أخبار السودان

رئيس سابق للموساد يهاجم إطلاق الرصاص على لاجئين فلسطينيين قدموا من سوريا

هاجم الرئيس السابق لجهاز «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية)، تسيفي زمير، سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. وقال إن الطريقة التي تم بها قمع اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، وقتل العديدين منهم، جريمة جنونية لا يقبلها المنطق وتدل على تدهور في أخلاقيات الجيش الإسرائيلي.

وأضاف زمير في مقابلة مع إذاعة الجيش «غاليه تساهال»، أنه قلق من قيام الجنود، الذين وصفهم بـ«أحفاده»، بإطلاق النار على المتظاهرين العزل. وأضاف أنه يعتقد أنه لو كان عرض السياج الشائك 30 مترا لما تمكن المتظاهرون من عبوره، وكان بإمكان الجيش منع العبور دون أن يضطر لإطلاق النار. وادعى أن ما سماه «طهارة السلاح» في الجيش الإسرائيلي تتآكل: «كلنا نعرف أننا نصادق على إطلاق النار عندما يكون الجندي مضطرا للدفاع عن حياته على الحدود، ولكن يجب تجنب استخدام السلاح إذا لم يكن ضروريا ضد أشخاص يعبرون الحدود».

وقد أثارت هذه التصريحات ضجة كبرى في إسرائيل، أمس، حيث إنها جاءت بعد أقل من أسبوع فقط من تصريحات الجنرال مائير داغان، الرئيس السابق لجهاز «الموساد» (المخابرات الخارجية في إسرائيل)، الذي وصف قادة الحكم في إسرائيل بالغباء واتهمهم بالإعداد لمغامرة حربية وغير ضرورية ضد إيران، ودعا الحكومة إلى قبول مبادرة السلام العربية، وفجر بذلك قنبلة سياسية كبيرة في حينه. وهاجمه وزراء ومسؤولون، لدرجة القول إنه «معتوه»، بعد أن كانوا حتى يتحدثون، قبل ستة أشهر، عن عبقريته.

وقبل أن يتوقف النقاش حول تصريحات داغان، خرج زمير بتصريحاته المذكورة، وأضاف إليها مساندة لزميله داغان، ورفض الاتهامات الموجهة إلى داغان بأنه صرح بما صرح به بدوافع شخصية كونه معنيا بالمنافسة على رئاسة الحكومة. وقال زمير إن «دوافع داغان كانت وطنية طاهرة وإنه هو أيضا يشعر بالقلق من القيادة الحالية، وإن من واجب كل إنسان وطني في إسرائيل أن يحذر من سياسة نتنياهو، فكان حريا بالرجل الذي قاد «الموساد» طيلة 8 سنوات أن يتعامل معه الجميع كبطل قومي».

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قد كتبت أمس أنه في الوقت الذي تنشغل فيه إسرائيل في الأيام الأخيرة بإرسال رسائل إلى دمشق تطالب فيها بوقف ما سمته الأعمال الاستفزازية على الحدود، مثلما حدث في «يوم النكسة»، فإن رئيسا آخر للموساد (في السنوات من 1968 – 1974)، هو تسيفي زمير، يوجه انتقادات شديدة لمتخذي القرارات في إسرائيل. الأمر الذي يشير إلى مدى ابتعاد السياسة الإسرائيلية عن المنطق.

ويذكر أن أقوال زمير بالذات تعتبر ذات وزن كبير بشكل خاص، فهو الذي كان قد حذر الحكومة الإسرائيلية من حرب عربية شاملة ضد إسرائيل سنة 1973 بسبب الجمود في عملية السلام، ولكن أحدا لم يسمعه. وقد تطرق أمس، إلى هذه المسألة، فقال: «كان هناك ضرب من العمى أصاب وزير الدفاع، موشيه ديان، وقادة الجيش، فقد صدقوا أنفسهم حينما قرروا بشكل متغطرس أن العرب لن يحاربوا. فنشبت الحرب ودفعنا ثمنا باهظا. وللأسف، فإننا اليوم، أيضا، لم نستخلص العبر من حرب 1973 وما زال هناك استخفاف وعدم فهم من المستويات التي يجب أن تكون متيقظة لذلك».

وكان موضوع إطلاق الرصاص على اللاجئين المتظاهرين قد بحث في الكنيست. وطالب النائب طلب الصانع، الحكومة بإقامة لجنة تحقيق محايدة لفحص إطلاق النار الحي باتجاه المتظاهرين الفلسطينيين الذين جاءوا من المخيمات الفلسطينية في سوريا للتظاهر ويريدون العودة لمدنهم وقراهم التي هجروا وطردوا منها على يد العصابات الصهيونية. كما طالب الصانع بمحاكمة الضالعين في إطلاق النار ومعاقبتهم بتهمة القتل المتعمد، لأن المتظاهرين لن يهددوا سلامة الجنود وأمن دولة إسرائيل.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد بدأت، أمس، حملة اعتقالات بين صفوف سكان مجدل شمس السورية المحتلة، ولشبان يتهمون بالتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا من سوريا، فاعتقلت ثلاثة أشخاص، بينما توجه سكان مجدل شمس بشكوى إلى المحكمة يطلبون فيها بمعاقبة قوات الشرطة والجيش وحرس الحدود، لأنها أغلقت القرية ومنعت السكان من العمل ومنعت الفلاحين من الدخول إلى كروم الكرز، مما تسبب لهم في أضرار جسيمة.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..