نساء سودانيات بطلات ..

نساء سودانيات بطلات ..

هلال زاهر الساداتي
Hilal Elsadati [[email protected]]

ان انطلاقة شرارة الثورة من طالبات جامعة الخرطوم مهد النضال والكفاح ضد الظلم والاستبداد ،غير مستغرب ، فقد كان للنساء السودانيات نصيب وافر في المعترك الوطني منذ زمن ضارب في عمق التاريخ يرجع الى قبل الميلاد ولعل ذلك التاريخ للمرأة اوحى للثائرين ان يطلقوا لقب الكنداكة على جمعة الغضب والاحتجاج على نظام عمر البشير الاستبدادي الممعن في الظلم والفساد ،وتاريخيا كان لقب الكنداكة يطلق على الواحدة من ملكات النوبة في مملكة مروى قبل الميلاد ، فقد حكم المملكة 45 ملكا وملكة اكثرهن من الملكات وكانت كنداكة مروى سنة 23 قبل الميلاد تجهز جيشا للحرب من 250 الف مقاتل وكان في مروى 400 الف من ارباب الصنائع . ومدينة مروى الحالية بينها وبين مروى القديمة قرب شندي طريق في الصحراء بآبار الجكدول طولها 180 ميلا .
وفي العصر الحديث وفي القرن التاسع عشر برزت امرأة وهى رابحة الكنانية سارت بمفردها عدة ايام خلال الاكام والشوك حتى وصلت الى قدير حيث كان معسكر المهدى ونبهته الى الحملة الكبيرة التي سيرتها الحكومة بقيادة الشلالي باشا للقضاء عليه وعلى انصاره ، فاستعد لهم المهدى وباغتهم بالهجوم وقضى على جيش الشلالي وقتل ، وغنمت اسلحته وذخائره ومهماته وكان نصرا مبينا للثورة المهدية في بدايتها الاولى وكان هناك نساء اخريات اظهرن من الشجاعة والاقدام ما سار بذكرهن الركبان مثل بنونه ومهيرة بت عبود .
وفي تاريخنا القريب وفي ذروة الكفاح ضد الاستعمار في الاربعينات من القرن العشرين برزت من بين النساء فتاة جسورة كانت لها الريادة في كل معترك فهي أول فتاة تدخل الجامعة وكلية الطب بالتحديد وتخرجت كأول طبيبة سودانية ، وكانت كذلك أول طالبة في لجنة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، ثم كانت أول فتاة تلقى خطاباً وطنياً من منبر نادى الخريجين شيخ الأندية بامدرمان وقادت بعد الخطاب مظاهرة من الحشد في النادي والحشد خارج النادي ، وقد تعرضت للاعتقال عدة مرات، فلم تلن ولم تنكسر، وتوجت نشاطها بل كفاحها بتأسيسها وزميلات فضليات الاتحاد النسائي السوداني والذى كان وما زال نوراً ساطعاً في دياجير الظلام الذى كان يلف مجتمع المرأة السودانية .هذه المرأة السودانية هي الدكتورة خالدة زاهر، ولا غرو فإنها تنحدر من عائلة مجاهدة فوالدها زاهر سرور الساداتي الضابط البطل الذى قاد المتطوعين السودانيين في حرب فلسطين في عام 1948 واشاد ببطولته البكباشى الرئيس جمال عبد الناصر وهو قد خاض حرب فلسطين ايضا وقال ( إن الصاغ زاهر سرور من أشجع الضباط الذين قابلتهم في حياتي ) وكان زاهر عضواً في جمعية اللواء الأبيض من العسكريين مع على عبد اللطيف، وعضواً في اللجنة الستينية لمؤتمر الخريجين . و جدها لوالدها حارب في المهدية في عطبرة و كرري و استشهد في أم دبيكرات مع الخليفة عبدالله.
و على خطى هذا الإرث النضالي و تأسيا بعمتها الدكتورة خالدة جاءت الدكتورة أميرة هلال زاهر و التي كانت الطبيبة الوحيدة التي التحقت بقوات التجمع الوطني الديمقراطي في عام 1997، و شيدت هي والدكتور عبد السلام عكاشة مستشفى ميداني في مدينة هيكوتة والتي كانت فيها رئاسة قوات التجمع داخل اريتريا، والتشييد هنا ليس مجازاً بل كان حقيقةً فقد قاموا بتشييد المستشفى من الطين اللبن وشاركوا مع المقاتلين في البناء ، وكان المستشفى يقدم العلاج والدواء للمقاتلين وللمدنيين من اللاجئين السودانيين وسكان هيكوتة من الإرتيريين، كما أنهم دربوا كثيرين على أعمال التمريض، وجاء بعد الدكتورة أميرة والدكتور عبد السلام أطباء أخرون انضموا الى المعارضة مستأنفين مسيرة النضال في مجالهم الحيوي ضد نظام البغي والعدوان من الخوارج كيزان المؤتمر الوطني أنصار البشير.
===
سودانايل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..