ملتقى أديس أبابا: ماحدث فيه و أسباب فشله

ملتقى أديس أبابا: ماحدث فيه و أسباب فشله

إلتقى في أديس أبابا في الفترة من 6 أغسطس الى 14 أغسطس الجاري وفود من قوى نداء السودان و الحكومة السودانية و الوساطة الإفريقية و البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور ( اليوناميد ) و ذلك للآتي:

أ- التوقيع على خارطة الطريق التي توضح الإجراءات و الخطوات التي يجب إتباعها للوصول الى معالجة الأزمة السياسية في السودان سلميا عبر الحوار. وقد تم توقيعها بواسطة ما أصطلح عليها بمجموعة الأربعة ( حركة العدل والمساواة السودانية، حركة تحرير السودان ( مناوي )، الحركة الشعبية ? شمال و حزب الأمة القومي )
ب- الوصول الى اتفاق لوقف العدائيات من أجل معالجة المشكلة الانسانية في مناطق الحرب و توصيل الاغاثة للمواطنين في تلك المناطق
ج- أن يمهد الخطوات الثلاثة المذكورة أعلاها الى عقد إجتماع تحضيري (لقاء تمهيدي) للحوار الوطني الشامل و يناقش فيه قضايا الحوار الوطني و كيفية إدارته و ضمان تنفيذ مخرجاته و الشروط اللازمة لإنطلاقته وهي:
– وقف الحرب
– السماح بتوصيل الإغاثة للمتضررين و المحتاجين في مناطق الحرب
– إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و الأسرى و المسجونين بسبب الأزمة في مناطق الحرب.
– إطلاق الحريات العامة و إلغاء القرآنيين المقيدة للحريات.
– أن يفضي الحوار الوطني الى تكوين حكومة إنتقالية

الخلافات الجوهرية بين الحكومة و الوفدين في المسارين هي:
في مسار دارفور:-
1- آلية العمل الانساني Humanitarian Mechanism
تطرح الحركتان تكوين آلية مشتركة تمثل فيها الحركتين و الحكومة و المنظمات الدولية ذات الصلة للاشراف على إنسياب المساعدات الانسانية و تسهيل وضمان وصولها ، بجانب السماح بعودة المنظمات التي طردتها الحكومة في السابق.
2- إطلاق سراح الاسرى الذين يموتون بشكل يومي في السجون نتيجة للجوع و العطش، و المعروف أن الأسرى لا توفر الطعام الكافي و تعطي كل واحد منهم مقدار كوب من الذرة الجاف و كوب ماء في اليوم ، و يتم حقنهم بفيروس مرض الكبد الوبائي ما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم بهذا المرض. و ترفض الحكومة حتى إدراج هذا الأمر ضمن أجندة النقاش
3- تطالب الحكومة بالحصول على مواقع قوات الحركتين بالاحداثيات الجغرافية GPS بينما ترى الحركتان أن ذلك تعرض قواتها لخطر الغارات الجوية لغياب الثقة بين الطرفين و لعدم إلتزام الحكومة بأي وقف لإطلاق النار في السابق و لذلك ترفض تحديد مواقعها احداثيا وتقول أن طبيعة قواتها التحرك و تطرح تحديد المناطق التي تتواجد فيها قواتها Areas but not Locations
4- تصر الحكومة على اعتماد وثيقة الدوحة لسلام دارفور و ترى الحركتان ان وثيقة الدوحة يمكن أخذها في الحسبان عند محاطبة جذور الأزمة و لكن لا يعتمد عليها,
5- آلية المراقبة و تنفيذ وقف إطلاق النار ، تطرح الحركتان اليوناميد لتقوم بهذا الدور و ترفض الحكومة هذا المقترح.
6- الجداول و الفترات الزمنية، تطرح الحكومة شهر واحد فقط لوقف العدائيات و تطرح الحركتان ستة أشهر و هو ايضا احد أسباب رفض التحديد بالإحداثيات الجغرافية لمواقع القوات

في مسار المنطقتين :
1- مسارات توصيل الاغاثة
2- توصيل الاغاثة عبر الحدود
3- اتفاقية نافع-عقار
4- رفض الحكومة اعتماد جولات التفاوض السابقة
5- المصطلحات terminologies
6- الجداول و الفترات الزمنية
الأهم في ذلك الملتقى هو ان قوى نداء السودان إستطاعت ان تجري اكثر من أربعة إجتماعات على مستوى رؤساء مكوناتها و على مستوى المجلس العشريني وعلى مستوى المكونات الاوليةً للفصائل الخمسة المكونة لقوى نداء السودان.
وقد تم مناقشة كل الإحتمالات في المرحلة المقبلة و خطة الدخول للإجتماع التحضيري الذي أصبح الآن في خبر كان بعد فشل الوصول إلى اتفاق لوقف العدائيات و معالجة المشكلة الانسانية.

كذلك ناقشت قوى نداء السودان خطة تفعيل عملها و ملئ الهيكلة المجازة في إجتماع باريس و العلاقة بينها و بين قوى التغيير الأخرى.

و من محاسن الملتقى ايضا أن الجميع قد وقف على المستوى العالي للتنسيق بين فصائل الجبهة الثورية السودانية التي أثبتت أنَّ العلاقة بين فصائلها مصيرية و أن الوحدة العضوية للقضايا التي تقاتل من أجلها الجبهة الثورية أكبر من كل شئ و قد سادت روح رفاقية عالية بين اعضاء وفودها و على مستوى اللجان المشتركة و قيادات تلك الفصائل.

لقاء أديس أبابا في تقديري يعتبر بداية الإنطلاق الحقيقي لعمل قوى نداء السودان، و قد أتاح فرصة لحوار حقيقي لم يسبق له مثيل بين مكوناتها و تواصل بيني لمختلف قوى التغيير و تلاحم حقيقي لأهل الشأن السوداني stakeholders, فقد جرت لقاءات ثنائية و جماعية للمكونات الأوليةً لقوى نداء السودان و لقاءات للنخب السياسية مع الكتاب و الإعلاميين و أعيان المجتمع و الناشطين
و قد كان ملتقى سياسي فريد و لمدة اسبوع كامل في مكان توفرت فيه كل عوامل النجاح للقاءات السياسية و تلاقح الأفكار و زمن كافي دون رقابة أو وصاية او توجس.

من ناحية اخرى اثبتت فصائل قوى نداء السودان ان مبدأ التفاوض و الحوار لا يعني التنازل عن الهدف الأساسي من تكوين هذا التحالف الكبير و المتمثّل في تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي في السودان و تأسيس دولة وطنية يسود فيها حكم القانون و الحريات و يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق و الواجبات و تحقيق تنمية مستدامة تراعي إختلال ميزان التنمية في الماضي و تخاطب جذور الأزمة التي أدت إلى نشوب الحرب في دارفور و كردفان و النيل الازرق و الشرق و جبر الضرر الذي لحق بالمواطنين في تلك المناطق و تحقيق العدالة لهم .

معتصم أحمد صالح
عضو وفد التفاوض

تعليق واحد

  1. نعم انه سرد جيد لما حدث فى اديس أبابا فى الايام السته الماضيه .
    لعل اعظم ما جرى فيها هو ان المعارضة قد توحدت رؤاها بصورة لم يسبق لها مثيل ، وان الحكومة قد بان للعالم أجمع وتكشف له وجهها المخادع الجبان فقد فقدت فى هذا اللقاء أى مبرر لاستمرارها .

  2. يعني خلاصة المر ان قوي نداء السودان هي التي كسبت الجولة مش كدة طيب الف مبروك عليك و لننظر مذا ستفعلون بعد افشال المفاوضات والي متي سيدوم تحالفكم هذا والي اي درك سيوصلكم و الامام الصادق ويين معاكم ولا مع الحكومة

  3. والله يامعتصم عقدتونا كلكم لاتمثلون الامة السودانية حكومة ونداء الشعب السوداني شرقا وغربا شمالا ووسطا يعاني من الفقر والفاقة والعجز والمرض وسؤ الاحوال الاقتصادية والاجتماعية وعربات الاسعاف القادمة من الشمال والوسط لمستشفي الخرطوم حيث لاكوادر طبية مؤهلة ولاحث انساني ولا مرتبات للاطباء خير شاهد علي سؤ الاحوال وانتم تتحدثون عن مناطق بعينها كانما غيرها يعيش في جنان ظلها ممدود
    المواطن السوداني يريد سلاما وامنا وصحة وتعليما وتخطيطا اقتصاديا لتوفير فرص العمل للجميع ولمعلوميتك انت وع مان المواطن السوداني يريد حكما عادلا وراشدا ولايهمه من يحكم الحلو ام عقار اولمرت ام نتنياهو المهم صحة وتعليم وتخطيط وع.دالة ومساواة اقتسموا الكراسي كما تشاءون وصدقني يامعتصم الكيزان سيذهبون لان الله وحده هو الباقي ولكن القادم اسؤ ولهذا فر كل العقلاء البلد ياعرمان هجرها العلماء والاطباء واساتذة الجامعات صراعكم كله لدخول الخرطوم التي لايوجد بها جمال الا مطعم جاد وكورال جامعة السودان وتحياتي

  4. (أن يمهد الخطوات الثلاثة المذكورة أعلاها الى عقد إجتماع تحضيري (لقاء تمهيدي) للحوار الوطني الشامل و يناقش فيه قضايا الحوار الوطني و كيفية إدارته و ضمان تنفيذ مخرجاته و الشروط اللازمة لإنطلاقته وهي: وقف الحرب..السماح بتوصيل الإغاثة للمتضررين و المحتاجين في مناطق الحرب..إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و الأسرى و المسجونين بسبب الأزمة في مناطق الحرب.إطلاق الحريات العامة و إلغاء القوانين المقيدة للحريات..أن يفضي الحوار الوطني الى تكوين حكومة إنتقالية)!!

    ** ان ما ورد ما بين القوسين اعلاه يمثل خارجة الطريق الحقيقية التي قد لا يرفضهاالشعب “كحد أدني”..وتحديدا الاجتماع التحضيري وما يحمله من تفاصيل.. وما يفضي اليه الحوار الوطني من تكوين حكومة انتقالية.. وياهو ده الجنن عبدالقادر!!!!

  5. ديل جبناء لا يوفون بالوعود لا تقروا بمكان قواتهم.
    لماذا يريدون المكان؟
    عشان بعدين يغدرو بكم هذه طبيعتهم.
    دي ما حكومة عشان تتفاوضو معاها..كفاية 26سنة حكم بدون أي تغيير في الدولة بل غراب زايد.
    حتى البنية التحتية في السودان بتاعت الإنجليز وانتهت.
    الفشل لا من السودان بل من حكومته.
    نسمع كثيرا كم من سوداني في الخارج اخترح ،صمم ،نجح في شئ،يدير شئ.
    كفاية هذه الحكومة يتم تغييرها بالكامل من جزورها من رئيسها إلى سكرتيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..