أخبار السودان

الإتحاد النسائي السوداني بلندن يلّون السياسة بالآداب والفنون

محمد علي ـ لندن

أقام الإتحاد النسائي السوداني ببريطانيا وايرلندا احتفالاً سياسياً وفنياً وترفيهياً عائلياً ضخماً للجالية السودانية بلندن يوم السبت الموافق 4 يونيو 2016 في قاعة بشارع فيرنهيد رود. وامتلأت القاعة الفسيحة بالسودانيات والسودانيين من مختلف الأعمار والأعمال للاستمتاع بهذه الأمسية الجميلة التي طالما أمتعنا بمثيلاتها الإتحاد النسائي السوداني ببريطانيا وايرلندا والذي أثبت ريادته في العمل الوطني والاجتماعي والثقافي في السودان عامة ولندن خاصة. وبالرغم من أن الفعالية نظمتها النساء إلا أن الرجال شكّلوا حضوراً مشرّفاً، وقد ازدانت القاعة بالجنس اللطيف الذي طغى على الحضور بالزي القومي الأنيق وصحبة أطفالهن أضفت على القاعة جواً أسرياً مشبعاً بالدفء. ولا غرو في نجاح الفعالية ذلك فإن نساء بلادي، كما يحدثنا التاريخ، منذ القدم هذا دأبهن والمرأة السودانية، حتى يومنا هذا، هي دائماً في الطليعة وأثبتت تفوقها في مجالات كثيرة على رصيفاتها ليس في الدول العربية والأفريقية والإسلامية فقط بل وحتى في دول المهجر الأوربي والأمريكي، فبين كل فينة وأخرى نطالع على صفحات وسائل الإعلام إنجاز لإحدى بناتنا. إن المرأة السودانية هي عماد الوطن فهي في كل مرافق الحياة العامة في الوطن تدير دولاب العمل، وهي التي تدير شؤون البيت وتربية الأطفال وتدبر الميزانية الشحيحة، وهي في زمن الإنقاذ، التي أشعلت الحروب في كل أركان السودان، المرأة هي زوجة الشهيد وأم الشهيد وابنة الشهيد فهي الأكثر معاناة وتأثراً بالحروب والدمار، رغماً عن ذلك فهي بغريزتها تجاهد لأن يعم السلام في كل البلاد.

اشتمل برنامج الفعالية المتنوع على السياسة والطرب والفن حيث أشجى الحضور الفنان أنور عبدالرحمن وفرقته الحضور بالأغاني الوطنية والتراثية. وفي جانب العمل المسرحي تم تقديم مسرحية “دليدمة” من تأليف ماجده نصرالدين وأبوزيد الهلالي وإخراج وأداء الفنان المسرحي أبوزيد الهلالي الذي أجاد دوره ونال إعجاب الحضور الذين تفاعلوا معه بالغناء والترديد، كذلك تم تخصيص جناح لعرض الفنون التشكيلية ضم لوحات الفنانة الشابة صالحه الشيخ حاز على تقدير الجميع خاصة المهتمين بالفنون التشكيلية حيث عكست الفنانة الفن الأفريقي في لوحاتها. اضافة إلى ذلك كان هناك جناح لمعرض للكتب باشراف الأستاذه أُناهيد عثمان والأستاذ إيهاب، كما توفر بوفيه لتقديم المأكولات السودانية العريقة، وقفت فيه شابات لا يعرفن الكلل أو الملل يستقبلن الجميع ببشاشة وحبور. وقد شمّرت فتياتنا عن سواعدهن الفتية وقمن بجهود جبارة لترتيب المناسبة مما أثمّر في انجاح الفعالية وادخال البهجة والحبور في قلوب جميع الحاضرات والحاضرين حيث اجتمع الشياب بالشباب والأطفال الذي كانوا يركضون بسرور في أرجاء القاعة بين الجلوس.

تولت تقديم برنامج الفعالية الأستاذه عفاف بدر بكلمة قصيرة ثم تولت التقديم الأستاذه منى حمد، فقدمت الدكتورة أميره عوض، رئيس الإتحاد النسائي السوداني ببريطانيا وايرلندا لتقديم كلمة الإتحاد النسائي، وجاءت كلمتها رصينة قوية تطرقت فيها لكل جوانب المرأة والوطن والحياة والاغتراب: وفي بداية كلمتها حيّت الحضور قائلة: الضيوف الكرام :

أطيب التحايا لكم و أنتم تشرّفون هذه الفعالية.

والتحيات النواضر لرائدات الحركة النسائية السودانية ولكل من دقت مسماراً في نعش التخلف والرجعية ومن أجل رفعة السودان والمرأة السودانية وتقدمها. كما ترحمت على كل شهداء الوطن وحيّت نضالهم واستبسالهم، مشيرة إلى الهبة الطلابية الأخيرة والتي إستبسل فيها الطلاب ليس فقط من أجل حقوقهم بل ومن أجل سودان حر ديمقراطي. وعن المرأة السودانية قالت: نحن السودانيات خارج الوطن، محصنات بإرث المرأة السودانية وشموخها لا نستطيع أن نلغي دورنا التاريخي في التفاعل مع كل ما يدور داخل الوطن، فنضال المرأة السودانية له خصوصيته فهو نضال ضد الظلم وعدم المساواة بين الجنسين. وعن استهداف النظام للمرأة، قالت: قام النظام بتصعيد العنف البدني واللفظي والجنسي ضد النساء وتفصيل القوانين والاجراءات للحد من حريتهن ومحاولة إذلالهن (ويشمل ذلك التحرش الجنسي والاغتصاب والجلد في الأماكن العامة للإهانة والتشهير). كما أدانت استخدام النظام الجنوني والمفرط للقوة للتصدي للتظاهرات السلمية وإستهداف النشطاء والناشطات وتعذيبهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم القانونية والدستورية، وامتهانه الكرامة الإنسانية.

وفي مجال العنف في السودان أدانت استمرار شن النظام للحرب ضد المدنيين في كل من دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وقصفه العشوائي بالطائرات للنساء والأطفال واستهدافه العرقي لأبناء تلك المناطق. كما تحدثت عن إنهيار كل مرافق الحياة في السودان ابتداءً من التعليم والصحة إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن المواطنين والإرتفاع الجنوني لأسعار الضروريات، مما جعل معظم السودانيين تحت خط الفقر وعرضة للأمراض القاتلة. كما نادت بتصعيد الحملات العالمية لإطلاق سراح جميع المعتقلين ومحاسبة كل من مارسوا تعذيب الطلاب والفتيات وإبتكار وسائل عملية أخرى لدعم الحراك الشعبي في داخل الوطن وخارجه. وناشدت الدكتورة أميرة في ختام كلمتها السودانيين بالتوحد ونبذ الخلافات من أجل النهوض بقضية المرأة ووضعها في مقدمة أجندة التغيير القادم وصولاً إلي مجتمع يتمتع بالسلام والتنمية المستدامة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وأضافت بأن السودانيات والسودانيين لهم إرادة قوية وغيرة وطنية وعزيمة جبارة للعمل معاً لتحقيق هذه العدالة ورفع الظلم عن المواطن والوطن وإسترداد الحقوق المسلوبة والأموال المنهوبة والأراضي المستباحة. ويشهد التاريخ بأن النصر حليف تلك الجموع الهادرة من نساء وشباب وطلاب وعمال وفلاحين ونازحين.

ومعاً لإسقاط طغمة الإنقاذ الفاسدة..

دمتم ودامت الحركة النسائية من أجل النساء والشعب والوطن.

المجد للشهداء وعلي رأسهم شهيدي الحركة الطلابية الشهيد أبوبكر الصديق والذي قتل في كردفان والشهيد محمد الصادق والذي قتل في أم درمان.

والخزي والعار للقتلة والسفاحين.

بعد ذلك قدمت الفرقة المسرحية مسرحية “دليدمة” التي ذكرناها سلفاً.

ومن ضمن المتحدثين، تحدثت الفنانة التشكيلة الأستاذة صالحه الشيخ فحيت الحضور وشكرتهم كما شكرت الإتحاد النسائي وأشادت بدور المرأة السودانية في الداخل والخارج ونضالها من أجل رفعة الوطن وتطوره.

استمرت الفعالية حتى ما قبل منتصف الليل حيث قضى الجميع ساعات من الترفيه الوطني الرائع. وفي النهاية شكرت منظمات الفعالية الحضور ومشاركتهم المشرفة.

ونحن هنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر للإتحاد النسائي ببريطانيا وايرلندا واللجنة المنظمة ولكل من ساهمت وساهم في انجاح هذه الفعالية المتميزة التي أسعدت الجميع وأزاحت ضباب لندن بالنور الذي انبثق منها، كما أننا نشد على سواعد بناتنا الفتية ونتمنى لهن كل توفيق في عملهن في مقبل الأيام، فالنساء شقائق الرجال.

التحية لنساء بلادي في السودان وفي المهاجر.

[CENTER]


[/CENTER]

تعليق واحد

  1. شكرا كثيرا نضيرات السودان على التواصل والحفاظ على الاتحاد النسائى كارث لن يجرفه تيار الشمولية والاررقية
    التحية لمهيرات بلادى واخص فاطمة احمد ابراهيم عافاها الله وهى خارج الوطن ومحاسن عبد العال وخالدة راهر واخواتها دون فرر

  2. شكرا كثيرا نضيرات السودان على التواصل والحفاظ على الاتحاد النسائى كارث لن يجرفه تيار الشمولية والاررقية
    التحية لمهيرات بلادى واخص فاطمة احمد ابراهيم عافاها الله وهى خارج الوطن ومحاسن عبد العال وخالدة راهر واخواتها دون فرر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..