الانفلات

أحداث ومؤشرات

الانفلات

د.أنور شمبال
[email][email protected][/email]

طفحت الى السطح الآثار السالبة من القرارات الاقتصادية والمالية التي تعتزم الحكومة اصدارها على الواقع المعاش قبل ان تصدر هذه القرارات، حيث اعتمد السوق على التصريحات (المتطاقشة)، فزادت اسعار أي شئ، واختفت المواصلات العامة وعاد الزحام بصورة بشعة جداً، وأي شئ نار نار، والقروش مافي.
عندما إحتج أحد الركاب بعد ما حظي بشق الانفس على كرسي في مركبة عامة قادمة من (حلة كوكو الى الخرطوم)، احتج على أخذ الكمساري مبلغاً أكبر من الفئة المتعارف عليها، طفق الكمساري يخطب خطبة بتراء (الم تسمعوا بارتفاع اسعار الجاز… تعرفوا جالون الجاز بقي بكم؟ وبكم اسعار الاسبيرات، انتو تتكلموا ساكت …)، وبعد ان هدأ من فورته، والزمه الركاب باستلام الفئة القديمة، سألته بهدوء كم بلغ سعر جالون الجاز؟ طنش ولم يرد علي، فكررتها مرة أخرى لاعتقادي انه لم يسمع السؤال، فواصل التطنيش، حينها انفجر جميع الركاب بالضحك… هذا يمثل اقوى شاهد على سوء اثار تلك التصريحات، والتي استغلها السوق، في كي المواطن وفي أية بقعة من جسده.
فالانفلات هو الشعار للاوضاع الاقتصادية في البلاد حيث لا قانون ولا عرف، ولا خلق يستطيع ان يعيد الوضع الى نصابه، ما دامت الحكومة وعلى قمة مسئوليها يتوعدون بما هو اسوأ، ولا يوجد ما يطمئن الناس بخير قادم، والذي يطمئن يأتي بحيثيات تناقض الواقع، وقاعدة صناعة القرار في هذه القضايا تستوجب اصدارها بغتة حتى لا يستغلها البعض، ان كانت هناك عزيمة واصرار لاصدارها.
وكما ذكرت في هذه المساحة يوم تنفيذ سياسة تعويم الجنيه (أن أكبر تحد يواجه القرار هو الاستمرارية في الضخ، ومتابعة التنفيذ بقرارات، وإجراءات تصحيحية، متلاحقة تأخذ معها المتغيرات التي تطرأ بين الحين والآخر، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بتوفر نقد أجنبي كاف يزيل التخوفات المسيطرة على المتعاملين بالنقد الأجنبي) وهذا لم يحدث ووقع ما نبهت اليه وهو استخدام تجار العملة الخطة (ب) أو الخطة البديلة، وهي امتصاص المبالغ التي يضخها بنك السودان ومن ثم تصعد اسعار الدولار مرة أخرى وهو حصل بالضبط في سوق العملة في اليومين الماضيين وبلغ سعر الدولار بالصرافات أكثر من (5.5) جنيه، والسوق الاسود ستة جنيهات.
انه امتحان مكشوف، ولكن نتائجه غير معلومة، فقط نسأل الله ان (يجيب العواقب سليمة) وان يظلنا برحمته.

تعليق واحد

  1. فالأنفلات هو الشعار في البلاد حيث لاقانون ولا عرف صدقت يادكتور وصح قلمك وهذا بداية انهيار الدولة الي دويلات ومن يراهن ان السودان سيكون موحدا بعد خمس سنوات فانه سيخسر الرهان بجدارة ومازالت ادارة الجوازات والجنسية تسالك انت جنسك شنو ويقصدون انت قبيلتك شنو الله يصلح الحال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..