أخبار السودان

الكوز وين راح ؟؟؟

شهب ونيازك:

الكوز وين راح ؟؟؟

كمال كرار

زادت تعريفة المواصلات بالخرطوم بنسبة 30% ، استباقاً لإعلان الزيادة المتوقعة في أسعار البنزين وربما الجازولين .

وأعلنت الحكومة ? خوفاً من المظاهرات ? أنها ستدعم الناس من قروش الزيادة .

لنري ماذا تقول الأرقام والحقائق المجردة عن حكاية رفع الدعم الذي لا يري بالعين المجردة

لنفرض أن مواطناً سودانياً كان دخله الشهري قبل الزيادة يساوي 700 جنيه ، يدفع منها إيجار غرفة ب 250 جنيه ، ومواصلات في الشهر ب 100 جنيه ، وتأمين صحي له ولأولاده ب 50 جنيه ، ويقسم الباقي علي المأكل والمشرب بواقع 10 جنيه في كل يوم ، ربع كيلو لحمة وبصل بجنيه وعيش ب 2 جنيه

ثم ? نفترض ? أن الحكومة زادت المواد البترولية ثم منحته 50 جنيه زيادة في مرتبه الشهري ليصبح 750 جنيه

سيزداد إيجار الغرفة ، لأن البترول زاد ، من 250 إلي 300 جنيه ، والتأمين الصحي من 50 إلي 75 جنيه والمواصلات من 100 إلي 130 جنيه ، فماذا تبقي له ؟

بعد الجمع والطرح يتبقي ( للعبد لله ) مبلغ 245 جنيه للمعيشة بواقع 8 جنيه في كل يوم .

ولكن ربع الكيلو لحمة بعد الزيادة صار 10 جنيه ، وبصل بجنيه بقي مافي ، وكيس العيش بي 5 جنيه .

إما أن تصوم العائلة إجبارياً ? وتحتسب صومها ? بحسب مصطلحات السدنة ، أو يدخل رب البيت في زمرة الفاسدين والحرامية وناس دعوني أعيش .

ولكن هذه الحلول أحلاهما مر ، مثل التصويت للفلول أو الأخوان في مصر

علي ذلك لا يبقي للعبد لله سوي أن يحزم أمره ويشيل ( عكازه ) ويطلع عديل للشارع .

وح يلقي في الشارع ( جارتو ) وأخوه وسيد اللبن وست الشاي

ويتحول ركن النقاش في ناصية الحلة إلي مظاهرة كبيرة ، وواحد عندو نظارات سوداء سيبلغ الجهات المختصة

وستأتي عربات وهراوات وبمبان وحركات ، ولن يتزحزح واحد من مكانه .

وسيعلن المايكرفون أن القوات ستضرب في المليان ، فيفتح الشباب صدورهم قائلين أضرب هنا .

وستهتف شابة صغيرة يابوليس ماهيتك كم ؟ ويهتف آخر بوليس الشعب يحمي الشعب .

ويتحرك المتظاهرون صوب وجهتهم ، وتتراجع الدوريات ثم تختفي .

وتأتي مواكب من جهات أخري ، وينحدر السيل العرمرم صوب المحطات الوسطي والميادين العامة .

وعندما يرجع المال العام المنهوب يصبح جالون البنزين بواحد جنيه والجازولين بنص جنيه .

ومن ال700 جنيه يعيش العبد لله في ( بحبوحة ) بدل ما ياكل الملوحة .

زدت السكر تلحق جعفر .. زدت البنزين تلحق شاهين ، الكوز وين راح ختفو التمساح .

وعندما تعلن الوثائق السرية علي الملأ بعد حين ، سيكتشف الناس أن اتفاقيات البترول كانت مضروبة ، وأن المصفاة مقلوبة وخطوط الأنابيب معطوبة .

وسيلغي قانون مشروع الجزيرة لعام 2005 ، وترجع السكة حديد فيغني الفنان ( القطار المرّ الفيهو مرّ حبيبي )

وتصبح كوستي منطقة تبادل حرة بين الشمال والجنوب ، بعد إصدار قانون الجنسية المزدوجة .

ويتم توقيع اتفاق إطاري بشأن الوحدة الطوعية .

وترجع الأراضي المنهوبة بواسطة رأس المال العربي الإسلامي ، وتصدر مذكرات توقيف دولية لعدد من الفلول هربوا بأموال الشعب .

وتظهر أسرار كانت في طي الكتمان عن امتيازات ومرتبات السدنة وقد كانت علي النحو التالي

المرتب السنوي لرئيس الجمهورية 520 ألف جنيه ، ومرتب نائب رئيس الجمهورية 490 ألف جنيه ، ورئيس المجلس الوطني 485 ألف جنيه ، أما الراتب السنوي لمساعد رئيس الجمهورية ومستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس المجلس الوطني فتتراوح مابين 390 ألف جنيه و 445 ألف جنيه ، أما مرتب الوزير الاتحادي فيبلغ 390 ألف جنيه ورئيس مجلس الولاية 370 ألف جنيه في السنة ، أما مرتبات وزير الدولة والوزير الولائي ورئيس اللجنة الدائمة بالمجلس الوطني والمعتمد فتتراوح مابين 325 ألف جنيه (للمعتمد) و345 ألف جنيه في السنة لكل واحد منهم .

ومن ضمن الأسرارأن الإنقاذ كانت تفرض أسعاراً مرتفعة للمواد البترولية. فهي كانت تبيع جالون البنزين ب 8.5 جنيه أي مايعادل 3.1 دولار ( بالسعر الرسمي )بينما يتراوح سعر جالون البنزين عالمياً مابين 1 و 1.2 دولار في المتوسط، أي أنّ السعر المحلي للبنزين يعادل 250? 300% مقارنة بالسعر العالمي . بل إن الدولة نفسها تصدر طن البنزين بنحو 500 دولار، أي تصدير كل جالون بنزين بمبلغ 1.6 دولار . أما الجازولين والذي يتم استهلاكه على نطاق واسع في الزراعة والصناعة تفرض الدولة عليه سعراً يبلغ 6.5 جنيه للجالون الواحد، أي ما يعادل 2.4 دولار بينما يتراوح سعره العالمي مابين 0.8 إلى 1.0 دولار.

ومن هذه الفروقات بنيت الأبراج والعمارات .

وفي ركن قصي من أركان ماليزيا ، كان سادنان يستمعان لأغنية أنا مالي والهوي ، فقال أحدهما كان مالنا ومال زيادة البنزين !!!

تعليق واحد

  1. والله مقالاتك يا استاذ كمال غاية من الابداع ربنا يخلصنا من العصابة دى التى جثمت على صدر الشعب السودانى كابوسا اسود من الليل الحالك

  2. علي ذلك لا يبقي للعبد لله سوي أن يحزم أمره ويشيل ( عكازه ) ويطلع عديل للشارع

    من هذا السطر وحتى نهاية المقال نقول اللهم آمين،،

  3. ومن ضمن الأسرارأن الإنقاذ كانت تفرض أسعاراً مرتفعة للمواد البترولية. فهي كانت تبيع جالون البنزين ب 8.5 جنيه أي مايعادل 3.1 دولار ( بالسعر الرسمي )بينما يتراوح سعر جالون البنزين عالمياً مابين 1 و 1.2 دولار في المتوسط، أي أنّ السعر المحلي للبنزين يعادل 250? 300% مقارنة بالسعر العالمي . بل إن الدولة نفسها تصدر طن البنزين بنحو 500 دولار، أي تصدير كل جالون بنزين بمبلغ 1.6 دولار . أما الجازولين والذي يتم استهلاكه على نطاق واسع في الزراعة والصناعة تفرض الدولة عليه سعراً يبلغ 6.5 جنيه للجالون الواحد، أي ما يعادل 2.4 دولار بينما يتراوح سعره العالمي مابين 0.8 إلى 1.0 دولا
    !!!!!!

  4. اذا كان كلامك صاح لماذا يتم تهريب البنزين والجازولين السوداني لدول الجوار بما فيها جنوب السودان الحقيقة ان كل المحروقات في السودان ارخص من كل دول الجوار راجع معلوماتك عشان ما تضلل الناس ويتخذو خطوة يندمو عليها

  5. لاحلم لا حاجة دي دراسة للذي يحصل بعدخروج الكوز في ستين داية غير ماسوف علية واي انسان او مرشح منتخب ياتي بعد هولاء لازم اخت في بالوا تحليل الاستاذالعبقري الكرار
    (تحياتي الحارة لقلمك الرصين استاذنا كمال)

  6. إحلم يا إبني قبل أن يصبح الحلم بفلوس الناس ديل حالفين يلحقوا القذافي لأمهم ليس من النوع الذي يتعظ بمن سبقه من سلف طالح؟؟هؤلاء القوم ربنا سبحانه و تعالي عمي بصيرتهم و سوف يماطلون حتي يأتيهم اليقين علي حين غفلة و يومها والله ما في أمي أرحميني كل كوز يأخذ نصيبه من التفاح و العنب و البارد؟؟؟والله أخشي عليهم من اليوم الذي يتمنون فيه أن أمهاتهم لم تلدهم أو أن تنشق بهم الأرض و تبتلعهك كما بلعت قارون؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..