التخويف بالفوضى لتستمر مسيرة الكارثة القاصدة

المعز عوض احمدانه

بعضُ الناس ربما بسبب السذاجة المفرطة، قد يلوم، وقد يعتب بشدّة على المعارضين للنظام.. ليس لأنَّه محسوب ضمن جوقة الموالين وحارقي البخور، ولكن حسبما يزعم هو، أنَّه مدفوعٌ إلى ذلك بسبب شعورٍ طاغٍ بالخوف على مستقبل البلاد.. وبالتالي وفقاً لمنظوره ورؤيته، يتوجَّب على الناس أن يبوسوا أيديهم ظهراً وبطن، وأن يحمدوا الله تعالى على نعمة الأمن والأمان التي يرفلون فيها.. بخلاف بلاد أخرى انحدرت إلى الفوضى والدمار والدماء والأشلاء.. وقد تشرَّد أهلها بسبب ذلك في المنافي، وابتلعت البحار كثيرين منهم، في رحلاتٍ محفوفة بمخاطر الموت والضياع، هرباً وفراراً من واقعٍ مرعبٍ مرير.

وأغلب الظن أنَّ كثيرين تتملَّكهم بحق هذا المخاوف، وتستحوذ على تفكيرهم.. لذلك آثروا الصبر، واستلذُّوا تجرُّع العلقم، على أن ينخرطوا في ثورة، قد تقتلع النظام نعم، لكنَّها قد تُسقط البلاد في هاوية الفوضى بحسب رأيهم.. ولست أشك لحظة واحدة، في أنّ النظام يبذل قُصارى جهده، في تغذية هذه المخاوف السوداء، والأفكار التشاؤميَّة، بشتّى سُبُل المكر ووسائل الخداع، لتتنامى وتعظم أكثر وأكثر لدى الناس.. فتكون بلا ريب أحد أدواته الفاعلة لإخماد الثورات والتحرّكات الشعبية.

والثورة قبل أن تكون فعل على الأرض، هي في الأصل فكرة قد اشتعلت في الرؤوس واختمرت، ثم تفاعلت وهاجت بها النفوس.. ولذلك ميدان النظام الأول لإخماد الثورات والقضاء عليها هو ميدان فكري بالأساس.. ببث الدعايات والأفكار السلبية التي تُشَوِّش على فكرة الثورة.. كطرح مثل هذه المخاوف والأفكار، والتشكيك في جدوى الثورات.. وحسب ظني أنَّ النظام قد نجح في ذلك إلى حدٍّ ما.. طبعاً يصطف إلى جانب هذا العامل عوامل أخرى، عملت على إبطاء تسارع الحراك الثوري، كالقمع العنيف للتحرّكات، والإعتقالات الهوجاء، وحتى التصفيات الجسدية.

وخلاصة هذه المخاوف السلبيَّة ومُؤدّاها، أنَّ على جماهير الشعب المطحونة المسحوقة أن تقف موقف الطرف العاقل، بأن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وأن تصبر على النظام وتصبر وتصبر وتمضغ الصبر.. وحتى إذا بلغ صبرها حدَّه ونفد، بدأت من جديد تمارس ضبط النفس وتصبر.. وهكذا إلى ما شاء الله لها من الكرَّات والمرات.

أمّا النظام فلا أظن أنَّ لديه النيَّة إطلاقاً في لعب دور الطرف العاقل هذا، لِيُجنِّب البلاد خطر الفوضى.. فهو سادر في ذات غَيِّه القديم، بلا أي مبالاة أو إلتفات لما يتربَّص بالبلاد من شرٍ مستطير، ومستقبلٍ مجهول، ومصيرٍ مخيفٍ مرعب.

النظام منذ قرابة 27 سنة، وإلى الآن لايزال يرجو من الشعب أن يصبر.. فسادٌ ملء السمعِ والبصر، بلا محاسبات ولا محاكمات، وضائقةٌ معيشية مستحكمة لا تُطاق، وحروبٌ مستعرة لا يُراد لها أن تقف، ونزيفٌ مستمر.. ورغم ذلك يرجو النظام من الشعب أن يصبر أكثر وأكثر.. والشعب لم يقصِّر فقد صبر من قبل حتى ملَّ منه الصبر نفسه.. وعندما بدأ يتململ كشَّر له النظام عن أنيابه، وكأنَّ صبره الذي كان، كان فقط بسبب الخوف والجبن والإرتعاش ليس إلّا.

لكنَّ التململ رغم ذلك مستمرٌ متصاعد، ونُذُر الإنفجار الوشيك بدت إرهاصاته ولاحت إشاراته.. وسحائب الثورة في تجمُّعٍ وتراكم.. وقريباً إن شاء الله، سترعد وتقدح بروقها، ليهطل غيثها مدراراً، فَيَعُمّ جميع ربوع البلاد، فيغسلها مما عَلِقَ بها من دَنَسٍ وأرجاسٍ وأنجاس.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا توجد فوضى قادمة أكثر من فوضى وعبث الإخوان المسلمين ؛؛ أي فوضى أكبر من رفع القانون الذي يجيز لكل فرد أمن مهما كان صغير الرتبة القتل وعدم المحاسبة… هذه هي الفوضى التي لا تعلوها فوضى أخرى مهما تخيلنا..
    يعني البلاد التي عمتها الفوضى تبدأ من انهيار الجيش وهنا السودان لا جيش له الآن وهو عرضه للاستباحة ولكن استباحة من ؟؟ إنها استباحة الإخوان أنفسهم له…

  2. البلاد الأخرى انحدرت إلى الفوضى والدمار والدماء والأشلاء.. وقد تشرَّد أهلها بسبب ذلك في المنافي، و هرباً وفراراً من واقعٍ مرعبٍ مرير.
    أليس هذا ما يحدث تحديداً في السودان؟ الفوضى والقتل والدماء والأشلاء في أجزاء واسعة وعزيزة من الوطن في الشمالية والشرق ودارفور وكردفان والنيل الأزرق؟ ألم يقتل عشرات الطلاب العزل الأبرياء بدماء باردة دون حسيب أو رغيب؟ هل دماؤنا أغلى من دمائهم وهم يقدمون أنفسهم رخيصة لتحرير البلد من قبضة إخوان الشياطين؟ أليس هناك مئات الآلاف من المشردين والنازجين داخل الوطن؟ ألم يهرب ملايين من الناس إلى المنافي هرباً من واقع مرعب ومرير؟
    كما يقول المثل: المبلل بيعوم. نحن شعب مبلل بالدماء لا يوجد بيت إلا ولطخته يد إخوان الشياطين بالدم، فما الذي يمنعنا من العوم في بحار الدم؟؟؟؟
    عندما كان الحكام يعرفون الله ويخافونه، مات طالب واحد في أكتوبر هو القرشي فسقطت الحكومة، وخرج الشعب في أبريل فسقطت الحكومة بدون دماء، أما هؤلاء فقد سفكت دماء كثيرة من أجل الحرية في كل مدن السودان وما زال الشعب يقاوم ويقدم الشهداء ولم ينكسر.
    الشعب السوداني شعب جبار وشامخ وثورته ما زالت جمرة متقدة لم تنطفيء ولن تنطفيء مهما عظمت التضحيات، الآن العدو في أضعف حالاته محاصر وخائف ومرتعب وهم ثلة قليلة من المتنفذين الذين أينعت رؤوسهم وحان قطافها.
    لقد اكتملت أركان الثورة داخلياًوخارجياً ولا خوف على السودان من الوحدة والاتفاق والوئام والسلام بعد ذهاب هذه الحثالة، لأنها هي التي تؤجج الفتنة وتشعل الحروب والفتن في كل مكان لتبقى في السلطة فإن هم ذهبوا فتنتهم ذهبت.

  3. شوف يالمعز يااخي انا شخصيا كانت لدي مخاوف من الفوضي بعد الثورة وخاصة كتلك التي كانت في نهاية حكم الصادق المهدي الاخير-والتي كان حزب الاخوان المسلمين الهالك بقيادة الترابي من اهم مسبباتها- ولكن بعد الذي رايته من حكم شرزمة ال لا وطنيين هؤلاء وسفلة العسكر من امن وجيش وهم وشرطة خايبة حرامية اؤيد اقتلاع هذا الفساد باي ثمن….
    لا انتظر من الاحزاب التي يعارض ديناصوراتها ويشارك ابنائهم في خيانة الوطن باطالة بقاء هؤلاء المفسدين……
    درا لاحتواء مخاوف عامة الشعب من الفوضي علينا ان نوضح لهم ماذا سنفعل عند كنس هذه الفئة الضالة….
    وعاش السودان بدون حرامية وخونة وتجار دين وعساكر فاسدين لا يعرفون طبيعة عملهم كما ينص قانون وحداتهم.

  4. هو فى شنو الناس ممكن تخاف منو .. ؟؟ الموت ؟؟ التشريد ؟؟ فقدان الوطن ؟؟ الجوع ؟؟ او حتى الموت جوعا ؟؟ وغيرها من المآسى التى قد تخلقها الحروب .. نحن اكثر شعب يعانى من هذه التداعيات من جراء هذا تحكم هذا النظام الشؤم علينا .. فقط ملاحظه بسيطه ارجو أن ينتبه لها الناس للمقارنه فقط .. انظروا الى اى طفل من اطفال معسكرات النزوح السورى مثلا او حتى الذين اتوا مع ذويهم هنا ( بعد قبض البشير ثمن اسكانهم ) وقارنوهم مع اطفالنا هنا فى مناطق حروبهم العبثيه او حتى فى المناطق البعيده عن مساحة الحروب التى لم تتوقف منذ مجيئهم الشؤم وشوفوا الفرق ؟؟ اذن ﻻ اعتقد مهما كان الوضع لن يكون أسوأ من استمرار هذا النظام القاتل والذى اعترف سدنته وما يزالون انهم على استعداد لمزيد من القتل والتشريد .. !!

  5. الاخ المعز ومن الذي قال لك ان البلد تعيش في امن وامان واستقرار بالعكس فالسودان اليوم في كامل ترابه يعيش عدم الامن والفوضى الشنيعة فالحروب بين المليشيات حكومية اوغيرها تتقاتل يوميا في ربوع بلادي والولاه يفرون للخرطوم والتي تعيش عدم الامن جراء القتل والاعتقالات العشوائية والبلاد تستقبل المخدرات والنفايات المسرطنة بالحاويات والطلبة يقتلون داخل الحرم الجامعي بطلقات في القلب والراس واجزاء واطعة من البلاد تقصف يوميا بالطائرات ناهيك عن الراجمات والمدفعيات …في خرطوم اليوم الاختفاء المجهول صار شئ عادي ومقتل امراة في الستينات وحتى الثمانيات كان يقلقل الخرطوم ويطيح بالحكومات …ان الشرذمة يتحدثون عن امنهم وعيالهم هم ليس عن امن عامة الناس ويلكون كلمات يختصرون فيها السودان في منتصف الخرطوم وضاحيتهم التذ يسكنون لعنة الله عليهم

  6. لا توجد فوضى قادمة أكثر من فوضى وعبث الإخوان المسلمين ؛؛ أي فوضى أكبر من رفع القانون الذي يجيز لكل فرد أمن مهما كان صغير الرتبة القتل وعدم المحاسبة… هذه هي الفوضى التي لا تعلوها فوضى أخرى مهما تخيلنا..
    يعني البلاد التي عمتها الفوضى تبدأ من انهيار الجيش وهنا السودان لا جيش له الآن وهو عرضه للاستباحة ولكن استباحة من ؟؟ إنها استباحة الإخوان أنفسهم له…

  7. البلاد الأخرى انحدرت إلى الفوضى والدمار والدماء والأشلاء.. وقد تشرَّد أهلها بسبب ذلك في المنافي، و هرباً وفراراً من واقعٍ مرعبٍ مرير.
    أليس هذا ما يحدث تحديداً في السودان؟ الفوضى والقتل والدماء والأشلاء في أجزاء واسعة وعزيزة من الوطن في الشمالية والشرق ودارفور وكردفان والنيل الأزرق؟ ألم يقتل عشرات الطلاب العزل الأبرياء بدماء باردة دون حسيب أو رغيب؟ هل دماؤنا أغلى من دمائهم وهم يقدمون أنفسهم رخيصة لتحرير البلد من قبضة إخوان الشياطين؟ أليس هناك مئات الآلاف من المشردين والنازجين داخل الوطن؟ ألم يهرب ملايين من الناس إلى المنافي هرباً من واقع مرعب ومرير؟
    كما يقول المثل: المبلل بيعوم. نحن شعب مبلل بالدماء لا يوجد بيت إلا ولطخته يد إخوان الشياطين بالدم، فما الذي يمنعنا من العوم في بحار الدم؟؟؟؟
    عندما كان الحكام يعرفون الله ويخافونه، مات طالب واحد في أكتوبر هو القرشي فسقطت الحكومة، وخرج الشعب في أبريل فسقطت الحكومة بدون دماء، أما هؤلاء فقد سفكت دماء كثيرة من أجل الحرية في كل مدن السودان وما زال الشعب يقاوم ويقدم الشهداء ولم ينكسر.
    الشعب السوداني شعب جبار وشامخ وثورته ما زالت جمرة متقدة لم تنطفيء ولن تنطفيء مهما عظمت التضحيات، الآن العدو في أضعف حالاته محاصر وخائف ومرتعب وهم ثلة قليلة من المتنفذين الذين أينعت رؤوسهم وحان قطافها.
    لقد اكتملت أركان الثورة داخلياًوخارجياً ولا خوف على السودان من الوحدة والاتفاق والوئام والسلام بعد ذهاب هذه الحثالة، لأنها هي التي تؤجج الفتنة وتشعل الحروب والفتن في كل مكان لتبقى في السلطة فإن هم ذهبوا فتنتهم ذهبت.

  8. شوف يالمعز يااخي انا شخصيا كانت لدي مخاوف من الفوضي بعد الثورة وخاصة كتلك التي كانت في نهاية حكم الصادق المهدي الاخير-والتي كان حزب الاخوان المسلمين الهالك بقيادة الترابي من اهم مسبباتها- ولكن بعد الذي رايته من حكم شرزمة ال لا وطنيين هؤلاء وسفلة العسكر من امن وجيش وهم وشرطة خايبة حرامية اؤيد اقتلاع هذا الفساد باي ثمن….
    لا انتظر من الاحزاب التي يعارض ديناصوراتها ويشارك ابنائهم في خيانة الوطن باطالة بقاء هؤلاء المفسدين……
    درا لاحتواء مخاوف عامة الشعب من الفوضي علينا ان نوضح لهم ماذا سنفعل عند كنس هذه الفئة الضالة….
    وعاش السودان بدون حرامية وخونة وتجار دين وعساكر فاسدين لا يعرفون طبيعة عملهم كما ينص قانون وحداتهم.

  9. هو فى شنو الناس ممكن تخاف منو .. ؟؟ الموت ؟؟ التشريد ؟؟ فقدان الوطن ؟؟ الجوع ؟؟ او حتى الموت جوعا ؟؟ وغيرها من المآسى التى قد تخلقها الحروب .. نحن اكثر شعب يعانى من هذه التداعيات من جراء هذا تحكم هذا النظام الشؤم علينا .. فقط ملاحظه بسيطه ارجو أن ينتبه لها الناس للمقارنه فقط .. انظروا الى اى طفل من اطفال معسكرات النزوح السورى مثلا او حتى الذين اتوا مع ذويهم هنا ( بعد قبض البشير ثمن اسكانهم ) وقارنوهم مع اطفالنا هنا فى مناطق حروبهم العبثيه او حتى فى المناطق البعيده عن مساحة الحروب التى لم تتوقف منذ مجيئهم الشؤم وشوفوا الفرق ؟؟ اذن ﻻ اعتقد مهما كان الوضع لن يكون أسوأ من استمرار هذا النظام القاتل والذى اعترف سدنته وما يزالون انهم على استعداد لمزيد من القتل والتشريد .. !!

  10. الاخ المعز ومن الذي قال لك ان البلد تعيش في امن وامان واستقرار بالعكس فالسودان اليوم في كامل ترابه يعيش عدم الامن والفوضى الشنيعة فالحروب بين المليشيات حكومية اوغيرها تتقاتل يوميا في ربوع بلادي والولاه يفرون للخرطوم والتي تعيش عدم الامن جراء القتل والاعتقالات العشوائية والبلاد تستقبل المخدرات والنفايات المسرطنة بالحاويات والطلبة يقتلون داخل الحرم الجامعي بطلقات في القلب والراس واجزاء واطعة من البلاد تقصف يوميا بالطائرات ناهيك عن الراجمات والمدفعيات …في خرطوم اليوم الاختفاء المجهول صار شئ عادي ومقتل امراة في الستينات وحتى الثمانيات كان يقلقل الخرطوم ويطيح بالحكومات …ان الشرذمة يتحدثون عن امنهم وعيالهم هم ليس عن امن عامة الناس ويلكون كلمات يختصرون فيها السودان في منتصف الخرطوم وضاحيتهم التذ يسكنون لعنة الله عليهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..