بين السودان وإثيوبيا..

محمد مصطفى جامع (السودان)

ظلت العلاقات السودانية الإثيوبية في تطور وتحسن مضطرد في السنوات الخمس الأخيرة، بعد أن كانت متدهورة في أعقاب وصول الرئيس عمر البشير إلى الحكم في السودان بانقلاب عسكري على حكومة الأحزاب الائتلافية عام 1989. وكان النظام الجديد قد تبنى، في سنينه الأولى، سياسة مثيرة للجدل، أدت إلى فرض العقوبات الأميركية عليه في تسعينيات القرن الماضي.
وساءت علاقات السودان، في تلك الفترة، مع غالبية جيرانه، ومن بينهم إثيوبيا إثر اتهامات وجهها النظام للحكومة الإثيوبية بدعم متمردي الجنوب، فيما اتهمت أديس أبابا الخرطوم بالوقوف وراء محاولة اغتيال الرئيس المصري، في حينه، حسني مبارك، على أراضيها في 1995.
في مطلع الألفية الجديدة، أخذ النظام السوداني في إجراء تغييرات سياسية كبيرة، كان أهمها ما عُرف بالمفاصلة التي تم بموجبها إقصاء الزعيم الإسلامي الراحل، حسن الترابي، ورفقائه المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، بتياراتها المختلفة، فكانت النتيجة تحسُن العلاقات مع دول الجوار بشكل تدريجي، خصوصاً بعد أن أخذ النظام في تخفيف اللهجة العدائية التي تحمل شعارات ثورية توسعية.
وفي السنوات العشر الأخيرة من حكم رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل، ميلس زناوي، كانت العلاقات السودانية الإثيوبية قد وصلت مرحلة متقدمة من التنسيق والانفتاح والتعاون، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والزراعية. أما العلاقات بين الشعبين فقد استمرت مترابطة لم تتأثر حتى في أحلك الظروف السياسية نسبة للتداخل الكبير بين القبائل والإثنيات المختلفة بين البلدين، ولذلك، نجد أن الثقافات والعادات والتقاليد متقاربة إلى حد كبير بين شعبي إثيوبيا والسودان.
أصبحت، أخيراً، إثيوبيا وجهة مفضلة للمستثمرين السودانيين، فقد صرح سفير أديس أبابا لدى الخرطوم، أبادي زمو، إن السودان يحتل المرتبة الرابعة في الاستثمارات الأجنبية في بلاده، موضحاً أن كل المجالات مفتوحة للسودانيين للاستثمار، عدا قطاع الاتصالات والبنوك والأراضي. ويمكن السر في ذلك أن الحكومة الاثيوبية توفر بيئة جاذبة للاستثمار، وإجراءات ميسرة سهلة، خالية من البيروقراطية العقيمة، مع وضوح قانون الاستثمار، بجانب الاستقرار الأمني والسياسي الذي تتمتع به الدولة الإثيوبية.
يؤكد صحة ما ذهبنا إليه ارتفاع نسبة الرحلات الجوية بين البلدين، حيث تسير الخطوط الإثيوبية ثلاث رحلات يومياً بين الخرطوم وأديس أبابا، إضافة إلى رحلة واحدة يومية للخطوط السودانية ورحلات متفرقة لشركات خاصة أخرى، كما أن بعضها يفضل الرحلات البرية من البلدين وإليهما. ولا يزال الأمر يحتاج إلى مزيد من الجهد، إذ يبقى حجم التبادل التجاري متواضعاً بين البلدين (400 مليون دولار) مقارنة بين العلاقات السياسية والاقتصادية المتينة، خصوصاً، في ظل النهضة الشاملة التي تشهدها إثيوبيا في شتى المجالات، ومنها سد الألفية الذي يسير العمل فيه بخطى حثيثة، على الرغم من الجدل القائم بشأنه.
البنية التحتية جيدة، وهناك طريق بري رابط بين البلدين، كما أن لدى إثيوبيا وفرة في مصادر المياه وتنوع في المحاصيل الزراعية. في المقابل، يمتلك السودان ميناءً ضخماً هو ميناء بورتسودان إلى جانب ميناء سواكن، فلماذا لا تفكر قيادتا البلدين في إقامة منطقة حرة تعزز التعاون التجاري والاقتصادي وانسياب المنتجات؟
نتمنى من المسؤولين في السودان وإثيوبيا أن يعملوا على مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الموقعة بين البلدين، حتى لا تكون حبراً على ورق ولقاءات دبلوماسية منمقة

العربي

تعليق واحد

  1. إنشاءالله تكون اتفاقيات حبر علي ورق ولقاءات دبلوماسية منمّقة الاحباش آس كل البلاوي والامراض والاجرام في السودان إنشاءالله طلاق تلاته دايرين يتمددوا في السودان حسع بالله الواحد لو عند بنت وفي حبشي ومصري طلب يتزوجها تدي بتك لي منو ياناس اصحو شوية وخلو بالكم شوية من الاحباش اذا جاعو سرقو وإذا شبعو …

  2. والفشقتين شنو اخبارهم خلاص احتلوهم ولماذا لاتقاوم الحكومة الاثيوبية الفشتة الذين يقومون بقتل وسحل السودانيين والاستيلاء على محاصيلهم ومواشيهم وقتل اينائهم دونما اى اهتمام من جانب الحبش.لعن الله كل من تسول له نفسه الانبطاح وضياع حقوق مواطنينا دون اى فائدة تعود علينا انه الذل والهوان ياحكومة الكيزان ومؤيدوها المحاصرون ان علاقتكم بالحبش ليست الا بسبب الخوف والرعب منهم وخاصة ان جارة الشمال تعطى لكم ظهرها

  3. ياليت كل الكتاب في بلدي من امثالك . اعطي النصيحة وليس التحريض على بلدك . لان التحريض سيكون وبالاً على السودان . واما التصيجة والراي السديد سيكون خيرا لسوداننا الحبيب .لان الجكومات حتماً ستذهب اجلا ام عاجلاً ولكن السودان باق . اخيراً اهنئيك على مقالك الهادف وربنا يكتر من امثالك .

  4. سعد الشنداوي وسوداني غريب اعتقد انهم تبع المخابرات المصرية لان من مصلحتهم علاقتنا مع اثيوبيا تكون كعبة حتى لا يحصل اتفاق تاريخي في مسألة مياه النيل .

  5. لا ياسامبو الغير لبس الشرطة فى السودان الشهيد فاروق حمدناالله عندما كان وزيرا للداخلية فى عهد الدكتاتور نميرى اما الفشقة بتعود وامرها سهل وهى غير محتلة ولم تعلن اثيوبيا انها جزء من ارضها والاثيوبيين يحترمونا ويحبونا والدم البيجرى فى عروقنا واحد ونفس اللون اما الكلام يركز على تحرير حلايب من ناس مابشبهونا وحلايب سودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..