استقلالنا الناقص

استقلالنا الناقص

ميارديت شيرديت دينق فلوريدا
[email][email protected][/email]

إن الحديث عن استقلال أي دولة من دول العالم يعني الإستغلال الذاتي للموراد الإقتصادية والبشرية والثقافية والإجتماعية وتوظيف كل إمكانياتها لخدمة مواطنيها . والعكس تماما هو الحاصل في جنوب السودان حيث تستغل حكومة البلد ضعف وعي المواطن الجنوبي وأمية غالبيته . هنا في جنوب السودان نختلف عن باقي العالم فالدولة توظف إمكانياتها المتواضعة من أجل دعاية إعلامية رخيصة لغش المواطنين الضعفاء وخاصة القرويين الذين يحلمون بغد مشرق كالذي كان يبشر به الزعيم الراحل الدكتور قرنق.
لقد تركت حكومتنا الأولويات التي كان يجب ان تشتغل عليها لصالح المواطنين واتجهت نحو التركيز على تضليلهم . لقد مضى عام كامل على الإستقلال دون أن نسجل أي إنجاز يذكر لهاته الحكومة؛ فحتى أبسط الخدمات الصحية والتعليمة لم يتم توفيرها لسكان الجنوب ،فما بالك بتشغيل الخريجين والوافدين من الشمال.
أضف على ذلك غياب توفير وسائل النقل للمواطنون الجنوبيون الذين انقطعت السبل بين المؤاني النهرية كوستي والرنك ومناطقهم الأصلية . إن عدم الإهتمام بالنازحين الذين عادوا لمعانقة ثرى الأرض الغالية يعد وصمة عار في جبهة حكومة البلدنا الوليدة. هذا الوضع المؤلم والا إنساني الذي يشهده العالم والأمم المتحدة والذي تم توثيقه بواسطة الكاميرات والتلفزات العالمية لتدمع له العين.
إن أبناء الدينكا يفترشون الأرض تحت الأشجار الجافة في منطقة أنيت و واو وتويج و وراب وفي العاصمة جوبا نفسها ” نقوك اروب بونق” . لقد فقدوا الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ وذلك بسبب الملاريا والكوليرا والحرارة المرتفعة في الصيف الجنوب القاسي والجاف طوال السنة دون أن تحرك الحكومة ساكنا.
لقد عايشت أربعة أشهر من قفل الجامعات الجنوبية “بحر الغزال وجوبا “والتين تعتبران أكبر مؤسستين تسهمان في توفير الوعي لطلاب الدولة و تخريج المؤهلين لخدمة الوطن . وما يزيد من حصرة عدم الشعور بالإستقلال هذا العام كون مطار المدنية واو لا يقدم الخدمات الضرورية للمواطنين الجنوبين .
عام مضى من الإستقلال ولم نقم بحفر بئر واحد للمياه الصالحة للشرب في عاصمة جنوب السودان . ومئة يوم التي حددها السيادة رئيس الحكومة قضت ولم تحل مشكلة البطالة للملايين من أبناء جنوب السودان . فعن أي استقلال نتحدث ؟

تعليق واحد

  1. هذا ما ذكرناه مراراً أن من سوء حظ شعوب السودان إبتلائها بمثقفين قليلي الخبرة والوطنية ويجرون وراء الجاه والسلطة والمال جنوب السودان حباه الله بالبترول ولكن قيادة الحركة الشعبية تحكم بطريقة حرب العصابات وتوجها النعرة القبلية وكما أن الشمال يعاني من عصابة الإنقاذ فإن الجنوب أيضاً يعاني من القيادة الغير واعية لما يحتاجه الأخوة الجنوبيين من ضرورة توفير الغذاء والكساء والإسكان العاجل ولا شك أن الأموال التي أوجدها البترول للجنوب كافية لبداية نهضة عمرانية وصحية للجنوب ولكن القياده هي المسئولة عن ما حصل لسكان الجنوب داعين الله لإنقاذ شعوب السودان من هذه الطغم الحاكمة زإذا تبدل الحال فإن من مصلحة الشعبين عودة العلاقات الإقتصادية القوية بين الجنوب والشمال لأنهما متكاملين طبيعياً .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..