما شيخ الخلوة يغتصب الاطفال والبشير يعفيهو من حد من حدود ربنا تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما وزير الطاقة يقول مافي مشكلة في المواد البترولية وماعندنا ازمة غاز
    والبلد مافيها غاز شهر كامل تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما وزير الكهرباء يقول مابقدر احل مشكلة الكهرباء في البلد وفي نفس الوقت قابض قروشو مقدم من المواطن
    تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما الحبش يحتلو نص القضارف ويخطفو المزارعين
    والبشير يرسل الجيش اليمن عشان يشتغلو مرتزقة
    تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما المصريين ينهبو السودانيين ويسجنوهم ويعزبوهم
    ووزير خارجيتنا يقول اي متسلل يتحمل نتيجة غلطو
    تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما رئيس البلد يسافر عشرة يوم ويخلي سعر الدولار في السماء ومايخلي لي اهل بلدو مصاريف وللا دقيق
    وللا غاز وللا دواء
    ويرجع كانو مافي حاجة تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما عساكر الجيش والشرطة يضاربو في الشوراع ويتصورو سيلفى
    تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما المخدرات والبنقو تتهرب بالحاويات تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما ندى القلعة بتاعت شريف نيجريا البتمشي تلقط الدولار من الواطة تكون سيدة الغناء السوداني تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما شيخ القعدات والكريمات يتكلم في الشريعة وفي الدين
    ويستضيفوهو في القنوات الرسمية تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما يفتحو محلات الشيشة والجنبات ومراكز المساج ويطاردو ستات الشاي والاكل في الشوارع تبقى دي حكومة صعاليق
    ولما يقفلو مستشفي الحوادث ويخلو مستشفي الزيتونة تبقى دي حكومة صعاليق.
    ومن هنا ولي قدام.. خليك عارف انو الصعلوق لازم يتربى
    منقول

  16. منقول فعلا العرق دساس
    Eldin
    ‏19 ديسمبر‏، الساعة ‏08:43 ص‏ ·
    كيف يكون العرق دساس :
    اتى شخص الى البلدة وهو ينادي انا سياسي احل المعضلات والمشاكل بين الدول, بين العشائر وبين الشخصيات انا سياسي .. يسمعه الملك وهو جالس في قصره فيقول لرجاله آتوني بهذا المنادي دخل الرجل وبعد التحية والسلام يسأله الملك : أنت سايس؟؟
    قال السياسي
    (هو في الواقع سايس للخيل ) قال له لا انا سياسي فقال الملك: لا انا سمعت انك سايس واليوم تم تعيينك عندنا سايس للخيل ولي فرس احبها واريد منك ان تسوسها
    رد السياسي : انا لست سايس
    انا سياسي
    قال الملك : قلت لك انك سايس والا اعدمتك فما كان من الرجل الا الامتثال لامر الملك خوفا من الاعدام فتسلم الفرس من السايس السابق وحذره قائلا : هذه الفرس اعز على الملك من روحه احذر ان تخبره عن عيوبها والا يقوم بإعدامك
    التفت السايس الى الملك قائلا : مولانا اماتعفيني؟
    قال الملك : كيف اعفيك قد عينتك سايس فنادى على خدمه حضروا للرجل غرفة وفراش واعطوه ثلاث وجبات مرق ورز ليباشر مهمته ويسوس الفرس
    باشر الرجل عمله وبدأ يسوس الفرس وبعد عشرون يوما
    هرب خوفا من الملك فامر الملك بإحضاره وسأله لماذا هربت ؟؟
    ربما انك قد وجدت عيبا في الفرس قال الرجل مولاي اعفيني قال الملك: الان تخبرني ماذا
    وجدت في الفرس والا اعدمك
    فقال الرجل : اذا اعطني الامان قال الملك : لك الامان
    قال الرجل: هذه الفرس اصيله اصيله وكل من اخبرك انها رضعت من امها الاصيلة
    اسمع ولا تصدق!!
    حمل الملك سيفه لقطع رأس الرجل وقال له كيف تقول عن فرسي انها لم ترضع من امها وامر خدمه برمي الرجل في السجن وارسل في طلب الوزير الذي اهداه الفرس…اتى الوزير
    سأله الملك قائلا: كيف تعطيني
    هذه الفرس وهي لم ترضع من امها الاصيلة ؟؟!!
    قال الوزير : مولاي سامحني
    لقد ماتت امها عند ولادتها
    قال الملك : ومن ارضعها.. اجابه الوزير: لم يكن لدي الا بقرة نمتلكها قامت بأرضاعها
    قال الملك : اذا ما قاله السايس صحي فأمر الملك بأخراج الرجل من السجن وقال له يبدو انك لست رجلا هينا الان اخبرني كيف عرفت ان الفرس لم ترضع من امها؟؟!قال الرجل : الفرس الاصيل عادة تأكل في معلف او تعليقة في رقبتها تأكل منها وهي مرفوعة الرأس اما فرسك يا مولاي فانها تبحث عن الطعام على الارض مثل البقر ..الفرس الاصيل لا يضع راسه في الارض دائما رافع رأسه ،، فقال الملك للسايس احسنت وقال للخدم خذوا الرجل اعطوه دجاج واطعموه جيدا ،، وامره ان يسوس زوجته الملكة وقال سوف الحقك بخدمتها!! توسل الرجل : مولانا اعفيني جزاك الله خيرا ،،
    قال الملك ابدا هذا امر وعليك تنفيذه وامر احد غلمانه ان يذهب للملكة يخبرها ان هناك خادم جديد وسيكون نديما لها ومستشارا بامر الملك ولها ان تطلب منه قضاء حاجاتها دخل على الملكة وسلم عليها… ثم بعد فترة من الزمن قال له: قل ماذا وجدت؟ فقال الرجل متوسلا الى الملك ان يعفيه الا ان الملك يصر
    ان يعرف منه ماذا وجد في الملكة قال لك الامان قل ماذا وجدت
    قال الرجل : انها تربية ملوك وشرف ملوك واخلاق ملوك وكرم ملوك لكن من يقول لك انها ابنة ملوك اسمع ولا تصدق! جن جنون الملك وقال له : كيف تقول ان زوجتي ليست ابنة ملوك فامر بسجنه وقطع الطعام عنه
    وذهب الى ام الملكة وابوها وهو ملك البلدة الثانية ليستوضح الامر منهم فقال لهما اخبروني والا قمت بذبحكم الان هذه البنت ابنة من؟؟ فقالوا له اعطينا الامان ونحن نخبرك
    ..
    كيف يكون العرق دساس ؟

    قصوا عليه قصة البنت : كانت ابنتنا لك وانت لها وهذا كان اتفاق بيني وبين ابوك الملك منذ عمرها سنتين وكان ابوك ملكا ظالما وقداصابت ابنتناالحصبة
    وماتت وفي هذا الوقت امرنا ابوك باجلاء الغجرعن المنطقة هولاء الذين عملهم الرقص والغناء طردناهم وحرقنا بيوتهم وخرجت بنفسي لارى هل تم تنفيذ الامر ام لا ؟؟ فوجدت هذه الطفلة عمرها عامين لوحدهاقرب الوتد فأخذتها وقمنا بتربيتها رجع الملك لبلدته وأمر بجلب الرجل من سجنه وسأله كيف عرفت انها ليست ابنة ملوك
    وهي من عمرها سنتين قد تربت عند ملوك وعاشت معهم حتى هذا العمر الذي هي فيه؟
    قال الرجل : مولاي قلت لك انها تربية ملوك وكرم وملوك وشرف ملوك واخلاق ملوك لكنها ليست ابنة ملوك لان عندها غمزة بعينها تتغامز عندما تتكلم وهذه من عادات الغجريتغامزون عندما يتكلمون وهذه العادة عند الملكة لذلك عرفت انها ليست ابنة ملوك!! فقال الملك هذا الرجل كارثة ! اطعموه خروف الصبح واخر عند الغداء وثالث عند العشاء وتجلس هنا تسوسني!!
    هنا اضطربت فرائص السايس واحتار كيف يخلص من هذا المطب وحاول وتوسل لكن لا فائدة يصر الملك ان يقوم الرجل بمهمته الجديدة فقال الرجل: اسوسك مولاي؟ قال الملك : نعم..
    هرب الرجل من ليلتها فجلبه
    وقال له على مايبدو اني مكشوف لك!! قال السايس له من قال لك انك ابن ملك ؟ وقال له اذهب وابحث عن اصلك.
    فذهب الملك الى امه وقال لها انا ابن من؟؟ اليوم اريد ان اعرف
    فقالت له امه : كان ابوك ظالما ولا ينجب يتزوج البنت وبعد تسعة اشهر اذا لم تلد يذبحها وعلى هذا الم
    نوال قضى على نصف بنات البلدة حتى وصل الامر لي ماذا علي ان افعل اما الد او يذبحني وكان في القصرطباخ. انت ابنه !!اتى الملك الى السياسى وسأله انت كيف عرفتني؟؟ قال له معروف انت يامولاي !!الملك عندما يعطي ويهب يعطي ذهب وفضه أما انت تعطي مرق ورز ولحم ودجاج !! الذي يرافق الطباخ ماذا ينال منه عندما يرضى عليك يعطيك طعام وعندما يغضب يقطع عنك الطعام
    أخيرا ✅ صحيح اذا قالوا :
    العرق دساس !!!!

  17. لا يمتلك عمر البشير مجرد مؤهل واحد ليكون زعيما ابدا . فالرجل كل يوم يزداد تسلطا وعجزا وغباء
    اسأل وزير الاعلام ما الذى يبقيك وزيرا للاعلام بعد ان تولى الرئيس كل عملك وملفاتك؟؟؟
    أليس بينكم رجل له بقية من كرامه ؟؟؟
    سبحان الله على ” الانبطاح “

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..