مقالات سياسية

سحرة الكيزان .. !!

سحرة الكيزان .. !!

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

و بالرغم من طغيان وجبروت وبغى وظلم وقهر وقمع وإستبداد فرعون إنتهى وكان عظة وعبرة لكل متكبر جبار يريد التحكم بخلق الله. و كانت شرارة الإنقلاب عليه سحرته.

أحضر فرعون السحرة ووعدهم بالعطاء الجزيل ((فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين، قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين)) [الشعراء: 42]. وقد كانوا من أحرص الناس على ذلك، وعلى درجة هائلة من الاطمئنان الجهول من راحة تامة وهدوء كامل وغرور مطلق ورغبة عارمة فى خدمة الفرعون. والشعب أصابته اللامبالاة و حتى قيل أنه تم الاجتهاد في جمع الناس في ذلك اليوم، “يوم الزينة”. فقال ممثل الشعب، المعارض الوهمى: (( وقيل للناس هل أنتم مجتمعون، لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين،)) [الشعراء: 40]. ولم يقل: نتبع الحق سواء كان من السحرة أو من موسى.
فألقى السحرة حبالهم وعصيهم فكان أول ما اختطفوا بسحرهم بصر موسى وبصر فرعون، ثم أبصار الناس بعد، ثم ألقى كل رجل منهم ما فى يده من الحبال والعصى فإذا هي حيَّات قيل أنها كانت كأمثال الجبال، قد ملأت الوادى يركب بعضها بعضا. و كان فرعون وراء تعلم وتعليم هذا السحر العظيم ليؤكد إلهاء وإتباع وتخدير وإغماء الناس، وبرهان على حجم انتشار السحر وتأثيره وامتداده وتمدد ونفوذ فرعون.
ولكن مهلا. حبا الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام بالنصر. ((فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، فألقي السحرة ساجدين، قالوا آمنا برب العالمين، رب موسى وهارون)) [الشعراء: 48]. فحين رأوا معجزة النبى موسى خرُّوا وسجدوا وأعلنوا إيمانهم، أى أن هؤلاء السحرة بكل ما لديهم من غرور وعُتوٍّ وسِحر وقوة وقدرة آمنوا ولم يعاندوا، فكانوا أول النهار سَحَرةً فَجَرة، وفى آخر النهار صاروا شهداء بَرَرة.
وفى تفسير ابن عباس يشير إلى أن ثمة جذوة إيمان أو جذر عبودية لله موجودا فى قلوب هؤلاء، بدليل أنه لحظة الجد وساعة الحقيقة انطلق إيمانهم من مخزون المشاعر الراكدة والمخبوءة فى صدورهم، فآمن سحرة فرعون برب هارون وموسى. وقالوا: ((إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى)) [طه: 73]. ولم يخافوا التهديد والوعيد بعدها : ((لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين، قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون)) [الشعراء: 50].

ففرعون دوما يعتمد على هامان: رجال الدين وعلماء السلطان وفتواهم المفصلة بمختلف أنواع الفقه، والدعاية والإعلام. ويعتمد أيضا على قارون: المال والثروة وفساد رجال السياسة بالمال، ثم التمويل لحملات الطغيان، ثم استثمار الحصانة فى الثروة وتحصين الثروة بالسياسة. ففى تقديري ظاهرة الفرعونية متقدة ومتجذرة عند الإسلاميين كما اوضحت فى مقالى السابق “فراعنة آخر الزمان”. ولهذا حين يؤمن ويتوب ويرجع سحرة فرعون للحق لا يؤمن لا فرعون ولا هامان ولا قارون، ثالوث السلطة والدجل بالدين والثروة فيغرقوا معه ((فأغرقناه ومن معه جميعا)) [الإسراء: 103].

والثورة على الأبواب ولا شك إن الأيام القادمة سنشاهد كثيرا من العائدين والتائبين إلى الحق وصفوف الشعب. فلهذا لا يجب أن نركز تركيز مطلق فى الإنتقام و الثأر وننسى ان وراءنا مهمة أكبر وهى بناء وطن تمزق وتشرذم ومجتمع تهتك. نعم للقصاص ولكن لا ننسى قول الرسول صل الله عليه وآله وسلم عند فتح مكة قال لمن آذوه وحاربوه وشردوه وظلموه: (إذهبوا أنتم الطلقاء)-(وما أزداد مؤمن بعفو إلا عزا). وقيل إلا ستة ولو تعلقوا بأستار الكعبة المشرفة. فأبحثوا عن الستة!. ولا أدرى من هم فى الإنقاذ، لا عفو لهم، ولو تعلقوا بالعلم المرفوع فى القصر الجمهوري!!.

وكما طرح الأستاذ الكاتب محمد عبدالله برقاوى في مقالته ” كم مصطفي عبد الجليل ..سيأتي من بنغازي السودان ودمدني !” والتى تعرض فيها لموضوع الإستقالات الجماعية للمجلس التشريعي بولاية الجزيرة حيث قال: “فأيا كان صدق معطيات و دوافع أولئك النواب من عدمه ، فاننا لابد من الا نقلل من أهمية موقفهم ، الذي سيكون له اثره البالغ في تصدع نظام الانقاذ ولو كان ذلك الموقف بعيدا عن المركز ، فحينما يشعر أهل الجلد والرأس بدنو أجل نظامهم ، فذلك جرس لتهيئة صفوف الشارع بعبارة ( شد واركب )…. فمرحبا بعودة كل وطني عرف مواضع الظلم وصرخ في وجهه هاتفا لا ! … طالما أنه لم يتلوث بهدر كرامة انسان ولم يسرق مقدرات الوطن ، ولم يغض الطرف أو يشارك في فساد ما ، ولم يساهم بمعول في هدم صروح صالحنا العام أو يغتنى ويقتنى من مال وممتلكات المستحقين من الفقراء والمحتاجين ، فصدر الوطن مرحاب بالتائبين والعائدين عن سبيل الضلال ، ماداموا سيأتون اليه مخلصين النوايا طالبين الغفران ولايرجون من ذلك الا ابتغاء وجه الله ، ومرضاة أهلهم الذين يفترض أنهم أنابوهم للرقابة والاصلاح على الرغم من تحفظنا على طريقة انتخابهم من أساسها !). إنتهى [حريات/الراكوبة: 15-06-2012].

ونشهد الآن غالبية أعضاء المجلس التتشريعي بالشمالية يدعون لسحب الثقة من الوالي ووزراء المالية والزراعة والتخطيط العمراني.

فمن يتوب بحق وجدية من الكيزان يجب أن يكونوا مثل السحرة فى الصفوف الأمامية فى المظاهرات ويعلنوا ذلك صراحة ويهتفوا ضد الظالم الطاغية وأن يكونوا أول الشهداء ولا ضير. عليهم بتقدم الصفوف لدفع الظلم ورد الحقوق وتبصيرالناس ولا يهمهم شئ إلا إبتغاء وجه الله ويبدوا إستعدادهم للمحاسبة ليدفعوا الثمن. ولكن من يخرج بالمقالات لتبرئة فكره الذى أثبت فشله وفساده بالتجربة العيان البيان ويبرئ نفسه ويموه ويريد الحل الوسط فهؤلاء يمارون ولا يريدون الحقيقة أن تظهر بتاتا. وبصراحة قد سئمنا ومللنا من كل ما نقول إنه موسى نجده إسلامي.

فلقد كان السحرة رمزا للتضحية والتوبة النصوح وفداءا للمستضعفين الذين ظلموهم وطغوا عليهم ولكن بعدما رأوا معجزة عصا موسى. فهل سيفعلونها سحرتنا عندما يروا معجزة عصيان الشعب.

تعليق واحد

  1. نعم نعفو لكن بقدر هنالك الكثير من هؤلاء لديهم معلومات هامه جداً لكي نعفوا عليهم لا بد من أخراج كل مافي جعبتهم من معلومات خلال ال السنوات الماضيه . كما أن هننلك مستويات من المسئولين مثلاً نافع علي نافع لا يمكن العفو عنه بإي حال من الأحوال لإسأءته للشعب السوداني طوال 23 عشرين عام من حكم الإنقاذز. حسن الترابي لا بد من محكمته للتخطيط للإنقلاب على الديمقراطيه كذلك علي عثمان محمد طه

  2. هاك السته
    1/ البشــــــــــــــــير
    2/ نافع
    3/ الجــــــــــــاز
    4/ مصطفى اسماعيل
    5/ غندور
    6/ مندور … اخى سيف الحق الجماعة ديل مش سته لا لا لا وين صابر وين الزبيرين وين الترابى وين وين

  3. ان الأرض لله يرثها من يشاء من عباده الصالحين … وليس الفاسدين المفسدين

    يعلم السحرة كما فرعون وهامان وجنودهما أن هذا السحر تخييل ليس الا ولا يملك من الحقيقة مثقال ذرة كذلك الأبالسة يعملون مايفعلون وان المفعول له أجل

    فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وايمانهم أتى حين جاءهم حق مبين ابطل وهزم سحرهم والتهمه فلم يبقي لهم حبالهم حتى ليعاودوا الكَرة

    وان كان هذا الأمر مما يُجزم به لاجزمت أنهم يستخدمون السحر الآن لكنه ( جن مسلم ) وليس أبالسة السودان فحسب بل كل التنظيم الإخواني غالباً

    لذلك نحتاج لعصى موسي لتلقف مايأفكون ويتوب السحرة عن سحرهم ولربما مفاتيح الأمر هي بالكلام مع ( الجن المسلم ) لعله يكون أرحم بنا منهم ولأن زمن

    المعجزات انتهى بنهاية الرسالات … مرحلة من اعلى درجة الامتحان والتمحيص ولن يعبرها الا من كان في قلبه صفاء خالص ونية صادقة وارادة صلبة

    وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44) إبراهيم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..