الحجاج وهند؟!!

صدي
الحجاج وهند؟!!

امال عباس

٭ عندما تحاصرني ضبابية الواقع وعيون الرقابة ألوذ بالتاريخ وفي التاريخ أبحث عن المفارقات والدروس والعبر والنوادر والطرف.. وما من فترة في التاريخ العربي والإسلامي حفلت بالأحداث والروايات والمفارقات والنوادر مثل فترة حكم الامويين والعباسيين.
٭ كانت الثورة على أشدها في العراق.. والحسين بن علي يقود الاحتجاج وعرش الأمويين مهدد.. واذا بالخليفة الأموي عبد الله بن مروان يخطب في أهل دمشق قائلاً هل من رجل يقوم بإطفاء هذه النار وإخماد هذه الفتنة؟
٭ فيتردد الناس ويعم الجميع صمت بليغ ومن وسط هذا الصمت ينبثق صوت رجل يقول: أنا لها يا أمير المؤمنين ويقول له الخليفة ولك ما تريد من الجند والمال.
٭ وبعدها خرج الحجاج مرتدياً عمامة حمراء وفي عينيه بريق المتعطش للدماء وفي صحبته ألف مقاتل وذهب الى العراق وقضى على الثورة بها ثم ذهب إلى مكة وأتى برأس عبد الله بن الزبير ولكن فتنته كانت قائمة في العراق ولازال قطاع الطرق يسرقون وينهبون.. وفي أحد المساجد وقف الحجاج على المنبر وخطب في أهل العراق قائلاً: (إن أمير المؤمنين قد نثر كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجد في أمرها عودا وأصلبها مكرا فرماكم بي لانكم طالما اضجعتم في الفتنة واضجعتم في مراقد الضلال.. والله لأحزمنكم حزم السلم ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل..) وحذرهم بقطع رؤوسهم اذا خرج منهم أحد بعد اذان العشاء.
وخرج الحجاج في الليل يتأكد من نفاذ اوامره فرأى راعياً للأغنام فسأله عن مخالفة امر الحاكم فقال له أتيت البلاد لأبيع غنمي ولكن لا أعلم بالأمر إلا هنا فمكثت في مكاني.
٭ فرد عليه الحجاج قائلاً والله أعلم أنك صادق ولكنني إذا تركتك سوف يقولون عني أني أقول ولا أفعل فالجنة خير لك وقتله.
٭ قيل ان الحجاج في هذه الليلة أتى بخمسين رأسا وعلقوا على باب منزله فهابه الناس جميعاً وأصبح الرعب يدخل قلوبهم لمجرد سماع اسمه ثم أمر بعد ذلك ألا يغلق أحد دكانه وما يضيع فعوضه على الخليفة فاستمع الناس الى هذا الأمر وتركوا دكاكينهم مفتوحة.
٭ وكعادة الحكام حين يحكمون قبضتهم الفولاذية يبحثون عن النساء وكان للحجاج ما أراد فتزوج هند بنت النعمان أجمل نساء زمانها وجعل مؤخر صداقها مائتي ألف دينار ومضت أيام زواجه منها ودخل عليها ذات يوم فوجدها تنشد قائلة:
ما هند إلا مهرة عربية
سليلة أفراس تحللها بغل
فاذا أتت مهرة فهي لها
وإذا أتت بغلاً فقد أتى به البغل
٭ فانصرف بهدوء وطلقها وارسل لها مؤخر صداقها.. وبلغ الخليفة عبد الله بن مروان ذلك الخبر وكان لها في قلبه حب فارسل اليها يخطبها فكتبت له قائلة (ولكن الكلب لعق الإناء) فرد عليها قائلاً (اذا لعق الكلب اناء احدكم فليغسله سبع مرات احداهن بالتراب) فوافقت ولكنها اشترطت ان يقود الحجاج الجمل الذي تركبه من بيتها الى قصر الخليفة فأمر الخليفة الحجاج بذلك فامتثل للأمر.
٭ وحين ركبت هند الجمل الذي قاده الحجاج رمت من يدها ديناراً على الأرض وقالت للحجاج يا جمال يا جمال لقد سقط منا درهم ارفعه لنا فقال لها انما هو دينار فقالت له الحمد لله الذي أخذ منا درهما وعوضنا ديناراً وفهم الحجاج مقصدها فأسرها في نفسه حتى وصل الى بيت الخليفة فسلمها له.
٭ ثم طلب الخليفة طعاما للحجاج ولكنه أبى وقال للخليفة أنا لا آكل مكان أحد وفهم الخليفة مقصده فطلق هند قبل أن يدخل عليها.. وهكذا انتقم الحجاج لنفسه ثم كتم في قلبه حتى مات كمدا..
هذا مع تحياتي وشكري..

الصحافة

تعليق واحد

  1. وبعدما قال الحجاج هذا لم يدخل عليها عبدالملك بن مروان حتى جاء يوم وقد عرت له اماكن فتنتها فى جسدها وهى مشهورة بكبر الثديين حتى أنه لما سأل عنها قالوا لها إنها عظيمة الثديين فقال : تشبع الرضيع وتدفئ الضجيع فكان زوجه الذى نغصه الحجاج ، دخل عليها ولما رأى مفاتنها وجمالها لم يستطع أن يقاوم فهم ان يضاجعها لامته على هجرانه لها فروى لها ماقال الحجاج فقالت له : إن اللألئ يخرمها الغجر ويقتنيها الأثرياء فدخل عليها وصارت زوجته العشيقة .

  2. انتى ابلغ حينما تلوذى بالتاريخ ومنه توخذ العبر على مر الدهور ,لكن يا استاذه تفتكرى ريس الغفله لو قراء هذا الخطاب ح يفهم قصدك ولا ح ياخد من الجانب السلبى ؟

  3. رواية القصة يا أستاذة مغلوطة من أصلها ،،
    تزوج الحجاج هند بنت المهلب ، و هي التي هربت و تركته و احتمت بسليمان بن عبد الملك ، وحدثت القصة بعد وفاة عبد الملك بن مروان نفسه ،

  4. اما آن للبشير ان لا يأكل مكان غيره …بقدر ما كتب عن الحجاج و بقدر ما قبل فيه الا انه قد كبر فى نفسى بعد ان سمعت حديثة … حقا فأن الوحوش لا تاكل من صيد غيرها , و لكن الهوام تنبشها بعد ان تتركها الوحوش .

  5. الاستاذه امال عباس
    تاريخ السودان لاينفصل عن بعضه وسلسلة الذين اجرموا في حق هذا الشعب واحدة . مثلك اذا اراد ان يعلن عن موقفه في معارضة هذا النظام ,ينبغي ان يعلن موقفه لما سبق من الانظمة ,وانتي من صحفيي نظام مايو وقادة اتحاده الاشتراكي ,خبرينا عن رؤيئك التاريخية ,لنظام مايو ودوره في حلقة تدهور السودان.هكذا التاريخ ,صارم وحازم وهو الذي يحاسب الناس على مواقفهم .نحن نريد لاجيالنا ,شفافية ووضوح حتى لاتتخبط في تمييز الصالح من الطالح .وحتى لايفعل كل انسان مابدى له , ويريد منا ان نتجاوز المراحل ,وننسى .بالامس كانت الانتفاضة ضد نظام نميري العسكري من اسس لحكم الفرد ,فماذا كان موقفك منها .مايحدث اليوم هو امتداد لنضالات جيل الانتفاضة .ركاب سرجين وقيع .ومساك دربين ضهيب ,ودرب النضال واحد والظلم هو الظلم في كل مكان وزمان

  6. رائعه انت يااستاذه بس سؤال واحد ماذا تقصدين من هذا المقال قد ان اكون فهمته بطريقه وانت تقصدين شي اخر بس اريد توضيح مختصر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..