ثورة الشباب والأطفال.. ونهاية الحكم الظالم

ثورة الشباب والأطفال….ونهاية الحكم الظالم

منى بكري ابوعاقلة
[email][email protected][/email]

ما أفتأ إلا وأن أشيد بشجاعة الثوار الشباب والأطفال وتنظيمهم وقيادتهم لإشعال الثورة حيث تعددت واختلفت أساليبهم وتقنياتهم، فهنالك مجموعات كبيرة منهم ينظمون أنفسهم عبر الأحياء الشعبية ويقودون المظاهرات النهارية والليلية ويديرونها بأسلوب الكر والفر، ومجموعات أخرى تنشط عبر الفيس بوك وتبتكر الأساليب الدعائية والتقنية بحرفية ومهنية عالية وتسعى بكل السبل للترويج وتحفيز المواطنين للخروج إلى الشارع على أوسع نطاق، ويعجبني أن أرى أن الفرد منهم يخاطب ألافاً من الشباب عبر صفحته في الفيس بوك. ومن خذلته منهم موارده المادية ولم يجدوا للكمبيوتر سبيلاً، فلم يتوقفوا ووجدوا طريقة للتواصل عبر الفيس بوك من خلال مقاهي الانترنت وغيرها. وهنالك مجموعات أخرى تدير مظاهرات على مستوى الجامعات يقودها شباب من الأحزاب وغيرهم.
أحسست بالوعي والنضج المبكر للثوار الشباب، فقد ألتحموا حول قضية واحدة، وحدوا فيها هدفهم، وبنوا استراتيجيات تتيح لهم الخروج الى الشارع مع عدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة، ونبذوا التخريب وتصرفوا بكل مسئولية. ويمكنني أن أقتبس بعض مما دعا به شباب لاجل التغيير، كمثال حي على مدى الوعي والمسئولية:-
“اخرج الى الشارع الرئيسي في حيًك كل مساء ومعك خمسة اشخاص، اذا لم يكفي العدد عودوا الى الحي وليخرج كل منكم بخمسة اشخاص اخرين ولا تنتظروا بعد هذا احد، فهذا عدد كافي لبدأ تظاهرة ينضم اليها الناس٫ لا تهتم بعدد الناس الذين تجاوبوا معك ففي كل الاحوال انت تخفف من الضغط الامني على كثيرين في مناطق اخرى بما في ذلك منطقتك: ?”ولا نعرض ممتلكات خاصة اوعامة للدمار، قوموا الى نضالكم يا فخر الانسانية ومعلمي الشعوب فالدرس الان بكم”
رغم محدودية الفترة التي بدأت فيها المظاهرات والتي لا تتجاوز في جملتها 3 أسابيع، إلا وأنها سجلت رقماً عالياً من حيث الحضور حيث شملت المظاهرات وعمت كل ولايات السودان دون استثناء وعلى سبيل المثال لا الحصر، الخرطوم، الابيض، كوستى، كسلا، النهود، بارا، الفاشر، نيالا، ودمدنى، الحصاحيصا، القضارف، سنار، بورتسوادن، الخ. كما طالت المظاهرات حتى السجون حيث اشتعلت في سجن سوبا وبورتسودان.
ولاقت الثورة نجاحاً ورواقاً بالمحافل الدولية والاقليمية ووجدت صدى متابعة لصيقة من المنظمات الدولية، وأصبح المجتمع العالمي منفتحاً على الثورة السودانية يتنسم عبيرها ويشهد الانتهاكات التي تقوم بها قوات الشرطة والقوات الأمنية ضد الثوار من اعتقالات وتعذيب، كما تم رصد منع للجرحى عن المستشفيات واطلاق البمبان بالمساجد، وإجبارهم على إنزال الشباب من البصات العامة واعتقالهم، واطلاق الذخيرة الحية على المواطنين وحلق شعر وحواجب المعتقلين وإطلاق البمبان على المنازل وغيرها من الشواهد الموثقة من إستخدام العنف المفرط. وتجاوزت اعداد المعتقلين عن الألفي معتقل.
وفي هذا الصدد قالت هيومن رايتس ووتش في يوم 1 يوليو 2012م “إن قوات الأمن السودانية اعتقلت الكثير من المتظاهرين وأعضاء المعارضة وصحفيين وضربت المحتجزين واستخدمت الرصاص المطاطي والذخيرة الحية في تفريق المظاهرات التي بدأت في 16 يونيو/حزيران 2012. وقالت هيومن رايتس ووتش إن على السلطات السودانية وقف حملة قمع المتظاهرين السلميين والإفراج عن المحتجزين والسماح للصحفيين بتغطية الأحداث في حرية.”.
ونجد أن السلطات السودانية قد نحت منحى المتشكك كدأبها، وأنكرت الثورة، وكما هي عادتها، وحين اعترفت بها، أفلحت في إنسابها إلى دوائر صهيونية، حيث قال نافع لدى مخاطبته نفرة أهل التصوف، في يوم 2 يوليو 2012م، إن “دوائر صهيونية داخل الولايات المتحدة وغيرها تحاول استغلال القرارات الاقتصادية الأخيرة داخل السودان لزعزعة الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد”.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تفتقت عبقرية الحزب الحاكم، وأجبرت الناس بقوة القانون على عدم الخروج، وكما حدث في بورتسودان، في يوم 2 يوليو 2012م أضاف المجلس التشريعي ببورتسودان المادة (32) وأجازها في جلسته المنعقدة، والتي تنص على (تسقط عضوية اي عضوا اذا ثبت مشاركته في اي مظاهرة او اي اعمال شغب تخل بالامن او النظام او الادلاء باي تصريحات لاي جهة كانت تمس سيادة الدولة او الولاية او المجلس التشريعي).
ويقيني أن هذا الأمر لن يقف عند هذا الحد، وسوف تحذو حذوها بقية المجالس التشريعية وكذلك الخدمة المدنية وغيرها من مؤسسات الدولة متخذة القانون حجة وذريعة للمنع والحد من حرية الرأي التعبير والتجمعات وغيرها.
كلنا يعلم، أن تلاحق الازمات والكوارث والاسلوب الاستفزازي هو الذي ساهم في إشعال فتيل الثورة، فعبقرية الانقاذ الاستفزازية وتعبيرها التي تستخدمها من مثل :”شذاذ الآفاق” و “لحس الكوع” و “الدغمسة” و غيرها، هي من ساهمت في ازدياد وتقوية الثورة وجعلت الانقاذ في مواجهة وتحدي مع الشباب الثائر الذي استطاع توظيف هذه المصطلحات بما يصب في مصلحته. وستأخذ المظاهرات الليلية في التزايد وستزداد معها انتفاضات ثورة الفيس بوك.
وما أرى إلا وأن الانقاذ قد كتبت على نفسها النهاية وذلك بما جنته على المواطن السوداني بمحو كرامته وسحقه وطحنه وقتله، وليست هنالك بدائل مطروحة أمامها، بل هو خيار واحد وهو أن تحترم ما تبقى من كرامتها وتخلي الساحة فوراً للشباب الشرفاء، ولا يعفيهم ذلك التنحي من المساءلة عما ورطوا أنفسهم فيه من جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الانسانية.
وثورة حتى النصر.

تعليق واحد

  1. الشباب قال ما بنخاف الا من الله وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا رجعة .. والحكومة مصر في الضلال القديم ومنافحة الاحزاب الكبيرة والاسطوانة المشروخ العمالة وامريكا وهم حبايب امريكا في الانفصال .. على الحكومة بدل من هدم الشباب تشجيع الشباب على الخروج والتعبير عن مواقفهم ورفضهم هذا جيل جديد نمى وظل ظروف قاسية فرضتها حكومة الانقاذ هذا الجيل لم يعش السودان الذي عاشه البشير سودان المحنة والتعظيم للكبير هذا الجيل عاش المعاناة والتفكك الاسري والاستلاب والكبت والاحتقار والضياع وبسبب سياسات نظامكم عليكم الان التعامل معه بوعي وليس باستفزاز هذا الجيل يقرأ النت ويتصفح العالم ويشاهد الفضائيات ويرى ما يدور من حوله ويطمح للحصول على ابسط حقوقه العمل وايفاء مصروفات الدراسة بعد الغاء مجانية التعليم وان يرى والديه قادرين على تحقيق مطالبه المعاناة التي يشاهدها هذا الجيل خلفت في نفسه الكثير من الضغن والحقد الشعور بأنهم مسلوب الارادة ويعاملون كأنهم خدام عند النظام يفرض عليهم ما يريد وان كان خطاءاً ويرهب فيهم بالقتل والتشريد واشاعة الترهيب وبينهم كلهااثقلت القلوب حتى فاضة بقراراتكم الغريبة .. للأسف وبدلا ان ينزوي البشير وكبار الرجالات الدول لعقد المؤتمرات واللجان والسهر ليل نهار على الخروج من هذه الضائقة وترك الشعب يثور ويخرج مادام أنهم اتوا بالصناديق والديمقراطية والاحزاب تتحدث وتناقش ويفتحوا البلد .. ويجدوابدائل لتمويل ذهبوا واصروا على ان يدفع الشعب الفاتورة .. لقد عرف الشباب أن امريكا والصهيونية وغيرهم جميع يعملون من اجل رفاهية شعوبهم ويقاتلون ويخوضون غمار الحروب في اقصى الارض من اجل شعوبهم فلماذا لا تقاتل حكومتنا من اجل رفاهية شعبها الذي صبر ربع قرن حالة الغرور والتكبر والتخبط الاقتصادي وفشل النظرية الاقتصاديةالاسلامية في التحرير وأن الدولة الاسلامية المزعمةلا تقوم على انقاض مؤسسة بعيد عن صياغها التاريخي عليهم الان مد يد العون من اجل الشعب وعدم وفتح باب القروض من الدول بدلامن العجرفة على حساب الشعب السوداني ..لن يصبر الشعب هذه المرة عازم على الاطاح بكم شئتم أم بيتم

  2. ظيم والتحركات واللاوذات للرباطة تجعلم فاجتاعات متواصلة وزى ماقالوا لينا في يوم من الايام في الخدمة الوطنية ماينوم ماينوم وانقلبت عليهم ماينوم

  3. مقال رائع ويشخص حالة المظاهرات وما يفعله الشباب والاطفال، فعلا نقل واقعي وصادق وهذا ما نحتاجه فعلا من مقالات لتربطنا بالواقع الذ بعدنا عنه بحكم الاغتراب. وكلنا امل ان تواصل الاستاذة منى وتعكس لنا ما يحدث بكل شفافية كما تفعل دائما. لها الشكر والتقدير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..