فى ذكرى حركة 28 رمضان 1990

هوامش متفرقة
فى ذكرى حركة 28/رمضان/ 1990
محمد على جادين
[email][email protected][/email]
مقدمة :
فى مثل هذه الأيام من كل عام ظلت أسر شهداء حركة الخلاص الوطنى ، حركة 23 أبريل (28 رمضان) 1990 العسكرية المجيدة وظلّ أصدقاؤهم وزملاؤهم ورفقاهم البعثيون والديمقراطيون ، كل هولاء ظلوا يحتفلون بذكرى هذه الحركة كل عام لتمجيدها وتمجيد شهدائها الأبرار ولتأكيد السير فى طريق تحقيق أهدافهم فى الديمقراطية والسلام والوحدة . وتواصل هذا الإحتفال طوال السنوات العشرين و نيف السابقة يؤكد المكانة الكبيرة التى تحتلها الحركة فى مجرى حركة التطور الوطنى الحديث فى البلاد . وبجانب ذلك وجدت الحركة إهتماماً مقدراً من القوى السياسية ومن كتاب الصحف والمواقع الأسفيرية السودانية المختلفة . ويشار أن إعلام حكومة الإنقاذ الوطنى وقتها إتهمها بأنها كانت ملتزمة ببرنامج التجمع الوطنى الديمقراطى ومرتبطة بحركة التمرد (الحركة الشعبية) وبالتجمع الوطنى وبحزب البعث وبدولة أجنبية لم يحدّدها (بعض المصادر الصحفية اتهمت العراق بالوقوف خلفها.) ومع أن أوساطاً صحفية وسياسية وأمنية عديدة تربطها بحزب البعث فى السودان ، فإن الحزب لم يعلن ذلك فى بياناته الرسمية طوال السنوات السابقة ، بل كان يشير إليها كحركة خلاص وطنى شارك فيها ضباط وطنيون وديمقراطيون . وأول بيان سياسى لدعم الحركة بعد إعدام قياداتها مباشرة اصدره التجمع الوطنى الديمقراطى بمبادرة من ممثل حزب البعث فى قيادته (المرحوم عبدالله الصافى.) وفى الشهر الماضى أشار الأستاذ على الريح ، رئيس حزب البعث الأصل لأول مرة ، إلى أن الحركة قام بها تنظيم الضباط البعثيين والوطنيين (جريدة ألوان 23/7/2012) وعندما سألة الصحفى بقوله (إننا عرفنا علاقة الحركة بحزب البعث .. فما هى علاقتك أنت بها ، خاصة أن المرحوم محمد طه كان يقول بأنك قائدها ؟ ) أجاب الريح بقوله بأن (المرحوم كان يسميه الفريق على) وأن دوره فى الحركة (يتركه للتاريخ وأن وقت كتابة تاريخ الحركة لم يحن بعد) (نفس المصدر) ويبدو أن ذلك هو أول إعتراف رسمى معلن من أحد أحزاب البعث بعلاقة الحركة بالحزب . واذكر أننى أشرت فى مقال بجريدة الأخبار (رمضان 2010) بأن الحركة شارك فيها ضباط وطنيون وبعثيون وناصريون وإتحاديون وحددت أسماءهم ، ووجد ذلك إعتراضاً قوياً من بعض قيادات حزب البعث الأصل (…) والمهم هنا أن الأستاذ الريح يقول (ان الوقت لم يحن لكتابة تاريخ الحركة) وذلك بعد مرور أكثر من 22 عاماً على قيامها . ولا ندرى متى يحين الوقت !؟ والواضح أن الوقت المناسب هذا كاد ينتهى ، وليس هناك تفسير لمثل هذا القول سوى الهروب من توثيق وتقييم الحركة بإيجابياتها وسلبياتها ، وبالتالى تلخيص دروسها وخبراتها وتحديد مسئولية فشلها ومكانتها فى مجرى حركة التطور الوطنى وفى تطور حزب البعث نفسه .
* كتابة التاريخ لا تتوقف :-
الواقع هناك حركات عسكرية عديدة أخرى لم تجد إهتماماً مقدراً لتوثيقها وكتابة أحداثها من قبل الجهات التى قامت بها . فحركة الثانى من يوليو 1976 ، التى قادتها الجبهة الوطنية وقتها ، وجدت إهتماماً قليلاً من حزب الأمة فقط بينما تجاهلها الأخوان المسلمون والإتحاديون المشاركون فى عملياتها . وحركة 19 يوليو 1971 لم يكمل الحزب الشيوعى توثيقها وتقييمها إلا بعد سنوات طويلة . ومع ذلك وجدت الحركتان إهتماماً كبيراً من الكتاب لتوثيقهما وتقييمها . وحركة 28 رمضان ، هى الأخرى ، وجدت من يتصدى لتوثيقها ووتقييمها بعد أن أمتنع اهلها. وظهر ذلك بشكل خاص فى كتاب العميد معاش عصام ميرغنى (الجيش والسياسة فى السودان ، القاهرة 2004) وفى محاضرة العميد معاش عبد العزيز خالد بنفس العنوان قدمها فى مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بالجامعة الأهلية ونشرت فى مجلة المركز (محاور /12/2008) وقبلها نشر اللواء سعيد كسباوى مذكرة حول الحركة وتنظيمها ، يقول أنه رفعها للمرحوم بدرالدين مدثر رئيس حزب البعث السودانى ، فى بغداد عام 1995 (المذكرة موجودة فى موقع المذكور ومتاحة) وفى عام 2010 نشر الرائد معاش عادل مصطفى (من المشاركين فى الحركة وحكم عليه بالسجن سنوات قبل أن يغادر السودان بعد إطلاق سراحه والارتباط بقوات التحالف السودانية مع آخرين من زملائه) نشر إفادات هامة بالصوت والصورة فى موقع سودانير اون لاين . وكلاهما شارك فى الحركة . وهناك ما سجلته مجلة الدستور اللندنية وصحف أخرى . وهناك بعثيون وديمقراطيون شاركوا فى الحركة ولم يكتبوا ولم ينشروا ، لكنهم يحكون تفاصيل كثيرة لها أهميتها فى كتابة تاريخ الحركة وتقييمها وتحديد تأثيراتها السليبة والإيجابية فى الوضع السياسى فى البلاد وفى تطور الحزب . المهم إن كتابة تاريخ حركة رمضان العسكرية لم تتوقف انتظاراً للوقت المناسب ولكن تنظيم الخلاص الوطنى وحزب البعث لم يطرحا أى رواية رسمية لأحداث الحركة وتقييمها ، رغم دور الحزب الكبير فى إعدادها وتنفيذها ورغم تأثيرها الكبير فى الوضع السياسى العام فى البلاد وفى انقسام الحزب فى فترة التعسينات . ونشير هنا إلى أن القيادة الحزبية عقدت إجتماعات عديدة لمنافشة هذه المسألة خلال عام 1991 و 1992 ولكنها لم تتوصل الى تقييم موحد نتيجة لخلافات جوهرية حول الوقائع والتحليل والتقييم . وكان لهذه الخلافات دورها بجانب أسباب أخرى ، فى خلق توترات وصراعات وسط القيادة الحزبية أدت فى النهاية الى انقسام 1997 المعروف .
? تساؤلات مشروعة :-
إهتمام حزب البعث فى السودان بالعمل وسط القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى يرجع إلى الستينات وخاصة بعد انقلاب 25 مايو 1969 . وذلك كإمتداد للعمل وسط قطاعات القوى الحديثة الأخرى وبحكم دور العسكريين فى التغيير السياسى والإجتماعى فى السودان والمنطقة فى تلك الفترة . وشارك فى هذا العمل عدد من الرفاق القياديين منهم شوقى ملاسى ، بدر الدين مدثر ويوسف همت والجنرال سعيد كسباوى وآخرون وذلك من خلال العلاقة مع مجموعة فاروق حمد الله فى البداية ثم تأسيس تنظم عسكرى فى منتصف السبعينات . ويمكن الرجوع إلى كتابى (تاريخ التيار القومى وحزب البعث فى السودان ، دار عزة للنشر 2011 ) الفصل السادس لمعرفة تفاصيل أكثر حول الموضوع . وهذا التنظيم لعب دوراً كبيراً فى دفع القوات المسلحة للإنحياز لانتفاضة مارس ? ابريل 1985م . وهو نفس تنظيم الخلاص الوطنى الذى قام بحركة رمضان 1990 بعد توسعه فى تلك الفترة. وكان الأمين العام للحزب يقوم بالإشراف على التنظيم مع من يختارهم لمساعدته . على أى حال ، حركة 28 رمضان فى علاقتها بالحزب تطرح تساؤلات عددية منها : هل قرار العملية الإنقلابية جاء من التنظيم العسكرى ؟ أم من القيادة الحزبية ؟ هل كانت القيادة متفقة فى قرارها ؟ والعلاقة بين الطرفين هل كانت تتم من خلال قيادة حزبية مختصة ؟ أم بطريقة فردية ؟ وفوق كل ذلك .. هل تدخل الحركة فى باب التكتيك الإنقلابى ؟ أم فى باب التحرك فى إطار انتفاضة شعبية شاملة ؟ والفرق بين النهجين واضح وضوح الشمس . ويضاف إلى ذلك اسئلة اخرى … لماذا لم يتم التنسيق مع حركة اللواء محمد على حامد (مارس 1990) وهى حركة كبيرة نسبياً وتعمل لنفس الهدف ؟ وإعتقال اللواء عثمان بلول والعقيد محمد أحمد قاسم قبل أيام من تنفيذ عملية الانقلاب كان يشير إلى إنكشاف التحرك .. فلماذا لم يؤدى ذلك إلى تأجيل التحرك ، خاصة أن المذكورين من العناصر المهمة فى عملية التنفيذ ؟ المهم الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها ضرورية لإجراء تقييم موضوعى للحركة وتحديد السلبيات التى أدت إلى فشلها ، رغم نجاحها فى تحقيق إختراقات هامة وسيطرتها على مواقع أساسيه. وفيما يتعلق بدور القيادة الحزبية نشير إلى أن هناك إثنين من أعضائها (محمد على جادين وتيسير مدثر) كانا ضد الحركة منذ البداية لأسباب سياسية وأمنية ومبدئية . وبعضهم كان متحفظاً فى تأييدها. وشمل الإعتراض عدداً مقدراً من العناصر القيادية التاريخية والكادر المتقدم نذكر منهم المرحوم الصادق شامى ، الذى قرر تجميد نشاطه الحزبى بعد فشل العملية مباشرة . وكان قد فوجئ بها مع قياديين آخرين عديدين . ومن هنا جاء قولنا أن الحركة تسببت فى إحداث توترات وخلافات وسط القيادة الحزبية والكادر المتقدم ، أدت فى النهاية إلى شلل العمل الحزبى وإتساع التوترات فى داخله ثم إلى إنقسام 1997 المعروف . ومن هنا تأتى أهمية كتابة تاريخ الحركة وتوثيقه بشكل موضوعى ودقيق. ويتطلب ذلك شهادات كل من شاركوا فيها أياً كان دورهم ، ورصد تداعياتها الايجابية والسلبية على الوضع السياسى العام فى البلاد بشكل عام وفى نشاط حزب البعث بشكل خاص . وقد يكون ذلك أحد المداخل المطلوبة لإعادة تأسيس وتوحيد تيارات الحزب المختلفة وتمكينه من القيام بدوره. ويشجع على ذلك ان هناك دوائر عديدة تعمل فى هذا الإتجاه.
* خاتمة :-
مع كل ما سبق كانت حركة 23 أبريل (28 رمضان) 1990 حدثاً هاماً فى مجرى حركة المقاومة الشعبية والعسكرية لنظام الإنقاذ . كانت أقوى الحركات العسكرية المعارضة وأحدثت هزة عنيفة وواسعة فى صفوف الطبقة الحاكمة جعلتها تكشف بشكل كامل عن إرتباطها بالجبهة الاسلامية وعن طبيعتها الديكتاتورية . وكانت ترتبط بحركة المقاومة الشعبية والتزمت ببرنامج التجمع الوطنى ومؤسساته المعروفة فى ميثاقه . ويبدو أن تلك هى مأثرتها الأساسية بحكم ظروفها وحدود إمكانيات القوى التى قادتها . وهى فى ذلك تشبه لحدود بعيدة حركة 19 يوليو 1971 وحركة مارس 1990 وأغسطس 1991 دون الدخول فى تفاصيل ذلك . فهى جاءت فى ظروف كان نظام الإنقاذ فى بداياته ولا يزال يحتفظ بيقظته وحماسه وإندفاعه . وكانت قوى المعارضة لا تزال تعمل لتجميع صفوفها وفى بدايات طرح ميثاقها . والوضع الإقليمى والدولى كان يشهد مؤشرات تحولات عاصفة ، تجسدت بعد شهور قليلة فى حرب الخليج الثانية ومحاصرة العراق وإنهيار الاتحاد السوفيتى والمعسكر الإشتراكى ? وهذا الوضع الوطنى والإقليمى والدولى ما كان يساعد فى نجاحها فى تحقيق بديل ديمقراطى حقيقى حتى لو انتصرت عسكرياً ? وإضافة لذلك تضافرت عوامل ذاتية عديدة أدت إلى فشلها . وشمل ذلك غياب الإدارة المؤسسية للتنظيم العسكرى والعملية الانقلابية ، وفقدانها لأجهزة الاتصال الضرورية ، وعدم التزامها بمستلزمات العمل الانقلابى التقليدى ، وغياب الخطط البديلة خلال عملية التنفيذ وغيرها. وعند فشلها واجهتها السلطة الحاكمة بعنف وشراسة ، ودفعتها إلى إرهاب قوى المعارضة وإحداث تصفيات واسعة فى القوات المسلحة والقوى النظامية الأخرى ووسط أجهزة الخدمة المدنية . وذلك بهدف تكريس سيطرتها على البلاد. ولهذا السبب بالتحديد إنتقل ثقل قوى المعارضة إلى الخارج . وفى الوقت نفسه انتقل ثقل قيادة حزب البعث إلى بغداد بعد سفر عدد منها إلى هناك وتزايد تأثيرهم بمناخ السياسه العراقية بعد دخول الكويت فى أغسطس 1990 الأمر الذى دفع أعضاء القيادة الحزبية هناك إلى مقاطعة إجتماعات التجمع الوطنى فى الخارج بدعوى وقوفه مع الكويت والسعودية بينما ظلت قيادة الداخل تواصل نشاطها فى تجمع الداخل . وهو موقف يتناقض مع أهم بنود برنامج حركة رمضان ومع دور الحزب فى تأسيس التجمع الوطنى . وبذلك انضافت عوامل أخرى لتوسيع الخلافات وسط الحزب ، لتشمل الخط السياسى والعلاقة مع التجمع الوطنى ونظام الإنقاذ (أعضاء القيادة فى بغداد طرحوا مشروع مصالحة مع نظام الانقاذ فى 1991) ولتؤدى فى النهاية إلى توترات وصراعات التسعينات حتى إنقسام 1997 المعروف . والمفارقة أن الذين وقفوا ضد التجمع الوطنى فى تلك الفترة ونعتوه بأسوأ الصفات ، ظلوا يعملون مع قواه السياسية المختلفة بعد عودتهم للخرطوم بعد الإحتلال الأمريكى البريطانى للعراق فى 2003 ? ولا ندرى من الذى تغير … هم ؟ أم قوى التجمع الوطنى والقوى السياسية الأخرى ؟ وفى الختام هذه هوامش متفرقة حول الذكرى الثانية والعشريتن لحركة 28 رمضان 1990 آمل أن تساعد فى إثارة الإهتمام بكتابة تاريخها وتوثيق أحداثها وتداعياتها ومواقف إبطالها وشهدائها .
وددت لو كتب الأستاذ علي الريح السنهوري عن حركة 28 رمضان في موقع الراكوبة وفي نفس
الوقت يرد على كاتب المقال وبذلك يستفيد القراء …
لو نجح الأنقلاب سيكون السودان أيضاً تحت رحمة ( العساكر ) وتحت رحمة حزب مرتبط بصدام حسين وبالعراق! الشعب السودانى شعب ( مثقف ) يعرف ماهو حزب ( البعث ) وكيف نشأ ومن ( مؤسسه) ! وأيضاً له تجارب مع الضباط المقامرين ( بحياتهم) فى عمل ( إنقلاب) عسكرى يأتى لنا بحكم عسكرى آخر ! الشعب السودانى لن يحتفى أبداً بأنقلابيين حتى البشير نفسه ومن مات فهذا نتيجة ( تهوره ) وندعوا بالرحمة لجميع موتى المسلمين !
الأخ سوداني طافش ….
الشعب السوداني يعرف أيضا ما هو الحزب الشيوعي وكيف نشأ ومن ( مؤسسه ) ويعرف أيضا
من هم الأخوان المسلمون ومن مؤسس حزبهم ؟؟ اذا كان هذا هو المنطق فلتلغى جميع
الأحزاب السياسية في السودان ….. الفكر يقارع بالفكر وليس بالنيل من الأشخاص ..
مع التحية ..
انتو يا معلقين الراكوبة ناس جيشنا ديل اكان اسلاميين او بعثيين او شيوعيين او قوميين عرب اصلا ما عندهم شغلة زى جيوش العالم المحترفة والمحترمة غير الانقلابات العسكرية وحكم شعوبهم ومطاردة المعارضة الداخلية وعدم الالتفات للغزاة الاجانب(مثلا حبش او مصريين او الطيران الاسرائيلى)؟؟؟؟ ولا هم عايزين يحكموا ويخلوا حماية الحدود للزراعيين والبياطرة والاطباء والمهندسين والصيادلة والسياسيين المدنتيين وهلم جرا؟؟؟؟ولا انا غلتان وان الجيوش الاسرائيلية والامريكية والبريطانية يعنى جيوش الدول الديمقراطية المحكومة بالمدنيين هى جيوش جبانة لانها بتخاف او تحترم شعوبها ونار حمرا قدام الاجانب؟؟؟ جيوش دول الاستكبار جيوش جبانة وما عناتر زى جيوشنا العربية يخافوا من المدنيين بتاعنهم منتهى الجبن بس فالحين قدام الاجانب ما زى جيوشنا المهابة هيييييسع اسود قدام شعوبهم فقط ولا كيف يا ناس جنابو وسعادتك؟؟؟؟ اصلوا ما بتخجلوا ابدا؟؟؟ هسع ما تشوفوا الجيش السورى البطل محاصر القدس مش؟؟؟؟!!!!!!
ذكرى حركة 28 رمضان/23 إبريل 1990م، قد طبعها في وجدان أوسع قطاعات أجيال من أبناء وبنات السودان شهداؤها ، ببطولتهم في فجر يوم استشهادهم . أما الذي كان عليه أن يدون ويقوم تاريخها بالمداد وعلى صفحات سفر التاريخ وعجز عن إنجاز هذه المهمة بجداره ? على الأقل حنى الآن – فهو حزب البعث في السودان : الحزب الذي قرر تنفيذ الحركة : سواء كان موقع اتخاذ القرار في قيادته السياسية .. أو انه اتخذ من لدن قيادة تنظيمه العسكري .. أو من قبل فرد أو أفراد في قيادته، ففي كل حال وبغض النظر عن موقع ودوافع إتخاذ القرار في أروقته . فالحزب كله ، هو الذي يتحمل مسؤولية هذا القرار ، وعليه دون غيره أن ييين مفاصل اتخاذ قرار القيام بالحركة ودواعيه . فهذا يقتضيه في الحزب قيم النضال وقيم الرجولة : عامة للصدق والوفاء لمهمة تدوين جانب مهم من تاريخ الوطن ، وخاصة وفاءَ لأكثر من نصف شهداء الحركة الذين ينتمون إلى عضوية الحزب .. وكذلك لبقية الشهداء الذين انتموا لتنظيم الخلاص الوطني وشاركوا في الحركة ، وهم على وعي وإلمام تام بهوية رفاقهم البعثيين في التنظيم ، وتعاونوا معهم من باب التكاتف في سبيل أهداف رأوا أنها فيها الخير للسودان . ثم على حزب البعث أيضاً كتابة تاريخ صفحة تنفيذ الحركة ? ببيان مواطن القصور والنواقص .. وأسباب الإخفاق والفشل .. وتحديد دور ومسؤولية الآفراد والهيئآت المدنية والعسكرية في كل ذلك – ، ليقدم كشف حسابه في سفر تاريخه لأعضائه ثم للشعب والوطن .
إذاً سؤالان مهمان ينتظران من حزب البعث الإجابة ، ولكل سؤال منهما أسئلة فرعية ، والخلط بين السؤالين أو بين ما هو أساسي وفرعي فيهما، إن تم عمداَ له غاياته ومرفوض . وإن تم عفواً فهو مصدره عقل مشوش لن يفيد إلا بقدر محدود وسطحي مهمة كتابة تاريخ أحداث الحركة وتقويمها :
السؤال الأول : يتعلق بقرار القيام بالحركة . وعنه يتفرع تدوين تاريخ التنظيم العسكري للحزب ، مبتدأ بنائه وأهداف تأسيسه ? من هم الذين تصدوا وتصدروا مهمة تأسيسه .. وبأي الصيغ أداره الحزب – ، ونشاطاته وماتم في جانب التأهيل العسكري للكادر المدني في الحزب والأدوار القومية والوطنية التي رسمت في هذا المسار، وصولا إلي تنظيم الخلاص الوطني في القوات المسلحة السودانية وقرار القيام بحركة رمضان / إبريل : من الذي اتخذه ، وماهي دواعيه ، وما مدى سلامة توقيته ودقة قراءة ملاءمة الظروف التى كانت تحيط به .. إلخ الأسئلة الآخرى التى لازالت تؤرق الكثيرين ؟.
والسؤال الثاني : يتعلق بصفحة تنفيذ الحركة . ما الذي جعل قوةً بحجم تنظيم الخلاص الوطني الذي اتضح للجميع فيما بعد ، يفشل في مهمة الاستيلاء على السلطة من الناحية الفنية ؟ ، لماذا وكيف اعتقل أهم قادتها الميدانيين قبل أكثر من أسبوع من يوم التنفيذ .. لماذا انكشفت الحركة قبل ساعات عدة من وقت الشروع في تنفيذها ، لماذا فشلت الحركة في احتلال القيادة العامة .. وفي احتلال الإذاعة .. {من الذي اتخذ وأعلن قرار فشل الحركة وهي مازالت تحتل جميع الوحدات العسكرية الضاربة في كل العاصمة ? مدرعات الشجرة ، ومظلات شمبات ، وتمتلك طيران مسلح .. إلى آخر وحدات وقيادات الأفرع – كما تحدث عنها العسكريون الذين أرخو جوانب من تاريخ الحركة في : كتب نشرت ، أو في محاضرات عامة ،أوفي كتابات وأحاديث أدلوا بها في الشبكة الفضائية ? اللواء سعيد كسباوي ، العميد عصام ميرغني طه ، والعميد عبد العزيز خالد ، والرائد عصام – }، وأخيراً وليس آخرأً في هذه الأسئلة المتفرعة عن سؤال التحري عن أسباب فشل الحركة ، على أي نحو وبأي القنوات ولأي الأهداف تم الحوار بين بعض قادة الحركة والنظام ليتم استسلام ما تبقت من القطاعات العسكرية المرتبطة بالحركة .
المهم أن قراءة وتقويم وتدوين تاريخ حركة رمضان ، قد غيبت عمداً لمدة اثنين وعشرين عاماً من عمر الحزب ، من لدن طرفين في قيادة حزب البعث . فشكل هذا الهروب أهم أسباب تفتت الحزب أو تشظيه وانفضاض خيرة كوادره من حوله ، ومن ثَم ارتباك مساره في خلال عقدين من السنوات تلت فشل الحركة ، أو تلت دورة القيادة التي انعقدت في بغداد عام 1993م وبذرت فيها أهم بذورانقسامات الحزب فيما بعدها ، و اليوم تطل علينا بعد كل هذه السنوات أولى القراءات التى تعترف صراحة بدور حزب البعث في اتخاذ قرار القيام بالحركة وتنفيذها ? في جريدة ألوان العدد (4926) بتاريخ 23/7/2012م ، وفي صحيفة الراكوبة الآلكترونية بتاريخ 15 / 8 / 2012م . ولكن الحركة أكبر من مقاس هذه الاعترافات مع كل التقدير لأصحابها ، فليس مجداً لأحد في قيادة الحزب أن يكتب تاريخها ليبرأ الذات من وزر خطيئة اتخاذ قرارالقيام بها أو من التسبب في الأخطاء التي واكبت صفحة تنفيذها . وكذلك ليس مجداً لأحد أن يصطنع لذاته مجداً في تاريخ حزبه ووطنه من كونه القائد المتفرد بقيادة انقلاب عسكري توفرت لها في طاقاتها الكامنة فيها كل مقومات النجاح ، بينما يقول خصومه أنه أحاطها بكل أسباب الفشل .
لقد امتد هروب حزب البعث من دوره في حركة رمضان إلى هروبه من كل واجباته إزاء نتائجها ، حتى تلك التي لها علاقة برعاية أسر شهدائها ، فهل كان السبب في ذلك ضيق ذات اليد وظروف الملاحقة التي أحاطت بالبعثيين ، كما يقول البعض ؟ ، أم كما يعتقد البعض الآخر أن الإمكانيات المادية كانت متوفرة بالطرناطة والتهمها الفساد المالي والخمج في الصرف على النزوات والقصور المنيفة .. واللامبالاة من لدن بعض القيادات ، فجعلت أبناء الشهداء يتضورون جوعا وجعلت أسرهم تعاني الإهمال . حتى أن رد الفعل من بعض أبناء وبنات الشهداء وزوجاتهم وذويهم قد جعلهم يتبرأون من حقائق إنتماء أو تحالف الشهداء مع حزب البعث في القيام بالحركة ، إذ أصبحوا عرضة لبلبلة أفكارهم من لدن بعض من اصطادوا في الماء الذي تعكر بتقصير الحزب أو مما أصابهم من قصوره .
ختاماً: هل الهرب من تدوين وتقويم ناريخ حركة رمضان قد غدت حالة مزمنة ، أم أن مهمة إنصاف التاريخ إزاء حركة رمضان لازال أمام فرصة إنجازها بعض الوقت ، وهل لدى من يعنيهم الأمر في حزب البعث إستعداد لاستثمار هذا الوقت لتدارك وضع الأمر في نصابه . ومن باب التمني ، لماذا لا يلتئم اجتماع واسع يضم قيادة القطر عشية الحركة والكادر المدني والعسكري البعثي الذي كان على تماس أو علاقة بالحركة في ذلك الوقت .. وقيادات انقسامات الحزب وكوادر منتقاة منها .. إلى جانب الرواد البعثيين المؤسسين للحزب ، وأسر الشهداء وعدد ينتقى من أصدقائهم المهتمين بالحركة وتاريخها ، لماذا لا يلتئم شمل كل هؤلاء في اجتماع تداولي تطرح في خلاله أوراق ومداخلات وتدار فيه مناقشات هادفه لوضع الأمور في نصابها إزاء تدوين تاريخ الحركة . لماذا لايضع كل هؤلاء هذه المهمة فوق خصوماتهم وحزازتهم لأن كلهم معنيون بتقويم هذا الحدث الجلل .
قديما قيل : ( وداوني بالتي كانت هي الداء ? فالتهرب من تقويم البعث في السودان لدوره في حركة إبريل ، قد حجب عنه أهم فرص إدراك الخلل الكامن فيه وغدا أهم الأسباب التي أدت إلي الانقسامات التي حدثت في بنيته ، فهلا استخدم البعث تدوين وتقويم هذا التاريخ لتشخيص مكامن الخلل في بنيته وللشروع في استعادة وحدته -) .
78
الأخ سوداني طافش …
… أن الذين قام الشهيد
صدام حسين باعدامهم كانوا يستحقون فهم اما جواسيس أو سراق .
محاولتك للمقارنة بين قادة البعث الذين حكموا العراق وبين الكيزان
مقارنة في غير محلها … لأنهم أي البعثيين اما أعدمتهم قوى الاحتلال الأمريكي
واما في السجون وهناك 150 ألف بعثي استشهدوا عقب الغزو..
ولو كانت الولايات المتحدة تؤمن بالديمقراطية فلماذا عقب احتلال
العراق أصدرت قانونا يسمى اجتثاث البعث ؟ هل هذه هي
الديمقراطية؟ …. الولايات المتحدة عدوة الشعوب ولا بد من مقارعتها
وان كانت تملك من القوة العسكرية والمادية ما تملك ….
والحرب سجال …. الولايات المتحدة التي صنعت جيشا صنعته
للاستيلاء على خيرات الشعوب الأخرى …
سؤال : لماذا احتلت الولايات المتحدة العراق ؟
الاجابة للسيطرة على النفط ….
الآن عزت الدوري يقود المقاومة العراقية التي أوقعت
خسائر فادحة في صفوف الأمريكان وأجبرت أوباما على
سحب قواته من هناك ….ولم يتبق الا العملاء المزدوجون
لايران والولايات المتحدة لكنسهم …. هم يرونه بعيدا ونراه قريبا .
يا أخ طافش ….. أنت في تعليقك الأول ربطت حركة ضباط رمضان 1990 بالعراق وأخذت
تقول سنكون تحت رحمة حزب مرتبط بصدام حسين …. ثم ان صدام حسين لم يعدمه شعبه والمحكمة
التي تشكلت
لمحاكمته شكلها الأمريكان وعينوا قضاتها … فالعراق تحت الاحتلال وكل ما هو تحت
الاحتلال باطل …. ولو كان الشعب العراقي طالب بالتغيير وأسقط حكمه وحاكمه
كما حاكم المصريون حسني مبارك لاختلف الأمر … أنت لاتعترف بأن ماحدث في العراق
غزو أجنبي واحتلال وهذه مشكلتك ….ثم ان شتيمتك للراحل صدام حسين وأبناءه
لن تفيدك شيئا …. بموجب قوانين الأمم المتحدة العراق محتل وبموجب قانون
جنيف الراحل صدام حسين كان أسير حرب ولذا كان يجب معاملته كأسير حرب …
أليست هذه هي القوانين التي وضعها الغربيون بعد الحرب العالمية الثانية
؟ ثم داسوا عليها !! أخيرا انني سوداني وأؤمن بالعروبة وما يحدث في
أي دولة عربية يهمني كما يهمني أمر السودان …..
بالامس و اثناء احتفال اسر شهداء حركة 28 رمضان بالذكى السنوية بدار حزب الامة و بعد ان نادت المنصة لممثل حزب البعث السودانى الاستاذ محمد وداعة ليلقى كلمة ، قامت مجموعة من الغوغاء و شبيحة حزب البعث الاصل ( حزب على الريح السنهورى ) بمهاجمة المنصة فى محاولة للاعتداء على السيد محمد وداعة و لو لا ان عدد كبير من اسر الشهداء حالوا بين المهاجمين و السيد وداعة لحدث الاعتداء فعلا ، حدث هذا وسط ذهول وصدمة زعماء القوى السياسية و ابرزهم السيد الصادق المهدى و يوسف حسين، ما حدث بالامس يؤكد اننا ما زلنا بعيدين عن السلوك الحضارى و المتمدن وان بالدنا لا يرجى منها فى ظل امثال هؤلاء ، هؤلاء لا يؤمنون بالديمقراطية و لا بالراى الاخر ، وصلت بهم الجرأة لمنع الضيف من الحديث و نزع فيشة المكرفون فى دار هم ضيوف فيها و ضيوف مثل غيرهم فى احتفال لم ينظموه ، لم يحترموا المضيف و لا القوى السياسية ولا اسر الشهداء و لم يحترموا انفسهم و لا حزبهم ، واكدوا متاجرتهم بقضية الشهداء ، ماذا قدم هذا الحزب للشهداء و اسرهم وهاهو الان على الريح يتفاخر بفشله و انه الذى قام بالحركة، الحس السليم يحتم علىهم الاعتذار عن هذا السلوك المشين ، الغريب ان على الريح وقف غير بعيد يراقب الوضع دون ان يتدخل لمنع شبيحته من الاعتداء على الرجل
على الريح السنهوري (لألوان )
علاقتي بحركة 28رمضان اتركها للتاريخ ..
لهذا السبب كان من المقرر ان التقى محمدطه يوم اختطافه واغتياله
البشير قال ان هناك(مدني) واحد مع ضباط 28رمضان وسكت !
ضباط 28رمضان قبلوا وساطة سوار الدهب ولكن
لايزال هناك هاجس من انقلاب عسكري ينفذه البعثيون!
تنظيمنا في الجيش كان اقوى من تنظيم الإسلاميين
هذا ماحدث في القيادة العامة بعد السيطرة على كل المواقع
لهذه الأسباب لم يتدخل صدام في محاكم ضباط 28رمضان
التواصل بيني وبين عزة الدوري قائم ولن اكشف هذا للإعلام
في الحلقة الثانية من هذا الحوار مع الأستاذ على الريح السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي وامين سر الحزب بالسودان يحدثنا الرجل ? بإقتضاب ?كعادته عن القيادة اليوم وعملها في هذى الظروف وعن مصير امينها العام الجنرال عزة الدوري ثم ان الحديث مع السنهوري يأخذنا للداخل وفي رمضان تسترجع ذكري حركة ضباط 28رمضان الإنقلابية والتى اتهم بها حزب البعث واشارت بعض اصابع الإتهام فيها ايضا للأستاذ على الريح السنهوري فإلى مضابط هذه الحلقة
حوار بكري المدني
*هل تنف صلة البعثيين بالعمل العسكري في السودان ؟
– انا لا انفي ان للبعثيين صلة بالعمل العسكري او كان لهم عمل عسكري بالقوات المسلحة ولكن دورهم كان ومنذ العام 1977م هو بناء تنظيم وطنى داخل الجيش يسعي لتحرير البلد من الديكتاتورية واقامة ديمقراطية وهذا هو الدور الذى لعبه الجناح العسكري لتجمع الشعب السودانى في مواجهة نظام نميري وبعد سقوط نميري عمل الضباط البعثيون والوطنيون لإنهاء الفترة الديمقراطية في مواعيدها وتسليم السلطة للشعب وكانوا هم الذين يشكلون المعارضة الأساسية لتوجهات بعض المراكز داخل المجلس العسكري الإنتقالي والتى كانت تعمل لتأجيل الإنتخابات ومد الفترة الإنتقالية واجبروا المجلس على تسليم السلطة في مواعيدها المحددة ودفع الضباط البعثيون ثمن ذلك بالإبعاد عن القوات المسلحة وعلى رأس هؤلاء الشهيد الفريق خالد الزين واللواء عثمان بلول وقاسم محمد احمد وبعدهم الشهيد محمد عثمان حامد كرار وآخرون بلغوا العشرات من الضباط في الفترة الإنتقالية ولكن ومع ذلك ظل عمل البعثيين والوطنيين اجهاض أي محاولة داخل الجيش للتحرك لإجهاض النظام الديمقراطي بالإستيلاء على السلطة في البلاد وقدموا في ذلك معلومات مؤكدة في مواجهة هذى الإنقلابات للقادة السياسيين الذين كانوا على دست السلطة مثل السيد الصادق المهدى والسيد الميرغنى وفي العام 1985م تحدث البعثيون عن محاولة تعد لإنقلاب عسكري يأتى على رأسه العقيد -حينها -عمر حسن احمد البشير ونشرت تلك المعلومات وقتها في صحيفة الهدف وفي مجلة الدستور وغير ذلك كنا كبعثيين نسلم ملفات سنوية لقيادات الأحزاب عن نشاطات القوى السياسية داخل القوات المسلحة والتى كانت تسعى للإنقلاب على الديمقراطية وكان دورنا داخل القوات المسلحة هو دعم النظام الديمقراطى وكنا نؤمن بأن استمرار النظام الديمقراطي من شأنه ان يخلق حالة من الوعى وسط الجماهير للتحرر من حالات القمع الإقتصادي والإجتماعى في السودان
*بشكل قاطع هل كان هناك ضباط في الجيش ينتمون لحزب البعث ؟
– نعم كان لدينا ضباط في الجيش وكانوا يقومون بالدور الذى ذكرته آنفا وفي أواخر مايو العام 1989م ونتيجة لتقاعس القيادات السياسية قام البعثيون بتسليم القيادة العامة للجيش تقرير كامل عن انقلاب 1989م وبالأسماء والرتب والوحدات وحذر البعثيون من هذا الإنقلاب وشيك ولقد سلم هذا التقرير لمدير الإستخبارات العسكرية وقتها
* عفوا ولكن تجنيد ضباط داخل الجيش يعنى نية مسبقة للإنقلاب على السلطة ؟
– حزب البعث اذا كان يريد ان ينقلب على الديمقراطية لحقق ذلك وبكل سهولة لأن تنظيم البعثيين والضباط الوطنيين داخل القوات المسلحة كان تنظيما واسعا جدا ولا يقارن بتنظيم الإسلاميين والذين ?حقيقة- لم يكن لهم تنظيم جدي داخل القوات المسلحة وكان الإسلاميين يستميلوا الناس بإغواءات واغراءات من حج وعمرة وسيارات وما الى ذلك ولهذا فإن تنظيمهم الذى نفذ الإنقلاب ابعدت اغلب عناصره بعد ان ادت دورها وانتهت
* وفيما تمثل دور الضباط البعثيين والوطنيين بعد ال30من يونيو؟
– من اليوم الأول للإنقلاب على الديمقراطية في يونيو العام 1989م اعلن الضباط البعثيين والوطنيين داخل الجيش رفضهم لهذا الإنقلاب وتم بموجب ذلك ابعاد بعضهم من الجيش ومنذ ذلك التاريخ ولقد قام تنظيم الضباط البعثيين والوطنيين بالإتصال بالقوى السياسية وذلك لأن التنظيم لم يكن حزبيا بحتا وانما كان تنظيما للوطنيين وللبعثيين معا واتصال اولئك الضباط بالقوى السياسية كان من اجل انجاز ما وعدت به في ميثاق 17نوفمبر 1985م من اعلان العصيان المدني والإضراب السياسي حال الإنقلاب على الديمقراطية وعندما فشلت تلك القوى السياسية في التحرك لتحقيق هذا الهدف بدأ هؤلاء الضباط في العمل لإستعادة النظام الديمقراطي واذا راجعت تصريحات عمر حسن البشير بعد حركة 28رمضان لوجدته يتهم اولئك الضباط بالعمل لإعادة الأحزاب الفاسدة للحكم وهذا حقيقة فلقد كان الضباط البعثيين والوطنيين يعدون لإعادة النظام الديمقراطي
* ومع ذلك يعد هذا التحرك انقلابا عسكريا ؟
– حركة 28رمضان كانت انقلابا داخل القوات المسلحة لإعادة الأمور الى نصابها الدستوري ومنها الحكم الدستوري وبعض اولئك الضباط كانوا بعثيين طبعا ونحن لا ننفى ذلك ابدا ولقد تمكنوا بالفعل من السيطرة على جميع الأسلحة ووحدات الجيش والحلقة الوحيدة التى لم يسيطروا عليها هى القيادة العامة وفيما عدا ذلك فلقد سيطروا على القوات المسلحة ونحن نعتز بتلك الحركة ولا ننكرها ونعتقد انها حركة مجيدة وكانت تسعى لإعادة الديمقراطية للبلد.
*بعد فشل حركة 28 رمضان ما الذى حدث؟
– بعد انكشاف التحرك امام القيادة العامة رضى ضباط 28رمضان بوساطة من المشير سوار الذهب على تجنيب العاصمة الإقتتال وعودة الجيش الى ثكناته والأمان للمتحركين
*لماذا لم يتدخل صدام حسين بعد فشل حركة 28رمضان لإنقاذ اولئك الضابط ما داموا بعثيين ؟
– اولا النظام العراقي والدولة العراقية وقتها لم تكن لها علاقة بحركة 28رمضان لا من قريب ولا من بعيد وحتى على صعيد فروع الحزب في العراق كنا نقول ان الحزب لا يتدخل في شؤون الدولة العراقية ولا يحملها مسؤولية نشاطة ولا الدولة العراقية تتدخل في شؤون الحزب وفروعه ولا تتحمل تبعاته والدولة في العراق تقيم علاقاتها مع الدول العربية وفق ميثاق جامعة الدول العربية وايام النميري قدم اربعة من عضوية البعث الى المحكمة بتهمة الردة وكانت محاكمة لفكر البعث وليس للحزب فقط ورغم علاقة صدام بنظام مايو الا ان العراق لم يتدخل في تلك المحاكمة وان كانت القيادة الحزبية للبعث قد استنفرت فروع الحزب في كل الساحات وشكلت لجانا للدفاع عن البعثيين واتسعت الحملة مما دفع النميري للتراجع بعد نصيحة من الرشيد الطاهر بكر .
* ولماذا لم يتدخل الحزب على مستوى القيادة القومية من اجل بعض عضويته في السودان؟
– عملنا حملة ولكنهم لم يمهلوا وكانت هناك قوى خارجية قد طالبت النظام بضرورة التخلص منهم
*لا يزال ثمة احساس بأن البعثيين يضمرون شيئا ؟
– اتفق معك على ان الكثيرين لديهم هاجس على ان البعثيين يسعوون لتغيير هذا النظام بإنقلاب عسكري وهو هاجس قائم حتى اليوم وكأنما البعثيون ان فعلوا ذلك سوف يستلمون السلطة وهذا الشئ غير وارد في حساباتهم ابدا ونحن لن نستلم السلطة الا ان كنا نمثل قاعدة شعبية عريضة وفي ظل نظام ديمقراطي والقضية لم تكن بالنسبة لنا قضية مصالح حزبية ضيقة ونضالنا دائما من اجل الديمقراطية وسوف يستمر ذلك حتى ان كانت الديمقراطية التى نعمل من اجلها لم نحصل بموجبها على دائرة واحدة وهذا لا يعني ان الشعب لا يريدنا ولا يقتنع ببرامجنا ولكن لأننا لا نعمل بالسمسرة لنحصل لنا على دائرة وايام نميري قال لنا عزالدين السيد (انتوا بتقودوا النضال ضد هذا النظام وسوف تسقطوه ولكنكم لن تحصلوا علي شئ )فقلنا له (سنجد الديمقراطية وسيجد الشعب حريته) ونحن عندما قاطعنا الإنتخابات الأخيرة لم نفعل ذلك لأنها حتما مزورة ولكن لأنها تجري في ظل قوانين قمعية فهى وان كانت تتيح للقوى السياسية ان تشارك في تلك الإنتخابات الا انها لا تتيح هذا الحق للجماهير بحرية ونحن منحازون للجماهير وليس للقوى التى تبحث لها عن مواقع صحيح اننا في قوى الإجماع لكننا اعلنا رفضنا للإنتخبات وعملنا على فضحها
*استاذنا الشهيد محمد طه كان مصرا على انك كنت قائد حركة 28رمضان؟
– نعم وكان يسميني الفريق على الريح ولو تذكر كان من المفترض ان اقابله لأول مرة في اليوم الذى اختطف واغتيل فيه ولقد اكدت لك ذلك مساءا امام دار حزب الأمة لولا انك راعتنى في نفس المساء وذكرت لى ان محمد طه اختطف من قبل مجهولين من منزله ?رحمه الله- وكنا نختلف مع محمد طه في فترة الديمقراطية وفي الفترة الأولى للإنقاذ ولقد تأكد لنا انه كان يعبر عن قناعات هو مؤمن بها شخصيا.
*وهل تعتقد ان ثمة لبس في الأسماء ?كان هناك ضابطا في الجيش بإسم السنهوري ؟
– محمداحمد الريح السنهوري المعروف في الجيش ب(ودالريح) هو ابن عمنا ولقد كان ضابطا وطنيا و لم يكن بعثيا ولقد ابعده النميري مع عبدالماجد حامد خليل ولقد اشتهر بإنتقاد نميري امام الناس ولاقى من بعد عنتا شديدا وودالريح كان معارضا لكل الأنظمة العسكرية ولكنه لم يكن في تنظيمنا
* عرفنا علاقة البعث بحركة 28رمضان ماذا عن علاقتك شخصيا بهذه الحركة؟
– هذه اتركها للتاريخ ووقت كتابة التاريخ لم تحن بعد
* لكنك طلعت بعد الحركة مباشرة من السودان ؟
-انا طلعت بعد شهر تقريبا
* يقال انك لم تخرج عبر المطار ؟
– ومن اين خرجت اذا لم اخرج عبر المطار؟!
*هناك رواية انك خرجت عبر تشاد ؟
-مر على السؤال مرور الأذكياء قائلا : بالمناسبة تشاد هذى بلد عربي واول رئيس لها كان قد قرر تقديم طلبا للإنضمام للجامعة العربية ولكن الفرنسيين انقلبوا عليه وتشاد عبارة عن سودان مصغر
*الم يكن بين ضباط 28رمضان مدنيين؟
البشير قال ان هناك (مدني) كان مشارك في حركة 28 رمضان ولم يفصح اكثر من ذلك