أخبار السودان

فيضانات شرق السودان تضاعف حاجة الفقراء

عماد عبد الهادي-الخرطوم
بعد أيام من اجتياح السيول والفيضانات مدينة همشكوريب في شرق السودان وتسببها في قتل أكثر من عشرة أشخاص -أغلبهم أطفال- وتدميرها مئات المنازل، وجد الحاج علي محمد محمود نفسه في لحظة هي الأولى في تاريخ حياته بلا مأوى، مثله مثل آلاف الأشخاص ممن شردتهم تلك الفيضانات المدمرة.

والحاج علي محمد واحد من شيوخ إحدى قرى همشكوريب -المدينة القرآنية- الواقعة على الحدود مع إريتريا، التي لم يبق من منازلها غير أطلال وبعض أسرّة كانت عصية على الانجراف والاختفاء مع ممتلكات أثرية وتاريخية كان يدخرها لوقتها، كما يقول.

ويجول الشيخ السبعيني ببصره في أطلال منزله الذي أصبح عبارة عن كومة من القش قبل أن يجلس على ذات السرير الذي بقي، مطلقا ابتسامة تعني بالنسبة له الرضى والقبول بالقدر خيره وشره.

ومثل آخرين كثيرين، يتمنى الحاج علي ألا تسفر هذه الفيضانات عن مشكلات صحية لا قبل للمساكين بها -على حد تعبيره- قبل أن يطالب القائمين على الأمر بتوفير المعاينات الصحية اللازمة “قبل فوات الأوان”.

جبال إريتريا
ويمسك الحاج بطرف آخر من الحديث ليقول “هذه أول مرة نرى فيها هذه السيول والمياه المتدفقة من الجبال الإريترية”. ويشير بعصاه إلى مجرى مائي دفنه الزحف الصحراوي الذي تعاني منه المنطقة منذ عشرات السنين، قائلا “هذا المكان لم أر فيه أي مياه من قبل”.

والحاج علي مهموم أكثر من غيره بمن فقدوا، فهو يسأل أحدهم عن طفل ما يزال مفقودا منذ أربعة أيام حينما داهمته السيول والأمطار والفيضانات وهو يرعى أغناما عثر على قليل منها في أحد المرتفعات الجبلية القريبة من المنطقة.

ووفق تقرير لوزارة الداخلية السودانية فإن الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخرا أدت إلى مقتل 76 شخصا وانهيار مئات المنازل وتشريد آلاف الأسر، خاصة في ولاية كسلا شرقي البلاد.

وما يزال تهديد الفيضانات للمواطنين قائما وفق وزارة الري والموارد المائية، إذ أشار وزيرها إلى ارتفاع منسوب النيل بأكثر من 88% عن هذا الوقت من العام الماضي، مستبعدا خطورة الوضع “ما لم تحدث سيول بسبب هطول الأمطار”.

تزايد هطول الأمطار
ويؤكد وزير الداخلية الفريق عصمت عبد الرحمن أن التقارير الإقليمية أشارت إلى تزايد هطول الأمطار خلال الخريف الحالي، لافتا إلى تأثر 13 ولاية سودانية حتى الآن بالسيول والأمطار.

وفي المقابل يؤكد وزير الصحة بحر أبو قردة استعداد كل الولايات لمجابهة الأخطار الصحية الناتجة عن الخريف، مبيناً أن كل الولايات تسلمت معايناتها الصحية المطلوبة، ومن ثم توزيعها على المحليات المختلفة.

لكن أوهاج أحمد الذي يشاطر الحاج علي الأحزان والصبر على البلاء كما يقول، ينتظر هو الآخر معونة إنسانية للأسر الفقيرة التي “فقدت كل شيء”.

وفقدت جل الأسر في المنطقة منازلها التي تهدمت بسبب الفيضانات والسيول، “ولا يوجد منزل إلا وقد تضرر بشكل شبه كامل” وفق أوهاج الذي كان يتحدث للجزيرة نت.

ويعود الحاج علي محمد إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم “وهو الذي يجعلنا أشداء أقوياء نواجه المصاعب والمتاعب مهما كانت” وفق ما يقول.

المصدر : الجزيرة

تعليق واحد

  1. ششكرا لك استاذ عماد علي جهدك وتسليطك
    الضوء علي هذا الجزء من الوطن المغضوب
    عليه وعلي هولاء اللذين لايراد لهم الحياة.
    انعل ابوكي بلد كلما شرقت شمس وغربت
    اخري..

  2. ششكرا لك استاذ عماد علي جهدك وتسليطك
    الضوء علي هذا الجزء من الوطن المغضوب
    عليه وعلي هولاء اللذين لايراد لهم الحياة.
    انعل ابوكي بلد كلما شرقت شمس وغربت
    اخري..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..