فى مناصرة الكنداكات والميرمات: يا الباشّا الغشيم قول فى جدادك كر !

فى مناصرة الكنداكات والميرمات: يا الباشّا الغشيم قول فى جدادك كر !

فيصل الباقر
[email][email protected][/email]

كانت مظاهرات جمعة (الكنداكة ) – 13 يوليو 2012 – فى داخل الوطن ومسيرات التضامن خارجه ، مناصرة راجحة وبائنة للمرأة السودانية وإعترافاً بأفضالها على المُجتمع .وإنتصاراً مؤزّراً لقضاياها العادلة وكافة حقوقها المشروعة .كما كانت إعترافاً مشهوداً بدور النساء السودانيات فى صُنع الحياة والتغيير والثورة فى السودان وبحقّن فى المساواة . وهاهو التاريخ الذى لا – ولن – يرحم مًنتهكى حقوق الإنسان فى السودان ، يُسجّل أكبر حملة إعتقالات وإهانة وتعذيب للمئات من النساء السودانيلت – من كل الفئات الُعُمريّة – من عناصر جهاز الأمن وبعض منسوبى الشرطة . وقد وثّقت حركة حقوق الإنسان والميديا الإجتماعيّة العشرات من حالات ومحاولات إعتقالات وإذلال النساء وقهرهنّ وتعذيبهن ( معنويّاً وماديّاً ) فى أقبية الأمن، بما فى ذلك التهديد بالإغتصاب وتنفيذه فى بعض الحالات ، وهى جريمة نكراء يستحق مُرتكبيها العقوبة الصارمة وفق مقتضى المواثيق والعهود الدوليّة التى أصبح السودان طرفاً فيها .
وفى ذات الجمعة المُباركة وماسبقها من أيّام ، تمّ- ويتم – توثيق صمود وبسالة وشجاعة (الكنداكات والميرمات ) السودانيّات ( فى الداخل والدياسبورا ) ،إذ خرجن يتقدّمن الصفوف الأولى فى المظاهرات والإحتجاجات والمسيرات ، يطالبن بإسقاط النظام . وبالحُريّة والسلام والعدالة.وبوقف العنف ضد النساء .ويقلنها بالصوت العالى لطاغية السودان : ” يا الباشّا الغشيم …قول لى جدادك كر ” !.ولعلّها سانحة طيّبة ،أن يجدّد كاتب هذه الحروف ، مُناصرته وتضامنه اللامحدود مع قضايا النساء وعدالتها ، والمطالبة بإطلاق سراح النساء المُعتقلات .وبوقف كافّة أشكال العنف ضد النساء فى السودان والعالم أجمع . وبتقديم الجُناة للمُساءلة والعدالة.
على شرف جمعة الكنداكة ، يتوجّب أن نزجى التحيّة والتقدير الإحترام لطلائع النساء السودانيّات ،وهن برفعن ألوية وشعارات مقاومة الظلم والإستبداد والعنف ضد النساء وكافّة إنتهاكات حقوق الإنسان فى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والخرطوم ومُجمل مدن وأقاليم السودان . يتوجّب أن نُحّى الناشطة والفنّانة التشكيليّة السودانيّة صفيّة إسحاق،على جسارتها و وعيها المُتقدّم فى فضح الإنتهاكات والعنف ضد النساء .فقد فتحت بجرأتها الطريق أمام المئات من الشابات السودانيات ، لرفع أصواتهن وعدم الصمت على جرائم جهاز الأمن فى السودان .
يتوجّب تحيّة كافّة الناشطات والصحفيّات والمدوّنات السودانيات ،على مواقفهن المُشرّفة وتحدّيهن لآلة القمع والإذلال الأمنى ، وعلى تقدُّمهمّ صفوف الصمود والبسالة .ونذكر بالخير على سبيل المثال – لا الحصر- الناشطة الإعلاميّة نجلاء سيدأحمد ، وتجربتها الرائدة فى الميديا الجديدة ، كواحدة من النماذج الساطعة فى هذا المجال . والواجب يُحتّم أن نعيد إلى الأذهان – ونذكر بالخير – التجربة الرائعة لصحافة المجتمعات المحليّة ، مُتمثّلة فى جريدة ( الرحيل ) ومحرّرتها الشابّة عواطف أحمد إسحاق . تلك الصحيفة “الشجريّة ” لكونها منشورة ( معلّقة ) على جذع شجرة أمام منزل رئيسة التحرير، فى واحد من أحياء مدينة الفاشر.والتحيّة للصحفيّة المصريّة شيماء عادل، التى تحمّلت فى سبيل مهنتها وإيصال صوت الناس والحقيقة ،الإعتقال والإساءة والتجريح من عناصر الأمن فى الخرطوم .والتحيّة لوالدتها السيّدة إبتسام حسنى ، التى رفعت صوتها عالياً فى القاهرة لإطلاق سراح إبنتها ،وحتّى يتم تخليصها من براثن الأمن السودانى، مُستخدمة سلاح الإعتصام والإضراب عن الطعام . والتحيّة للصحفيّة المصريّة سلمى الوردانى التى تعرّضت- كذلك- لتجربة الإعتقال فى السودان والترحيل . وهناك عشرات الصحفيات والمدوّنات والناشطات ،سودانيّات ومن بلدان أخرى ، من واجبنا الإحتفاء بتجاربهن فى سبيل نشر الحقائق للعالم ، من أخبار الثورة السودانيّة .وهذه مجرّد نماذج قليلة من البطولات والمآثر التى تسجّلها النساء.وتستحق المناصرة والدعم والتضامن . فطوبى لنضال النساء .

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..