كيري يتفق مع وزراء «إيغاد» على نشر قوات حفظ سلام في جنوب السودان قريبا

نيروبي ـ الأناضول: كشف مصدر دبلوماسي جنوب سوداني، أمس، أن اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع عدد من وزراء خارجية دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» الاثنين توصل إلى اتفاق لنشر قوات حفظ سلام إقليمية في جوبا في سبتمبر/أيلول المقبل، مع تعهد أمريكا بتحمل جميع الالتزامات المالية لذلك.
وقال المصدر الذي شارك في الاجتماع في العاصمة الكينية نيروبي مفضلا عدم ذكر اسمه «اتفق الحضور على عقد اجتماع لوزراء خارجية دول إيغاد في نيروبي نهاية أغسطس/آب الجاري لبحث تطبيع العلاقات بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه ريك مشار، يليه اجتماع آخر لرؤساء الأركان في تلك الدول لوضع الترتيبات الخاصة بنشر القوات الإقليمية في جوبا خلال سبتمبر/ايلول المقبل».
وأضاف أن «جون كيري أوضح خلال اجتماع الاثنين أن بلاده ستتحمل كل الالتزامات المالية لقوات حفظ السلام الإقليمية المقدّر عددها بـ4 آلاف جندي التي تعتزم دول «إيغاد» نشرها في جوبا، والضغط لفرض عقوبات على أي طرف يرفض نشر تلك القوات».
وزار كيري كينيا الاثنين، والتقى الرئيس اوهورو كنياتا وعددا من وزراء خارجية دول «إيغاد»، ناقش من خلالها الأوضاع في دولتي الصومال وجنوب السودان.وذكر المصدر نفسه أن مهمة القوات ستكون فرض الأمن، وحماية المسؤولين الكبار في حكومة جنوب السودان. وبحسب المصدر، فإن اجتماع نيروبي ضم إلى جانب كيري، ووزراء خارجية السودان إبراهيم غندور، وجنوب السودان دينق ألور، وكينيا أمينة محمد، والصومال عمر إسماعيل، فيما تغيب عنه كل من وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدحانوم، وجيبوتي محمود علي يوسف، وأوغندا سامكو تيسا، دون ذكر أسباب تغيبهم.
المصدر أضاف أن وزير خارجية السودان أكد لنظيره الأمريكي ووزراء «إيغاد» استقبال بلاده لزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار لتلقي العلاج، وأن الخرطوم أبلغت جوبا ودول إيغاد بذلك، كما أطلعهم (غندور) على أن بلاده استقبلت أيضًا تعبان دينق النائب الأول لسيلفاكير في الخرطوم في إطار مساعي «إيغاد» لحل أزمة جنوب السودان.
من جانبه رحب باقان أموم أوكيج الأمين العام السابق للحزب الحاكم (الحركة الشعبية) في جنوب السودان، رئيس مجموعة المعتقلين السابقين، بزيارة كيري إلى نيروبي، لبحث الوضع في جوبا مع وزراء خارجية دول «إيغاد». وجدد أمس الأربعاء، دعمه لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي وقرار الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» والاتحاد الأفريقي القاضي بإرسال قوات إقليمية إلى جنوب السودان.
وطالب رئيس مجموعة المعتقلين السابقين قادة «إيغاد» والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بضرورة عقد اجتماع يضم كل القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني في جنوب السودان، من أجل إدارة حوار وطني لإنقاذ البلاد من الفوضى.
ورحّب الناطق باسم المعارضة المسلحة في جنوب السودان مناوا بيتر جاتكوث بموقف كيري الداعي إلى تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، مجددًا رفض المعارضة تعيين تعبان دينق نائبًا أول للرئيس سيلفاكير بدلا من ريك مشار.
وقال: إن قمة «إيغاد» في 5 أغسطس/آب قد رفضت ذلك التعيين واشترطت عودة مشار كشرط لتنفيذ اتفاق السلام، مؤكدًا على دعم المعارضة لنشر قوات السلام بموجب قرار مجلس الأمن.
ومجموعة المعتقلين السابقين هم عدد من قيادات الحزب الحاكم جرى اعتقالهم على خلفية أحداث 2013، حيث جرى اتهامهم بتدبير محاولة انقلابية، وتم الإفراج عنهم فيما بعد، بضمان من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا. وفي انتكاسة جديدة لاتفاق السلام الهش الذي أبرمه سلفاكير ومشار في أغسطس/آب الماضي وسط ضغوط دولية عاودت القوات الموالية لكليهما الاقتتال في جوبا الشهر الماضي مخلفة نحو 300 قتيل مع نزوح عشرات الآلاف. وعلى إثر المعارك غادر مشار جوبا إلى جهة لم يكشف عنها حتى الخميس الماضي عندما أعلنت الأمم المتحدة وصوله الكونغو الديمقراطية بمساعدة بعثتها هناك والتي أجلته من نقطة حدودية بين البلدين.
وكان مشار قد تقلد منصب النائب الأول لسلفاكير ضمن حكومة انتقالية أقرها اتفاق السلام وهو المنصب نفسه الذي كان يشغله قبيل النزاع المسلح الذي حصل في ديسمبر/ كانون الأول 2013 بعد أشهر من إقالته وسط تنافس الرجلين على النفوذ في الدولة الناشئة. وأخذ الصراع الذي خلف آلافا من القتلى وشرّد نحو مليوني شخص طابعاً عرقياً بين قبيلة «الدينكا» التي ينتمي لها سلفاكير وقبيلة «النوير» التي ينتمي لها مشار، وهما أكبر قبيلتين في البلاد التي تلعب فيها القبلية دوراً محورياً في الحياة السياسية. وانفصل جنوب السودان عن الدولة الأم السودان في يوليو/ تموز 2011 بموجب استفتاء شعبي أقرّه اتفاق سلام أُبرم في 2005 لينهي عقوداً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.

تعليق واحد

  1. امريكا رسمت وخططت ونفذت والآن على وشكك قطف الثمار
    السودانيين حكومة على معارضة على شعب أثبتوا أنهم (بالترتيب) ما عندهم وطنية …ما متفقين ….أغبياء

  2. امريكا رسمت وخططت ونفذت والآن على وشكك قطف الثمار
    السودانيين حكومة على معارضة على شعب أثبتوا أنهم (بالترتيب) ما عندهم وطنية …ما متفقين ….أغبياء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..