أخبار السودان

خطاب مفتوح الى عمر البشير : لقد سمعتك تقول أن الظلم ظلمات يوم القيامة

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس عمر حسن أحمد البشير

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

الموضوع: حقوق المناصير المترتبة على قيام
خزان الحامداب (سد مروي)

سيدي:
قبل أن أخوض معك في سجال حول ما درجت أن تتحدث فيه عن المناصير بين كل فترة وأخرى وبكل قسوة وإجحاف وظلم سواء كان ذلك في وسائل الإعلام المرئية (برنامج حتى تكتمل الصورة) أو حديثك أمام شورى المؤتمر الوطني أود أن أشير إلي أمرين وما أظنك تختلف معي حولهما.
الأمر الأول: المناصير أيدوا قيام السد مبدئياً وربطوا ذلك التأييد بتعويض الدولة لهم عن ممتلكاتهم وإعادة توطينهم في مناطق مناسبة يرتضونها دونما إكراه أو ضغوط وأن يتم ذلك في شفافية كاملة وفقا للقرار الجمهوري رقم 277 لسنة 2002م والخاص بتحديد مواقع التوطين والذي أشار بجلاء بأن المناصير يوطنون في وادي المكابراب و مواقع حول بحيرة سد مروي: فمن الذي تجاوز القرار الجمهوري, المناصير أم إدارة السدود برفضها لتنفيذ مواقع حول بحيرة السد.

الأمر الثاني: عندما زار سيادتكم المناصير في يناير من العام 2009م استقبلك المناصير استقبالاً حاراً وحاشداً في حاضرة محلية البحيرة … الطوينة .. وقد كانوا قبل الزيارة في أقصى درجات الاستياء والإحباط بسبب عدم تنفيذ مقررات اتفاقية قاعة الصداقة بين ولاية نهر النيل ومجلس المتأثرين بسد مروي بمنطقة المناصير.
تلك الاتفاقية التي وقع عليها والي ولاية نهر النيل الدكتور غلام الدين عثمان ووزير المالية المركزي السيد/ الزبير أحمد الحسن كضامن لتنفيذها من طرف الحكومة المركزية. ووقع على تلك الاتفاقية أيضاً السيد/ محمد أحمد سليمان البرجوب رئيس مجلس المتأثرين.
بحضورك للقائهم واعترافك أمامهم في الطوينة بالظلم الذي وقع عليهم وبأنك كنت تتلقى معلومات غير موثوقة عن القضية وتوجيهاتك في نهاية خطابك للسيد/ والي ولاية نهر النيل بتنفيذ مطالب المناصير في التعويضات والطرق والكهرباء والمشاريع الزراعية وخدمات الصحة والتعليم وأنك سوف تأتي العامل القادم (يعني في 2010م) وتأخذ من السيد/ الوالي التمام بأنه قد نفذ توجيهاتك.
على إثر ذلك اطمأن الناس وسكن روعهم واستيقنوا بأنك سوف تعدل وتحقق لهم ما جاء في اتفاقية قاعة الصداقة. ثم رجعت يا سيادة الرئيس إلي الخرطوم حيث هرع المناصير ? كما يقال ? زرافات ووحدانا ? والفرح يملأ قلوبهم بما سمعوا منك في منطقة الطوينة ? هرعوا للقائك ومبايعتك والوقوف خلفك ضد ما يسمى بمحكمة الجنايات الدولية وكان على رأس أولئك رئيس وأعضاء مجلس المتأثرين واللجنة التنفيذية للمتأثرين المتواجدون بالخرطوم.
سيادة الرئيس:

المتتبع لحديثك في برنامج حتى تكتمل الصورة وخطابك أما شورى المؤتمر الوطني يلاحظ الآتي:

1. أنك تتناول قضية المناصير وكأنك في معزل عما يدول حول القضية داخل أجهزة حكومتك المركزية أو حول القضية في ولاية نهر النيل وما تم فيها من تطورات واتفاقيات ملزمة للأطراف الموقعة عليها. وأن تلك الاتفاقيات كاتفاقية قاعة الصداقة واتفاقية فك الاعتصام بالدامر قد جبت ما قبلها وكانت نصراً للحكومة قبل أن تكون نصراً للمتأثرين. وبالتالي وجب التركيز على تنفيذ بنودها. وبذلك فقط يتحقق العدل وتهدأ النفوس لتلتفت كل الأطراف للتنمية وتطوير المنطقة بكل الوسائل بما فيها وسائل الاستثمار.
ذلك يعني يا سيدي الرئيس أن حديثك عن الجوافة وأن المناصير رفضوا الإحصاء حتى تنمو جوافتهم ويعوضوا عنها، هذا حديث قد جانبه التوفيق، ذلك لأن المناصير قد رفضوا الإحصاء لأن هنالك بند في اتفاقية قاعة الشارقة بين مجلس المتأثرين وولاية نهر النيل ينص على عدم إجراء إحصاء النخيل حتى يصل مستوى التشييد في مساكن الخيار المحلي مرحلة العَتَبْ. ذلك ليكون الناس في مرحلة متقدمة من اليقين بأن إدارة السدود سوف تكمل تلك المباني.

وعلى أية حال وبتوقيع اتفاق قاعة الصداقة في العام 2006م ? اتفاق الشارقة يمثل البند الأول من اتفاق قاعة الصداقة ? تم الاعتراف بالخيار المحلي وبضرورة إسكان الأسر مثله مثل خيار المتلقي وخيار وادي المقدم وخيار المكابراب وخيار الفدا.
وكما قلت أعلاه وجب أن نضع وراء ظهورنا ما كان يدور في هذه القضية ولما لقيه المناصير من المعاناة في اللقاءات والاجتماعات والمفاوضات والوساطات والاتفاقيات والتعهدات والمظاهرات والمضايقات الأمنية والمعتقلات والسجون والاعتصامات وفقد الأرواح العزيزة كما حدث في واحة ساني “حيث فقدنا ثلاثة من شباب القناويت” حيث يقول الشاعر ألف تحية للقناتة قدموا للقضية ثلاثة. فوق ذلك ما لقيه المواطنون من ضغوط نفسية خاصة أيام الفرق الأولى حيث لا حكومة الولاية ولا الحكومة المركزية مدت يد العون لإنقاذ وإغاثة المتضررين.

2. الملاحظة الثانية يا سيدي الرئيس أنك تعتمد في حديثك القاسي عن المناصير على أقوال فردية شفهية بل من فرد واحد في منطقة أمري “وليس من منطقة المناصير” هذا الفرد “الأماري” حذرك قائلاً: الله ليكم من جوافة المناصير وكثرتها!! كيف يا سيدي توصم الآلاف من الأسر والأفراد بسبب مثل هذه الأقوال الفردية والتي قد تأتي من معتوه أو جاهل أو حاقد أو مغرض؟! ثم تعتمد يا سيادة الرئيس وتبني قناعاتك وحججك ضد المناصر بقول فرد واحد منهم. سنردم النهر بالقفاف ونعمل السد إذا كانت الحكومة ما عازوة تعمل لينا السد. مقابل هذا القول الفج الفطير ساورد لك يا سيدي نماذج مما قاله المناصير عن السد ولك أن تحكم بعد ذلك إن كان المناصير فعلاً يريدون أن يهجروا أرضهم.
يقول المقدم على طه أبو حريبة في عام 1948م للميلاد:

شاعر آخر يا سيدي الرئيس يعتقد بأن الحكومة لها ميول جهوية وتخضع لبعض مراكز القوى ويحملك أنت شخصياً ونائبك الأول ما وقع من ظلم على المناصير فيقول:

شاعر آخر يا سيدي الرئيس يؤكد على النهج السلمي للمناصير في المطالبة بحقوقهم حيث يقول:

شاعر آخر يا سيدي الرئيس يؤكد بأن المناصير سوف يحمون الخزان ويفدونه بأرواحهم ودمائهم على ألا يكون الخزان سبباً في ظلمهم حيث يقول:

وشاعر آخر يا سيدي الرئيس يحملك مسئولية ظلم المناصير ويذكرك بمآلات الآخرة:ـ

وهذا شاعر آخر يقول:

شاعر آخر يمجد أهله المناصير رجالاً ونساءً ويؤكد أن البلد لا تنفات ويدعو إلي تشابك أهلها ووحدتهم من أدناها إلي أقصاها فيقول:

سيدي الرئيس
ليس هذا مجالاً لاستعراض ما قيل في الخزان من أشعار ولو كان ذلك هو الهدف لفاض ما قيل في قضية المناصير من شعر بمجلدات ومجلدات. ولكن الهدف من ذكر هذه النماذج من الشعر هو لنعكس لك يا سيدي ما يختلج في نفوس الناس من مرارات وإحباط وإحساس بالظلم والتسويف الممنهج والمقصود. فإذا كان الشعر هو المرأة التي تعكس ما في البيئة التي قيل فيها فهل رأيت يا سيدي في هذا الشعر ما يوحي إليك بأن المناصير راغبون في هجران موطن الآباء والأجداد؟! أليس في هذه النماذج إسقاطاً لمقولة ذلك الرجل الخارق الذي أراد أن يبني سداً بردم النهر بالقفة؟!.
غير أنه عندما ظهرت حاجة ماسة ومصلحة إستراتيجية لأهل السودان في بناء السد لتوفير الطاقة أيد المناصير المشروع، فقط كما قال الشاعر: بس دايرين حقنا.

سيدي الرئيس:
وأنت سيد العارفين وحولك من الأهل والأقارب والأصدقاء المخلصين من غير ذوي المصالح من يكونون قد نقلوا إليك بالتأكيد أنه ما من قضية أجمع على عدالتها الناس بما فيهم منسوبوا الحكومة وقيادات المؤتمر الوطني والأحزاب المؤتلفة مع الحكومة وأحزاب المعارضة وكثير من قيادات القوات المسلحة والشرطة والدفاع الشعبي ورجال الطرق الصوفية ورجال الإعلام المقروء ? مثل قضية المناصير. وبالتأكيد قد أحطّ علماً بفقد المناصير لكل ما يملكون علاوة على ذلك ما تعرضوا له من الإرهاب والخوف والضغوط النفسية خاصة في الأيام الأولى للإغراق وبالأخص في الساعة الأولى حيث باغتت المياه الناس ليلاً في مناطق برتي.

3. الملاحظة الثالثة أنك تبدو وكأنك تعارض اتفاقية قاعة الصداقة وتنفيذ ما جاء فيها. فإذا كان الأمر غير ذلك بمعني أنك تؤيد الاتفاقية فما معني يا سيدي الرئيس أن تجتر ما عفا عليه الزمن وتخطته الأحداث وأصبح من الماضي مثل حديثك عن خيارات التوطين وزراعة الجوافة، ورغبة المناصير في التهجير من عدمه وأن المناصير قد وافقوا على مناطق التهجير وارتضوها.
فيما يختص بالخيارات التي قلت بأننا قد وقعنا عليها وارتضيناها يجب توضيح الآتي:

‌أ- بسحبكم لخيار “النقع” غرب الجعليين ومساحته 200 ألف فدان سقطت مقولة الخيارات ولم يتبقي بعد ذلك إلا موقعين وكان على المتأثرين أن يختاروا بينهما وأن أحلاهما مرّ مشروع الفدا ومشروع المكابراب.

‌ب- في ذلك الوقت كانت إدارة السدود في عجلة من أمرها لبناء المساكن لكل المهجرين في الموقعين الذين ارتضهما في المكابراب، والفدا. ولأنها تعلم سلفاً أن اللجنة التنفيذية الشرعية قد نصحتها كتابة بإسقاط مشروع الفدا الصحراوي والبناء في المكابراب فقط لمن يريد أن يعاد توطينه في المكابراب. فهي في حوجة ماسة لغطاء يبرر أمام الجمهور بناء تلك المساكن، وجدت إدارة السدود ضالتها في عدد من الأفراد من أبناء المناصير عينتهم سابقاً كلجنة تدير بها قضية المناصير من وراء أهلها وغصباً عنهم. أوكلت إدارة السدود لهذه اللجنة المعينة أمر إعداد كشوفات يوقع عليها المواطنون بقبولهم لخياري المكابراب والفدا. وبمساعدة موظفي وحدتي الكاب وشري الإداريتين تم طبخ تلك الكشوفات كما طبخ إحصاء 1999م.

‌ج- عندما أعدت تلك التوقيعات فإن جل أهل المناصير لا يعرفون أين تقع المكابراب ولا الفدا.
‌د- كيف يفرض على الناس خيار لم يدرس علمياً في ذلك الوقت ولم تفحص تربته وأن إدارة السدود بدأت في تشييد مشروع المكابراب بمعزل عن لجنة المتأثرين والتي لم تعترف بها أصلاً.
‌ه- ورغماً عن انعدام التواصل بين لجنة المتأثرين وإدارة السدود إلا أن اللجنة التنفيذية للمتأثرين كتبت خطاباً لتلك الإدارة تنصحها بأن تبني منازل فقط بعدد تلك الأسر التي ترغب بإعادة توطينها في المكابراب. كما كتبت اللجنة خطاباً آخر لإدارة السدود ترفض فيه مشروع الفدا أو ما يسمى بمشروع كجيلة شرق جملة وتفصيلاً. مضت إدارة السدود قدماً في بناء المساكن في المشروعين لتستوعب كل المهجرين وبتجاهل كامل للجنة المتأثرين ومن يريدون إعادة التوطين في الخيار المحلي. ذلك لأن النية كانت مبيتة بذلك أصلاً وفي غياب كامل للشفافية.
‌و- عدم اعتراف إدارة السدود بلجنة المتأثرين لما يقارب الثلاثة سنوات وبالتالي عدم تحقيق أي انجاز تجاه حقوق المواطنين لانعدام التفاوض وسكوت الحكومة عامة وأنت يا سيدي الرئيس بصفة خاصة عن ردع إدارة السدود. أم أن سكوتك يمثل علامة الرضا والضوء الأخضر لتلك الإدارة لتسدر فيما هي سادرة فيه .. كل ذلك جعل المواطنين يفقدون الثقة في إدارة السدود وازدادت وتيرة رفض مشروع المكابراب والتحول إلي الخيار المحلي كما ذكر آنفاً.
‌ز- ثم كيف يقرروا لنا موقعاً لإعادة التوطين وأنتم لم تدرسوا موقعه وتفحصوا تربته؟ وطالما أن إدارة السدود لم تعترف بلجنة المتأثرين ولا تريد أن تجلس معها فكيف لها أن تطلب من المتأثرين أن يثقوا فيها ويقبلوا ما تقول وتقرر؟!.
ثم نحن نساءل عن المبررات القوية التي ساقتك إلي الهجوم على المناصير كلما سنحت لك الفرصة ناسياً أن هنالك اتفاقية بينكم وبين المتأثرين في تنفيذها رضاً للطرفين إذا كان الطرفان قد وقعاً تلك الاتفاقية بأمانة وتجرد ومصداقية.
اجترار الماضي يا سيدي الرئيس يقلب المواجع ويفتح الجروح ويذكر المناصير بأيام المهانة والذل والتجاهل وإنقاص القدر والإغراق والتي ما زالت تجرجر أذيالها إلي يومنا هذا.

4. الملاحظة الرابعة: أنك تذكر كل ما يدعم حجتك ضد المناصير وأن جاءت من أفراد وتغفل عن كل الحجج القوية والتي يسندها الواقع والقانون والتي ساقها المتأثرون إلي الحكومة ممثلة في إدارة السدود أولاً وتوابعها من مؤسسات الدولة المختلفة.
إذا كان الشيء بالشيء يذكر فقد ذكرت أمر الخيارات وأصدرت قراراً جمهورياً بإسكان المناصير في وادي المكابراب ذي التربة الرسوبية الخصبة. فهل اسكنتم المناصير يا سيدي في وادي المكابراب أم قذفتم بهم إلي منطقة الحصاية شرق الدامر وهي ذات تربة متدنية الخصوبة بشكل عام كما جاء في تقارير هيئة البحوث الزراعية ولا عجب في ذلك فأسمها يدل على كننها ومضمونها.
سؤال آخر يا سيدي الرئيس: لماذا أسقطتم خيار مشروع “النقع” ذا الأرض الواسعة والخصبة من خيارات التوطين وبإسقاط خيار النقع تسقط مقولة “أن هنالك خيارات لإعادة التوطين يمكن المواطنين من هامش معقول للاختيار”، إذ تبقي موقعين فقط: هما مشروع الفدا الصحراوي في شمال أبي حمد ومشروع ما يسمي بالمكابراب في منطقة الجعليين. ومشروع الفدا رفضته اللجنة التنفيذية للمتأثرين بخطاب رسمي لإدارة السدود وبصورة لجهات أخرى منها رئاسة الجمهورية. رفض المشروع لعدم ملاءمته بيئياً للمهجرين. يدعم هذا الرفض قرار لجنة حكومية صدر في العام 1992م ولنفس الأسباب التي ذكرتها لجنة المتأثرين.

ضربت إدارة السدود بخطاب اللجنة عرض الحائط ? مدعومة طبعاً بمؤسسات الدولة ? ومضت قدماً في تنفيذ مشروع الفدا. بل أن والي ولاية نهر النيل غلام الدين عثمان قد أصدر مرسوماً ولائياً بتجميد العمل في مشروع الفدا وقد كان مصير مرسومه هو نفس مصير خطاب لجنة المتأثرين.
أما ما يسمى بمشروع المكابراب ? وكان يتوجب تسمتيه منذ البداية بمشروع الحصاية – فقد ارتضه اللجنة كخيار للمتأثرين ولكن لمن يطلبه كخيار لإعادة التوطين.

ولكن يا سيدي الرئيس ولشيء في نفس يعقوب، يعقوب هنا يا سيادة الرئيس ليس يعقوباً واحداً بل يعاقيب كثر مع أسباطهم – للانعدام الكامل للشفافية وتغييب لجنة المتأثرين عن الأمر ? وكيف تحاط لجنة المتأثرين بالأمر وإدارة السدود لم تعترف بها أصلاً وإلي يومنا هذا ? تم بناء المساكن في مشروعي الفدا والمكابراب لتسوعب كل المتأثرين بالخزان من المناصير رغبوا في ذلك أم لم يرغبوا.
انعدام الثقة الكامل بين المناصير وإدارة السدود بسبب عدم اعترافها بلجنتهم المنتخبة، ظهور دراسة التربة لمشروع المكابراب ، ظهور دراسة لجامعة الخرطوم ممولة من إدارة السدود في مناطق الخيار المحلي بغرض إجهاض أي فرصة لقيام خيار حول البحيرة سارعت بقيام الخيار المحلي والتفاف الناس حوله. دراسة جامعة الخرطوم أظهرت ومن حيث لا يدرون الإمكانات الهائلة من الأراضي في التروس العليا حول البحيرة مما يؤهل ويوطر لقيام خيار محلي ناجح ومجد اقتصادياً حول البحيرة وأن المساحات المتاحة للزراعة من الأراضي الخصبة يفوق عشرة أضعاف ما هو متاح في السواقي حول النهر قبل الإغراق.

لقد انقلبت دراسة جامعة الخرطوم وبالاً على سمعتها وكارثة على إدارة السدود حيث انقلب السحر على الساحر وساهمت دراسة جامعة الخرطوم من حيث لا يدرون في إنجاح الخيار المحلي والله غالب على أمره.
نتيجة لكل تلك المعطيات تغيرت قناعات كثير من المتأثرين بل أكثريتهم وفضلوا البقاء في الخيار المحلي على التهجير إلي المكابراب أو الفدا.
الإحصاءات الرسمية التي أجريت في المنطقة بواسطة الجهاز المركزي للإحصاء وبإشراف البروف عوض حاج علي مدير الجهاز أثبتت أن 70% من المناصير يفضلون الخيار المحلي ولسان حالهم يقول: أن حجرة واحدة من الجالوص على ضفاف النيل خير لهم من عمارة في عقاب (صحاري) خلق الله كما يقول الشاعر الفز محمد الحسن فضل.

الغيبة يا سيدي الرئيس نالت من المناصير. الرأي العام السوداني يريد أن يعرف وبشفافية الحقيقة والتي لا تتأتي ولا تكتمل من عرض وجهة نظر واحدة. كنا نتمنى لو أشركت معك وجهة النظر الأخرى متمثلة في رئيس مجلس المتأثرين أو رئيس اللجنة التنفيذية للمتأثرين أو حتى شخصية محايدة مشهود لها بالنزاهة والإلمام بأطراف قضية المناصير ذلك من أجل أن تكتمل الصورة التي لم يتاح لها أن تكتمل أبداً في أذهان الجماهير.
وبهذه المناسبة يا سيادة الرئيس لماذا لم تعترف الحكومة ممثلة في إدارة السدود ووالي ولاية نهر النيل باللجنة التنفيذية ومجلس المتأثرين اللذان انتخبا في العام 2004م وبإشراف مباشر من ولاية نهر النيل ممثلة في معتمدية أبي حمدة؟

قد نتفهم لماذا لم تعترف إدارة السدود بمجلس المتأثرين واللجنة التنفيذية لأنها لا تريد أن تتعامل معهما لأنها تعلم سلفاً أنهما يحملان آمال وتطلعات المناصير الحقيقية في تحقيق الحقوق بل تريد أن تتعامل فقط مع أشخاص خارجين على إجماع أهلهم متخذة إياهم مطية لتنفيذ أهدافها وسياستها في إخراج المناصير من أرضهم دون اعتراض من أحد.

ولكن ما لا نفهمه لماذا يرفض والي الولاية الاعتراف بمجلس المتأثرين واللجنة وهو الذي أشرف على انتخابها. فذلك ما يثير الريبة ويؤكد تواطؤ ذلك الوالي مع إدارة السدود في تعطيل الاعتراف بمجلس المـتأثرين واللجنة التنفيذية المنبثقة عنه لما يقارب الثلاثة سنوات مما عطل عملية التفاوض مع إدارة السدود ? وهذا ما تسعي إليه إدارة السدود ? حول قضية المناصير مما أدى بالتالي إلي تعقيدات كثيرة أدت إلي ظلم المناصير والقصور في نيل حقوقهم حتى يومنا هذا. إن عبد الله مسار يتحمل المسئولية الكاملة كطرف من الأطراف ? بل الطرف الأساسي ? التي لعبت دوراً أساسياً وسلبياً فيما أحاق بالمناصير من ظلم.

وكذلك ما لا نتفهمه يا سيدي الرئيس هو عدم تدخلك أنت شخصياً وحكومتك للضغط على إدارة السدود ووالي ولاية نهر النيل للاعتراف بلجنة المتأثرين المنتخبة؟ أم هذه هي سياسة عامة للدولة مضمونها عدم التعامل مع ممثلي المناصير الشرعيين؟.
تقول يا سيدي الرئيس أن المناصير قد نالوا حقوقهم كاملة وبزيادة وتحت ناظريك اتفاقية قاعة الصداقة للعام 2006م مفصلة للحقوق التي لم ينالها المناصير.
أننا نقول أن ما تحقق لهم على أرض الواقع هو يقرب من الصفر الكبير على الشمال كما يقولون. ربما الانجاز الكبير الذي حققوه لأنفسهم وبأنفسهم هو صمودهم في أرضهم حول بحيرة المناصير بغض النظر عما يمنح لهم من مجتمع أعطاه المناصير كل شيء ولم ينالوا منه أي شيء إلا ما يقرب من صفر كبير على الشمال.

سيدي الرئيس:
لا أزال أذكر كلمات قلتها قبل سنوات وفي نفس سياق الهجوم على المناصير. كلماتك كانت ((فليحاسبوننا والحساب ولد)). وعلى ضوء مقولتك هذه وعلى ضوء ما جاء مفصلاً في اتفاقية قاعة الصداقة فالنتحاسب ولنجيب على سؤال محوري: لماذا نقول أن المناصير قد نالوا مقابل حقوقهم ما يقرب من الصفر الكبير على الشمال؟
فإذا ما استعرضنا المعطيات الحسابية المذكورة أدناه وهي تمثل لب ما اتفق عليه المناصير مع الحكومتين الولائية والمركزية، وقد تم تحديث هذه المعطيات updated في يوليو 2015م نجد أن ما تحقق فعلاً للمناصير لا يبعد كثيراً من صفر كبير على الشمال.

1/ المساكن للخيار المحلي:
عدد المساكن أو المنازل المطلوبة حسب كشوفات وزارة العدل هو 8500 (ثمانية ألف وخمسمائة منزلاً). وأنه يتوقع أن يضاف إليها عدد 3250 (ثلاثة ألف ومئتان وخمسون منزلاً) بعد إجراءات عملية التحكيم ليصل عدد إجمالي المنازل المطلوب بناؤها إلي 11750 (أحد عشر ألف وسبعمائة وخمسون منزلاً).
المنازل التي تحت التشييد هي 1000 (ألف منزل فقط) ما تم تشييده من هذه هو 500 منزلاً (خمسمائة) لم يتم تسليم أي منزل منها لأي أسرة. هناك عدم استقرار في إمدادات المياه والكهرباء لهذه المساكن وكذلك الصرف الصحي.

2/ الطرق:
أ‌. إنشاء طريق أبو حمد ? كريمة.
ب‌. إصلاح الطرق الداخلية وما يصحب ذلك من إنشاء للكباري على الوديان والخيران التي تعيق التواصل بين القرى خاصة في فصل الخريف.
اكتملت الدراسة التفصيلية ولم يبدأ التنفيذ لماذا؟؟
3/ الكهرباء:
اكتملت الدراسة التفصيلية وبدأ التنفيذ ولكن نسبة التنفيذ ضعيفة جداً اختصرت على إيصال الكهرباء لمقر المحلية في الطوينة والي قرية أم سرح ومحاولات خجولة وبطيئة جداًً لإدخالها لجزيرة شري.
4/ المشاريع الزراعية:
عدد الأفدنة المطلوبة 70000 (سبعون ألفاً) المنفذ حتى الآن 2500 (ألفان وخمسمائة) .. لماذا؟؟ وتحت التنفيذ 5000 (خمسة ألف) فقط … لماذا؟؟
5/ حقوق المغروسات:

تم صرف حقوق النخيل المُثْبْتْ فقط ولم يتم حتى الآن إثبات باقي نخيل المواطنين والاعتراف به ولا المغروسات الأخرى ولا المزروعات كالبرسيم وباقي الأعلاف ولا الممتلكات الأخرى، وكل متعثر بنسبة للخلاف بين المتأثرين ولجنة التحكيم.
كانت عملية إثبات الحقوق ذاتها أمام مستشاري وزارة العدل عملية مضنية ومرهقة بل ومرعبة. يؤتي بصاحب الحق فيحلف مغلظاً على المصحف بأن يقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق، ثم يوتى بشهود إثباته فيحلفون بنفس الأسلوب، ثم تصدر بعد ذلك كشوفات المستحقين فإذا عدد كبير منهم مشطوب اسمه من كشف المستحقين. ثم جاءت الاستئنافات وبنفس الإجراءات: قسم لصاحب الحق وقسم لشهوده ثم يشطب اسمه مرة ثانية من كشف المستحقين. هذا يدل يا سيدي الرئيس على أن الحكومة وإدارة السدود تريدان أن تخفضا تكلفة التعويضات بشتى الطرق والوسائل حتى وإن كان ضحية ذلك الأيتام والأرامل والعجزة ومن له نخلة أو نخلتين فقط.

ما صرف من تعويضات عن النخيل المثبت تم على النحو التالي:
70% من قيمة التعويضات صرفت في العام 2010م.
30% وهو ما تبقي من قيمة التعويضات صرف في أواخر عام 2015م.
التعويض الذي قررته اللجنة السياسية العليا للخزان في عام 2003م كان 500 جنيه للنخلة المثمرة (خمسمائة جنيه).
في نفس العام 2003م كان سعر جرام الذهب يعادل 15 (خمسة عشرة) جنيهاً ذلك يعني أن تعويض النخلة الواحدة لو صرف للمواطن في عام 2003م لاشترى به (500 ÷ 15) = 33.33 جراماً من الذهب.
للأسف الشديد صرفت الـ 70% من تعويضات النخيل للناس في عام 2010م حيث تدهور سعر الجنيه السوداني تدهوراً مريعاً فأصبح سعر جرام الذهب 150 (مائة وخمسون) جنيهاً. بمعني أن ذات الـ 500 جنيه التي تشتري 33.33 جراماً من الذهب في 2003م أصبحت في عام 2010م تشتري فقط (500 ÷ 150) = 3.33 جراماً من الذهب.
ذلك يعني أن ما صرف لنا في عام 2010م مقابل 70% من تعويضات النخلة وجب أن يضاعف عشرة مرات لتحقيق العدالة.
أما في 2015م حيث قفز سعر جرام الذهب إلي 375 جنيه فإن الـ 500 جنيه تشتري فقط (500 ÷ 375) = 1.33 جراماً من الذهب هذا يعني أن ما صرف للمواطنين في 2015م هو الـ 30% المتبقية من تعويض النخلة يجب أن يضاعف 25 مرة (خمسة وعشرين مرة) لتحقيق العدالة.

سيدي الرئيس:
المحاصيل والتمور والفواكة التي أغرقت بغتةً في العام 2008م وهي أما جاهزة للحصاد كالتمور والفواكة في منطقة جزيرة أترم في برتي ومنطقة برتي عامة والمناطق الأخرى بالمناصير أو تحت الحصاد كالبصل في منطقة “جبل مناي” كان يجب أن تدفع قيمتها نقداً للمواطنين بمعزل عن تعويضات النخيل. تم الغمر في عام 2008 وتم اغراق المزارع والمساكن: فمن هو المسئول عن تغطية تكاليف الإعاشة و السكن منذ تلك الفترة خاصة وأن المواطنين قد صرفوا مدخراتهم.
سيدي الرئيس:
لقد سمعتك تقول في أكثر من مناسبة أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأنك لا تريد أن يأتي يوم القيامة من يقول أن البشير وحكومته قد ظلمني.
وعليه فإن رأيت فيما كتبته إليك أن ظلماً قد وقع على المناصير فقومه وأعدل يغفر الله لي ولك إنه للأوابين غفوراً. وإن رأيت عكس ذلك فإننا نقولها لك وبالصوت العالي أننا في المناصير نشهد الله بأنك قد ظلمتنا في الدنيا وستقول أجيالنا المتلاحقة ذلك حتى قيام الساعة حيث الحكم العدل يفصل بيننا.
وختاماً لك كل الاحترام والتقدير كرمز للدولة وللسودان وأهله العزة وللمناصير الصامدين العدل ورد الحقوق.

مخلصكم
عثمان المقدوم

تعليق واحد

  1. حي الله المناصير لا يضيع حق وراءه مطالب ده لما يكون في عدل اما الان الدنيا بقت ايدية انتو ما شايفين قاعة الصداقة كل خمسة درعولم سلاح جو ادوهم كرسي

  2. لقد صدقتم الرئيس وزمرته الكاذبة وتعلمون انهم كاذبون ومخادعون وهذه هي النتيجة

  3. و الله يا سيد عثمان قد اضعت زمنك و أرهقت عقلك ببذل الجهد فى كتابة هذا الخطاب إلى دابة دهماء لا ترى غير مصالحها و لا تستمع إلا لمن يمدحها و لا تحس بما يعانيه الناس من ألم حيث الأنانية المفرطة قد بلدت و قتلت فى بدنها كل أعصاب الإحساس و الشعور. خلاصة القول خطابك هذا لا يجد عينا تراه و لا اذنا تسمعه .

  4. انتوا يا المناصير تستاهلوا الحصل لكم دا في زول بفرط في ارضه ؟ في زول بصدق له كوز ومراوغ ؟

    ارجعوا بلدكم هناك ومن ترك داره قل مقداره ، وبكرة لما تروح الحكومة دي حتدخلوا في مشاكل مع اهل الاماكن الرحلوكم ليها دي لانهم هم كمان شايفين الحكومة قلعت اراضيهم وما حيتركوكم

  5. ما يدور الان في الشمال هو..تهجير قسرى لاغير ..كما دار في دارفور وجبال النوبة تطهير عرقي.. انتو يا المناصير على الاقل لقد قاموا بتعويضكم ولو بطريقة مدغمسة..في حتات تانية الناس طردوهم من ارضهم وأدوهم بالشلوت… حسبنا الله ونعم الوكيل في نظام يعادي شعبه…

  6. الشاعر صاحب القصيدة الاولى للاسف يستنجد بالشيوخ (يا ودحاج صهيب – يا ودالنقر في ام دوم- ويا ودالكرسني)
    لا يجوز ان يدعو الانسان غير الله وهذا من الشرك
    قال تعالى: (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)
    وهو القائل عز وجل: وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم
    هدانا الله وياكم اى سواء السبيل

  7. السيد عثمان المقدوم . اطلع الرئيس الدائم على ملخص لخطابكم الطويل وانوه الى ان صاحب المعالى رئيس الدولة وامير المؤمنين لا يحب الشكاوى الطويله المدبجه بالشعر .
    واوضح انه يرغب فى تهجير مواطنى شمال السودان الذين لا يتجاوز عددهم النصف مليون مواطن الى العاصمة الاسلاميه الخرطوم وجهز اربعه مربعات لاستيعاب المهجرين فى جزء صغير من احياء العاصمة الشريفه .
    لعلك تسال من الغرض من التهجير . وقبل ان نجيبك هل يستوعب عقلك قيمة هذا الاقليم الشاسع الخالى من السكان اذا عر ض للبيع كدولة ؟
    بكم تشترى اسرائيل لتوطين الفلسطينيين ؟ وبكم تشترى الكويت لتوطين البدون ؟ وغيرهم كثير .
    اذا عرضناه للبيع سنكسب مليارات طائله كلها ستصرف فى الدعوه للايمان . للفوز بالاخرة وليس لنا فى متاع الدنيا الزائله رغبة او طمع .
    السيد عثمان قيدوم منحك الرئيس الدائم قطعة ارض ( ميتين ) متر بالعاصمة المؤمنه لنقل اهلك وعشيرتك اليها لتنال البركة بقربه . وتتمتع برفقته فى الدنيا والاخرة وجزاك الله خيرا لما قدمت فى سبيل الدين والوطن .

  8. بالنسبة للشعب، البشير قد تخطى مرحلة النصح بمسافة بعيدة. أقترح على الشعب أن لا يكلوا ولا يملوا من الدعاء عليه، بدلاً من محاولة نصح شخص لا ينتصح، فهذا الرجل قد صار اسمه – البشير – مرادف لكلمة “ظلم” … هذا الرجل سيزداد طغياناً وفساداً طالما ظل في السلطة ولا يمكن لرجل ظالم كما البشير أن يهديه الله فجأة هكذا وهو لا يتوقف عن الظلم ويبعده عن مصيره المظلم الذي ينتظره!

  9. للأسف أهلنا المناصير هم الذين رفضوا كل الحلول والخيارات وعاندوا عناداً مُستميتاً للحصول علي ما ليس لهم، بينما بقية المتأثرين بالسد قد إنتقلوا للمناطق الجديدة في الفداء والمكابراب ووجدوا بيوتهم جاهزة ومدارسهم جاهزة وكهربائهم جاهزة ومئاههم جاهزة – وهاهم الآن يعيشون حياتهم طبيعياً.

    منذ البداية رفض المناصير إحصاء وعدّ مزروعاتهم مثل النخيل والمانجو وغيرها لأسباب غير مقبولة وغير منطقية، ناسين ومتناسين أن الدولة لها نظمها وقوانينها التي تسري علي الجميع، ولا يمكن أن تستنثي الدولة المناصير من بعض قوانينها بينما تطبقها علي الآخرين.

    وعندما إعتصم المناصير بالدامر قدم رئيس المتأثرين (عثمان الخليفة) للحكومة الولائية (حكومة نهر النيل) عشرة طلبات من أغرب ما يكون، ومن ضمنها أن يحصل المناصير علي نسبة 2% من إيرادات سد مروي، ناسين ومتناسين أن سد مروي هو سد قومي لكل أهل السودان ولمئات القبائل الأخري وبالتالي لا يمكن إعطاء المناصير لوحدهم ما نسبته 2% وكأنهم أفضل من الآخرين.

    ومن ضمن غرائب طلبات المناصير هي طلبهم بإعطائهم مساحات في مُحيط بحيرة سد مروي نفسه، وغرابة الطلب تنبع من خطورة الحياة حول الخزان الذي تفيض مياهه بكميات هائلة وبدون قدرة علي التحكم فيها أثناء التوليد الكهربائي، وبالتالي تحدث الفيضانات المدمرة.. لو كان بالإمكان إسكان المناصير أو غيرهم حول السد فلماذا المطالبة بالتهجير والترحيل من الأساس؟!

    وإعتراف كاتب الرسالة أعلاه الأخ عثمان المقدوم أن حديث رئيس الجمهورية بخصوص رفض المناصير عملية الإحصاء للمزروعات (والجوافة) هو أكبر مثال وأكبر إعتراف، وحديث الرئيس يا أخ عثمان لم يجانبه الصواب فقط كما قلت أنت، بل هو الصواب بعينه والحقيقة كاملة. أنت رفضتم الإحصاء!

    بصراحة، يكثر الكلام والتصريحات والأقوال لكن تبقي الحقيقة وهي أننا كسودانيين لا نعرف مصلحتنا أبداً، وعندما تأتينا المصالح حتي عُقر دارنا فإننا نزايد عليها ونطالب بالمزيد رغم أنف كل القوانين التي تنظم حياة الناس.

    في أي دولة أخري عندما تقرر الحكومة إقامة سد فإنها تأمر المواطنين أمراً بإخلاء المنطقة (أ) والإنتقال للمنطقة (ب) مقابل الحصول علي التعويضات الفلانية المكتوبة وقدرها (ج) والتي لا نقاش حولها، بينما في السودان فالكل يريد أن يتحاور ويناقش ويُعارض ويُهدد ويعقد إتفاقيات (مصالح خاصة)!

    وليس هناك مثال عملي علي ذلك أكثر من مثال السد العالي وتهجير أهلنا الحلفاويين في عهد الرئيس عبود لصالح المصريين وليس لصالحهم هم، وبرغم ذلك فقد تم أمرهم أمراً بمغادرة حلفا القديمة والإنتقال إلي حلفا الجديدة في أقصي شرق السودان (وخلاص مات الكلام)!!

    حكومة الإنقاذ أنجزت المستحيل بإقامة سد مروي لصالح السودانيين وليس لصالح المصريين، ثم صنعت المستحيل من أجل إرضاء المواطنين وجلست مع الكبار والصغار وكل من هبّ ودبّ، وتفاوضت وحاورت وناقشت الناس في أدق تفاصيل التعويضات من أشجار النخيل والمانجو والجوافة وحتي الزهور وعتب الباب، وبدلاً من أن نشكرها علي ذلك ظهر الكثير من الإستغلاليون الذين حاولوا مساومة الحكومة وتسيس القضايا للحصول علي إستحقاقات خاصة لصالح قبيلة كذا وليس قبيلة كذا.

    ولكم في السدود القادمة أكبر مثال أيضاً، فمازال أهلنا في الولاية الشمالية (وأنا من أبنائها) يعارضون إقامة سدود دال وكجبال والشريك بكل الطرق ويرفضون كل المقترحات والمغريات ويتمسكون بالأراضي البُور ورفض السدود وكأن هذه السدود لإنتاج الموت وليس لإنتاج الكهرباء والحياة والرفاهية لهم ولعيالهم والأجيال القادمة.

    أخي عثمان المقدوم، إذا قرأت حديثي هذا فأعذرني علي صراحتي وخذ بنصيحتي: لا تنازع الحكومة وأقبل بما قسمته لك من حظوظ مثلما قبله الآخرون الذين لا يزيد المناصير عنهم نقطة واحدة في حق المواطنة والمساواة، ومثلما إستلم “حسن” عشرة جنيهات فيجب علي “حسين” أن يقبل بعشرة جنيهات أيضاً، أما إذا رفض فنصيبه سيكون صفراً ولن يبكي عليه أحد، لأن الحكومات لا تمارس التحنيس والطبطبة ولا الخيار والفقوس.

    يقول رب العزة: (أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم).

  10. ربنا ابتلانا بريس ما بعرف غير النطيط حتى في العسكرية عسكريته كانت اللت نطيط في المظلات لما بقى ريس اهو براكم خابرين نطيطو كان في مجمخ جماهير كان في وعوده للناس واخرتا جانا ينطط بالفصيح قال وثبة

  11. حي الله المناصير لا يضيع حق وراءه مطالب ده لما يكون في عدل اما الان الدنيا بقت ايدية انتو ما شايفين قاعة الصداقة كل خمسة درعولم سلاح جو ادوهم كرسي

  12. لقد صدقتم الرئيس وزمرته الكاذبة وتعلمون انهم كاذبون ومخادعون وهذه هي النتيجة

  13. و الله يا سيد عثمان قد اضعت زمنك و أرهقت عقلك ببذل الجهد فى كتابة هذا الخطاب إلى دابة دهماء لا ترى غير مصالحها و لا تستمع إلا لمن يمدحها و لا تحس بما يعانيه الناس من ألم حيث الأنانية المفرطة قد بلدت و قتلت فى بدنها كل أعصاب الإحساس و الشعور. خلاصة القول خطابك هذا لا يجد عينا تراه و لا اذنا تسمعه .

  14. انتوا يا المناصير تستاهلوا الحصل لكم دا في زول بفرط في ارضه ؟ في زول بصدق له كوز ومراوغ ؟

    ارجعوا بلدكم هناك ومن ترك داره قل مقداره ، وبكرة لما تروح الحكومة دي حتدخلوا في مشاكل مع اهل الاماكن الرحلوكم ليها دي لانهم هم كمان شايفين الحكومة قلعت اراضيهم وما حيتركوكم

  15. ما يدور الان في الشمال هو..تهجير قسرى لاغير ..كما دار في دارفور وجبال النوبة تطهير عرقي.. انتو يا المناصير على الاقل لقد قاموا بتعويضكم ولو بطريقة مدغمسة..في حتات تانية الناس طردوهم من ارضهم وأدوهم بالشلوت… حسبنا الله ونعم الوكيل في نظام يعادي شعبه…

  16. الشاعر صاحب القصيدة الاولى للاسف يستنجد بالشيوخ (يا ودحاج صهيب – يا ودالنقر في ام دوم- ويا ودالكرسني)
    لا يجوز ان يدعو الانسان غير الله وهذا من الشرك
    قال تعالى: (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)
    وهو القائل عز وجل: وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم
    هدانا الله وياكم اى سواء السبيل

  17. السيد عثمان المقدوم . اطلع الرئيس الدائم على ملخص لخطابكم الطويل وانوه الى ان صاحب المعالى رئيس الدولة وامير المؤمنين لا يحب الشكاوى الطويله المدبجه بالشعر .
    واوضح انه يرغب فى تهجير مواطنى شمال السودان الذين لا يتجاوز عددهم النصف مليون مواطن الى العاصمة الاسلاميه الخرطوم وجهز اربعه مربعات لاستيعاب المهجرين فى جزء صغير من احياء العاصمة الشريفه .
    لعلك تسال من الغرض من التهجير . وقبل ان نجيبك هل يستوعب عقلك قيمة هذا الاقليم الشاسع الخالى من السكان اذا عر ض للبيع كدولة ؟
    بكم تشترى اسرائيل لتوطين الفلسطينيين ؟ وبكم تشترى الكويت لتوطين البدون ؟ وغيرهم كثير .
    اذا عرضناه للبيع سنكسب مليارات طائله كلها ستصرف فى الدعوه للايمان . للفوز بالاخرة وليس لنا فى متاع الدنيا الزائله رغبة او طمع .
    السيد عثمان قيدوم منحك الرئيس الدائم قطعة ارض ( ميتين ) متر بالعاصمة المؤمنه لنقل اهلك وعشيرتك اليها لتنال البركة بقربه . وتتمتع برفقته فى الدنيا والاخرة وجزاك الله خيرا لما قدمت فى سبيل الدين والوطن .

  18. بالنسبة للشعب، البشير قد تخطى مرحلة النصح بمسافة بعيدة. أقترح على الشعب أن لا يكلوا ولا يملوا من الدعاء عليه، بدلاً من محاولة نصح شخص لا ينتصح، فهذا الرجل قد صار اسمه – البشير – مرادف لكلمة “ظلم” … هذا الرجل سيزداد طغياناً وفساداً طالما ظل في السلطة ولا يمكن لرجل ظالم كما البشير أن يهديه الله فجأة هكذا وهو لا يتوقف عن الظلم ويبعده عن مصيره المظلم الذي ينتظره!

  19. للأسف أهلنا المناصير هم الذين رفضوا كل الحلول والخيارات وعاندوا عناداً مُستميتاً للحصول علي ما ليس لهم، بينما بقية المتأثرين بالسد قد إنتقلوا للمناطق الجديدة في الفداء والمكابراب ووجدوا بيوتهم جاهزة ومدارسهم جاهزة وكهربائهم جاهزة ومئاههم جاهزة – وهاهم الآن يعيشون حياتهم طبيعياً.

    منذ البداية رفض المناصير إحصاء وعدّ مزروعاتهم مثل النخيل والمانجو وغيرها لأسباب غير مقبولة وغير منطقية، ناسين ومتناسين أن الدولة لها نظمها وقوانينها التي تسري علي الجميع، ولا يمكن أن تستنثي الدولة المناصير من بعض قوانينها بينما تطبقها علي الآخرين.

    وعندما إعتصم المناصير بالدامر قدم رئيس المتأثرين (عثمان الخليفة) للحكومة الولائية (حكومة نهر النيل) عشرة طلبات من أغرب ما يكون، ومن ضمنها أن يحصل المناصير علي نسبة 2% من إيرادات سد مروي، ناسين ومتناسين أن سد مروي هو سد قومي لكل أهل السودان ولمئات القبائل الأخري وبالتالي لا يمكن إعطاء المناصير لوحدهم ما نسبته 2% وكأنهم أفضل من الآخرين.

    ومن ضمن غرائب طلبات المناصير هي طلبهم بإعطائهم مساحات في مُحيط بحيرة سد مروي نفسه، وغرابة الطلب تنبع من خطورة الحياة حول الخزان الذي تفيض مياهه بكميات هائلة وبدون قدرة علي التحكم فيها أثناء التوليد الكهربائي، وبالتالي تحدث الفيضانات المدمرة.. لو كان بالإمكان إسكان المناصير أو غيرهم حول السد فلماذا المطالبة بالتهجير والترحيل من الأساس؟!

    وإعتراف كاتب الرسالة أعلاه الأخ عثمان المقدوم أن حديث رئيس الجمهورية بخصوص رفض المناصير عملية الإحصاء للمزروعات (والجوافة) هو أكبر مثال وأكبر إعتراف، وحديث الرئيس يا أخ عثمان لم يجانبه الصواب فقط كما قلت أنت، بل هو الصواب بعينه والحقيقة كاملة. أنت رفضتم الإحصاء!

    بصراحة، يكثر الكلام والتصريحات والأقوال لكن تبقي الحقيقة وهي أننا كسودانيين لا نعرف مصلحتنا أبداً، وعندما تأتينا المصالح حتي عُقر دارنا فإننا نزايد عليها ونطالب بالمزيد رغم أنف كل القوانين التي تنظم حياة الناس.

    في أي دولة أخري عندما تقرر الحكومة إقامة سد فإنها تأمر المواطنين أمراً بإخلاء المنطقة (أ) والإنتقال للمنطقة (ب) مقابل الحصول علي التعويضات الفلانية المكتوبة وقدرها (ج) والتي لا نقاش حولها، بينما في السودان فالكل يريد أن يتحاور ويناقش ويُعارض ويُهدد ويعقد إتفاقيات (مصالح خاصة)!

    وليس هناك مثال عملي علي ذلك أكثر من مثال السد العالي وتهجير أهلنا الحلفاويين في عهد الرئيس عبود لصالح المصريين وليس لصالحهم هم، وبرغم ذلك فقد تم أمرهم أمراً بمغادرة حلفا القديمة والإنتقال إلي حلفا الجديدة في أقصي شرق السودان (وخلاص مات الكلام)!!

    حكومة الإنقاذ أنجزت المستحيل بإقامة سد مروي لصالح السودانيين وليس لصالح المصريين، ثم صنعت المستحيل من أجل إرضاء المواطنين وجلست مع الكبار والصغار وكل من هبّ ودبّ، وتفاوضت وحاورت وناقشت الناس في أدق تفاصيل التعويضات من أشجار النخيل والمانجو والجوافة وحتي الزهور وعتب الباب، وبدلاً من أن نشكرها علي ذلك ظهر الكثير من الإستغلاليون الذين حاولوا مساومة الحكومة وتسيس القضايا للحصول علي إستحقاقات خاصة لصالح قبيلة كذا وليس قبيلة كذا.

    ولكم في السدود القادمة أكبر مثال أيضاً، فمازال أهلنا في الولاية الشمالية (وأنا من أبنائها) يعارضون إقامة سدود دال وكجبال والشريك بكل الطرق ويرفضون كل المقترحات والمغريات ويتمسكون بالأراضي البُور ورفض السدود وكأن هذه السدود لإنتاج الموت وليس لإنتاج الكهرباء والحياة والرفاهية لهم ولعيالهم والأجيال القادمة.

    أخي عثمان المقدوم، إذا قرأت حديثي هذا فأعذرني علي صراحتي وخذ بنصيحتي: لا تنازع الحكومة وأقبل بما قسمته لك من حظوظ مثلما قبله الآخرون الذين لا يزيد المناصير عنهم نقطة واحدة في حق المواطنة والمساواة، ومثلما إستلم “حسن” عشرة جنيهات فيجب علي “حسين” أن يقبل بعشرة جنيهات أيضاً، أما إذا رفض فنصيبه سيكون صفراً ولن يبكي عليه أحد، لأن الحكومات لا تمارس التحنيس والطبطبة ولا الخيار والفقوس.

    يقول رب العزة: (أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم).

  20. ربنا ابتلانا بريس ما بعرف غير النطيط حتى في العسكرية عسكريته كانت اللت نطيط في المظلات لما بقى ريس اهو براكم خابرين نطيطو كان في مجمخ جماهير كان في وعوده للناس واخرتا جانا ينطط بالفصيح قال وثبة

  21. يا المناصير انتو باعوكم اولادكم الخاينين الحراميه من زمان باعوكم للشوايقه والحكومه واستلموا حقكم قروش و وظايف وعربات وبيوت في الخرطوم والما مصدق امشي اشوف الناس ديل عايشين كيف دلوكت ناس احمد رحمه والبرجوب وجودابي قايتوا جودابي ضميرو انبو وبدا يتكلم ههههه كان عندكم حق امشوا شيلوا من الجماعه ديل

  22. شكرا عمنا عثمان
    الاخ اسامه
    لو قرأت الموضوع جيدا لما كان ردك هكذا ولكن يبدو الراي المسبق والمعلومات الخاطئه تسيطر وهو ماجعللك تشيطن كل ماهو منصورى.
    الاخ اسامه .
    نحن لم نطالب بشي اكثر مما تم اغراقه دايرين تمرتنا الغرقت والبيت والمشاريع الزراعيه واظن هذا ليس كثيرا علي من ضحي بإرضه. اما حديثك عن رفضنا الهجره هذا حقنا في البقاء علي ارضنا التي تتبقي من البحيره والخيار المحلي اخي ثابت بالقرار الجمهورى 277 والذي اعطي المناصير في السكن في وادي المكابراب ومناطق حول ي
    البحيره .فمالذي تنصل عن وعوده واتفاقياته اخي لدينا اتفاق مع الدوله ببناء الخيار المحلي 2007 حتي الان لم يكتمل منزل واحد وايضا لدينا استبيان من الاحصاء يحدد العدد الذي يريد السكن حول البحيره بربك من الذي يخلف الوعود والاتفاقيات . اما حديثك عن رفض الحصر ينم عن جهل كبير بقضية المناصير اخي لدينا اتفاقيه تسمي اتفاقية قاعة الصداقه البند السابع يتم الحصر بعد الأطمئنان علي العمل في الخيار المحلي ولكن امبراطورية السدود انزلت اتيامها بعد شهر من الأتفاق ضاربه بالاتفاق عرض الحائط ولم يكن الخيار المحلي مضمن في الأستماره طالبنا بإضافته او سحب الخيارات وحصر فقط ولكنهم رفضو وقالوا مافي خيار محلي زاتو. النقطه الثانيه مطالبتنا 2% من انتاج الكهرباء هذا امر لم يضعه المناصير بل اقره الدستور ولو كنا نملك حكومه تحترم شعبها لما طالبنا من الاصل لانه تلقائيا في نصيب الولايه.
    اما طلبنا الغريب في السكن حول البحيره .. اخي من يملك الحق لا يطالب به فالارض لنا فلماذا نطالب بها . الغريب افراغ الارض من سكانها.

  23. والله انا فلت هذا الحديث لاهلى ومعارفى —– فلت لهم الحرف الواحد — هؤلاء الفاسدين والملاعين — لعنة الله عليهم فى الدنيا قيل الاخرة —- لكن للاسف لم يصدقونى —- وقالو لى انت مجنون — كيف يعنى الحكومة تغرقنا وما تبنى لينا وتدينا حقنا —–

  24. لكن يا غثمان المقدوم —- لماذا لم تسلك لجنتكم التنقذية طرق اخرى غير طرق الحكومة — لماذا لا تلجاون لمنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة — ام خوفكم واملكم السراب فى الحكومة ان تنصفكم منعكم عن ذلك —- ولماذا تاتى كل هذه السنين وانت فى اللجنة التنغيذية لتبرر لنا موقفكم — لماذا تترجون الحكومة كل هذه السنين دون اللجؤء لاساليب اخرى –

  25. هل تصدق هذا المقال كتب عام 2012
    👇👇👇👇
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قضية المناصير ? حقائق وارقام

    مقدمة :
    منطقة المناصير ذات الموقع والطبيعة الجغرافية المميزة تمتد
    ‏(150 ‏) كم على ضفتى النيل من حدود محلية مروى بالوﻻية
    الشمالية جنوبا الى حدود محلية ابوحمد بوﻻية نهر النيل شماﻻ
    ‏( محليه البحيره حاليا ‏) بها اربعه عشر جزيره نيليه مهولة
    بالسكان وتوجد اعداد مقدره من العرب الرحل فى البادية
    بمناطق جوراء وسانى وودي ام عون وغيرها ؛ قبيله تنتشر فى
    هذه المساحه وتمﻼ كل حدودها وبواديها لها تاريخها
    وحاضرها سباقة لنداء الوطن تضحيه وفداء . وقعت المناصير
    بكل ارثها وتاريخها وحدودها تحت تأثير بحيره سد مروى
    بالكامل ومن اجل نهضه السودان ورفاهيه شعبه لم تتردد فى
    قبول قيام السد ليعاد بناء المنطقه من جديد . دخلت اللجنة
    التنفيذية من البداية في مفاوضات طويلة مع الجهات المسئولة
    بعد صدور قرار الرئيس رقم ‏(277 ‏) لسنة 2002 م واﻻمر رقم
    ‏(1‏) لسنة 2002 م الخاص بتحديد مواقع التوطين الذي حدد
    مشروع وادى المكابراب ومواقع حول بحيرة السد لمجموعة
    المناصير وقد مرت المفاوضات بالكثير من المراحل والتعقيدات
    والمحطات نلخصها في اﻵتي -:
    /1 اتفاق قاعة الشارقة عام ‏( 2006 م ‏) تم فيه تحويل ملف
    القضية للوﻻية بقرار رئيس الجمهورية رقم ‏( 70‏) لسنة 2006 م
    لكنه اصتدم بالصﻼحيات القانونية الموجودة لدي وحدة تنفيذ
    السدود مما جعل الوﻻية عاجزة عن تنفيذ الخيار المحلي بنص
    القوانين الموجودة لدي وحدة السدود .
    ابرز نقاط اتفاق الشارقة -:
    أ ? اعتماد مجلس المتاثرين واللجنة التنفيذية .
    ب ? التفاوض مع الجهات ذات الصلة حول ازالة اﻻضرار المترتبة
    علي تطبيق ﻻئحة المتاثرين وتلك المترتبة من تقييم
    الممتلكات .
    ج ? بدء الدراسات والمسوحات الﻼزمة لتنفيذ مشروعات
    التوطين حول البحيرة .
    د ? انشاء معتمدية المتاثرين .
    ه ? تأجيل العمل في مشروع الفداء الي حين البدء الفعلي في
    تنفيذ مشاريع التوطين حول البحيرة وحصر اﻻسر التي ترغب
    في التوطين فيه .
    /2 اتفاق قاعة الصداقة سنة ‏(2006 م‏) برعاية البروفسير
    ابراهيم احمد عمر معززا لﻼتفاق اﻻول وتنفيذ الخيار المحلي
    بضمان الحكومة اﻻتحادية التي وقع نيابة عنها السيد الزبير
    احمد الحسن وزير المالية في ذاك الوقت .
    ابرز نقاط اتفاق قاعة الصداقة : –
    أ ? اﻻلتزام بكل القرارات في اتفاقية قاعة الشارقة .
    ب ? تكليف مؤسسة علمية لدراسة الخيارات المقترحة .
    ج ? التزام الحكومة بتوفير السكن والخدمات لكل مواقع
    الخيارات حول البحيرة .
    د ? تقوم الوﻻية ‏( معتمدية المتاثرين‏) باجراء استبيان لتحديد
    رغبات مواقع السكن .
    ه ? تضمن الحكومة اﻻتحادية هذا الحل واﻻتفاق .
    /3 عام 2008 م يوليو بدأ الغمر المفاجئ من غير انذار فى وقت
    حصاد الذرة والنخيل والمحاصيل اﻻخرى هلكت الدور والمزارع
    والمساجد والمدارس والشفخانات والمستشفيات ونفقت
    الحيوانات فى اكبر كارثه انسانيه عرفتها المنطقة لكن
    تعاون اﻻهالى فى ملحمه بطوليه نادرة في الرحيل من منطقه
    الى اخرى على ضفاف البحيره وسفوح الجبال والتﻼل يلتحفون
    السماء ويفترشون اﻻرض بﻼ مأوى اوعمل معتمدين علي
    التبرعات والهبات وتعطلت الحياة تماما في المنطقة .
    /4 فى العام 2009 م زار رئيس الجمهوريه المنطقه شاهد
    المأساه وقرر تنفيذ الخيار المحلي هلل المناصير فرحوا ونسوا
    كل معاناتهم وفتحوا صفحه جديده يمﻸها اﻻمل واﻻطمئنان
    لصراحه وقوه قرارات رئيس الجمهوريه وردوا له الجميل والشكر
    واﻻحسان بزيارته فى القصر نزلت قرارات الرئيس من القصر
    الى جهات اختصاص بادرت وزاره العدل بأرسال مستشارين
    لحصر الحقوق واثباتها واعﻼنها.
    /5 فى العام 2010 م تحرك وفد من قياده محليه البحيره
    للوﻻيه ليشكوا تأخر تنفيذ قرارات الرئيس وما تعهدت به
    الوﻻيه ومن ثم واصل الوفد سيره الي المركز لمقابلة السيد
    رئيس الجمهورية وتمكنوا من مقابلته بعد شهر كامل من
    حضورهم وعرضوا عليه تأخير تنفيذ قراراته السابقه بشأن
    الكهرباء والطرق والزراعه والمساكن والخدمات وجبر الضرر
    فكانت تلك التوجيهات والقرارات الفوريه ؛ فى تلك اﻻثناء
    ظهرت نتائج وقرارات وزاره العدل وتم صرف استحقاق ‏(70 % ‏)
    من قيمه النخيل فقط دون بقية الحقوق التي لم تصرف او يتم
    اثباتها حتي اﻵن هكذا ظل المناصير الصابرون المرابطون
    ينتظرون مره بعد اﻻخرى تنفيذ قرارات وتوجيهات وتعهدات
    الرئيس بالحقوق والتعويضات وتعمير محليه البحيره بالطرق
    والكهرباء وبقية الخدمات دون جدوي .
    /6 فى اول العام 2011 م قرر المناصير ثﻼث خطوات للفت
    انتباه الحكومة والراى العام لقضيتهم الخطوة اﻻولي اﻻعتصام
    بالطوينة مقر المحلية ورفع مذكرة تحوي مطالبهم وتتطالب
    تنفيذ قرارت الرئيس مر اعتصام محلية البحيرة ولم يحرك
    ساكنآ ومن ثم اعلنواالخطوة الثانية وهي اﻻعتصام في الوﻻية
    بحاضرتها الدامر في يوم 15/7/2011 م قبل تنفيذ اﻻعتصام
    ظهرت مبادرة الجمعة 13/7/2011 م بقصر الضيافة برئاسة
    والي الوﻻية ورئيس الهيئة البرلمانية لنواب وﻻية نهر النيل
    ونائب الدائرة محمد سليمان البرجوب. تم فيها التوقيع على
    اتفاق اخر يقضى بتاجيل اﻻعتصام واعﻼن عن جدول زمنى
    للحقوق وصرف ما تبقى من الترحيل واﻻعاشة ومبالغ التزوير
    وانشاء محفظة لتمويل الخيار المحلى في مدة حدد لها يوم
    28/7/2011 م لكن اختفت تلك اﻻتفاقية كما اختفت وذابت
    من قبل قرارات وتوجيهات واتفاقيات وتعهدات فى ذلك النفق
    والمغارة المجهولة لم يبقي للمناصير بعد كل هذه البراهين
    والحجج والتسويف والمماطلة اﻻ اعﻼن اﻻعتصام المؤجل في
    يوم 20/11/2011 م خاطبوا الجهات المسئولة التي رفضت
    التصديق لكن وصل المناصير الي الميدان الواقع شرق مباني
    حكومة الوﻻية الذي سموه ميدان العدالة
    تتلخص مطالبهم فى ثﻼث محاور : –
    ‏( أ‏) ـ توفير ميزانيات اتحاديه لهيئه تفيذ الخيار المحلى بوﻻية
    نهرالنيل لتنفيذ المشروعات واعادة التوطين
    ‏(ب‏) انفاذ حقوق المتاثرين وتوفير المبالغ الﻼزمة لتعويضهم
    ويتمثل ذلك فى اﻻتى :
    -1 ﻻكمال حصر حقوق المتاثرين التى تشمل المغروسات
    والمزروعات والمفقودات وغيرها قامت وزارة العدل فى عام
    ‏( 2010-2009 ‏) من خﻼل مرحلتين مرحلة الحصر التى تم فيها
    اﻻستماع ﻻصحاب الحقوق وشهودهم ووثائقهم ومرحلة
    اﻻستئناف وقامت باجراءات حصر الحقوق للمواطنين والتى من
    بينها المغروسات ‏(النخيل واشجار الفواكه وغيرها‏) والمزروعات
    المتمثلة فى البرسيم والبصل , اﻻ ان هذا الحصر شابته بعض
    النواقص ذلك ان لجان العدل لم تعطى المتاثر كامل حقوقه من
    المغروسات رغم الشهود والوثائق ولم تقم بحصر المزروعات من
    برسيم ومحاصيل ولم تعتمد اشجار الفواكه علما بان هذه
    الحقوق قامت بحصرها اللجان الشعبية ودونتها فى وثائق توجد
    منها نسخ لدى المتاثرين لم تعتمد وثيقة ﻻثبات الحقوق من
    قبل لجان العدل لهذا يصبح من الضرورى اكمال حصر كل
    حقوق المواطن والتعويض الفورى عنها ويمكن ان يحسم ذلك
    من خﻼل مرحلة التحكيم مع اعتماد الوثائق التى اصدرتها
    اللجان الشعبية كوثائق داعمة ﻻثبات الحقوق.
    -2 تشييد المساكن بكامل الخدمات من كهرباء ومياه وصرف
    صحى وتسليمها لمستحقيها وفق الحصر الذى اعدته وزارة العدل
    والذي اثبت ان هناك اكثر من ثمانية الف مستحق لمنزل
    والقرار رقم ‏(1 ‏) الذى اصدره رئيس الجمهورية يقرر ان كل
    صاحب منزل بمنطقة الهجرة يستحق منزل بمنطقة التهجير
    يجب ان يسلم له قبل اغراق منزله لكن بالرغم من مرور خمسة
    اعوام على الغمر فان المتاثرين بالخيار المحلي لم تشيد منازلهم
    حتي اﻵن .
    -3 اقامة المشروعات الزراعية الخاصة بالتوطين وتوزيع
    الحواشات لمستحقيها وان تقوم الدولة بالصرف على تشييدها
    وتنفيذها وتمويل العمليات الزراعية وتوفير المدخﻼت حتى
    تصل الى اﻻنتاج اﻻقتصادى مع منح كل اسرة متأثرة ستة
    فدان في مشروع مروي بنص القرار رقم ‏(1 ‏) لذلك يصبح قيام
    المشاريع الزراعية ضرورة ملحة مع تعويض المواطن عن السنين
    التي قضاها دون عمل او زراعة هذا واجب تقتضيه العدالة .
    -4 جبر الضرر الذى نتج عن اﻻغراق والغمر المفاجئ للمنطقة
    وتاخير تعويض المتاثرين بعد ان تم اغراق المنطقة قبل ان
    تكتمل اماكن التهجير فى الخيار المحلى مما ادى الى ان يفاجأ
    المواطن ويفقد الكثير من ممتلكاته ومحاصيله هذا يتطلب
    اعادة التقييم مراعاة للتضخم المستمر والتدهور الذى حدث
    للعملة .
    -5 تكملة دفع مستحقات اﻻعاشة والترحيل وقد تم هذا
    التعويض لبعض المتاثرين بالخيار المحلى وتبقى عدد اخر لم
    يتم الصرف لهم.
    -6 المعالجة الفورية لمشكلة تزوير حقوق المتاثرين التي
    حدثت عند صرف حقوق النخيل ال ‏(%70‏) بالخيار المحلى وجد
    اكثر من مائة شخص ان حقوقهم قد تم صرفها بتوكيﻼت
    مزورة وتم فتح بﻼغات بذلك وكان وكيل وزارة العدل وعد
    المواطنين بان عدالة الدولة ستتولى صرف هذه الحقوق وان
    تقوم باستردادها من الذين اعتدوا عليها ﻻن الجرم قد وقع على
    الدولة وليس للمتاثر ذنب فيه .
    ‏( ج‏) الخدمات المرتبطة بحقوق المتاثرين
    من الضرورى ان نبين ان الضرر الذي نتج من مياه السد ادي الي
    فقدان الممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات وغمر حتي مقابر
    الموتي والكثير من المعالم التراثية وتم انهيار اكثر من عشرة
    الف مسكن واغراق اكثر من ‏( 500‏) الف من اشجار النخيل
    والفواكه المختلفة وغيرها من المغروسات الدائمة والموسمية
    وانهيار اكثر من اربعون مدرسة اساس وستة مدارس ثانوية
    وعدد من رياض اﻻطفال واكثر من 60 مسجد وزاوية وخلوة
    للقران الكريم وعدد من المتاجر والطواحين ووابورات المياه
    والنور والمراكب وغيرها من الممتلكات العامة والخاصة والتي
    تم تشييدها بواسطة المواطنين من عرق جبينهم لهذا ﻻبد من
    اعادة تشييد المساكن والممتلكات العامة والخاصة ومرافق
    الخدمات وتعمير الحياة بالمنطقة بكافة اشكالها وتوصيل
    الكهرباء التي بسببها ضحي المناصير بكل ما يملكون حتي
    تصل الي اركان السودان المختلفة لماذا يتم التعطيل وهناك
    توجيهات رئاسية ودراسات وتمويل مرصود من وزارة المالية ثم
    هناك الطرق القومية التي تم توصيلها من الرنك الي حلفا ما عدا
    منطقة المناصير ومن المعلوم ان الغمر تسبب في غمر الطرق
    الداخلية وارتفعت المياه في الوديان فﻼبد من تشييد الطرق
    الداخلية وانشاء معابر الوديان لتسهيل التواصل بين قري
    المحلية مع ربط الضفتين ونسبة لتطاول الزمن واستمرار معاناة
    المواطنين لعدم نيل حقوقهم وبناء مساكنهم وبناء البني
    التحتية للمنطقة ويجب ان يقوم العمل باعجل ما يمكن وروح
    تختلف عن الفترة السابقة وان نضع في الحسبان ان اﻻمر
    يحتاج لحالة طواري حتي يتم الحاق المنطقة ورفعها الي
    مستوي جاراتها وان يوضع في الحسبان ان منطقة المناصير
    تحتل اكثر من 70 % من مساحة بحيرة السد التي قامت علي
    اراضي ملك حر لم تعوض لذلك تاتي المطالبة بنسبة من عائدات
    السد للمحلية تمكنها من الصرف علي المشروعات والمؤسسات
    العامة بعد تسليمها من المفوضية المطالب بانشائها .
    ختاما نوضح ان كل هذه المعاناة التي تعرضت لها منطقة
    المناصير ومواطنيها لم تكن بفعل عوامل طبيعة مختلفة لكن
    تمت بفعل فاعل وبسبب مشروع يهدف الي التنمية وبناء الحياة
    ورفاهية اﻻنسان كيف لنا بعد كل هذا الصمت علي الظلم
    والمعاناة دون المطالبة بالتحقيق والمحاسبة فيما حصل من
    جرائم واخفاقات وكيف لنا السكوت عن المعاناة دون النظر
    فيها ﻻخذ العبر والدروس من التجربة .
    اللجنة التنفيذية ? المناصير
    تنفيذ اﻷتى على ضوء اﻻتفاقيات المبرمه مع المناصير
    /1 تكملة بناء منازل المتأثرين وعددها 10000 الف تقريبا .
    ‏(ويجرى بناءه 1000 منزل منذ 2008 ولم يكتمل واحد منها
    حتى اﻻن .‏)
    /2 انشاء المشاريع الزراعيه الخاصه بالتهجير والتوطين وعددها
    6 مشاريع‏( بدا العمل فى مشروع الحويله ‏)
    /3 تكمله صرف حقوق المتأثرين من تعويضات النخيل ‏( تبقى
    منها %30‏)
    /4 تعويض المفقودات والمزروعات اﻻخرى ‏( البرسيم والفواكه
    … الخ ‏) وجبر الضرر
    /5 وصل المنطقه بالطرق القوميه
    /6 امداد المنطقه بالكهرباء شرقا وغربا
    /7 تكمله بناء الخدمات من مدارس ومستشفيات ومساجد
    وغيرها من المرافقق العامه
    8 / تحمل الدوله مسؤوليتها كامله تجاه الذين زورت حقوقهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..