الأرض … وأنسان الجزيرة !

الأرض … وأنسان الجزيرة !

محسن النعمة
[email][email protected][/email]

سعّت حكومة الأنقاذ منذ قدومها الى السلطة الى أنتزاع أرض مشروع الجزيرة من أصحابها الحقيقيين فبدأت بأهمال المشروع ، ثم بيع مؤسساته – حتى السكّة حديد ، ثم رفع يدّها عن التمويل تماما، ثم اجازة قانون عام 2005 لأكمال المهمة (خصخصة جميع وحدات المشروع وتحويل أرضه من أرض عام تحت حيازة المزارعين وملكية الدولة ،الى أرض خاص في حوزة أفراد من رأس المال الطفيلي)، وأخيرا التعاقد مع المصريين لادخالهم في مشروع الجزيرة احلالا لمزارع وعمال المشروع ، ولكن اني لأسألهم كيف يمكن أن يشتري المرء السماء؟؟ كيف يمكن أن يباع الشرف؟! هذه فكرة حقيقة غريبة جدا!!.
“ان كل قطعة أرض في المشروع مقدسة عند انسان الجزيرة، كل سرابة، كل جدول ماء جاري، كل قندول ذرة ، كل سنبلاية قمح ، كل لوزة قطن، كل باعوضة طنانة، كل هذا مقدس في ذاكرة وتراث انسان الجزيرة!”.
اننا في الجزيرة نعرف الماء الذي يجري في الجداول كما نعرف الدم الذي يجري في عروقنا، اننا جزء من تلك الأرض وهي جزء منا. أبوعشرين وأبوستة ، والتقّند ، والجدول أخواننا. اللّبقة ، والتّقة ، والشلابي، أخوات لنا- الطمي، وندى المروج ، وضهرأبوعشرين، والضبران، والمحطة، وعكارة الكسرة بموية الطمي، سرج الحمار، والخرج ، واللباب ، والطورية ، والكدّنكة ، والكوريك ، والواسوق ، وانسان الجزيرة……الكل ينتمي الى العائلة نفسها (مشروع الجزيرة).
الماء الرقراق الذي يجري في الجداول والسراب ليس مجرد ماء ، بل هو دم أجدادنا فاذا أنتزعتم أرضنا ، فلابد أن تتذكروا أنها مقدّسة، وكل أنعكاس لامع على صفحة ماء الترعة ، يبوح بأحداث وذكريات في حياة انسان الجزيرة. فخرير الماء في الجداول هو صوت أجدّادنا.
ان التّرع في الجزيرة وكل قنوات الري أخوة لنا ، فهي ظلّت تروي ظمأنا وتسّد رمقنا ، وتسقي حيواناتنا وتطعم أطفالنا ، وتعلم وتداوي شعبنا ، لذا فعليكم أن تمنحوا هذه التّرع الرحمة التي تمنحوها لأي أخ لكم.
أذا أنتزعتم أرضنا، فتذكروا أن هواء أرضنا عزيز جدا علينا لأنه يشاركنا بروحه في الحياة التي يمنحها لنا ، فالريح التي منحت جدّنا أول أنفاسه هي نفسها التي تلّقت اخر أنفاسه، كما أنها هي التي منحّت أطفالنا روح الحياة. اذا أنتزعتم أرضنا ، فعليكم أن تحافظوا على قداستها، كمكان يمكن للانسان أن يلجأ اليه فينعم بالهواء الطبيعي الطلّق الذي عطّرته رائحة الدعاش والطمي.
هل ستلقّنون أطفالكم ما لقننّا له أبائنا ولقّناه أطفالنا؟ أن الأرض هي شرفنا ! فما يصيب الأرض يصيب أيضا شرف أبناء الأرض.
هذا ما نعلمه أن الأرض لا تنتمي لأنسان الجزيرة بل انسان الجزيرة هو الذي ينتمي للأرض، جميع الأشياء مترابطة كالدم الذي يوحد بيننا جميعا ، فأرضنا هي التي وحدّت بيننا، فانسان الجزيرة قادم من شمال البلاد وجنوبها وشرّقها وغرّبها ومن باطن هذه الأرض أكل عصيدة الغرب والدامرقة والكول والمرس ,وقراصة الشمال بالتقلية والملوحة، وشرب قهوة الشرق ومريسة الجنوب، فما عاد بالمستطاع تمييز القادم من الشمال من القادم من الجنوب أو الشرق أو الغرب بل الكل أصبح يعرف بأنه أنسان الجزيرة حيث الأصالة والكرم والمروءة والشهامة المكتّسبة من تراب هذا المشروع ، لا من ثقافة عرب ولا أفارقة، هكذا وحدّت أرضنا بيننا ونحن نتجاوز الخمسة مليون نسمة، فما أستطاعت الأرض أن تحققه، قد فشلتم أنتم فعلا في تحقيقه!
فأذا أنتزعتم أرضنا فأعلموا أنكم فرقتموننا، ولا جامع لشّملنا غير أرضنا، فالأنسان لم يصنع شبكة الحياة ، بل هو نفسه مجرد خيط فيها، وأيا كان ما يفعله بشبكة الحياة، فهو يفعله بنفسه.
أذا فكرتم جادين في أنتزاع أرضنا فعليكم أن تتذكروا انها أرض ودحبوبة وأحفاده، انها أرض أربجى، أنها أرض بابكر بدري، فمن تراب هذه الأرض ، خرج خيرة رموز النضال الوطني، ورموز العلم والثقافة والفن على مستوى ربوع الوطن، انها أرض ودالأمين، أبراهيم الكاشف، أبوعركي، شرحبيل أحمد، مصطفى سيد أحمد ، والخالدي وغيرهم من عمالقة الفن السوداني الأصيل.
نحن نحب ونعشق هذه الأرض، كما يحب الرضيع نبضات قلب أمه،
لذا فاذا أستطعتم أن تنزعوها منا فعليكم أن تحبوها كما أحبّبناها، أرعوها كما رعيناها ، حافظوا عليها لأجل كل أطفال السودان. وأعشقوها كما عشقناها.
وكما أننا جزء من هذه الأرض فأنتم أيضا جزء منها، فأرض الجزيرة غالية جدا علينا ويجب أن تكون أيضا غالية عليكم لما قدّمته لكل السودان،وبعض دول الجوار وحتى العالم الأول.
اذا أنتزعتم أرضنا فأعلموا أنها عرضنا، فصونوها كما تصونون عرضكم ، أحترموها وتذكروا أنها علمتنا كما علمتكم معنى الحياة، فهل يكون الثناء أن تمنحوها هبة للمصريين؟؟! أهكذا عندكم يكون الوفاء؟؟ لهذه الأرض المعطاة؟؟
اذا أستطعتم أن تنزعوا أرضنا فلن نلومكم فالعيب فينا، ربما كنا حمقاء، عندما تجاهلنا معرفة السلاح، لحماية أرضنا من كل ماكر سفّاح، كان لابد أن يكون السلاح فى المقام، لكنها هي الأرض التي علمتنا هذا السلام…!

تعليق واحد

  1. أهل مدنى … عيوننا … أرواحنا … أيدينا … سِـرّنا … جهرنا … كلها عشاق أحييكم وأسلم عليكم وأتمنى أن لو كان فمى فى يدى .

    الأخوة الزملاء … السيدات والسادة … من مدنى حسناء الجزيرة وغادتها أحييكم ، من مدنى الـسُّـنـِّى الراقـدة على شاطىء النيل الأزرق مستحمة من مائه … مستجمة على رماله … مستدفـئة بحبابه … مستـكـنة فى رحابه … متوسـدة تربه وترابه … حرفه وجرفه … منها … من مدنى أحييكم ويحييكم معى المشاهدون لحفلنا الحافـل الحفيل هذا … إخوانكم وبناتكم وعمّاتكم وبنات عمّاتكم أراهم هناك صامتين مطرقين حامدين شاكرين … هناك بدءاً بحنتوب التى تجلس بجانب مدنى كالهمزة على سطرها وصدرها … جنوبـاً إلى سنار فكوستى … ثم شمالاً لتحتضن المنطقة الرابضة بين ذراعى النيل الخالد … أبيضه وأزرقه … هى الجزيرة … هى المنطقة التى كان وسيظل لها دور الريادة والزيادة .

    أنجَـبـتْ ومابَـرحَـتْ … أعـطـَتْ وما إنـفـَكَّـتْ … جَـادتْ ومافـَتِـئـتْ .

    أنجبت ومابرحت السُّـراى أهل التـُّـقـَّـابـة والمسيد … محمد ودمدنى … دشين قاضى العدالة … الشيخ الجنيد … الشيخ أبو وداعة … الشيخ الضرير … الشيخ حلاوى … الشيخ عمر … الشيخ أبو قرون … الشيخ أبو شيبه … الجمرى … بطران … شـُمُّـو … القدال … عبد الباقى … عوض السيد … عوض الجـِـيـد … عوج الدرب … المسَـلـَّمى … الكـِشـِّيـف … المشمر … تمساح التـُّرُك … ودعيسى … ود كـنـَّـان … ود مضوى … ود نفيع … ود الترابى … ود الشافعى … ود بساطى … ود ضيف الله … ود عويضة … ود خمجان … ود نور الدايم … ود التـِّكِـيـنـة … فرح ود تكتوك … دفع الله ود أب إدريس … عبد الله ود أم مريوم … برير ود الحسين … هجو ود البتول … قرشى ود الزين … المسَـلـَّمى ود أب ونيسة … الشاذلية … السمانية … القادرية … الهندية … الأنصار … شيوخ الدباسين … اليعقوباب …العوامرة … الرفاعيين … القواسمة … العبدلاب … الحلاوين … العركيين … الضباينة … العلقماب … الشنابلة … الشكرية … الكواهلة … الحسانية … الهواوير … الركابية … المسلمية … والأعتذار لمن فاتنى ذكرهم فهو العالِم بعدتهم .

    أعطت وماإنفكت الشعراء والفنانين والأدباء … الهادى أحمد يوسف … أبو عركى … ثنائى الجزيرة … الكاشف … أحمد الطيب … حسين الزهراء … الـمـَسـَّـاح … محجوب عثمان … الخير عثمان … محمد الأمين … عوض الجاك … البنـَّا … أحمد يوسف نعمة … البوشى …أحمد طه الفكى … أحمد على طه … جقود … إبراهيم عمر الأمين … رمضان زائد … رمضان حسن … حِمِّيدة أبو عُشر … عمر محمد سمباى … توفيق البكرى … عمران … الطيب بابكر …عشامة … محمد مسكين … محمد الأمين القرشى … حسن عبد اللطيف … محمد عثمان عبد الرحيم … حامد العربى … إبراهيم مدنى … بابكر صديق … بابكر بدرى … أحمد سالم … عبد الحليم على طه والشريفة بت بلال .

    ومن شعراء النومسوه : أبو كساوى … ود تميم … القـلـَّـع … ود عبد الملك … الشيخ حياتى وود سعد .

    الجمعية الأدبية … المهرجان الثقافى … الدعوة لمؤتمر الخريجين … حنتوب … بخت الرضا … الأبحاث … بركات .

    جـادت ومافـتـئـت الثـوّار … الأرباب دفع الله … أحمد وعامر المكاشفى … ود الصليحابى … ود برجوب … المهدى … ود حبوبة … القرشى … المزارعين … العمال والطلاب .

    وحضنت أجمل الناس … العوامرة … العركيين … القواسمة … العبدلاب … الشنابلة … الحضور … السناهير … الهواوير … الحلاوين … العوضية … الكواهلة … العايداب … الجعافرة الشكرية … الدباسين وناس ود اللـِّدِر .

    وأهلى فى الجزيرة سيدى الرئيس نايرين وزينين … طيبين وسمحين ومتسامحين … حمالين شيل وحلالين شِـبـك وأخوان بنات … يبشرون للثورة ويبشرون بها … ويتحزمون لها … ويغيرون عليها … فهى لهم القوت والعشم والعَـشـا … وهى الرجاء والأمان … هى النجدة والفزعة والنديهة .

    لأطفالها : هى اللبن وهى اللبا … هى الحفيظة وهى القلادة … هى الحُجـا وهى الحجاب وهى اللوح والشرافة .

    لزرّاعها وعمّـالها : هى التاتيبه وهى القِـسِّـيـبـه وهى السويبه … هى الرخـا وهى التخـا … هى الدخرى وهى البكرى … هى المطمورة وهى الشونه … هى العـد وهى السرف … هى الجَمَّام وهى المترة … هى التساب وهى أم رويق … هى العبادى وهى الدعاش هى الحمله … هى الشراية هى اللبنه … هى السُّـقـْدة هى الـلـقـدة … هى الشايه وهى التايه … هى القمح وهى القطن … هى المُـقـُد وهى السمسم .

    لشبانها وشاباتها : هى النم هى الدوباى هى الشاشاى … هى الشوف وهى الشاف … هى الـحُـق وهى الحَقو … هى العديلة وهى الجَبيرة وهى الحَريرة وهى الضَريرة وهى الوزيرة .

    ولشِـيبها : هى العمار وهى العمار … هى الودعة وهى الطية وهى العافية … وأحباؤك هنا فى الجزيرة يكيلون فريك حبهم للثورة بالأردب … وخضرة أملهم بالحواشة … وعِـيـنـة خريف رجائهم بالجبهه والطـَرْفـه والخيرصان … لابُـتـَّاب فى حب حبهم ولابـُور فى خضار أملهم … ولا رهاب فى حقيقة رجائهم … وهم لخير السودان يحرثون الأرض ويحلبون الضرع ويجمعون الزرع ويفرعون الفـرع ويلملمون الماء فى أب سته وأب عشرين فهو الحبيب القادم عـبـر الوهاد والنهاد والنهود خلاصة دموع عيون المكاده .

    والشكر لأهل مدنى ولأهل مدنى ولأهل مدنى فقد بردت ظلال ذراهم لنا وإحلولى جنى نعماهم لنا وصفا جمام نداهم لنا وموضع السجده والسنده فى الشكر لك سيدى الرئيس

    رجاؤنا أن تكون المحطة خيراً وبركة على الجزيرة … أن تكون أنسـاً للياليها … مُثـقـِّفـاً لبنيها … مُعلمـاً لعُمالها ومُزارعيها … منبراً لأدبائها … قيثارة لشعرائها .

    السادة المدعوون لنفرح بهذا اليوم فهو تجمعت فيه الرجال والنساء والأطفال … حضنوا الطنبور ودقوا الدنقر ونقروا الشتم وإستافوا طيب المِسك والجلاد .

    يوم يهنىء فيه الصغار الكبار ويهنىء فيه الكبار الصغار ويهنأ فيه الكبار والصغار … وفيه تـُنـاغِـم العذارى العذارى … ويستنفر الشباب الشباب وفيه يخرج البشر بشيشه ويهز العطف عطفه ويذر ذر الفرح عطره وفيه يشدو الصفاء ويصفق الهناء … وترقص البهجة ويبشر البشر وفيه تزغرد السعادة للحاضر الأخضر والغد المعطاء ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..