أخبار السودان

مجموعة الأزمات تقرأ الأوضاع بعد رحيل الترابي تجربة إسلاميي السودان على المنضدة الدولية

ترجمة: إنصاف العوض

درجت مجموعة الأزمات الدولية التي أسست في عام 1995 من كبار الشخصيات الذين خبروا دروب السياسة الدولية وهي مجموعة غير ربحية وفقاً لنظامها الأساسي، على إصدار تقارير منتظمة حول الراهن السوداني وقضاياه المختلفة على نحو التقرير الذي أصدرته في بحر هذا الأسبوع حول مستقبل إسلاميي السودان وعنونته بـ(إسلاميو السودان… من الإنقاذ إلى النجاة)، شخصت فيه واقع الإسلاميين بالسودان حيث أشارت إلى ما أسمته بالفراغ الآيدولوجي الذي يضرب حزب المؤتمر الوطني والذي أرجعته ? بحسب تقريرها – إلى عدم اهتمام الحزب الحاكم بمشروع إسلامي أو إصلاحي إضافة إلى غياب الرؤية السياسية.

حوار ضئيل

المجموعة التي أضحت اليوم المصدر العالمي الأول، للتحليلات والمشورة التي تقدمها للحكومات، قالت في تقريرها إن إعادة انتحاب الرئيس عمر البشير في العام 2015م أكدت ثقله السياسي والتفاف الجماهير حول القائد الذي حكم لفترة طويلة من الزمان استطاع خلال سنين حكمه تحييد المعارضة بجانب فرضه لحوار وطني لا يتمخض عنه سوى الضئيل من القضايا المهمة.

رحيل الترابي

وأبرزت المجموعة والتي منحت في أكتوبر الماضي الرئيس التونسي (العلماني) الباجي قايد السبسي وزعيم النهضة التونسي (الإسلامي) راشد الغنوشي (مناصفة) جائزة السلام لعام 2015، التي تمنحها مجموعة الأزمات الدولية، وذلك لـ”مجهوداتهما الكبيرة في تجنيب تونس الصراعات والحروب، وسلكهما لطريق الحوار في معالجة الكثير من الأزمات. أبرزت عبر تقريرها وفاة دكتور حسن الترابي في الخامس من مارس الجاري ووصفته بأنه (مهندس حكومة الإنقاذ الإسلامية)، حيث توقع التقرير أن يؤثر غيابه في إحياء المشروع الإسلامي بالسودان والذي شهد تراجعاً مستمراً ? بحسب التقرير- منذ خروجه من الحكومة أواخر تسعينات القرن الماضي، بعدما رافق الرئيس البشير في تعزيز سلطة الإسلاميين وحصرها في مجموعة صغيرة من كبار السياسيين، كما تم الاهتمام بتطوير خدمات الاجهزة الأمنية والعسكرية وتشكيل حكومة براغماتية ركزت على استمرار بقاء النظام . وأشار تقرير المجموعة التي تصف نفسها أنها أنشئت لحل الأزمات حول العالم إلى أن هذا التغيير يجب أن يشجع الغرب على استكشاف واتباع نهج أكثر إيجابية من خلال تعامله مع الخرطوم لتسوية الحروب الداخلية والتي تمنع إقامة علاقات طبيعية مع لاعب نشط على نحو متزايد في منطقة الشرق الأوسط المضطربة .

تشخيص راهن

ويمضي تقرير المجموعة الدولية في تشخيص راهن إسلاميي السودان بالقول: (في الوقت الذي يعزز فيه النظام الحاكم وحلفاؤه مواقعهم في حزب المؤتمر الوطني تدريجياً إلا أنهم يقومون بقمع المعارضة السياسية والمسلحة من خلال السيطرة على آلية الدولة. وإشار التقرير إلى ضعف علاقة الحزب الحاكم في السودان بالمجتمع الإسلامي المتشظي في البلاد المسلمة والعربية والذي كان يمثل في السابق محوره الآيدولجي بما في ذلك الاصلاحيون الحريصون على منع انزلاق السودان نحو نظام يقوم على حماية الفاسدين والمحافظين والجماعات المتطرفة الأخرى بما في ذلك الذين يدعمون فكرة الدولة الإسلامية وإن كانت هذه أقلية صغيرة ليس لها رواج، وإن كانت تجذب العديد من الطلاب والخريجين، ولكنها لا تشكل تهديداً داخلياً رئيسياً على الأقل فى الوقت الراهن.

شراكات دبلوماسية

المجموعة الدولية التي تكتب تقارير حول العالم فيما تتعلق بالاضطرابات والمشاكل الجارية في الدول وتقدمها للحكومات والمنظمة الدولية والاتحاد الأوربي والبنك الدولي، قالت في تقريرها إن قرار إشراك السودان في النزاعات الإقليمية الرئيسية وبخاصة تلك التي تتعلق بإيران والمملكة العربية السعودية يوضح بجلاء مدى تحول إسلاميي الحزب الحاكم في السودان وسعيهم لتحقيق المشروع الإسلامي الإصلاحي مستخدمين في ذلك الموقع الاستراتيجي للبلاد وانحياز شعب السودان للهوية العربية السنية من أجل الحصول على مكاسب مادية ودبلوماسية على المدى القصير. ويضيف التقرير بأن الانضمام إلى محور الخليج أتاح للسودان خلق شراكات دبلوماسية متعددة في الشرق الأوسط، إلا أن التقرير عاد وحذر أن ذلك التقارب قد يتيح مناخ الاضطرابات السياسية والحرب الأهلية والتطرف عبر الحدود بيئة خصبة لقيام التحالفات الرخوة والانتهازية. ونوه التقرير إلى أن هذا الوضع سيمكن النظام في الخرطوم من استخدام كروت الضغط التي بيديه لتقوية نفسه دون الحاجة للحصول على المساعدة من أجل الحصول على حلول ناجعة للصراعات المتعددة التي يخوضها في المناطق الطرفية للبلاد .

أكثر واقعية

ويقول التقرير الدولي إن المؤتمر الوطني اعتمد التحول إلى القومية العربية الدولية تاريخياً من قبل النخبة النهرية رغم رفض ذلك من قبل العديد من الآخرين، مشيرًا إلى الاختبار القاسي الذي خضعت له التعددية السياسية والعرقية والذي تمثل في انفصال الجنوب وتلك الصراعات. وأشار التقرير إلى تحول حزب المؤتمر الوطنى من الإسلام المتطرف في أيامه الأولى فى السلطة إلى سياسة أكثر واقعية لم يقابلها تطبيع العلاقات مع الدول الغربية التي قال إن ذلك يعود إلى فشل السودان في التعامل بفعالية مع صراعاته الداخلية بما فى ذلك الحرب في دارفور وبدلاً من إحداث تغيير في مسار علاقاتها الدولية كما فعلت مؤخراً سعت الخرطوم ومنذ أواخر تسعينات القرن الماضي إلى إيجاد شركاء بدلاء وأصدقاء كـالهند والصين لتطوير صناعاتها النفطية، أما الآن فهناك اتفاق أمني مع دول الخليج ايضاً إضافة إلى انخراطها المتزايد لبناء تحالف إقليمي وقيام علاقات بناءة بدرجة كبيرة مع دولتي جنوب السودان وأوغندا. وتختتم مجموعة الأزمات الدولية تقريرها بأن تحول إسلاميي السودان الأخير يجب أن يكون محفزاً لدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لتقييم الحوافز المتاحة (والانخراط مع حلفاء السودان الجدد) من أجل إحداث تأثير أكثر فاعلية على الخرطوم من أجل إنهاء الصراعات الداخلية .

الصيحة

تعليق واحد

  1. للأسف الشديد لقد قد فشل الإسلاميي السودان في قيام سودان قوي ومتين طيلة فترة حكمهم على البلد بل احالوا حياة اهله لجحيم ، ولما ياخذوا من الإسلام إلا اسمه فقط .

    يجب حصر إسلامي السودان في مجال الدعوة فقط ، وان يبعدوا من إدارة البلد لقد أفسدوا البلد واتو بكل المفسدين والدليل سودان لا معروف إسلامي ولا علماني ولا غيره الإسلام غير موجود إلا في الاعلام لا نره ابدا فقط نسمع به .وذلك نفاق ودجل فاين تذهبوا من الله يا اسلاميي السودان واقصد الذين ظلوا في الحكم ليومنا هذا،
    فهناك من اسلاميي السودان انضف من النور ولن الدولة للأسف لم توظفهم وظفت المنحطين المفسدين في معظم مرافق الدولة وعدم تطبيق القانون أدى لكثرة الفساد في كل مرافق الدولة وها نرى سودان الحياة فيه أصبحت لا فائدة فيها إلا للكيزان ومن وآلاهم من المفسدين فمن يخرج السودان من تلك المعضلة يا شعبي الفضل ؟

    وحسبنا الله في ساسة السودان الذين افسدوا الوطن بمن فيه اين يذهبوا من يوم يقبرون ؟

  2. تحليل فطير ,,, مشاكل السودان أعمق مما يتخيل هؤلاء ,,, وحكومة الخرطوم والإسلام خطان متوازيان لا يلتقيان ,,,

    حكومة الخرطوم هي جماعة تريد تكريس السلطة لنفسها فحسب وهي والغة في الفساد حتي اذنيها,,, وسوف تذهب كما ذهبت حكومات قابضة مثلها.

  3. للأسف الشديد لقد قد فشل الإسلاميي السودان في قيام سودان قوي ومتين طيلة فترة حكمهم على البلد بل احالوا حياة اهله لجحيم ، ولما ياخذوا من الإسلام إلا اسمه فقط .

    يجب حصر إسلامي السودان في مجال الدعوة فقط ، وان يبعدوا من إدارة البلد لقد أفسدوا البلد واتو بكل المفسدين والدليل سودان لا معروف إسلامي ولا علماني ولا غيره الإسلام غير موجود إلا في الاعلام لا نره ابدا فقط نسمع به .وذلك نفاق ودجل فاين تذهبوا من الله يا اسلاميي السودان واقصد الذين ظلوا في الحكم ليومنا هذا،
    فهناك من اسلاميي السودان انضف من النور ولن الدولة للأسف لم توظفهم وظفت المنحطين المفسدين في معظم مرافق الدولة وعدم تطبيق القانون أدى لكثرة الفساد في كل مرافق الدولة وها نرى سودان الحياة فيه أصبحت لا فائدة فيها إلا للكيزان ومن وآلاهم من المفسدين فمن يخرج السودان من تلك المعضلة يا شعبي الفضل ؟

    وحسبنا الله في ساسة السودان الذين افسدوا الوطن بمن فيه اين يذهبوا من يوم يقبرون ؟

  4. تحليل فطير ,,, مشاكل السودان أعمق مما يتخيل هؤلاء ,,, وحكومة الخرطوم والإسلام خطان متوازيان لا يلتقيان ,,,

    حكومة الخرطوم هي جماعة تريد تكريس السلطة لنفسها فحسب وهي والغة في الفساد حتي اذنيها,,, وسوف تذهب كما ذهبت حكومات قابضة مثلها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..