ماذا تعرف عن كرتونة منصور خالد السنوية التي يوطد بها صلاته ؟

عبدالرحمن الامين
[email protected]
حديث السيرة والإنجازات:
ذكرت في الحلقة الأولي أنني بصدد نمط من التسجيل الحكائي لتجربة شخصية محضة تطبعت بمرافقة لصيقة أمتدت لأربعة عقود مع رجل بني لنفسه صيتا في الشواهق . قلت أن هذا النمط الشخصاني من التدوين مغاير تماما لما ألفته من كتابات توثيقية تلهث وراء تجميع الادلة ، ومن ثم ، تستنطقها وفق منهجية المخبرين الصحفيين Investigative reporters وإستطرادا، فقد جزمت بأنني لن أناقش بشكل محوري فكر الدكتور منصور خالد ، ولا أطروحاته أو فلسفته أو تجربته في العمل العام ، فتلكم مُعَاوَرَةٌ لها أهلها . وتعهدت بأن تناولي لتلك الجوانب ،إذا ماتمّ ، فسيكون إنتقائيا ولن يتعدي القشرة الخارجية دون النفاذ لما دونها من اللجج الزرقاء . فالهدف من هذه الحلقات هو مرافقة سِّرَاجُنا نستصبح به مغارات منصور وعوالمه الواقعة في النصف الآخر بالنسبة للعين العامة ، وسميته نصفه الظليّ المعتم . بيد أن نفر كثير إستنكف عليّ هذه المنهجية الإنتقائية ، وألحّ كثيرون بأن أعرّفهم ببعض إنجازات الدكتور خلال سني إستوازره . ولما كان هدف هذه الحلقات هو زيادة حصيلة المعلوم العام عن شخصية جدلية ، بما قد يسهم في فهمه أكثر ، فلم أتبين تضادا مابين تلك الرغيبة ومرامي الحلقات . وعليه سأعرض أدني هذا المقال بعضا من سيرة إنجازاته دونما الإخلال بهدفي الأصلي كأن تتحول الحلقات لتصبح عرضحالا ملتحقا بحواشي ويكيبيديا، الموسوعة الحرة أو ?ريزوميه ? متطفلة وبلهاء عن رجل يجيد قالته عن نفسه .
أكبر أسرار منصور : كرتونة ( نيمان ماركوس ) للتواصل مع الفرنجة
في مجافاة تامة للطبع السوداني غير المكترث بالتفاصيل ، فإن لمنصور ولع بالإستعداد المبكر والتخطيط الشامل . يعكف علي الأمر فلا يترك ألِفاً إلا وهمّزها ولا ثاءاً إلا وثلّث نقراتها . ينهمك في جزئيات التفاصيل ويظل يغوص ويغوص في الجزئيات حتي يبلغ المايكروسوبي منها . هذا حاله في مكتبه وفي بيته وحيثما تواجد . خذ مثلا طرائقه في التواصل مع من صادف وعرف ولو في حفل إستقبال عابر لم يتجاوز تبادل ?البزنس كارد ? .إن إهتم منصور بمالك الكرت فسيطلب من سكرتاريته تبويبه ضمن شبكة قاعدته البيانية للمعارف صبيحة اليوم التالي . بعدها ، ولسنوات قادمة ، ستتجلي براعته في شد من أضاف إليه مسنودا بغزارة في التفقه في طقوس المناسبات وإلمام موسوعي بثقافة الناس ، عربا ورطّانة ، فرنجة وعجما ! فمع حلول الاسبوع الاخير لشهر نوفمبر من كل عام ، يطرق بابه حمّال البريد لتسليمه شحنة كرتونة قادمة من أعالي البحار ، رأسا من فرع متجر (نيمان ماركوس Neiman Marcus) بحي جورجتاون الراقي بالعاصمة واشنطن . الكرتونة محشوة بالتصميم الكلاسيكي الزاهي لبطاقات التهانئ بالكريسماس وفقا لمنصوصات عقد منصور مع المتجر والذي ظل يتجدد تلقائيا لعشرات السنوات . ميقات قدوم الكرتونة في دقة الساعة السويسرية ، أو هكذا يريدها . تزخر الكرتونة ببطاقات معايداته السنوية البيضاء الانيقة ، المذّهبة الأطراف يتوسطها إسمه محفورا وكأنه بابا الفاتيكان ! ?إن وصلت الكروت ، قضي قرابة الإسبوعين في تعبئتها بخط يده بمايريده من كلمات قليلة جدا، حسب المُرسل إليه ، ثم يشخبط إمضاؤه ?فيثقل الكرت بشحنة موقوتة من الحميمية يخطط لها أن تنفجر في وجه الهدف فتفاجئه عندما يبلغ الكرت عنوانه/الهدف . بعد كل هذا الجهد من ياتري سينسي صاحب هذا الإسم الرّنان وقد دأب علي هذا التواصل السنوي مع جموع مؤلفة من البشر في أركان الدنيا وفي أكبر المناسبات إحتفاءا ؟ يدفع بقنابل مودته المحمولة بريديا مبكرا في ديسمبر لتضرب أهدافها قبل يوم 25 ديسمبر ! ?يفعل ذات الشئ ببطاقات عربية ذات زخرفات مغربية تُفرح العين وإن أعيتها الزغللة . يدفع بها في المناسبات الإسلامية لصحبه من الشخصيات العربية التي نشاهدها في التلفاز من رؤساء ووزراء وملوك وأمراء وكتاب وصحافيين وأدباء وبرلمانيين وغيرهم . وله فئة أخري من البطاقات المخصصة لأصدقائه المسيحيين من ملة أقباط الكنيسة الارثوذكسية الاثيوبية والتي تتأخر أعوامها مابين7-8 سنوات عن التأريخ الجريجوري المعتاد . أيضا ، يبعث لهم في الهضبة الأثيوبية مهنئا بميلاد ?مسيحهم ?. وفي يوم آخر معلوم ، هو 21 مارس، تتطاير كروته من شنط سعاة البريد في شوارع ايران وتركيا تحمل تهانيه وتبريكاته لأصدقائه هناك بعيد النيروز ، أول أيام التقويم الشمسي الهجري . بعد كل هذا الجهد الإنتقائي من التواصل المتمدن هل تبينت سر إعتقاد كثير من سكان هذا الكوكب أن السودان يسكنه رجل واحد إسمه منصور خالد ؟ للقيام بهذا الجهد وغيره ، يتوفر منصور علي سكرتارية منزلية متكاملة ومن الجنسين . يختار أفراد فريقه وفق مواصفات عالية من الاداء والانضباط المهني ،( باستثناء عم عبدالرحيم الذي إستفاد من تقدم عمره في معالجة السعار والشوق المزمن للونسة السودانية جراء مرافقته الدائمة للدكتور مابين واشنطن ولندن وكينيا ، فتجاوز البروتوكول وترخص في الونسة مع الضيوف السودانيين المترددين برتابة علي الدار ، فبادلوا بساطته بود ومحبة ) . لن تر في هذا الكادرالوظيفي المنزلي سائقا متسيبا أو مضيفة متراخية المهنية أو سكرتيرا لا يستحق لقب ?مساعد ?
منصور والحكام العرب ..ندية أوجبت الاحترام : الكويت نموذجا
مدخلي لهذه الجزئية سيكون عبر الصورة التي ترونها ، ففيها يظهر الصديق العزيز (الطالب آنذاك ) جمال محمد صالح حمد الذي ترأس جمعية المحاسبة بجامعة الخرطوم عام 1975 يصافح أمير الكويت صباح السالم رحمه الله . وأنت تشاهد هذه الصورة وماسيتبعها من حديث ، سيكون ملائما لإكتمال سياق المقارنة لو إسترجعت 3 صور ذهنية هامة . أولها موقف هذه الحكومة المُخزي ، الذي زوّر إرادتنا في 1990 فإصطفت الي جانب صدام حسين ، وثانيها خروج أمير الكويت من قاعة قمة شرم الشيخ في مارس 2015
[url]http://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-186509.htm[/url] ، ومعه الشيخ محمد بن راشد ، غير آبهين ولا مكترثين بصعود الأسد النتر للمنصة وبدئه إلقاء خطابه ، فمن يهمه أمر رئيس يأتي لتلك القمم مذعورا مترقبا ، ويخرج منها داعيا ومُسبحا بلوغ مطار دولته بسلام؟ إنه رئيس “مسكين ” يحرص علي حضور تلك التجمعات للشحدة ومايتفرع منها ، فسقطت عنه موجبات البروتوكول . ثالث الصور التي أريدك استدعائها في ذاكراتك فهي ماجري لضيوف كليتنا الحربية من طلاب وضباط كويتيين الذين ضربهم زملائهم السودانيين ضربا أنتهي بهم في غرف الجراحة . غض النظر عن الأسباب ومن بادر بالخطأ ،فالحادث المؤسف يبرز بوضوح الإنحدار الكبير في قيمنا السودانية وتحملنا للضيوف ، عموما ، فضلا عن الإنقلاب التام في ميزان التعامل بيننا وبين الكويتيين ، بشكل خاص . زارتنا جمعية المحاسبة بجامعة الخرطوم تلبية لدعوة كريمة من نظرائهم بجمعية المحاسبة بجامعة الكويت . كنا قلة قليلة لا تتجاوز العشرة طلاب من السودان من منتسبي الجامعة فشاركنا إدارة الجامعة في ترتيب مايليق من إحتفالات متصلة . المفاجأة أن عميد شؤون الطلاب ، أستاذي “الكويتي ? الراحل الدكتور سيف عباس عبدالله ، وكان متفردا في حبه للسودانيين ، إتصل بالديوان الأميري وإقترح عليهم التكرم بتهيئة الفرصة لوفد الطلاب السوداني لزيارة أمير البلاد قبل مغادرتهم. وفي ذات اليوم جاءت الدعوة من الأمير شخصيا وتم إبلاغها لرئيس الوفد السوداني ، الدكتور عثمان رحمة الله ! قابلهم الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح(توفي لرحمه ربه في 1977) وصافحهم فردا فردا وتحدث لهم حديث الوالد لأبنائه مرحبا بهم في سوق العمل بالكويت متي ماشاؤوا . لم يطلبوا شيئا ، ولم يرجع منهم أحد ليعمل بالكويت ولم يتركوا أوراق سيرتهم الذاتية خلفهم رغم أنهم كانوا علي أبواب التخرج !
أيها الناس : هذه الصورة تجسد حالنا اليوم مع هؤلاء التتار . فيوم ماتولي شأننا رجال ذوو عزة وإحترام ، عاملنا الجيران بما يليق ، فتبسموا لنا عند بوابات العبور والمطارات مرحبين ، وقدمونا عن كل الآخرين وتغاضوا عن عِللنا وتجاوزوا عن أخطائنا متساهلين ….فقد خبروا تمسكنا بكرامتنا وخُلقنا ونبلنا ، فزاد حبهم لنا . وإستتباعا ، كما تشاهدون حرص أمراؤهم وكبارهم علي إستقبال كل من وفد عندهم ولو كانوا طلابنا ، فإستدعوهم ليرحبوا بهم ! أما اليوم ، فرئيسنا المحبوس غالب عامه في كافوري ، يتسكع ما بين غرف نومه ومراحيضه لشهور طوال ، لا يزوره منهم أحد ، ولا يبدون حماسا لرؤيته في بلادهم . فمنذ 2009 أقلع عن عادة الذهاب للمطار إلا إذا ضمن الطريق ، فالمغادرة مغامرة والوصول يستحق الذبيحة والتكريم ! . وحتي أن وصلهم شاح كبراؤهم بوجوههم عنه وإعتذروا لوزير خارجيته و” لطعوا ” سفيرنا في الإستقبال !!
لذا فإن ماتشاهدونه في صورة الطالب جمال صالح فهو شئ مغاير من زمن مغاير . فتلكم كويت بادلتنا حبا بحب ، عرفتنا عبر مرآة الراحل اللواء أحمد الشريف الحبيب الذي قاد القوة العربية المشتركة في 1961 للزود عنهم عندما هددهم عبدالكريم قاسم وقرر ضمهم للعراق . تلكم كويت تعرفت علي نبل وسجايا الدكتور خليل عثمان محمود ، رحمه الله وأحسن اليه وخَبَرت أمانة الراحل محمد المأمون أحمد ، المدير العام للخليج العالمية الذي جرت من بين يديه أموال أسرة صباح الأحمد الصباح ، فما إمتدت يده لأكثر من راتبه الشهري . وتلكم كويت تقلّد فيها السودانيون أعلي مراقي الوظائف في صناديق التنمية وأصبح السوداني هو خيار الوسط وضامن النجاح كما حدث في حالة السفير السامق الخلق والمقدرات ، مأمون إبراهيم حسن ، الذي ?إستلفوه ? من سفارة السودان ليدير المؤسسة العربية لضمان الإستثمار . فإنتشلها من فادح خسائرها الي تحقيق أرباح مليارية فأدارها لما يفوق العقدين بهمة ونجاح تعاونه كوكبة من الاقتصاديين والقانونيين السودانيين . بلغ الاساتذة في الجامعة أكثر من 60 أستاذا وطارت الخطوط الكويتية بطواقم فيها العشرات من الطيارين ، ولتأكيد ثقتها إختار الديوان الأميري والأجهزة الأمنية أن يتألف كل الطاقم الملاحي للطائرة الأميرية الرسمية ( الجابرية ) من السودانيين فقط ، أما الاطباء وغيرهم من المهنيين فإشتهرت بهم جاليتها الأكثر تميزا من بين كل الجاليات السودانية رغم أنها لم تتجاوز 65 ألف نسمة . هندست خارجية منصور خالد هذا التقارب مع الكويت فأوعزت لهم بدعم سلام أديس أبابا ، فأرسلوا دبلوماسيا كويتيا لأدغال الجنوب في عام 1974 لإفتتاح مكتب دولة الكويت بجوبا وهناك تعلم الدبلوماسي الرطانة وعاش لعشرة سنوات حتي أسموه عبدالله جوبا قبل أن ينتقل سفيرا لدولة الكويت بالخرطوم .سجل الاديب والمؤرخ الكويتي تجربته في كتاب أسماه “عشرة سنوات في جنوب السودان ” رحم الله السفير عبدالله السِرّيع رحمة واسعة .
بشرانا في ندية كاملة وكرامة وافرة : نصيحة مجانية لسيد البترول
ماعلمت يوما أنه سخّر علاقاته الوطيدة بكثير من الحكام والأثرياء لمصالحه الذاتية ، بل رأيت معاملته لهم مفعمة بالندية ، تخللها دوما ظرف بائن ونكتة حاضرة وغلب عليها الترفع في غير إستطالة والبساطة في غير خنوع أو قبول بالمذلة . تشخص في الذاكرة ، وبشكل خاص ، إحدي زياراتي الإجتماعية لداره بمقاطعة باثيسدا بولاية ميرلاند في أمسية عادية . كان لا حديث للعالم في مايو 1979 سوي أزمة الطاقة المتفجرة وصفوف البنزين ، فالخلخلة المشتدة وطأتها علي عرش شاه إيران يومها قلبت موازين العرض والطلب في هذه السلعة الإستراتيجية التي تجبن ناقلاتها من فرقعة بالونة في يد رضيع فتحسبها مُهدِدا للملاحة بمضيق هرمز ! كان منصور خالد زميلا مشاركا مع كبار الاختصاصيين بمعهد ودروولسون للباحثين العالميين في واشنطن . وأنا في معيته ، رن جرس الهاتف وتحدث لبضع دقائق أبلغ فيها المُتصل بالتفضل عنده بالبيت إذ لا نية له في الخروج ، ختم المحادثة بوعد ( مش مشكلة ، سنبحث الأمر) ، تململ الصحفي داخلي وكاد أن يقفز من نافوخي : من القادم ياتري ؟ وبعد نصف ساعة إنفتح الباب الخارجي فعبر منه سيد الطاقة في العالم ، وزير البترول السعودي الشيخ أحمد زكي يماني . وفي حميمية بائنة سبقته لهجته الجداوية المميزة للصالون وهو يخطو لداخل الدار ( يامنصور يامنصور فينك ياحبيبي ، ياأخي قولي كيف أتفك من الاعلام ؟ ) . إذن علمت سبب الزيارة ?.ولذا ، فقد جاءه يسعي ! حييت الضيف القادم للمشورة ، وإنصرفت فورا . كنت أعلم من صحف ذلك الصباح تواجد الشيخ يماني ببوسطن لحضور حفل تخرج بنته ( الدكتورة الان ) مي أحمد زكي يماني ، ببكالوريوس من جامعة هارفارد. لم يحتج منصور إلا لخياله وموضوعيته ليقيم واحدة من أكثر الندوات إكتظاظا بالحضور الصحفي والتشريعي طيلة سنوات حضوري لندوات مركز وود رو ولسون . فبإسم المعهد توزعت بطاقات الاعلان والدعوة لندوة يتحدث فيها أحمد زكي يماني ، الدكتور حسن الترابي النائب العام لجمهورية السودان أنذاك (وتصادف وجوده في زيارة لأمريكا فدعاه خصمه اللدود منصور للمشاركة بعد أن حاضر في جامعة جورجتاون عن تجربته كمسؤول عن ذات القوانين التي تحاكم بموجبها لسنوات عديدة ) . ايضا تواجد في الندوة المفكر المغاربي الفرنسي محمد المعلا بالاضافة لمنصور خالد . كان موضوع الندوة هو الثورة في إيران وتداعياتها علي إمدادات الطاقة والعالم الإسلامي .وهناك وجد اليماني ضالته فخربش في حواشي موضوع الندوة ، وبدأ فورا يعمل بوصية صديقه فقفز من الموضوع المطروح ليعرض لتفاصيل الذي يجري بسوق النفط من وجهة نظر المنتجين في منظمة الأوبيك . دافعا التهم عن بلاده بتقصد شح الانتاج أو عدم الاكتراث بمعاناة المستهلكين في الغرب . فإستعرض برشاقته لكنته الإنجليزية الهادئة وطلاقته المعرفية المسنودة بالارقام أوضاع المصافي وقدرات الانتاج القصوي المتاحة لكل بلد في كارتل الاوبيك . لم يترك يماني المايكروفون يعبر من يده إلا بعد تأكد بأن غالبية الرؤوس في القاعة المكتظة بدأت في الإهتزاز بالموافقة علي طلبه في شقيه : ضرورة ترشيد الإستهلاك في بلدان الغرب وعدم التهور سياسيا أو عسكريا بالتدخل في معالجة الوضع الإيراني كما حدث في 1953 عندما رتبت أمريكا كارثة الانقلاب علي حكومة مُصدق . إنتهي ، ورأيته ينظر بركن عينه الي دكتور منصور خالد في منتصف الطاولة ، وقد إنفرج فمه ببسمة ناطقة كأنها تستجدي التقييم ? إيش رأيك يامنصور ؟ ..فهز المعلم رأسه حتي بانت صلعته .
وزراء الغفلة واليد الممدودة بالشحدة

عرفت ولسنوات طويلة أن لمنصور صديق عُرِف عنه أنه لا يَكِل ولا يمل من مجالسته لساعات طوال هو سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، أمير دولة الكويت الحالي . عمل أبوناصر وزيرا لخارجية بلاده بما إجماله 40 عاما الي أن ترأس مجلس وزرائها لثلاثة سنوات ثم تقلد منصبه الحالي أميرا لدولة الكويت منذ 10 سنوات . ماقولكم إن علمتم أن منصور إنصرف عن زيارات الكويت فور تعاظم مسؤوليات صديقه ؟ ويقيني لو أن فردا من لصوص هذا العهد تهيأت له هذه الفرصة لأصبح عنوان سكناه البريدي ( قصر السيف العامر – الصفاة دولة الكويت ) ! أما صديقه الشخصي الآخر الأكثر قربا فهو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، مدير دائرة إعلام دبي الذي كرمته جائزة دبي الدولية للطباعة وإختارته شخصية العام 2014 لمساهماته الاعلامية التي لا تخطئها العين في هذه الإمارة اللانفطية والتي غدت نموذجا لما تفعله دراسات الجدوي بالخيال الباسط والقيادة الجادة .
علم منصور خالد أن الاحترام الذي بناه لنفسه أساسه المنصب العالي الذي شغله ، وحجم البلد الذي بإسمه كان يتحدث والخُلق القويم والسلوك النبيل الذي عُرف عن شعبه والعلم الذي زيّن عقله ..بعد كل هذا أي مغامر أحمق سيمد يده يطلب أتعابا عن جهد؟ ومِنْ مَن ?.من العرب ؟ لم يحصل علي مليما أحمرا منهم ليس لأنه لم يعطوه ولكن لأنه لم يسأل ، ولن يسأل لأنه يعلم يقينا أنه لو فعل ، فعليه أن يودع الندية بقبلة حري !! ولعلنا نحمل هذا السرج المطرز بالكبرياء وعزة النفس الذي جلس عليه وزير خارجية إسمه منصور ونركبه علي ظهر ثور آخر تأخر ذات مرة بالرياض عن المغادرة ، وبقي مرابطا لثلاثة أيام في عام 2010 ، مترجيا سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز ( كان الامير علي ذات منصبه الحالي رئيسا للهلال الأحمر السعودي)، أن يمنحه عطية مالية لحاجة ملحة ! قال له أنه تأخر خصيصا لحملها معه ولن يغادر( هكذا !!) إلا بعد أن يستلم “أي شئ ” يجود به ! ولسوء الحظ فقد علم وزيرنا الانقاذي الشحاد بوجود سوداني في حاشية الامير .فما أن أمر الأمير مكتبه الخاص بالقصر الكف عن تحويل مكالمات الشحاد له ، حوّل الشحاد إزعاجه للسوداني ! 3 أيام من الازعاج والثقالات والالحاح ندم فيها الوسيط علي التوسط ، وتضجر الأمير ووبخ الوسيط بعد أن فشلت كل أحاييله من الافلات من هذا المبعوث الرئاسي الانقاذي الذي تعلم من طب أسنانه كيفية إحكام الحشوة اللاصقة ، فتتسمر ولاتسقط مهما حدث . المهم ، أخيرا ، قرر الأمير فيصل بن عبدالله “شراء أُذُنِه ” فأرسل مع الوسيط السوداني مظروفا فيه 500 الف ريال( 133 ألف دولار فقط لاغير) ورسالة شفاهية تضج بنادر التقريع ليبلغها الشحاد الرئاسي : ( تري هذي آخر مرة ) !! خطف الشحاد الدستوري المظروف وماهمه شئ ، فطار سعيدا للخرطوم . بعد عيد الفطر الماضي تم ترشيحه ليكون سفيرا لدي المملكة بعد أن أقنع العصابة بأن مشاركة السودان في عاصفة الحزم ستكون فرصة مواتية للجباية وأنه سيبرع في تأدية هذا الدور باعتبار أن السعودية لم تقدم لهم مايستحقونه مقابل تضحيتهم بعلائقهم مع إيران وشحنة ال 6 ألف جندي لليمن . طار عقل السعوديين عندما علموا بالاسم !! بيد أن صاحبنا المؤمل في “تقنين” الشحدة كسفير ، لم يكن يدري أن الخارجية السعودية كانت قد باشرت تحقيقا داخليا مطولا قبل7سنوات بعد إكتشافها أنها بقبول تعيين السفير الكوز ( غير المحترف ) الحالي ، عبدالحافظ ابراهيم محمد في 2009 ارتكبت خطأءا شنيعا ظلت تتحاشاه منذ حرب الخليج.1990 . في عام 1991 تلاحقت ثلاثة حوادث هامة غدت تشكل خطاً أحمرا متصلبا للسعودية رفضت بموجبه أي دبلوماسي سوداني من إسلاميي الترابي وتلخصت هذه الاحداث في تأسيس حسن الترابي للمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ، زيارة الرئيس الإيراني رافسنجاني وإستضافة الخرطوم لأسامه بن لادن . رفضت السعودية منذ إنقلاب الجبهة القومية الاسلامية قبول أي دبلوماسي تم تعيينه بالخارجية السودانية بعد إنقلاب 1989 لأنها علمت أن كل القوائم الأولي لم تكن محترفة وإنما من المنظمين حركيا . ولهذا السبب ظل المنصب شاغرا لبضعة سنوات لرفض الرياض كثيرا من الأسماء التي تم ترشيحها ( وفيها رئيس القضاء السابق وقطبي المهدي رئيس الجهاز ) . لم تقبل إلا بترشيح السفير المحترف الدكتور عطاالله حمد البشير في 1996 . المهم ، كشفت الرياض الانتماءات الحقيقية للسفير عبدالحافظ وزوجته القيادية بالتنظيم بيد أن المؤتمر الوطني أبقي عليه بل وتجاوز به مسموحات وقته المخصص بأربعة سنوات خوفا من تضييع فرصة تعيين ” كادر ” ترفضه السعودية مجددا ، رغم تدني عطاء عبدالحافظ وإنشغاله بشركته الخاصة في الشارقة وسفراته المتكررة لمتابعة أعمالها فضلا عن إتهام بكري وعبدالرحيم له بالاختراق كما ورد في محضر ريفز المُسرّب . في غضون شهر يوليو الماضي دفعت الخرطوم سرا بترشيح مصطفي إسماعيل وضغط البشير باتجاه القبول به إلا أن الادارة السعودية قررت ألاّ تُغضِب حليفها في حرب اليمن ، فقررت توجيه الصفعة بطريقة دبلوماسية حيث أن الترشيح يستوفي صلاحيته ويسقط بعد3 أشهر ..فإنتظرت الرياض إنقضاء الثلاثة أشهر فسقط ترشيحه تلقائيا وتنفس أمراؤها وتجارها الصعداء من هذا الشحاد اللصقة ! أمام هذه الدواهي “المهببة ” ألا يستحق راعي الأنعام (الطيب يوسف الزين) تمثالا في قلب القصر الجمهوري ليذكر شاغليه ومن يختارونهم للوظيفة العامة بعضا مما كنا عليه قبل شعار (أعادة صياغة الإنسان السوداني)؟؟؟
أكمل الدكتور منصور خالد دورته البحثية (عام واحد ) بمعهد ودروولسون فطوي عفشه من داره الفخيم في مقاطعة ?بثيسدا? بولاية ميرلاند في 1980 منتقلا الي دارة الجديدة في ?جُبُلي بليس? في لندن . ورغم رحيله عن واشنطن إلا أنه ظل زائرا مواظبا فأكثر من نصف زياراته للعاصمة دي سي كانت ذات أهداف بحثية محضة في مكتبة الكونغرس ، تخللتها جلسات تنوع حضورها عبر السنوات بيد أنهم ظلوا من صفوته الدائمين يتعمر بهم مجلسه . تقدم هؤلاء دوما توأم روحه الرشيد عثمان خالد ، السفير صلاح عثمان هاشم والإقتصادي الفطحل الطيب حسب الرسول الكوقلي ، والجنرال بكري المك موسي ، العلامة فرانسس دينج ، الدكتور عبدالعزيز بطران ، السفراء أحمد يوسف التني وأحمد جبارة الله ، محمود تميم الدار ، عاقل عطا المنان وخبراء البنك الدولي الأعزاء الدكاترة ابراهيم البدوي وسلمان سلمان وشباب الخارجية النابهين عصمت قباني ، محمد أمين الكارب ، أحمد حامد وأسامه نقدالله وكوكبة الاصدقاء كمال عبادي عصام الزين وحاتم عبادي والزملاء الأعزاء الإذاعي المقداد شيخ الدين والاستاذ محمد علي صالح وقيادات “إتحاد الانتفاضة” بجامعة الجزيرة ، طارق الشيخ وعادل علي صالح . وفي سنوات لاحقات سامرته صفوة من الأحباب فيهم الدكتور كمال موافي ، الباش مأمون مكاوي ، الأساتذة عبدالكريم الكابلي ، هاشم الفكي، صديق بدوي ، عبدالمنعم مالك والناشط عمر قمر وزملاء المهنة الأخوة ، محمد يوسف وردي وعبدالمنعم شيخ إدريس ..وكُثّر من رهط كريم تعطرت بهم ليالي الأنس وجلسات الباربكيو السياسي ، تواقون دوما للقياه فينشرح في مجلسهم.
أبرز أصدقاء منصور بأمريكا ، كيف أصبح الرئيس بوش صديقه الشخصي ؟
لم يمتهن منصور خالد الدبلوماسية فقط ، لكنه ورث منها أكبر صداقاته الامريكية والعالمية . في ظني أن أقرب علاقاته الخاصة كانت مع الرئيس السابق جورج بوش ? الأب? وزوجته باربرا. يلي آل بوش السفير الراحل روبرت أوكلي وزوجته السفيرة فيلس أوكلي ، التي عملت مساعدة لوزير الخارجية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة 1994 1997 ، ثم انتقلت مابين 1997 والي 1999 لتصبح مساعدة للوزير لشؤون الاستخبارات والبحوث . هذا بالبداهة لا يلغي صلاته القوية جدا بعدد كثير وقائمة تطول من الدبلوماسيين والسفراء ورجال الكونغرس الذين عرفهم منصور خالد عبر السنوات . فمثلا ، سر علاقاته بجورج بوش أن منصور خدم لعام كعضو بمجلس الامن الدولي ( إبان ماكان مندوبا دائما، أغسطس 1970 -أغسطس 1971 ) قبل تعيينه وزيرا للخارجية في المرة الاولي ( أغسطس 1971 يناير 1975 ) . في نيويورك زامل السفير الامريكي الدائم بالامم المتحدة انذاك ، جورج بوش الاب ، في عضوية مجلس الأمن . ثم توطدت العلاقة عندما أصبح وزيرا لخارجية السودان بجولات ماكوكية لحضور فعاليات الجمعية العامة . عمل جورج بوش بالامم المتحدة لعامين ( 1971-1973 ) قبل أن ينتقل للصين كأول سفير لأمريكا هناك بعد سنوات من زيارة نيكسون لبكين في 1970 والتي قلبت موازين القوي الدولية . تجدر الاشارة الي أن منصب السفير الامريكي بالامم المتحدة هو منصب وزاري ويحضر شاغله الإجتماعات الوزارية جنبا الي جنب مع وزير خارجيته رغم أن الوزير ، إجرائيا ، يترأس سفيره . توطدت علاقة د.منصور خالد بجورج بوش وزوجته باربرا لأقصي الحدود مما جعل بوش يستضيف نميري إستضافة نادرة لتناول طعام الغداء معه في عام 1976 ( هذه الزيارة هندسها منصور إعتمادا علي دبلوماسييه النجباء ممن يسمونهم أولاد منصور . لم يكن هناك سفير للسودان بواشنطن بعد أن تمت ترقية السفير الدكتور فرانسس دينج وغادر كوزير دولة بالحرطوم . يقال أن هذه الزيارة كانت من أنجح زيارات نميري طوال سني حكمه علي الإطلاق ، إستمرت3 أسابيع طاف فيها نميري أمريكا ووقع عشرات الاتفاقات ) . وللاستدلال علي قوة علاقة منصور خالد بأسرة جورج بوش ، أن السيدة الاولي باربرا بوش ( 1988-1992) كانت تحرص علي مقابلته كلما مر عبر واشنطن لإنشغال جدول زوجها الرئيس ، وكانت دعواتها المفضلة له هي تناول شاي المساء معها بالبيت الابيض.
نأتي الآن للنصف المتبقي من هذا لمقال، سَمِه العيش في عالم منصور .
73 شهرا من الإستوزار وحصادها من شواهق الانجازات
إن أردت التعرف علي إنجاز بعينه دون الخوض في حِذْفاره ، فستجد ضالتك في جدول الجمع والطرح لما قضاه من وقت في مناصبه الوزارية . سيلفت نظرك أنه وبرغم مرور47 عاما من مشاركة منصور في أول منصب وزاري مع جعفر نميري ، إلا أن إجمالي مناصبه التنفيذية كلها لم يتعد 6 سنوات وشهر واحد! وستتيقن أكثر أن سر إنشغال الناس بهذا الرجل وسيرته ينطوي علي خاصية ليس من بينها إستعماره للوزارات وإنما توفره علي لمسات الملك مايدوس السحرية (The Midas Touch) التي تحيل كل شئ لذهب خالص ، فما أن يغادر منصور كرسي الوزارة حتي تتكور وتشرئب من خلفه إهرامات فعائله . فللمقارنة ، مثلا ، هل سمعتم من ذكر مكرور للراحل الرشيد الطاهر بكر وقد ظل يدور ويتقلب في خلاطة المناصب ، كشاحنات الكونكريت ، بضعف ما قضي منصور في المجمل ؟ دخل الرشيد خلاطة الوزارة مبتدئا بوزارة العدل في بواكير مايو فطحنته حتي صار رئيسا للوزراء في 1976 وخلطته ليصبح رئيسا للبرلمان ثم فرمته ، فغدا نائبا لرئيس الجمهورية بل ووصل بخلاطته مقطورا بقطار مايو حتي محطته الاخيرة عند الانتفاضة في أبريل 1985 كمساعد لرئيس الجمهورية للشئون القانونية والسياسية ، وفي المقابل نجد أن إجمالي سنوات منصور خالد في كل وزارات نميري الثلاثة ومساعدته لرئيس الجمهورية لثلاثة أشهر لم تتجاوز 73 شهرا تقريبا !! إستوزره نميري ، بدءا ، في وزارة الشباب والرياضة ( يونيو 1969-أغسطس 1970) ، تلاها ترؤوسه لوفد السودان للدورة 25 للأمم المتحدة ومندوبا عاما من أغسطس 1970 -أغسطس 1971 ، التي مهدت لتوليه حقيبة وزارة الخارجية لمدة ثلاثة أعوام وخمسة اشهر في المرة الأولي (أغسطس 1971- يناير 1975)ثم وزيرا للتربية والتعليم مابين1976-1975 ، ثم لأشهر مساعدا لرئيس الجمهورية للتنسيق ( 1976يناير 1977 ) ثم عودة قصيرة جدا للخارجية لأقل من عام من ييناير 1977والي نهاية دوامه الرسمي فيها يوم 15 سبتمبر 1977 ، قبل أقل من إسبوع من إنعقاد الدورة 32 للجمعية العامة للامم المتحدة ( 21 سبتمبر -20 ديسمبر 1977 ) . عامه اليتيم في وزارة الشباب والرياضة المستحدثة ، ربما يوفر المعيار الأصدق للحكم علي خياله المهني . فهذه الوزارة ليست من موروثات الإدارات الوزارية فقد إستحدثها نظام مايو وتركوا للدكتور منصور مهمة إستنهاض روحها من العَدم فقد آمنوا بقدراته علي الحواء في ?حواراته مع الصفوة ? . في أقل من عالم أصبح خياله الإداري هو المُلهم فيما إشترع من لوائح ، وهندس بأمره ونفذ ما عَنّ له من برامج . وفجأة ، دبت روح لشئ جديد لم تألفه شوارع المدن والميادين العامة في في ربوع السودان . فقد وّدع شباب كتائب مايو ?نومة الضُهر? وإنتسبوا في حصص تدريب عامرة بالطوابير والعرق والغبار فتفايضت جموع الشباب والفتية والصبايا في الطرقات بزيهم الكاكي وشاراتهم الكشفية الزاهية . تراهم حيثما تيممت : يعبرون الشوارع ، ينتشرون في الأحياء ، يكنسون الأزقة ينفضون عن الوطن مخلفات السنين ، ينظفون ، يغنون ويتناغمون بما يشبه نفير الحصاد . وفي دور الشباب مساءا خرجت براعم المواهب من أكمامها ، فلعلعت المايكروفات وصدحت بالاوبريتات فيما إزدهر المسرح بإبداع لانظير له فتخرجت أجيال من الموسيقيين والمسرحيين فعملت جنبا الي جنب مع الشخصيات المتحفية ، ? العجب أمو ” و?ود أب قبورة ? وأبودليبة وبت قضيم و” كرتوب ?. أصبح لدينا مسرح طوّاف حمله الراحل الفذ أبو المسرح الحديث ،الأستاذ حمدنا الله عبدالقادر الي مدن السودان المختلفة عارضا مسرحية خطوبة سهير . في أوائل السبعينات ، ومنصور خالد وزيرا للشباب والرياضة ببدلاته الشارلستونية المقصبة وكرفتاته المتعددة الالوان ، يفتح الباب عريضا أمام أهل الثقافة والأدب لنبش مطمور الهوية السودانية والتعرف عليها ، فتناول معهم المعاول وإنهالوا بها علي مضامين دفينة يتلوي فيها اللسان بغنج : أركيولوجي ، أنثربولوجي ، ديموغرفي وهستري وجيوغرفي . أيضا ظهرت جماعات ذات طرح مغاير ومشوق مثل أباداماك ومجموعة الغابة و الصحراء بل وحتي ? البريفيريون ? الثائرون علي المركز وهم أهل مفهوم أنجب لاحقا مسمي المهمشين .
في 1970 تعقدت حياتنا وتفلسفت لكنها صارت أمتع .
سقطت تابوهات كثيرة وتسامح المجتمع مع زخات التجديد المتلاحقة ، ففتح بشير عباس وبنات أسرة مربي الاجيال طلسم أبواب الغناء المحترف ، وصفق الناس لمواهب الأطفال وعبده الصغير وإمتلأت قصور الشباب ومراكز الشباب بطاقات متفجرة من الإحتفاليات شبه اليومية وسجلت ريشة الراحل عزالدين عثمان هلع الأمهات بعد أن صنع أولاد الاكروبات من حبل الغسيل جادة مرصوفة للمشي . في كرة القدم ، ومنصور خالد مزهوا في منصة كبار الزوار ، إستضافت الخرطوم القمة الكروية الافريقية وأحرزت كأسها لأول مرة وعقرت لخمسين عاما . نازل فريقنا القومي أثيوبيا يوم 6 فبراير 1970 فسجل جكسا وقاقرين وحسبو الصغير ثلاثية أهداف – صفر لأثيوبيا . وبكي الناس كالايتام في الشوارع عندما خطف لاعب ساحل العاج تاهي النصر لفريقه في الدقيقة 89 يوم 8 فبراير وفي يوم 10 فبراير سهرت الخرطوم حتي آذان الفجر فرحة بهدفي جكسا وحسبو الصغير في مرمي الكاميرون مقابل هدف لهم . تصدرنا المجموعة ، وجاء الدور علي محمد البشير الأسيد فأحرز هدفين في مباراة الاعصاب الخالدة ضد حبيبتنا اللدودة مصر بعد أن ظلت صفرية الي قبل النهاية بسبعة دقائق . أحرز الاسيد في الدقيقة 83 ثم عادل لمصر أسطورتها الكروية الشاذلي في الدقيقة 84 ، ثم حسم الاسيد الأمر في الزمن الاضافي عند الدقيقة 102 فأحرق آمال مصر في البطولة . بكي المستكاوي – نططتنا وشمتنا ! وجاء النهائي في 16 فبراير 1970 غصت شوارع الخرطوم بالبشر من كل فج عميق وماخذلهم فتيتها الأماجد فأحرز حسبو الصغير هدف الفوز بالبطولة علي غانا في الدقيقة 13 من عمر المبارة ، فبكي طه حمدتو في المذياع فربما علم أن ذلك الفوز بالبطولة الأفريقية سيكون هو أول وآخر مجد كروي قاري للسودان في تلك الألفية . كل هذا الحراك المجيد ، وأضعافه صنعة الرجل الجالس في المقصورة الرئاسية ، الي جوار الرئيس نميري ، بأستاد الخرطوم في أقل من عام !
خارجية منصور خالد … وماأدراك ماخارجية منصور خالد!!
ذهب للخارجية فقلب عاليها سافلها ونفضها نفضة من لا يقبل إلا بالبرنجي .
فرغم مرور كثير من نوابغ السودان قبله علي كرسي وزارة الخارجية ، رجال بوزن محمد أحمد محجوب ومبارك زروق وغيرهم ، إلا أن منصور تبين قصورا هيكليا ، بل مخجلا ، في وزارة الخارجية . فبعد 15 عاما من إستقلال السودان ، والذي صادف عامه الاول كوزير للخارجية ، كانت وزارة أكبر بلد أفريقي تعمل بلا إدارة أفريقية ! نعم هو العوار بعينه . توفرت خارجيتنا علي إدارة للأمريكتين ، رغم بعدهما الجغرافي وضمور أهميتهما في متشابكة العلاقات الاستراتيجية ، وخلت من إدارة أفريقية تدير شأننا مع أفريقيا ؟ شرع الرجل في إستقدام أهل العلم التخصص . فعهد للبروفسور العلاّمة محمد عمر بشير ، رحمه الله ، في عام 1974 بمهمة إنشاء أول إدارة أفريقية بالوزارة ، فدفع السبة والعار عن السودان المتنعم بأفضال الجغرافيا الأفريقية والمؤسس لمنظمة الوحدة الافريقية ظهيرة 25 مايو 1963. كانت تلك الإدارة أول وشيجة أفريقية تطل عبر منافذها وزارة الخارجية السودانية علي محيطها السكني وجيرانها الافارقة البالغ عددهم آنذاك اثنين وخمسين دولة . !!
هذه الصحوة والاستلهام المستحق للأدوار الافريقية المفترضة للسودان جعلت دكتور منصور يرثي صديقنا الراحل الموسوعي الدكتور عبدالعزيز بطران بدمع هتون ( وسنعود لحبيبنا بطران لنتحدث عن بعض مناقبه ) مستفيضا في مرثيته التي أورد في جزئية منها ، مانصه ? صفات بطران الشخصية ومميزاته الفكرية تلك حملتني إبان تَوليَّ أمر الدبلوماسية السودانية على أن أنشد عونه مع آخرين من ذوي الدربة والقدارة من داخل وزارة الخارجية وخارجها. طمعت في أن يتولى بطران الإشراف على إدارة إستــحدثتــها يومــذاك وأســميتـــها إدارة الرصـــد والتـنـبـوء (Monitoring and Forecast). لا أدري كيف كان البعض سيستقبل هذا الإسم في زمان أصبح فيه نشر خريطة البروج (horoscope) في أحدى الصحف مُنكراً حُملت معه الصحيفة الناشرة، تحايلاً على نشر ذلك المنكرس : ز س. هؤلاء لأسموها إدارة الرجم بالغيب. رجماً كان أو لم يكن، إستهمتني يومذاك القضايا ذات الطابع المستقبلي: كينيا بعد كينياتا، أثيوبيا بعد هيلاسلاسي) .
لن يكفي هذا المقال لتعداد مافعله منصور خالد بالخارجية فقد أعاد صياغة شكلها ومضمونها وألّف لها إنجيلها المقدس . لم يترك شاردة للظروف أو واردة للصدف فحدد ، ومن نفخة الصافرة لتِيْتَها ، أسس إختيار الدبلوماسي ، فرسم مايلزم توافره فيه وناهض السلوكيات المضرة بدقة وأعطاها وزنا كبيرا يتجاوز الدرجات العلمية المتميزة التي مثلت أولي مراحل العبور لوظيفة السكرتير الثالث . لم يغفل منصور شيئا، فإنشغل باله حتي بالتركيب النفسي للطلاب المتقدمين . جعل القدرة علي التكيف في عوالم الوظيفة الدبلوماسية والقدرة علي الإنصهار والتناغم مع الشعوب والثقافات المغايرة ضرورة مفصلية ، وأرادها ضمن مايستوجب محددات قياسية . فالوظيفة الدبلوماسية ليست في بساطة التوقيع علي دفتر الحضور والانصراف أو التوقيع علي سيرك الوارد اليومي ، وإنما تتطلب مواهبا ومقدرات ، طبيعية ومكتسبة ، لا تأتي معية شهادة البكالوريوس كأكسيسوريز ! أستجلب منصور في لجان المعاينات علماء تنوعت تخصصاتهم لإقامة هذا الميزان القياسي العلمي المعياري ، ذهنيا وعقليا ونفسيا . يصعد عليه كل الطلاب المتقدمين في إستواء حتي تبين سنتمتراتهم . ففي تلك المعاينات جلس أساتذة العلوم السياسية منكبهم الي إختصاصي الإدارة والموارد البشرية في محاذاة الدكتور حسبو وطه بعشر أطباء المجانين والمختصين بالصحة النفسية !
“الاكسلانس” السوداني أو اللص الدبلوماسي بتنزانيا … وداعا خارجية الاخلاق
شهدنا ، ونشهد يوميا ، في هذا العهد ضروبا من العجب المتمثل في قوة العين وقلة الحياء في النهب العلني باستخدام صلاحيات الاستوزار . تكفيك نظرة لصور الوفود الوزارية ، وطريقة الجلسة وحركة الأيدي ، في حضرة من يقابلونهم من الأجانب فتنطق الصور الصماء بلسان وشفتين وتنبئك بما يدور ! . خارجية منصور خالد كانت عنوانا للسلوك الدبلوماسي المنضبط وذات لوائح تفيض بإسهاب وتفصيل لا يغادر شيئا ، من الهندام وحتي كيفية الاكل بالشوكة والسكين ، وتشدد علي التابوهات والممنوع في كتيب أسموه في الخارجية (الكتاب الازرق) . أما خارجية العراريق والمظهر البئيس والسكن الرخيص والمتاجرة في كل شئ ، فقد جعلت تصرفات وثقافة وتأهيل ومحتوي ومظهر الدبلوماسي موضوعا حاضرا يصيب الرعايا السودانيين بالخجل والتقزز قبل عناصر شرطة الحراسة المكلفة في الأكشاك الخارجية . أحد هؤلاء إستوقف أحدهم سودانيا وإستأمنه سرا يحرّقه ( ياأخي عرفت الدبلوماسيين السودانيين من زمااااان ، إيش اللي صار ببلدكم ؟) فتواري صاحبي خجلا من شاهد تعرّف علي أمر جلل. نعم ، إنتقلت عدوي الوزير الشحاد ، والوزير صاحب المغالق والأسمنت والسيخ الأوكراني والتركي ٥ لينية ، الي طواقمهم بالسفارات الخارجية . فأصبحوا ?بارتايم? دبلوماسيين وفُل تايم أي شئ آخر . إنصرف دبلوماسيو الانقاذ عن خدمة مواطنيهم لخدمة أغراضهم ، فحصلوا علي المنح الدراسية لأبنائهم والدورات التدريبية لأخوانهم وأخواتهم والعلاج المجاني لزوجاتهم وأصهارهم بل وأمنّ بعضهم إقامات كاملة لأسرته في البلد المُضيف لضمان العودة إليه بعد إنتهاء المدة ! تاجروا في العملة والموبايلات والعربات وكل مايمكن بيعه وتنافسوا علي شحن الكونتينرات . بل أصبح بعض السفراء ألص من فأرة وبقلب رابط لا يخشي ولا يختشي بل ويطالع ضحيته بعين فولاذية . فلدي وثائق عائبة عن سفيرهم الحالي بتنزانيا ( كان مديرا لمكتب كرتي ومتأسيا به لدرجة خلط الخاص بالعام فتزوج إكسلانسة مثل وزيره ).ليت لص تنزانيا إنصرف فقط لإدارة أعماله فقد إنطلق في سوق الله أكبر متخصصا في نهب رعايا بلاده دونما إكتراث أو خوف ! فمنذ أيام وزير الأسمنت والمغالق علي كرتي ، ظل بعض ضحايا هذا السفير اللص من التجار يلاحقونه لإرجاع 400 ألف يورو بلا جدوي ! إشتكوه لكرتي فقال لهم أصبروا عليه ! ذهب كرتي وجاء وزير جديد وصاحبنا يمارس السرقة وباق في محطته والضحايا ينتظرون !!أهم ممنوعات خارجية منصور خالد حظره التام سكن الدبلوماسيين السودانيين والملتحقين بالبعثة من وزارات أخري ، في الأحياء الشعبية . ولضبط الموضوع فإن السفارة كانت هي من يستأجر المساكن في المناطق الأكثر رقيا ولم يُصرف بدل السكن للدبلوماسي أبدا ضمن مرتبه حتي لا تهمين تفضيلاته علي قرار أين يسكن – فالنفس أمارة بالتوفير .هذا الاجراء الاحترازي هدفه ألاّ يصبح ? بدل السكن ? من مقتنيات صندوق الختة أو بندا للصرف علي ?دهب المرا? . في ذات مرة ، كان سكن السكرتير الثالث في اليابان يفوق مرتبة بضعة أضعاف . فمع غلاء اليابان المعروف ، فإن بدل السكن في يد هذا المسكين سيراوده حتما عن نفسه فيطمع في التوفير من ذلك المخصص فيسكن في ? كرتون ? طوكيو ويطعم نفسه من أسواق ? الله كتلا ? في ذيك النجوع والأمصار حتي يوفر لبناء الطابق الثاني إن رجع للخرطوم ! حرّم منصور خالد علي الدبلوماسيين كثيرا من السلوكيات المتفشية اليوم ، غير اللهث في الإتجار والسمسرة وبيع كل ماله صلة بعلم الجمهورية المسروقة من الرئيس وحاشيته ومادونها فمثلا ، حظر سكني الأقارب بمساكن الدبلوماسيين ، ولو كانت علاقة من الدرجة الأولي أذا تجاوز الأبن أو الابنة سن البلوغ . فإن سكنت الأسرة الممتدة بمسكن الدبلوماسي ، وجبت مساءلة الدبلوماسي ولو كان السفير نفسه . كنت لن تري إلا ضيافة عابرة لهؤلاء الأقارب فالمسكن ملك لحكومة السودان ويتمتع بالحصانة الكاملة من قوانين البلد المضيف . أما في هذا الزمان فلم يقم الأبناء والبنات بمنزل أقاربهم فقط ، بل أصبح مسكن الدبلوماسي عنوانهم وعربات السفارة عرباتهم رغم لوحاتها المُحرِّمة الإستخدام الشخصي لغير الدبلوماسيين وفق ضرورات الحصانة .. فتزوجوا في سكن الدبلوماسي ، وتناسلوا في المسكن الدبلوماسي ، وإحتفلوا بالسماية فيه ودفع المواطن المنهوب فواتير هذا التناسل بماقيمته الألأف المؤلفة من رسوم الـتأمين الصحي والولادة.
ماذا كانت النتيجة ؟
وزارة مبرّأة من محسوبية الإختيار ، ووزير مصاب بعمي الجهوية والإثنية واللون والقبيلة وأفخاذها. وزارة إطمأن كل أهل السودان أنها تمثلهم قاطبة . فيها إبن المدينة الحنكوش وفتي القرية المعرّق اليد من شغل الحواشة الذي ستعلمه وظيفته الجديدة هجائيات مينو غذائي جديد فيه الاستيك والقِرل والبيتزا وتحول الأسفار بينه ، ولسنوات طويلة ، وبين التركين والكول وأم شعيفة والويكاب وأم تكشو والبفرا. ولو كان ممن يتجشأؤن بعد الشربوت والبغو والدكاي ، فسيكون دونه مُرْ الشعير من منتجات البدوايزر وأنهايزر بوش ويتأكد فطامه من عصائر القنقليس والقضيم . في زمان منصور أصبحت الخارجية إنموذجا لسودان مُصغر ووعاءا للصهر السلوكي وشهادة ميلاد للعبور الطبقي !
فبعث أبناء الخارجية الي جامعات الدنيا لنيل الدرجات العُلا ، وأصبحت البحوث هي اساس الترقيات وكافأ الإنجاز بأحسن منه ، وحتي الضباط الذين إستبعدهم نميري من الجيش وأراد نفيهم ، خشية علي حكمه ، فإن منصور صارعه وإختار الأكفأ والأقدر من طينة العسكرتاريا المفكرين ، أمثال الراحلين الجنرالات أحمد الشريف الحبيب والرشيد نورالدين وغيرهم .
عكف منصور في سلطنته علي النطق بمفاهيم عامة إختارها كعناوين حادية للإنجاز وأورثها حوارييه ، ومن ثم إنطلق معهم وإنهمكوا في تبويبها وتعريفها : السلام وضروراته ، التنمية وسبل تحقيقها والتعليم كعماد محوري لتطبيقات هذه الأحلام . أهم ماحققه هو أنه جعل بنية التصورات التي تستند إليها الدبلوماسية السودانية موّحدة أينما يممت وجهك ، وفي ذات الوقت ترك أمام دبلوماسيه مساحات ممتدة للخيال بما يتسق وإملاءات الموقف . فلو سألت سفيرنا في أنجمينا أو السكرتير الثالث في واشنطن أو المستشار في بكين أو السكرتير الأول في الدنمارك أو الوزير المفوض في إيران ، وأضرابهم في حواضر العالم ، عن الفرق المفهومي مابين التخطيط الإستباقي ? Preemptive Planning وتقدير الموقف Discretion Assessment لتناغمت الاجابات وتطابقت فالكل يقرأ من منظومة النوتة الموسيقية للمايسترو التي غدت المخيلة المهنية الجامعة للوزارة . فالمسطرة الآدائية إن إستقامت ، أجهزت علي التصريحات المتضاربة والأفعال المتناقضة التي تذهب بريح وهيبة الدولة . حينها ستقرأ تصريحا لوزير في وزارة يأتي تكذيبه من خفير في وزارة أخري ، وسيصاب الناس بنوبة من الاستغراب لمثل هذه الفوضي والإبتلاء بمثل هذا الكم الهائل من الألسن الناطقة بمتضارب القول والسياسات ، ولنا في بيع أوعدم بيع ، ترحيل أو عدم عدم ترحيل جامعة الخرطوم نموذجا ماثلا.
إنطلق الوزير مع شباب وكهول خارجيته للعمل . فمثلا ، علي محور السلام كانت إتفاقية أديس أبابا 1972 . وتبع ذلك تعريفات لدور الدبلوماسية وتجذيرا للفهم أنها حاضنة تسويق للمشاريع التي تنشد دعما تنمويا. أصبح دبلوماسيوه سعاة لإستقطاب الدعم ، ورجال مبيعات ، لوزارات الانتاج برؤية وظيفية Functional ثاقبة تخطي بها منصور خالد بعشرات السنوات الادوار التقليدية للدبلوماسية . ماعرضه منصور في 1971 هو ذات المفهوم الذي عرضه الرئيس بيل كلينتون في خطبته في حالة الإتحاد في 4 فبراير 1997 متحدثا عن عوائد الاسثتمار الدبلوماسي من منظور التكلفة الدولارية للإنفاق علي الصراعات ( ولمنع إنتشار الأمراض والمجاعات فإنه يأتي بريع أوفر في الأمن والوفورات ) الخاصة بالميزانية علما بأن الإنفاق علي الدبلوماسية يقل كثيرا جدا عن المتحقق من أهداف . ضمن هذه الرؤية الناضجة قادت الخارجية ، ومعها الوزارات المستفيدة ، جهد الاستقطاب والاتصالات فحصلت علي أكبر قرض في تأريخ السودان طيلة فترة حكم نميري من صندوق التنمية السعودي مقداره 200 مليون دولار تم تخصيصه كله لمؤسسة التنمية السودانية . وفي محاور التعليم سنقف قليلا لنوفي منصور وبعض الرجال حقهم .
[SIZE=5][COLOR=#0024FF]وزارة التربية والتعليم عام من الحيوية بعد عقود ساكنة : شهادات معلمين عاصروه[/COLOR][/SIZE]خدم منصور خالد لأقل من عام واحد أو نحوه وزيرا لوزارة التربية والتعليم( 1976-1977) . حق عليّ أن أشير الي الكلمات الصادقات التي تركها في بريدي استاذ الأجيال الطيب السلاوي ، الملحق الثقافي السابق بواشنطن أطال الله في عمره ,ومتعه بصحة البدن. كتب لي الأستاذ السلاوي المقيم في ولاية ميرلاند ( اقول انى سعدت كثيرا بمتابعة مقالتك هذا الصباح عن الدكتور الكريم منصور.. الذى لم اسعد بلقائه والاستماع اليه فى امتاع ومؤانسة الآ مرّة واحدة كانت فى داركم العامرة على شارع 123 فى فيرجينيا قبل سنوات لا ادرى ان كانت فى هذه الالفية او من بين سنوات سبقتها، مما يجعل الذاكرة لا تختزنها مثلما لا تزال تختزن احداث وذكريات “ذلك الماضى الذى كان لنا وكانت منه تنساب المنى نحو سودان جديد(حسبما نظم استاذنا الراحل سعد الدين فوزى فى بدايات اربعينات القرن العشرين)ذلك الماضى اذى كانت ايامه بكل المقاييس وافرة الاشراق.. اقول لم اسعد بلقائه الا فى تلك العصريه فى معيتك وآخرين ..رغم معاصرتى له فى عام (1954-1955) هو فى عام دراسته القانونية ألأخيرة وشخصى الضعيف من بين “برالمة” كلية الآداب فى جامعة الخرطوم.) إتصلت فورا بالأستاذ الكبير السلاوي أولا لأشكره علي كلماته الطيبة ، ومن ثم لإستنطاق شهادته إذ أنه وبحكم وظيفته القيادية في وزارة التربية آنذاك سيكون من الثقاة للحديث عن وزيره كما شهد عليه في 1975 . قال لي أنه وطيلة تولي منصور للتربية والتعليم كان في مدينة مدني ولم يكن محظوظا بلق?
حفظ الله منصور خالد الرمز السوداني الذي لن ينساه التأريخ …..شكرا للكاتب القدير علي هذه الاضاءات الفخمة
ده كلام عجيب ومن غريب أدب سرد السير الذاتية،، التحية للدكتور منصور خالد وربنا (يديهو ويديم عليهو) الصحة والعافية،، أما مصطفى عثمان اسماعيل فقد بالغ مبالغة شديدة وهو دائما في حالة مبالغة وآخر مبالغاته قبوله منصب سفير في سويسرا موظفاً في وزارة كان هو وزيرها ،،
يا سلام رجال نفخر بهم أحياءً أو أمواتاَ …. بالله هل تتذكرون كلب الحكومة النباح بماذا كان ينعته … قاتل الله ذلك الكلب الجاهل كان يسميه مهزوم بائد إنظروا للسذاجة وقلة الحياء … كان ذلك الأهبل يسمينا نحن طلاب جامعة الخرطوم (أحفاد غردون النصراني النجس), فهل هناك أنجس من طائفته وشيعته؟؟؟؟؟
عمل دكتور منصور خالد مع جعفر نميرى .
ما يكتبه صديقنا .. صحيح .. عن الرقم منصور خالد .. وليس هناك شخص ينكر قدرات منصور .. ولكن ابراز أنه كان صديقا لبوش أو أمير .. تصوره كانه لاهثا وراء شهرة ..
ومنصور قادر أن يخترق .. ولكن اليوم .. ودكتور منصور وهو فى خريف العمر .. ربما يسأل نفسه .. عندما يكون وحيدا .. وهو المتصوف .. نتائج تجربته ؟؟ ..
تجربة منصور خالد .. ليست فيها سجون .. أو عنت .. واختار لنفسه .. أن يكون مع الصفوة .. وهذا لا يحرمه منه أحدا .. ربما تجربته كسياسي .. فيها الكثير من العنت والعذاب له شخصيا .. وايضا مهموم بالشأن السوداني ..
ولكن ما يهمنا .. نتائج تجربته أين أفلح ؟؟ واين اخفق ؟؟
نترك أقرانه .. يكتبون عنه .. والجيل الجديد من صحافة وطلبة السياسه ..
من جيلنا .. كان وزيرا للتربية وانتقل للخارجية والشباب .. ويتنقل كالفراش الحائر .. ومنصور يجيد استغلال الفرص ..
ومنصور .. كان يجد هذة الفرص .. كما قلت محبا لبوش والامراء .. من نظام نظام النميري الذي كان يساريا .. دفعوا حياتهم وارواحهم .. .. ولكن ظل منصور .. يتحين فرصه فى التعبير حسب خارطته .. وصل طموحه أن يتقلد منصب الامين العام للامم المتحدة .. وطلب من نميري .. أن يذلل له الطريق حيث أنه رئيس البلاد ..
لكن ما يحيرني .. ا، منصور خالد .. مهندس الاتفاقيات مع التمرد .. حمل ذات الافراد .. والتمرد .. وحمل السلاح واتجه الى الغابة .. يسمع بنفسة .. قرقرة السلاح .. تحصد الجيش السوداني .. كان تحت مظلته مستترا .. وحقق الكثير من الطموح الشخصي ..
أكثر من هذا لم يستطع منصور .. أن يتنفس مع الشعب عبير انتصار الشعب .. وهو محاربا لنميري .. كانت له أجندته الخاصة ..
طلب هو وقرنق المال والسلاح من القذافي .. ووجد ضالته لكراهية القذافي لنميري .. ..
وتم حصد .. ارواح ومقدرات الشعب .. ومن بينها معدات قناة جونقلي .. مليارات ..
أنا عندما اسمع بأن هناك لصا أو فاسدا .. أتذكر المليارات .. والارواح التى طارت بسبب التمرد
عاد منصور وقرنق .. من فوق دبابة البشير .. حاكما .. ونائبا .. ابتسم قرنق .. ولم نشاهده بعد برهة .. وانفلق الوطن ..
نتمني لدكتور منصور حياة طيبة .. وهو فى هذة السن .. ولكن نطلب منه أن يوضح تجربته لهذا الجيل الحائر المثقل ..
لا أن يقول .. أكتب كتابا باللغة الانجليزية .. وأن يترك النرجس .. مع التحية له
الدكتور منصور خالد علم سوداني مرموق و مميز دون شك و قد صرح أنه يفتخر بانجازاته في التعليم – جامعة جوبا أكثر من أي شيْ…
اذا تركنا التمجيد و الhero worship و ركزنا على الobjective recognition سنجد أن الدكتور منصور خالد عمل ضمن فرق كانت توقر التكنوقراط و تضع السودان أولا و لها standards انقرضت فيما بعد، فهم لم يورثوا شيْ و لم تطغى اعتبارات ولائية ضيقه على كفاءتهم و نحن سودانيو المهجر ما زلنا نتشبث بسيرتهم الطيبه التي كادت أن تنسى في عهد الانقاذ و الاسلامويين…
صرح أحد منسوبي المؤتمر الشعبي أنهم أكثر ثقافة من رصفاءهم في الساحة السياسية…و من الواضح أنه يقصد الساحة السياسية التي سحقوها باقصاء كل من لا يوافق نفعيتهم الدوغماتيه البغيضه و بالمناسبه لماذا لا يوجد تركيز على نزيف الهجرة في عهد الاسلامويين و هل هذه الظاهرة حميدة و ما هي عواقبها على المستقبل..؟ الكل يعرف أنهم يريدون العقول و الكفاءات خارج الوطن و يريدون جيل سطحي مدجن مشبع بثقافة الرقص و الhot dog غير قادر على زحزحتهم و لكن مصيرهم مصير أمثالهم في تاريخ البشرية سقوط ثم ادانه.
من جمال محمد أحمد و د.منصور خالد العباقره لمصطفى عثمان و شهادة الدكتوراه المضحكة و كرتي التاجر…
لن نغفر و لن يغفر التاريخ للاسلامويين للتشويه المتعمد الذي لحق بالسودان على أيديهم.
أراك أهملت الدور الرائد للمرحوم جعفر بخيت في تأسيس جامعتي الجزيرة وجوبا .. د. جعفر للحقيقة والتاريخ فقط كان هو صاحب الفكرة والقائم على تنفيذها منذ البداية على أنه قد يكون لمنصور دور مؤازر للمرحوم جعفر بخيت في المداولة والتفاكر في إنشاء الجامعتين .. كانا أصدقاء رغم بعد الشقة بين طباعهما وسلوكياتها العامة .. كانا كلاهما من أبناء أمدرمان مع صلة بالعمراب الذين جاء منهم أفذاذ عديدون في تاريخ السودان .. د. جعفر كان صاحب إبداع وتجديد ومنصور أشتهر بالقدرة على التوثيق والرصد بغير إفلاس من صنع الجديد .. د. جعفر كان محبا للسودان وبواديه بطريقته الزاهدة الخاصة ومنصور كان أفرنجيا بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات … قيض لي أن تصل لي عن قرب ونسة صداقة بينهما قال فيها منصور لجعفر أنت ما عندك شغلة غير أم برمبيطة وكاجوكاجي والحتات دي؟ .. ياخي اتحرك شوية وشوف العالم دا فيه أيه .. بحيرة جنيف وآيات الجمال في أوروبا وأمريكا.. رد عليه جعفر قائلا: أنا أجد نفسي تماما وسط تراب السودان وأهله و”كيفي” ومزاجي كله هنا .. إذا ذهبت إلى هناك فإنما هو واجب فحسب .. أقضيه بأعجل ما يكون ثم أعود لربعي في أم برمبيطة وكاجو كاجي .. رحم الله د. جعفر وأمد الله في أيام منصور .. وأبدا ومهما يكن منطقكم ومنطق منصور لا نستطيع إلا أن نترحم على الرئيس نميري فهو الذي أتاح لهذه القمم أن تظهر وتبدع ، وإن حصل بعدها ما حصل، ما أظن سوى أيام نميري يكون للمثقفين حظ سوى تحت عباءة أحد السيدين.. شكرا
The writer has spilled very good language to try to imitate his master or friend as he mentioned it. One word has a rose my attention to what the Sudanese are to ignore what the language is defining it “The Word
Rattana” as written in Arabic which it means an understood words, phrases or language, which can only be applied for birds and other animals sounds, not any group of society with a language they use to communicate to each other among themselves, even if others do not understand that. For them Arabic Language can be called “Ruttana” too since they do not understand it. So better for this writer to try to go an visit the linguistic sites or dictionary may Arabic one to clarify what does this word means. For Arabs other non Arab are “Agams” which means in broad Arabic Language not knowing anything, but what could be a measure on a reverse concept for others towards Arabic Language? Following these terms of imitations to have attempts of brilliant writing does not by any way means a person is really called prominent intellectual. But for you Dr. Mansour Khalid, God Bless you and Save you for long live, what you did to the whole Sudanese in the first place is not an easy thing through your huge identical books and thoughts.
لا أدري ممن أعجب —— من عبقرية الكاتب صاحب المقال أم من عبقرية من كتب عنه .
لك الشكر والتقدير لهذا النوع من الكتابه الأنيقه والرصينه كأناقه ورصانه منصور خالدوعكس إضاءاتالتى تخص المصلحه العليا وتمس المواطن والوطن شيئ جميل جداوحديث وغير موجودبهذه الأمانه الغير مربوط با الثمن المدفوع والبخث من ورائهاالمصلحه الشخصيهفى إعلامنا اليوم،واسأل الله يزيد ضميرك الحى بما فيهو الخير للناس والوطن
لا تحرمنا من مقالاتك أيها الأستاذ الكبير ، فكلها تنضح حقائق مبهرة ، أنر الطريق بمثل هذه المعالم من أفذاذ الشعب السوداني لعل الله يجعل منها نفخة في جسد الشعب الذي أهلكته هذه الهجمه البريرية التي جسمت على صدره هذه السنين العجاف ، ،،
ينصر دينك يا أستاذ عبد الرحمن الأمين ، اليوم قرأت مقالك الأول ثم تلوته بهذا المقال ،، وتحسرت مرتين .. مرة لوجودك خارج المنظومة الإعلامية لبلادنا تلك المنظومة التي تحتوي ثل من الأفاكين والأرزقية وشذاذ الآفاق مثل البلال الطيب وتيتاوي والظافر والضو بلال والطيب مصطفى واسحق فضل الله وغيرها من أسماء تبعث على الاشمئزاز والشعور بالغثيان …. أما الحسرة الكبرى فقد فقد داهمتني طيلة الوقت الذي قضيته في بين فصول المقالين ، كانت حسرتي ناتجة عن سؤال كبير ألح على خاطري وأنا أطالع سيرة هذا الرجل العملاق بل الهرم منصور خالد ،، كيف يكون في بلادنا مفكر بقامة الكثير من زعماء العالم وعلمائه ونحن نرزح لأكثر من قرن تحت حكم هذا العسكري الأشتر؟؟؟!!! يا لتعاسة الإنسان السوداني
مش كان رسل ليهم كروت معايدة كريسماس ( قوله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) صدق الله العظيم
واعجبي واسفي على بلاد يحكمها من يحكموها الان وفيها رجال مثل منصور خالد، ومثله من الكثيرين الذين جاء ذكرهم في غي هذه السلسلة وعيرهم. لا ادري اهي لعنة من الخالق ام ماذا حل بشعب السودان ليرضي بواقع الحال الدي يتجرعه اليوم من أناس لا يرون ابعد من ارنبة انوفهم….. أرى ان ما ختم به كاتب المقال هو وصفة الخلاص التي علينا الركون اليها وهي:( تذكروا أن شرارة العصيان المدني ، ومن ثم الثورة الكبرى، يمكن أن تبدأ كقرار أسري يلتزم به أهل المنزل . ماذا لو قررنا البقاء بالبيت ؟ هل سيلقون القبض علي الوطن ويرسلونه الي موقف شندي ؟ ؟)
اكثر ما يعجبني في منصور خالد انه يجيد ويخلص ما يصنع وله هبة من الذكاء وبعد النظر ووطاقة العمل ومهما بدت انجازاته كبيرة في اعيننا تظل شيئا عاديا عنده. فاذا حلل اذهل واذا كتب امتع واذا ادار ابدع ! وبعد هو رجل معتد بنفسه عن حق واثق من نفسه واسع الحيلة عظيم القدر محبوب اثير عند من يعرفون قدر الرجال مثل شخصية السوداني خير تمثيل وحفظ كرامتها !اين منه ذباب الانقاذ من كيزان وانتهازيين والذين هم في احسن حالاتهم لا لون ولا طعم ولا رائحة. شكرا لك عبد الرحمن وانت تزيح الضباب الذي تكاثف علي اذهاننا بفعل الرهق والمهانة والمذلةالتي عركتنا بها الانقاذ فيظهر الرمز منصور خالد يتمدد عملاقا بطول السودانين ثم يعلو ويرتفع كنجم السماء
لله درك يا “ودالامين” الآخر.. امتعتنا بلغة منصورية خالصة في حق المنصور نفسه، فلا يليق بمنصور إلا مثل هذا الأدب الرفيع من الكتابة، فكنت اهلا وابدعت أيما ابداع فيما سطره يراعك السيال.. وكم تمنيت، بحكم صداقتك وقربك من المنصور، لو أن اتحفت أجيال السودان بكتاب عن هذا الرجل الفذ.. واحسبك قادر على ذلكز
لك التحية والتقدير،،
حقيقة، كنت في نهاية كل فقرة من مقالك هذا، اجد نفسي اصيح من داخلي، كما بلهاء الانقاذ “الله أكبر”.
أيها المتأسلمون هذا هو د. منصور خالد و هذه إنجازاته فما هى إنجازاتكم او إنجازات الهالك الترابى انه صفر مع خراب و دمار لكل جميل
فى هذا البلد المنكوب بكم . فساد و قتل و كذب و نفاق و ازلال و تسول و انحطاط اخلاقى فى بلد
كان كنجم ساطع بين الامم اوصلتموه الى الحضيض.
الاستاذ الصحفى بحق وحقيقة
لك التحية
اخر فضائح (بروف) غندور وزير الخارجية الحالى ومساعد رئيس الجمهورية ورئيس اتحاد عمال السودان السابق !! أنه ذهب لدولة الكويت فى مهمة رسمية ومن ثم سارع لمقابلة بكرى حسن صالح نائب الرئيس وطلب منه دعم وزارة الخارجية ووجه بكرى بذلك , لكن ما استوفقنى أن من ضمن الانجازات التى حققها غندور من زيارته للكويت والتى افتخر بها امام نائب الرئيس ليستقطب دعمه هو الطلب من السلطات الكويتية أعفاء حاملى الجوازات الدبلوماسية و(الخاصة أول مرة اسمع بها !!) من تأشيرة الدخول للكويت . الجوازات الدبلوماسية التى تمنح لابناء الوزراء على اساس أن مهنة الممنوح هذا الجواز الدبلوماسى مدرجة كأبن الوزير صلاح عبد الله !! أذن فى عهذ العهر الانقاذى تمنح الجوازات الدبلوماسية للابناء والزوجات وأبناء العمومة أبناء الخالات ولا يستحى مانحها من أن يكتب فى خانة المهنة ابن الوزير الفلانى على كثرتهم , ولا ادرى كيف تمرر سلطات الجوازات الاجنبية مثل هذه الجوازات علما بانها تمنح لتسهيل أسفار الديبلوماسين بموجب أعراف ديبلوماسية عالمية ..
الوزراء والدستوريين وعوائلهم أحالوا صالات كبار الزوار الى سوق ناقة تجد فيها كل من هب ودب أصبحت عند نساء هؤلاء البشر سببا لخراب الاسر , فقد حدث أن أحد الشباب تزوج من بنت أحد الدستوريين وفى رحلة شهر العسل طلبت منه العروس الخروج من مطار الخرطوم من صالة كبار الزوار لكنه رفض . هذا الرفض كان خميرة عكننة اطاح بالزواج بعد أقل من شهرين . خربت عائلة من أجل بفعل فساد وبوبار أسر طبقات ثورة الانقاذ الالوطنى . قاتلهم الله ….
رحم الله النميري الراجل الكلس الجاب ديل كلهم ولولاه لما وصل منصور خالد للوزارة.
قليل من الانصاف ياكاتب الموضوع للنميري لايضر واراك تتجاوزه وهو الفيل الذي في الغرفه He is the elephant in this room
لله درك يادكتور منصور خالد ويالها من سيرة ناصعة …شكرا لسنواتك في خدمة بلادنا ونعتذر لك عما أصابك لؤم من الباطلين والمتسكعين والعاطلين ولا نامت أعين الجبناء . شكرا لك علي كل حرف يأأستاذ عبدالرحمن الأمين فأنت آخر الصحفيين المحترفين في السودان ، علما ومهنة وثقافة ..حفظك الله ذخرا للوطن
[email protected]
نعم هو شخص ذو علم و ثقافة و مكانة عالمية و كل ما قيل عنه فقط حددوا فائدة السودان من هذا العبقرى
لك الشكر يا أستاذ الأمين،
التحية للأديب والسياسي و المفكر و الدبلوماسي الرفيع الدكتور منصور خالد
من اهم إنجازاته إبان. وزارة الشباب عقده للندوه الفكرية. الشهيرة. التي استقدم إليها اشهر المفكرين أو آنذاك ولأول مرة في السودان من وزن كمال جنبلاط
ونايف حواتمه وغيرهم بالإضافة. الي فطاحلة السودان !!!!!!
السودان كان يعوّل علي أمثال المفكر منصور خالد أن ينتشلوا الوطن من وهدته وأن يقيلوا عثرته فيحدوا بركبه إلي الصِراط القويم لكنه إختار سبيل نقص القادرين عن التمام.
يااستاذ عبدالرحمن الامين
الدكتور منصور خالدإما أن تحبه أوتبغضه
لماذا يبغض البعض من امثال دكتور عبد الله على ابراهيم دكتور منصور خالد اشد البغض
ولماذا لم يرد دكتور منصور على سخافات دكتور عبدالله ؟؟؟؟؟؟؟
______________________________________________
اعتقد ان اول من طبق منهج كلية الطب المبتكر هو الدكتور بشير حمد والذي يستضيفه. هذه الأيام برنامج أسماء في حياتنا ونقله الي الجامعات السعودية
واستضاف البرامج طلابه خريجي جامعة الجزيرة ومختلف. الجامعات. العربية ،،،،والله. اعلم. !!!!!!!
“ووبخ الوسيط بعد أن فشلت كل أحاييله من الافلات من هذا المبعوث الرئاسي الانقاذي الذي تعلم من طب أسنانه كيفية إحكام الحشوة اللاصقة ، فتتسمر ولاتسقط مهما حدث .” أ. هـ. بالله!! دا ياهو ذاااااااااتو القال علينا شحادين؟!
شكرا اخي ود الامين ان رددت لرجل كريم حقه المضيع لرجل لا يتكلم عن نفسه ولي من الوقائع من الاهل والصحب الذين خدموا معه ما يؤكد واكثر مما قلت فقد ادهشهم الرجل بانصافه وتذكرهم علي الدوام شكرا ود الامين علي هذه اللغه وليس غريبا فانت من اخدان الهرم منصور المدهش حقا الصامت الباحث العامل
لعزيز عبدالرحمن الأمين ، تحياتي الودودة
ليت المستصحفين الأنقاذيين بدون ذكر الاسماء يقرأون هذة المقالة ليعرفوا معنى المهنية العالية وكيف تكون الكتابة وليس رصف الكلمات بالحروف . بئس القوم الذين دمروا السودان بصحافتهم الصفراء و باعلامهم المضلل ولكم في ساحات الفداء اسوة سيئة كيف يقلبوا الحقائق وحسين خوجلي والوانه الباهتة كيف وظفوا أقلامهم إيان الديمقراطية وموت أميره وتهييج الراي العام وكيف هللوا للهالك عرابهم وكيف كان باسهم بينهم .
منصور خالد ولد حوش الشيخ عبدالماجد وحوش أمير الصاوي وحي ود اللدر لله درك أخي عبدالرحمن وماخطه يراعك .
كنت حينما اسمع بعض المغفلين يهجو ويشتم منصور خالد اصاب بالاكتئاب لسطحينهم البادية ..
هذا المقال مميز بادب السير الذاتية فخيم العبارة رشيق المعنى يشبه بديع منصور وثرائه الفكري ..
شكرا الصحفي المحترم عبدالرحمن الامين ..
سنظل ننتظر هذه الدرر النفيسة
… للصديق الدكتور عبدالرحمن الأمين كثير التقدير والامتنان
طيب ورينا نتيحة نصائحه الغالية لأهل الجنوب بالإنفصال وماذا فعل بهم وهل أصبحوا مواطنين درجة أولي
( وزارة إطمأن كل أهل السودان أنها تمثلهم قاطبة . فيها إبن المدينة الحنكوش وفتي القرية المعرّق اليد من شغل الحواشة الذي ستعلمه وظيفته الجديدة هجائيات مينو غذائي جديد فيه الاستيك والقِرل والبيتزا وتحول الأسفار بينه ، ولسنوات طويلة ، وبين التركين والكول وأم شعيفة والويكاب وأم تكشو والبفرا. ولو كان ممن يتجشأؤن بعد الشربوت والبغو والدكاي ، فسيكون دونه مُرْ الشعير من منتجات البدوايزر وأنهايزر بوش ويتأكد فطامه من عصائر القنقليس والقضيم . في زمان منصور أصبحت الخارجية إنموذجا لسودان مُصغر ووعاءا للصهر السلوكي وشهادة ميلاد للعبور الطبقي !)
ماأروعك وأصدقك أيها الكاتب النحرير ……أحس بوجع وألم كبير أن مثلك يسمي صحفي والهندي عزالطين وإسحق فضلة الشيطان والطيب مصطفي الجهلول يسمون أنفسهم أيضا صحافيين ؟؟؟! متي ستشرق شمسك يابلد ؟ متي ؟
للدكتور القامة منصور خالد ألف تحية ولك مثله يااستاذ عبدالرحمن الامين