أم العبقريات": أكذوبة ?إذهب إلى القصر رئيسا…و سأذهب إلى السجن حبيسا?!ا

إبراهيم الكرسني:

بحلول هذا اليوم تكون قد مرت علينا إثنان و عشرون عاما بالتمام و الكمال منذ أن قال حسن الترابي قولته الملعونة تلك،"إذهب إلى القصر رئيسا..وسأذهب إلى السجن حبيسا"، و التى أدخلت السودان فى نفق مظلم لم يستطع الخروج منه حتى وقتنا الراهن. وعلى الرغم من خروج الترابي نفسه، الظاهر للملأ، على الأقل حتى الآن، من سجن الإنقاذ الذى شيده بنفسه،?طوبة..طوبة?، و بمهارة فائقة،إلا أن تلك المقولة قد حولت الوطن كله الى سجن كبير، حبست طاقات شيبه و شبابه، و أقعدته عن النمو و التطور، وقادته الى التشظي و التفكك، و أصبح العيش بين جنباته بمثابة أفضل "بروفة" للعيش فى جهنم!
أصدر الترابي تلك ?الفتوى? لتلميذه المخلص، العميد وقتها عمر البشير، مساء ذلك الخميس الحزين الموافق التاسع و العشرين من شهر يونيو من عام 1989م، فى ذات الوقت الذى كان أعضاء البرلمان المنتخب، بمن فيهم نواب الجبهة الإسلامية القومية، يناقشون فيه خطاب الموازنة السنوية للدولة. فى مثل هذه الأجواء الديمقراطية، المفعمة بعبق الحرية التى سمحت للكل تناول خطاب الميزانية بالتحليل و النقد الذى لا تحده حدود، و الذى وصل درجة سمحت لزعيم المعارضة الديمقراطية، السيد محمد إبراهيم نقد، أن يصف فيه الميزانية المقدمة من قبل السيد وزير المالية، بالوصف الذى سارت به الركبان قائلا، "إن هذه ميزانية إنقلاب عسكري"، كانت طيور الظلام، ممثلة فى قيادات الجبهة الإسلامية، تتآمر وتعد العدة لتنفيذ إنقلابها المشؤوم، وكأن السيد نقد كان يعلم بذلك!؟
وقد نفذ ?الحوار? المخلص فتوي شيخه صبيحة تلك الجمعة البائسة، الموافقة للثلاثين من شهر يونيو 1989م، حين أطل على الشعب السوداني ذلك الضابط المغمور، ليعلن من خلال أجهزة الإعلام، بأنه قد إستولى على السلطة السياسية فى إنقلاب عسكري بإسم القيادة العامة للقوات المسلحة، أسماه "ثورة الإنقاذ الوطني"، حيث أثبت التاريخ ، و تجربة الإنقلاب نفسه، بأنه ليس بثورة، أو إنقاذ، أو وطني. بل هو على عكس ذلك تماما، كما سنرى لاحقا فى ثنايا هذا المقال. لقد قاد هذا الضابط المغمور ثلاثمائة فردا من الأفرع الهامشية للقوات المسلحة، كسلاح الموسيقى، والسلاح الطبي، ليهدم بها أركان النظام الديمقراطي الهش، الذى لم يتجاوز عمره الأربع سنوات. لقد كذب ذلك الضابط المغمور على الشعب السوداني حينما أعلن أن القيادة العامة للقوات المسلحة هي من خطط ونفذ ذلك الإنقلاب المشؤوم، حيث إتضح لاحقا بأن من قام بالتخطيط و التنفيذ لذلك الإنقلاب لم يكن سوى الجبهة الإسلامية القومية، تحت قيادة حسن الترابي، كبيرهم الذى علمهم السحر. وهذا هو السر فى نجاح الإنقلاب، و إستمراره، وتثبيت أقدامه.
إذن الذى نفذ إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989م هي الكوادر المدنية القيادية للجبهة الإسلامية القومية، التى تم تدريبها تدريبا جيدا، وإعدادها خصيصا لهذه المهمة، داخل وخارج البلاد، وبالأخص داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه هي الكذبة الأولى التى ساعدت على نجاح الإنقلاب و تثبيت أركانه، بالإضافة الى العناصر المكونة لمجلس الإنقلاب، الذين لم يعرف عن معظمهم إنتماءهم للجبهة، أو حتى التعاطف معها، ولكنها شهوة السلطة هي التى قادتهم للإنضمام إليه، بعد نجاح الإنقلاب، و ليس قبله. وهل يعقل لضابط فى الجيش أن يرفض السلطة، وقد أتته جاهزة، كاملة الدسم، فى طبق من ذهب على باب داره؟! إذن لقد قام الترابي وربعه بتضليل معظم ضباط وجنود الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة عبر هذه الكذبة البلقاء.
و إمعانا فى تضليل قادة القوات المسلحة، و الرأي العام السوداني بصورة عامة، فقد تفتقت "عبقرية" قادة الإنقاذ عن أكذوبة أخرى، أسميتها ?أم العبقريات?، وهي إعتقال الترابي مع قادة الأحزاب الأخري داخل سجن كوبر الشهير. نعم لقد دخل الشيخ السجن بعد أن قام حواره بإعتقاله، أسوة بقادة الأحزاب الأخري، آمرا له قائلا ?أذهب الى القصر رئيسا…و سأذهب الى السجن حبيسا?. لقد رمى الترابي من وراء هذه الأكذوبة ضرب عصفورين بحجر واحد. الأول هو إبعاد شبهة إنتماء الإنقلابيين للجبهة الإسلامية القومية وذلك من واقع إدخاله للسجن، أما الثاني فهو تمكنه من التجسس على قادة الأحزاب الأخرى المعتقلين معه بسجن كوبر، و إبلاغ تلاميذه من قادة الإنقلاب بما يفكر فيه هؤلاء القادة، و ما يقومون بإعداده من خطط لمواجهة الإنقلاب أولا بأول. إنها بالفعل ?عبقرية? لا تضاهيها سوى ?عبقرية? إبليس. الدليل على ذلك هو وجود هذا النظام الغاشم جاثم على صدر الشعب السوداني منذ إنزال تلك الكذبة البلقاء الى أرض الواقع، مجسدة فى دولة الفساد و الإستبداد، منذ الثلاثين من يونيو 1989م وحتى وقتنا الراهن.
لقد أسست تلك الأكذوبة لأن يصبح الكذب منهجا معتمدا للدولة الرسالية منذ ولادتها، ولكن خطره الحقيقي يكمن فى أنه أصبح مغلفا بإسم الدين الإسلامي الحنيف. لقد تمدد هذا المنهج عبر السنوات الطويلة لدولة البدريين كالحة السواد و أفرخ لنا نماذج و أصناف من الفقه لم ينزل الله بها من سلطان، من قبيل فقه الضرورة، وفقه السترة، وغيرها من أنواع الفقه ?الكيزاني? التى يشيب لها الولدان. لقد حلل قادة الدولة الرسالية، مستعينين بالفقه ?الكيزاني?، معظم ما حرمه الله سبحانه و تعالى، بما فى ذلك ما حرمه القرآن الكريم فى نصوص صريحة وواضحة لا تقبل أي نوع من أنواع التأويل، أو ?الدغمسة?، كتحريم الربا. لقد حلل علماء السلطان الجبهويين، على سبيل المثال لا الحصر، القروض الربوية لبناء سد مروي، وفقا لفقه الضرورة،مخالفين بذلك نصوص القرآن الكريم، ودون أن يرمش لهم جفن…فتأمل!!
إن سياسة التمكين، التى إبتدعها قادة الدولة الرسالية، والتى قضت تماما على الإقتصاد، وكذلك على نسيج المجتمع السوداني المتماسك، قد تأسست و إستندت على فقه الضرورة و السترة، الذي يمكن إعتباره منتج إنقاذي خالص، صنع خصيصا لتدمير السودان! هنا تبرز الأسئلة الملحة التى يتوجب مواجهتها و التفكير فى مغزاها من قبل الجميع، ولكن بالأخص من قبل أؤلائك البعض الذين لا يزالوا ?مخمومين? بكذب ?هؤلاء الناس?. يجب توجيه تلك الأسئلة الى جميع قيادات الدولة الرسالية، و لكن أخص منهم أولائك النفر الذين يسمون أنفسهم ب ?هيئة علماء السودان?، للإجابة عليها وهي، على سبيل المثال لا الحصر: ما هو حكم الشرع فى رجل حنث عن قسم أداه وهو على اليمين؟ ما هو حكم الشرع فى رجل أقسم على حماية الدستور، ثم نكص على أعقابه؟ ما هو حكم الشرع فى رجل أقسم على صيانة وحدة تراب الوطن ثم قام بتفتيته إربا إربا؟ ما هو حكم الشرع فى رجل أقسم على أن لا تطأ رجل جندي أجنبي واحد أرض السودان، و إذا بترابه الطاهر تدنسه أرجل عشرات الالآف من الجنود الأجانب، و لا تزال تستقبل المزيد منهم؟ ما هو حكم الشرع فى رجل أقسم على حماية المال العام وموارد البلاد ثم سمح بنهبها و ?لغفها? من قبل أقرب المقربين إليه، بما فى ذلك زوجه و إخوته؟ ما هو حكم الشرع فى رجل أقام نظاما إقتصاديا و إجتماعيا أفرخ الالآف من ?أولاد الحرام? الذين تغص بهم شوارع مختلف المدن و ملاجئها، وكل ذلك تحت راية دولة تتمسح بمسوح الدين الإسلامي الحنيف؟هل يمكن لرجل كذاب، و أقر بكذبه على الملأ، أن يصلح كقائد لأي جماعة، ناهيك عن أن يكون قائدا لشعب بأكمله؟ هل يمكن لأي مشروع قائم على الكذب الصراح أن ينتج خيرا لصاحبه أو لغيره؟ هذه بعض النماذج من الأسئلة التى يمكن طرحها، وهنالك العشرات، إن لم يكن المئات، من الأسئلة المشروعة التى يتوجب?شرعا?على قادة الدولة الرسالية، وعرابها السابق، وعلمائهم ممن يتاجرون بالدين لتحقيق أغراض دنيوية رخيصة، الإجابة عليها.
و الآن فلنسأل أنفسنا: ما هي المكاسب التى جناها الشعب السوداني من وراء أكذوبة "أم العبقريات"؟ الإجابة البسيطة و المباشرة على هذا السؤال هي: الكوارث، و الفقر المدقع،و المجاعة، و المرض، و الجهل. بإختصار شديد الحصاد المر. نعم بالفعل لقد كان وقع سنوات دولة البدريين على السودان وشعبه مرا كطعم العلقم، فيما عدى متنفذي الدولة الرسالية، ومن لف لفهم، الذين وظفوا دولة الفساد و الإستبداد لخدمة مصالحهم الخاصة، ولا يهمهم بعد ذلك إن ذهب الشعب السوداني بأكمله الى الجحيم. و لنضرب الآن بعض الأمثلة للخراب الذى أحدثته دولة البدريين فى البلاد، و للحصاد المر الذى جناه الشعب السوداني، الصابر الصامد، بعد مرور كل هذه السنين العجاف من حكم الدولة الرسالية.
لقد إنهار الإقتصاد تماما. و إذا ما أخذنا معدل سعر صرف الجنيه السوداني كمؤشر لمدى قوة و متانة الإقتصاد لإتضحت لنا الصورة تماما. إن دولة البدريين قد بشرتنا فى أشهرها الأولى بأنه لولا العناية الإلهية، التي قيضت لشعب السودان نجاح إنقلاب الإنقاذ، لقفز سعر الصرف من 12 جنيه للدولار الواحد ليصبح معادلا ل20 جنيها. وبعد مرور 22 عاما من حكم التوجه الحضارى، فإذا بسعر صرف الدولار فى السوق الموازي يقارب الأربعة آلاف جنيه بالتمام و الكمال! إذا كانت زيادة 8 جنيهات على معدل سعر صرف الدولار قد إستوجبت عقوبة تمثلت فى كل هذا العذاب الإنقاذي للشعب السوداني، فيا ترى ماهو نوع العقوبة الذى تستوجبه زيادة أكثر من ثلاثة آلاف جنيه، على نفس سعر الصرف، على هؤلاء الأنبياء الكذبة؟
وقد نتج عن إنهيار الإقتصاد تفكك شبه كامل لنسيج المجتمع السوداني، إختفت على إثره معظم القيم و الخصال النبيلة التى كان يتصف بها السودانيون،و كانت مصدر فخر و إعزاز لجميعهم. لقد إختفت معظم القيم التى تجسد الإستقامة كالصدق، و المروءة، و الكرم، و الإيثار، و النبل، و الشهامة، وحل مكانها النقيض لها من قيم الشرائح الطفيلية التى تجسد الأنانية و حب الذات، كالكذب و الغش و التدليس و الرشوة و النصب و الإحتيال. وقد كان حصيلة هذا التفكك و التراجع الأخلاقي تحول المجتمع السوداني الى طبقتين: واحدة تعيش حياة الملوك، وهي القلة القليلة من قادة الإنقاذ و زبانيتها، الذين لا يتعدى عددهم1-2% من أفراد الشعب السوداني. أما الطبقة الأخرى فهي بقية الشعب السوداني الذى يعيش حياة الذل و الهوان نتيجة لحالة الفقر المدقع الذى جرته عليه سياسات الدولة الرسالية.
إن الفقر المدقع الذى يعيشه معظم أفراد الشعب لم يكن قدرا إلهيا نزل من السماء، و إنما جاء كنتيجة حتمية للنموذج الإقتصادي الذى طبقته الدولة الرسالية و المتمثل فى نهب ثروات البلد ومقدراته لمصلحة قلة قليلة دون وازع من دين أو خلق، وكأنهم أفراد جيش غازي للسودان. إن نهم النهب وحجم ?اللغف? الذى قام به قادة الدولة الرسالية، ودون أدنى رحمة، لموارد البلاد وثرواتها، قد قاد الى سؤال/مقال مبدعنا الراحل الطيب صالح،"من أين أتي هؤلاء الناس"؟ حكمة السؤال تتمثل في نتائج أفعالهم و ممارساتهم و ما جرته من كوارث على المجتمع.
تمثلت تلك الكوارث فى بروز ظواهر غريبة على مجتمع السودان، لم يألفها سكانه منذ أن تم تدوين التاريخ الحديث للبلاد. من منكم كان يتصور أن تقتات حرائر السودان من أثدائها، مما قاد الى بروز ظاهرة اللقطاء الذين تعج بهم دور مجهولي النسب؟ و من منكم كان يتصور أن يعجز رجال السودان عن إعاشة أبنائهم حتى إمتلأت شوارع مدنه بمن أصبح يعرفون بأطفال الشوارع و المشردين؟ ومن منكم كان يتصور أن يموت أكثر من سبعة و سبعين من هؤلاء المشردين، وهم على بعد أمتار فقط من مراكز الشرطة فى مدن العاصمة المثلثة، كما حدث خلال الأسبوع الماضي فقط،، دون أن تهتم دولة البدريين و أجهزتها الرسمية بتلك الظاهرة؟ و ما هو دور وزارة الرعاية الإجتماعية إن هي عجزت عن رعاية الأطفال مجهولي النسب والمشردين و إيوائهم؟ ومن منكم كان يتصور أن يموت إنسان السودان جوعا من إنعدام ?العيش?، و أن تموت أنعامه جوعا من إنعدام العلف؟
أما المعادل الموضوعي لهذا الوضع البائس الذى يعيشه عامة الناس فهو حياة الرفاه و رغد العيش الذى ينعم به قادة الدولة الرسالية ممثلا فى التطاول فى البنيان، و إمتطاء ?صهوة? السيارات الفارهة ذات الدفع الرباعي، بمختلف أشكالها و أنواعها، و الكروش الممتلئة بمال السحت. لقد شيد ?هؤلاء الناس? القصور التى إستوردت بعض مواد بنائها و مفروشاتها، و أدوات زينتها، من مختلف الدول الأوربية، و التى تتوسط أحياء الكرتون و الصفيح التى يقطنها البسطاء من أبناء الشعب.
إن تدهور نظام التعليم و الخدمات الصحية قد كان معادلا موضوعيا أيضا لحالة النعمة و الرفاهية التى يعيشها قادة الدولة الرسالية. إن تدهور نظام التعليم، بشقيه العام و العالى، و الذى أحدثته ما أسموه ب"ثورة التعليم"، قد وصل مرحلة أصبح معه مستوى شهادات الجامعات السودانية يعادل، فى بعض البلدان، مستوى الدبلوم فقط، بل أصبحت الجامعات السودانية مرتعا لتعاطى المخدرات، حتى من قبل الطالبات، بدلا من أن تكون مكانا لتعاطى العلم. و بعد أن أجهزوا على نظام التعليم الذى أهلهم لتولى قيادة البلد، أصبحوا يرسلون أبنائهم و بناتهم لتلقى التعليم فى ?دول الإستكبار?، بينما يتلقى أبناء و بنات الغلابة من أفراد الشعب تعليمهم فى فصول لا تتوفر فيها حتى أبسط مقومات العملية التعليمية، ككراسي الجلوس. و إمعانا فى ?تخانة جلدهم? أصبحوا لا يتورعون من تدشين حملات النفير لجمع التبرعات، فى مشروع أسموه، وبقوة عين يحسدون عليها، ?إجلاس الطلاب?.ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر بقادة الدولة الرسالية، درجة من اللامبالاة بمشاعر الآخرين منحوا فيها وكيل وزارة التربية و التعليم العام ?حافزا? بلغ 165 مليون جنيه، بالتمام و الكمال، بعد كل هذا الدمار الذى أحدثوه فى البنى التحتية للتربية و التعليم، وفى الوقت الذى يفترش فيه طلاب المدارس، التى تتبع لنفس هذا الوكيل، الثري لتلقى العلم…فتأمل!!
أما على مستوى الخدمات الصحية فحدث و لا حرج. إذ أصبح إبتعاث أيا من قادة و مسئولي الدولة الرسالية للعلاج بالخارج، ومهما كان نوعية الوعكة الصحية التى ألمت به، أمرا عاديا،وسياسة رسمية، كما حدث للسيد وزير الدفاع مؤخرا حينما سافر لتلقى العلاج بالمملكة السعودية إثر وعكة صحية طارئة، على الرغم من أن وزارة سيادته تمتلك السلاح الطبي بأكمله. بل لقد أصبح العلاج بالخارج حقا قانونيا بالنسبة لجميع قادة الدولة الرسالية و متنفذيها، كما نص على ذلك عقد عمل السيد مدير عام سوق الخرطوم للأوراق المالية. نعم، يلهث قادة الدولة الرسالية وراء تلقي العلاج بالدول ?الكافرة?،بينما يموت أبناء وبنات الغلابة من بسطاء الشعب السوداني فى أزقة أقسام الحوادث، وبين عنابر المستشفيات، لأنهم قد عجزوا عن سداد فاتورة العلاج!
ليت "عبقريتهم" توقفت عند هذا الحد، بل إن دولة الفساد و الإستبداد قد بدأت عهدها بتشريد مئات الآلاف من موظفى الدولة، مدنيين و عسكريين، ممن يشك، مجرد الشك، فى ولائهم للدولة الرسالية، مما يعنى ?قطع رزق? عشرات الآلاف من الأسر، و حرمانها بالتالي من العيش الكريم الذى كان يوفره لها أربابها. ليس هذا فحسب، بل لقد وصل بهم الكيد للشرفاء من أفراد الشعب السوداني مستوى لم يخطر على بال بشر سوي، حيث قاموا بحرمان بنات و أبناء أولائك الشرفاء من الوظائف، وبالأخص فى القطاعات الحيوية، كالبترول و الإتصالات، التى أصبحت حكرا على أبناء قادتهم و سدنتهم و المؤلفة قلوبهم، و بالتالى حكموا على أولائك الشباب بالعطالة والتشرد داخل وطنهم. و إمعانا فى إذلالهم فقد كانوا يجبرونهم على دخول معسكرات التجنيد الإجباري ليتم بعدها الزج بهم فى إتون محرقة حرب الجنوب. ومن يرفض ذلك يتم إعدامه رميا بالرصاص، كما حدث لبعض الشباب فى معسكر العيلفون.
إن جهاز الدولة الذى تم تأسيسه على نهج "أم العبقريات" قد أصبح مثالا يشار إليه بالبنان على مستوى العالم كأسوأ نموذج للفساد و الفشل. لقد تصدرت الدولة الرسالية دول العالم فى هذين المجالين، و أصبح لا ينافسها فى ذلك سوى دول كادت أن تتلاش من الوجود كالصومال. و إن البرامج الإقتصادية التى طبقتها دولة البدريين طيلة سنوات عهدها الظلامي لم ينتج عنها سوى الجوع و المسغبة لأفراد الشعب، والتهميش و التشظى و التشرذم و التفتت للأقاليم المختلفة، و كاد السودان الذى كنا نعرفه أن يكون فى حكم العدم تحت حكم هؤلاء الطغاة، و كأنهم لم يسمعوا من قبل بوصايا أجدادنا التى أطلقوها منذ أزمان غابرة بضرورة الحفاظ على الوطن، و العض على وحدة ترابه بالأنياب و الأظافر!
نختم فنقول إن لكل أجل كتاب. و إن ظلم ?هؤلاء الناس? و الكوارث التى جروها على البلاد قد حتمت على شباب السودان أن يعقد العزم على الإطاحة بهذه العصابة الباغية، مصمما على إسترداد حريته ووطنه المسلوب، مهما كلفه ذلك من تضحيات. و أنه قد أدرك ضرورة تقديم كل مجرم من سدنة هذا النظام الباغى و المستبد الى أيدي العدالة لينال جزاءه، جراء ما إقترفت يداه من موبغات و جرائم فى حق الشعب و الوطن،و أيضا لكي لا يتكرر مثل هذا النوع من الجرائم مستقبلا إذا ما تمت معاملتهم وفق مسخرة ?عفى الله عن ما سلف? سيئة الصيت. و كذلك فقد صمم شباب الوطن على إسترداد الثروات التى نهبها هؤلاء الطغاة، و أفراد أسرهم، حتى و إن قاموا بتهريبها الى خارج البلاد، و أودعوها المصارف البريطانية، كما حاولت إحداهن مؤخرا. وقد عزم شباب هذا الوطن كذلك على تطبيق قانون من أين لك هذا على جميع أفراد هذه العصابة الفاسدة بهدف إسترداد جميع أصول و ممتلكات الشعب التى سرقوها و سجلوها بأسمائهم، أو أسماء زوجاتهم، أو أبنائهم، أو أقربائهم، و تجريدهم من كل الكسب الحرام الذى آل إليهم بواسطة أساليب الفساد و النصب و الإحتيال، و الغش و التدليس.
لقد أخذ شباب السودان على عاتقه كذلك تفكيك جهاز دولة البدريين، الذى أسس على نهج "أم العبقريات"، و الذى رسخ الفساد و الإستبداد، وكرس منهج الإقصاء، و أذل الشرفاء، ونكل بالمعارضين، وفتت تراب الوطن، و أذاق الشعب السوداني الأمرين، و إحلال دولة الوطن الواحد مكان دولة الحزب الواحد التى شيدها هؤلاء الأبالسة. تلك الدولة الديمقراطية الحرة التى ستحافظ على ما تبقى من أرض السودان ككيان واحد يستظل بظله جميع مواطنيه، يعيشون حياة حرة وكريمة دون إهانة أو إذلال، وفى ظل مساواة تامة أمام القانون بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو الجنس، أو الثقافة. دولة لن تسمح مستقبلا، و على الإطلاق، لمجموعات الهوس الديني، و تجار الدين، من إعادة إنتاج الأزمة، تحت أي مسمى كان، حتى لا ينخدع البسطاء من بنات و أبناء شعبنا مرة أخرى بشعاراتهم الفارغة و الممجوجة من قبيل، ?هي لله..هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه? أو، ?لا لدنيا قد عملنا?، ليتضح لهؤلاء البسطاء لاحقا بأن كل أعمال هذه العصابة الباغية، و أفعالها، لا صلة لها بالدين الحنيف، أو باليوم الآخر، و إنما كانت تخادعهم وتخدرهم بتلك الشعارات الدينية البراقة من أجل أن تعمى بها أبصارهم و بصيرتهم، لتتمكن بعد ذلك من التمتع بنعيم الدنيا الزائل، فقط لا غير!!
أسأل الله الكريم، وبعونه تعالى، أن تمر علينا الذكرى القادمة لمأساة أكذوبة "أم العبقريات"، وشعبنا الأبي قد كلل نضاله بالإطاحة بدولة الفساد و الإستبداد، التى تأسست على إثرها، و كنسها الى مزبلة التاريخ، غير مأسوف عليها، وأن يكون قد تنسم عبير الحرية، و إسترد كرامته المهدورة، وبدأ الوطن يتعافى من آثار كافة الجرائم و الموبغات التى إرتكبها فى حقه مجرمي دولة البدريين. آمين!!
29/6/2011م

تعليق واحد

  1. يا استاذ ابراهيم لك التحايا لما كتبت ولكن ولعن الله كلمة لكن كلنا نعرف ما ال اليه السودان تحت حكم الانقاذ المشؤوم وبجد تجربة تاريخية مريرة ام ضرورة تاريخية ليعرف الناس ذيف خطاب الاسلام السياسي في السودان وان الديمقراطية مطية للوثوب للسلطة ومن ثم تحويل البلاد لمعتقل نازي كبير يحرسه شباب الحركة المدججين بفتاوي فقهاء السلطة والتي تبيح كل شي حتي اغتصاب الراجال ولكن ما العمل لاقتلاع هذا النظام ما العمل فهيا لابتداع الية لاسقاط هذا النظام ولنا في تجربة شباب مصر قدوة من ناحية التنظيم والتعبئة وبجد لندع الكلام جانباً ولنتوحد ونتشاور حول كيفية اسقاط النظام ولنردد بحناجر تردد هاتف عال ( الشعب يريد اسقاط النظام ، الشعب يريد اسقاط النظام).

  2. قدر السودان أن يقع تحت حكم هذا المتخلف الخائن الفاسد الكاذب المنافق الحرامي الذي لاهم له في الحياة سوى الرقيص ومجموعة مخنسي الجبهةالذي جعلوه مصدر سخرية وتهكم كل شعوب ورؤساء الدول مما أفقد الشعب السوداني مكانته واحترامه بين شعوب تلك الدول إذ كيف لشعب أبي كريم مثله أن يخضع ويستسلام لسيطرة وحكم عصابة من مجموعة مجرمين منحرفين يتزعمهم شخص يمتاز بالغباء والعبط والبلادة منعدم الضمير والقيم والأخلاق
    والله هذا المتخلف لو كان فيه نخوة رجولة و ذرة من الضمير كان إنتحر يوم وقع نائبه مهندس التوجه الإنحطاطي نيفاشا أو يوم إعلان نتيجة الإستفتاء بذهاب جذء عزيز وغالي من الوطن كان إنتحر يوم أن أعلن أنه بصدد إنشاء مفوضية للفساد كان إنتحر بسبب الحالة الوصل لها السودان من الدمار والتفتت والفساد وإنحطاط قيم وأخلاق غالبية شعبه بسبب رعونته وطيشه ولكن كما أسلفنا القول أنه منعدم الضمير والإحساس ومتجرد من القيم وهذا يعكسه بوضوح آخر لقاءاته الجماهيرية بالشرق فتخيلوا دولة مهددة بالضياع فقدت كثير من أراضيها شعبها صار أغلبه من اللاجئين والمشردين والنازحين بسبب الحروب والبقية يحصدها الجوع والفقر والمرض وفي خضم كل هذه المآسي يقف ليسأل من أهلكهم الفقر والجوع والمرض عن (الداير العرس يرفع يدو وبناتنا أرفعن يديكن ) مما لاشك فيه أن دولة يقودها شخص بمثل هذه السذاجة وضحالة التفكير والغباء والبلادة ستزول من خارطة العالم وسيتشرد شعبها ويتوزع على بقية دول العالم ويصبح جميعه لاجيء في دون هوية أو وطن ينتمي له مثل البدون والقجر

  3. الشعب السودانى فاق من نومه الان اصبح متابعا لصيقا وشاهد على فساد هذه الحكومة وفشلها وما رفض البنك البريطانى لفتح حساب لزوجة الرئيس ببعيد الان كل الشعب وعى تماما بكذب هذه الحكومة التى تتدعى الاسلام وكلنا منتظرين لحظة السفر للانغضاض على هذه الطغمة الفاسدة وسوف يحاسبون حسابا عسير باذن الله كل من اذى هذا الشعب الطيب وسوف يكون اول المحاكمين بالاعدام نافع والبقية اما اسد البرامكة فندعه يرقص اماما اوكامبو

  4. لن أبرر الكذبة .. ولن أؤيدها .. ولن أدافع عن الفساد أو المفسدين ..
    ولكن أذكرك أخي كاتب المقال .. وأذكر كل الشعب السوداني .. فإذا كان الجيل القديم قد نسى الحقائق .. فإن التاريخ لا ينسى .. وإذا كان البعض من الجيل الجديد لم يحضر تلك الفترة .. فنحن من معاصريها وحاضريها ..
    عندما جاءت ثورة الإنقاذ كانت البلد على شافة الإنهيار التام .. إقتصادياً وعسكرياً وأمنياً وأخلاقياً .. فمن منا يا عزيزي الكريم ينسى مبيت الناس في صفوف طلمبات البنزين للحصول على (واحد) جالون بنزين .. ومن منا ينسى مبيت الحرائر من نساءنا وأخواتنا في صفوف المخابز للحصول على رغيف الخبز .. ومن منا ينسى البطاقات التموينية للسكر والخبز .. ومن منا ينسى إنعدام السلع الأساسية من السوق وبيعها في السوق الأسود .. ومن منا ينسى تساقط المدن السودانية في جنوب السودان كتساقط أوراق الخريف .. وإرسال الذخائر المنتهية الصلاحية والسلاح الغير ضارب لجنودنا المساكين في أرض العمليات .. ومن منا ينسى عدم الشعور بالأمان والخوف من زوار الليل الذين يأتون مدججين بسلاح الحكومة .. وأثر البوت صباحاً عند الحائط .. ومن منا ينسى الصحف التي ليس لديها رقيب أو حسيب وتكتب ما تكتب من مواضيع تخدش الحياء والذوق العام لأى أسرة سودانية محترمة .. والكثير الكثير ..
    عندما جاءت الإنقاذ البلد كانت حالتها (واقفة) تماماً .. ولم يكن هناك حكومة .. بل مجموعة من الأشخاص المتشاكسين الذين ليس لهم أدنى هم بسيادة السودان .. فعاثت المخابرات الغربية والعربية في الخرطوم فساداً وإفساداً .. وتم إختراقنا على أعلى المستويات (فضيحة شريط وزير الداخلية) ..
    والله لولا مجئ الإنقاذ .. لكنا الآن نعيش في مجتمع مثل مجتمع الغابة .. القوي يأكل الضعيف .. وكل يشخص يقلع حقه بإبيده .. لا قانون ولا يحزنون .. ولو أن الحصار والضغوط التي تعرضت لها الإنقاذ كانت على حكومة ما قبل يوينو 89 لكنا الآن نأكل لحاء الأشجار وجلود الحيوانات الميتة ..

  5. اعزائي سنين الكيزان هي 22 سنة من اعجف السنين في تاريخ السودان لم يشهد مثلها من الظلم والفساد والعنصرية وحدث ولا حرج
    ملحوظة:
    كلمة عام تستعمل للرخاء وكلمة سنة للشدة

  6. شكرا اخى الكرسنى فقد كفيت ووفيت لقد اسمعت اذ ناديت حياولكن لاحياة لمن تنادى . شكرا لك على كشف زيف هذه العصابة التى اذاقتناالويل والثبور فشتت الشمل وشردت الالاف من ابناء الوطن والذين بقوا داخل الوطن يعيشون حياة عبارة عن بروفة لجهنم كما ذكرت .اللهم عليك بهم فانهم لايعجزونك اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم واجعل كيدهم فى نحرهم اللهم اميييييييييييييييييييييييين

  7. لعنة الله على البشير وعلى الترابى وعلى الكيزان وعلى الإنقاذيين إجمعين
    اللهم عليك بهم فإنهم لايعجزونك ..
    اللهم أرهم فى أنفسهم وذويهم وأهلهم ما أذاقوه لهذا الشعب
    اللهم مزقهم كما مزقوا هذا البلد
    اللهم شتتهم كما شتتوا أهل هذا البلد
    اللهم أرنا فيهم ما أريتنا فى صدام وشارون والقذافى ومبارك وبن على وشاوسيسكو

  8. يا دكتور الكرسني .. اي شيئ قضاء وقدر ولكن له اسباب ..

    وكان الاجدر ان تكتب انّ ما حل بالشعب السوداني قضاء وقدر ولكن له سبب وهو سياسات هذه الحكومة الفاسدة ( او كلام في هذا المعني ) ..

    ثمّ , ان ّ القدر في معناه لا يهبط من السماء او يخرج من الارض بل هو مكتوب ..

    وهذه ليست عبقريات , هذه خباثات الانقاذ التي ليست لديها اي عبقريات ..

    وانت لم تذكر المجازر التي حدثت في عهد هذه الحكومة وتفريطها في حلايب وشلاتين والفشقة واليمي ..

  9. أتذكر والله تلك الجلسة

    وكان حزب الأمة ويا للغرابة لا يزال على هواه

    مع الكيزان … فبعدما أن تلى المرحوم عمر نور الدائم ميزانيته

    "المهببة " التي كان كأنما يهديها للمعارضة لتقديم إنتقاداتها

    تحدث علي عثمان زعيم المعارضة : قال أنا ما عندي نقد للميزانية

    براكم شايفين وزيرها زاتو قال شنو …

    طبعا نور الدائم ومبارك الفاضل والصادق كانوا محسوبين من المتعاطفين

    مع الكيزان ولذلك على عثمان تحاشى الكلام عن وزاراتم يعني ما إتكلم

    أبدا عن الداخلية بالرغم من الزوبعة بتاعتم عن "موت أميرة" والإنفلات الأمني

    ليه ؟ لأنو مبارك الفاضل كان زولم

    الراجل بدأهجوم على دكتور أبو الكل وزير الصحة لأنو كان محسوب على

    الشيوعيين وكل الهجوم إنصب بأنو سمح لنقابة الأطباء بالسفر لمشاركة

    في مؤتمر في أوربا .. "ضيعتوا قروش البلد بينما المرضى …الخ"

    دا كلوا لأن نقابة الأطباء كان على رأسها الشيوعيين

    غايتو إنقلاب الكيزان دا كان أكبر عملية غش وإستهبال في حق حزب الأمة

    يا الله إتعظوا ..؟؟

    😮 😮 😮

  10. كل هذا السرد معلوم للشعب السوداني بالضرورة فلماذا إضاعة الوقت؟

    " أما الثاني فهو تمكنه من التجسس على قادة الأحزاب الأخرى المعتقلين معه بسجن كوبر، و إبلاغ تلاميذه من قادة الإنقلاب بما يفكر فيه هؤلاء القادة، و ما يقومون بإعداده من خطط لمواجهة الإنقلاب أولا بأول. إنها بالفعل ?عبقرية? لا تضاهيها سوى ?عبقرية? إبليس. الدليل على ذلك هو وجود هذا النظام الغاشم جاثم على صدر الشعب السوداني منذ إنزال تلك الكذبة البلقاء الى أرض الواقع، مجسدة فى دولة الفساد و الإستبداد، منذ الثلاثين من يونيو 1989م وحتى وقتنا الراهن."

    هل تريد إقناع القراء أن(تجسس الترابي)على قادة الأحزاب في تلك الفترة منذ 22 عاما هو السبب في بقاء الإنقاذ؟ أيعقل هذا يا رجل وفي هذه الفترة ظهر الموبايل و الانترنت واختفت امبراطوريات مثل الإتحاد السوفيتي ؟

  11. كفيت واوفيت هذا المقال شامل وكنت امني نفسي ان اكتب مقال بهذا الشمول بالفساد وتخضير الناس بالدين كلما رفعوا راسهم كما ارجو منك ان تاخذ اول خطاب له وتحلله هل فعل ما اوعد به ام جاءت الطامة الكبري:lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool:

  12. اسأل الله الكريم بعد اثنين وعشرون عاما من حكم الانقاذ ان يشارك معهم فى الحكم حزب الصادق والمرغنى انشاء الله عشان تتحول اقلام من يكتبون فى السياسة الى قصص ضاحكة عما كانوا يكتبون 😎

  13. والله خساره ان يكون كلام الترابي محور للمناقشه والتلاهي
    عن الاهم من هذيان هذا الخرف المتاكل منذ شبابه الممتلئ وهما
    اتركوا هذا الشايب الموجود فقط في الاحداث السوداء لتاريخنا
    فهو نحس وشؤم وبلاء علي الوطن فمنذ عهد النميري كان
    الترابي يظهر فقط في خيبات الوطن ويتزعم مسببات بلايانا
    فلم يظهر صيته الا باذي الناس
    ولم يتدرج تدرج الساسه او الحكام بل صعد كالصاروخ علي
    اكتاف الشعب المتاذي من خباثته
    وبتشجيع الدراويش المعجبين بماذا
    لا نعلم هل بتمايله ام بضحكاته غير
    المتراكبه مع كلماته والمقرفه لكل ناظر

  14. الاستاذ/الكرسنى ازيدكم علما بأن من قام بالتخيط لهذا الانقلاب كان على عثمان طه وكان من البديهى أن يخطر به المرشد العام لاتخاذ قرار ، بوادر المفاصلة بدأت منذ التفكير فى تنصيب إبراهيم السنوسى خليفة للمرشد بعد واقعة الضرب التى تلقاها المرشد فى مطار تورينتو بكندا وكان قرار الطبيب المشرف ان المرشد لن يعيش أكثر من اسبوع ،مما أثار حفيظة على عثمان وكما هو حال (ناشىء الفتيان) فقد تعلم على عثمان من شيخه أكثر مما إتعلمه من والده !! وصار يكيد لهم جميعهم وبداءا بتسريب أخبار الفساد (الانقاذ الغربى) وغيره ، وربما لاحظتم على عثمان لم يتورط فى أى نوع من أنواع الفساد الظاهر على الاقل حتى الان ولكنه يتستر او بالاحرى يسكت عليه لشىء فى نفسه ولم تفوح منه او ابنائه اى رائحة كما هو حال الرئيس ،وكما سبق أن قلنا أن طموح على عثمان لا يتوقف عند حدود (نائب رئيس جمهورية) ولذا فهو يعمل بكل جد نحو هدفه وهو لا يبدى طمعا فى دنيا يصيبها على الاقل فى الوقت الحاضر وقد ترك للاخرين لينهلوا منها ما شاء لهم وسوف يساومهم عليها مستقبلا عندما يمسك بكل اوراق اللعب ،وهو يعلم أكثر ما سيطرب الشعب هو تقديم المسئولين الان وعلى اعلى مستوى للمحاكمة وهو يملك دليل إدانتهم و هو مطمئن الى أن فساد الرئيس وإخوانه والمحسوبون عليه معلومون لدى الشعب ،وعلى عثمان من خلال أعوانه سرب وثائق هامة وشجع الصحافة على نشرها اولا بأول وهذا ما فعله مع شيخه ومرشده فى (عملية مسرحية الاستقالة) وتسريبه لتفاصيل الخبر لصحيفة الراى العام مما عرض معه الشيخ لحرج شديد وقتها ،وبالعودة لبداية التعليق فقد كأن على عثمان يتحرق شوقا لكشف دوره فى الانقلاب ! وربما تذكرون اللقاء الذى اجراه احمد البلال الطيب معه فى تلفزيون السودان وكان المفروض ان يتحدث فيه على عثمان عن دوره الحقيقى وحدث أن تراجع فى آخر لحظة وربما تذكرون الكتاب الذى كان سيصدره احمد البلال عن أسرار الانقلاب ثم تراجع ايضا ويبدو أن على عثمان كان يناور ويهدد بكشف دوره الذى لم يشفع له عند جماعته فكان خيارهم الاول ابراهيم السنوسى !!ثم بعد أن شعر على عثمان بتورطهم فى حوادث كثيرة افقدته الرغبة فى كشف الوقائع الحقيقية حتى لايكون اول المدانين وكما أن الترابى لم يشاء ان يشير لدور على عثمان حتى لا يعطيه حجما اكبر من حجمه امام الشعب وكبرياءه ايضا منعه من ذلك حتى ولو تحمل وزر ذلك الفعل الآثم –

  15. لك التحية دكتور ابراهيم الكرسني
    اعتقد ان المقال تشخيص لجزء من الازمة وما اقترفته ايادي النظام من آثام وجرائم في حق الشعب السوداني باسم الدين …
    نحن الآن بعد هذه السنين الطويلة من العذاب نبحث عن الحلول التي تخرجنا من هذا الظلام الدامس نتمنى ان تأتي المقالات القادمة محرضة لكل الامة السودانية للخروج في هذه الايام التي تشهد ثورات شبابية عظيمة اقتلعت رموز الحكم الدكتاتوري وطغاة العصر وعصفت بهم في نيران جهنم …
    الوطن بعد ان تمزق واقتطع جزء اصيل منه يأبى النظام الا ان يسير على ذات الدرب وذات النهج ليقطع ما تبقى من الوطن بصورة نتنة يشوبها الطابع العنصري والقبلي يجب ان نقتلع ما تبقى من الوطن من فرعون العصر وزبانيته الاوغاد قاتلهم الله انى يؤفكون ….

  16. يا كرسنى التعبئة التعبئة بس اظنك بل متأكد انك صفر على الشمال بلا ايدلوجية اوفكر .

    بالعربى كده وين ناسك لتغيير النظم . وهل لك كاريزما لبدأ العمل ؟ هل انت جاهز للشنق والاعدام ؟

    هل لك من الفكر ما تضحى من أجله ؟

    هل ستكون شهيدا اذا اعدمت ؟

  17. تغيير واسقاط النظام يا كرسنى يحتاج لحشد الطاقات وتنظيم الصفوف والتضحيات بالمال والوظيفة والوقت والتحرك وسط الجماهير كما انه يحتاج لكاريزما وسياسى قائد ولا تنسى السجون وبيوت الاشباح وتعذيب كلاب السلطة الامنية .

    يا كرسنى النظام لا يسقط بتدبيج المقالات الرنانة وتدوين كل اوبعض مساوئى النظام التى يعرفها الجميع الامى والبروف .

    يا كرسنى الجماعة ديل قالوها عديل الداير السلطة اللى ينازلنا وما حنفكها الا الدم يصل الركب والبرفع اصبعه حنقطعه ونقد عينه وبصدق هم جادين وليهم قناعاتهم ومليشياتهم والبموت منهم هم جازمين يدخل الجنة ويتمتع بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر بقلب بشر .
    ما داير اخوفك انا اعرفهم تماما بس عاوز انورك.

    اقلع البدلة المدنيةوالكرافتة والبس عسكرى ونازلهم .
    او فكر كيف تحرك الجماهير هل لك اى شعبية وسط الجماهير ؟
    ولا اقول ليك يجب وضع اليد مع شخصية معارضة لها تاريخها الشيخ الترابى نقد لا يهم من لازالة هذا الكابوس ثم بعده لكل حدث حديث .

  18. Dear ElKarsani, I think the problem is a particularly characterizes the Sudanese political leadership in general which reflects their failure to run the Sudanese state.All of them are short-sighted politicians with low social conscious that made them obsessed by zero-sum partisian competitive approach. Do not think we are going to get recovered if we changed the regime, especially if you thnk of our contemprary traditional inefficient leaders. Our leaders have a deep experience in ineffective opposition leadership with shallow and limited experience in running the state, so why we are in a vicious circle that would take us to nowhere. Please let us concenterate on educating the Sudanese people and our political leaders, including the current government and the National Congress party, and have them enlighted about the practical way to lead a nation hopefully we can find an exit out of this dilema. Thanks

  19. يا دكتور ابراهيم الكرسني لك كل الاحترام , لكن المشكلة الاساسية
    هى الجهوية القبيلة يعنى الولاء للقبيلة فوق كل شئ حتى الدين ,
    والدليل انظر لردود المعلقين ( الجعلى , الدنقلاوى ,الحلفاوى ,الشايقى
    البطحانى الفوراوى و الى اخره ) واذا قلت شئ عن البشير بيرد عليك
    واحد باسم الجعلى فى حين انه ضائق المر مع بقية اهل السودان و هو شايف الفساد و الظلم, كيف تكون الدولة التى تتمناه كما تقول ( تلك الدولة الديمقراطية الحرة التى ستحافظ على ما تبقى من أرض السودان ككيان واحد يستظل بظله جميع مواطنيه، يعيشون حياة حرة وكريمة دون إهانة أو إذلال، وفى ظل مساواة تامة أمام القانون بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو الجنس، أو الثقافة. ) و عصابه المؤتمر الوثنى لعبت
    على هذا الحبل و نجحت. و اسئل الله ان يحفظ سودانا و يولى امورنا
    خيارنا

  20. الاخ ابراهيم عبدالله لك التحية التاريخ لاينسى ولكنك تناسيت بان من خلقوا تلك الضائقة واوقفوا حال البلد هم الكيزان انفسهم حينما خرج الاتحاديون من الحكومة ودخلت الجبهة الاسلامية القومية فى ائتلاف مع حزب الامة وتشكلت الحكومة وخرج على الحاج وتحدث عن الدقيق ولماذا لاياكل الناس الكسرى وخرج حسين خوجلى ومحمد طه محمد احمد واخذوا ينادون بعواسة الكسرى باقامة الاركان فى الجامعات لذلك الامر ان كل الضائقات التى احدثت احدثوها هم لانهم كانوا يخططون للانقلاب ومنذ زمن بعيد حسب اعترافاتهم عند المفاصلة وليس النظام الديمقراطى هو السبب ولكن تؤاطى حزب الامة معهم هو الذى زاد الطين بلة

  21. ن منا لا يعرف ويعترف بوطنية المرحوم الشريف الهندى ؟
    سئل المرحوم لماذا سقطت الدولة بهذه السرعة ولم تجد اى مقاومة ؟
    فقال قولته الشهيرة (والله البلد دى لو شالها كلب مافى زول بقول ليه جر)
    ولذلك وقف هذا الشعب مع حكوته ولم سقط القول إهتماماً
    فأنا أعتبر كاتب المقال ومعونيه من المعلقين عبارة عن فرطاقة ونبَاقة .
    ولو عندكم كلام جادى ومفيد للشعب أطلعوا بيه الشارع وإستشهدوا من أجله
    وإلا مفى داعى للإزعاج .

  22. التحية للشعب السودانى يوم عرسه وذكرى ميلاده وميلاد عهد تنميته وازدهاره يوم 30يونيو الخالد

  23. الترابى راسو ماتمام من يوم دقه كندا نسأل الله ان يغفر لنا اتباعه فى ايام مضت والحمد لله الانقاذ تبرأت منه

  24. نهنيء إخوتنا في جنوب السودان بميلاد دولتهم وإنعتاقهم من ربقة تجار الدين ومن ربقة ذلك المشير الفسفوري الراقص وزمرة أسرته الفاسدة مالياً وأخلاقياً
    وعقبال إنعتاق بقية أجزاء السودان
    يوم عرسنا سنذيقكم يا كيزان ويا هتيفتهم المأجورة من نفس الكأس
    لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه
    تلك هي قاعدتنا الذهبية
    لعنة الله تغشاك يا عمر البشير وتغشى كل من كان لك عضداً

  25. مالم يقله احد ابالسة المؤتمر الوطني
    الحمد لله الذي جعلنا نحكم قبضتنا علي شعبنا طيلة 22 عاما اذقناكم فيها مالم تذوقوه من قبل 22 عاما ونحن نعزف وحدنا لحن السلطة والثروة ونسبح وحدنا في بحر المخصصات والنثريات 22 عاما وبدل الحرب جعلناها حروبا وبدل النفس اذهقناها نفوسا لاتعد ولا تحصي وبعد كنتم تسمون بالطيور المهاجرة جعلناكم غربانا لاجئة وبعد ان كنتم سلة غذاء العالم جعلناكم سلة مهملات وجيوش ومبعوثين ومخابرات العالم ايها الناس ها نحن اليوم ندق المسمار الاخير في نعش كرامتكم وانسانيتكم بتقسيمنا لكم ولكنكم لم تحركو ساكنا سوي لطم خدودكم كما عودتمونا منذ ان حكمناكم غصبا عن عين اهلكم وبالحديد والنار منذ 22 عاما ضربنا لكم فيها اروع الامثال في كيف تروض شعبا لا يستكين للظلم وضربتم لنا اروع الامثال في الاستجابة يا ايها الشعب الذي لم تحركة اغتصاب نسائة وفتياتة واغتيال طلابة وبيع ارضة ونهب ثرواتة انظر لنفسك بين الشعوب اين انت منها وتعال قول لينا بتستحق احكمك غيرنا منو فالشعوب تصنع حكامها وحكوماتها وليس العكس
    وفي خطتنا الخمسينية القادمة سنريكم وتحت شعار لو نحن مشينا البديل منو كما تقولون سترون مالم يحلم به زلوط ولم يخطر علي بال اخونا ابليس .ثم بدا الضرب علي الطبول وبداء يهتز ويتمايل وسط رئيس الحزب العملاق والجمهور
    الساحة الخضراء الخرطوم
    2011/07/09م

  26. يحدونى شك عميق بأن سياسة هؤلاء الحثالة هى أكثر من مجرد سرقة ونهب للبلاد…وان هنالك مذهب باطنى غالبا الماسونية يمشى هؤلاء القوم على هداه وهو الهدف الأساسى ويستتبعه :-

    1/ تغيير أخلاقيات السودانيين
    2/ محاربة الاسلام والقيم الاسلامية
    3/ اذلال وقهر المواطن وتدمير البلاد ….
    4/ الانتقام من هذا الشعب الطيب الذى قل أن تجده له مثيلا من بين شعوب الأرض قاطبة كرما ومروءة وشهامة ولربما كان لأصلهم الوضيع سبب من ذلك فهذا حسن تقنت والد البشير وذلك عم عثمان حارس حديقة الحيوان وذلك على نافع طبيب الحمير ولا ندرى ما العيب فى ذلك

    والا فمن يقنعنى بحال البلد بعد احدى عشر عاما من تصدير البترول والذهب وبكميات تجارية وبأسعار فلكية أردت الوضع من سىء الى الأسوأ..ومن يقنعنى بفتاوى امامة المرأة وفتاوى الطعن بالاسلام مما يطول شرحه وليس خافيا على أحد…ولكل حال يلبس لها لبوسها فاذا كنا ننفق على الحرب فاننا الان ننفق على السلام وان كانت نفقات الحرب عالية فان نفقات السلام اعلى …ولكنهم يتناسون أن للكون جبار قاصم الجبابرة ومذل الظالمين وان غدا لناظره لقريب ولو كان التدبير يقى من مر القضاء لنجت المانيا الهتلرية ولنجت روسيا الشيوعية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..