فى موسم ذكراه .. أرملة عثمان حسين الحاجة فردوس: تزوجني بعد أن وجد في شخصي المواصفات التي حددها وليس بيننا صلة قرابة!!

اجري المقابلة: عبود عثمان نصر:

وراء كل رجل عظيم امرأة وعظمة الفنان الراحل عثمان حسين تكمن في أنه حاز على اجماع الشعب السوداني بأنه فنان من طراز فريد ونادر وصل وتربع في قلوبنا جميعا دون استثناء.. وصدق من تحدثوا عنه واجادوا فيه الوصف والثناء.. فقد قال الدكتور حيدر ابراهيم ان عثمان حسين هو مؤتمر خريجين ابداعي، وقال آخر انه النيل الثالث وهكذا.. تأتي أرملته التي نحن بصدد الحديث معها على انها المرأة العظيمة التي دفعت به الى آفاق المجد والشهرة والسمو.. ورغم ظروف المرض والاعياء وعامل السن فقد وافقت على اجراء هذا الحوار القصير معها تقديرا منها لصحيفة الصحافة ومؤسسها المرحــــــوم عبد الرحمن مختار الذي حكت عن صلته بهم كأسرة هو واخوته، وتعتبره مصدر اعزاز لهم وللراحل نفسه، فإلى مضابط الحوار.
صورة مقربة
فردوس أحمد مصطفى من نهر عطبرة قرية المقرن ولاية نهر النيل وأهلي في داخلة عطبرة ناس العمدة السرور السافلاوى وبعضهم في العكد شمال مدينة الدامر. الميلاد 1930 في شارع المك نمر الحالي جوار مستشفي الخرطوم تقريبا.
قصة زواجك من عثمان حسين؟
طبعا زمان مجرد البنت تقابل ولد ده ممنوع خالص حسب الزمن والتقاليد ونحنا تزوجنا سنة 1946 وعثمان حسين من مواليد السجانة الخرطوم ودائما كان يسأل ويقول أنو عايز بت باوصاف محددة وصادف ان تزوجت احدى الفتيات من حلتنا ورحلت الى السجانة وهناك اقترحت عليهو ان اكون انا زوجة له وفعلا جانا في احدى الامسيات وقابل شقيقي مصطفى شبر بعد ذلك طلب من اهلو انو يمشو يشوفو البت دى وفعلا جاب والدتو واختو وجارتو وقعدو وأنا لمحتو من المطبخ لمحة عابرة ساكت وقلت ليهم لحقونى التوب وفعلا بعد أيام جا تانى وطلب يدي وتمت الموافقة وكنت سعيدة لانى بقيت مواصفات فنان زي عثمان حسين وتم الزواج بمهر بسيط في سنة 1946م لكن الحفلات استمرت 15 يوما شارك فيها كبار الفنانين غنى الكحلاوى وأحمد المصطفى وحسن عطية وسيد خليفة كان لسع شاب مبتدى والحمد لله استمرت المسيرة الموفقة وانجبنا بنين وبنات كلهم تزوجوا وأنجبوا وابنائى صلاح وحسن يقلدوا ابوهم تقليد ممتاز وكانوا يغنوا في المناسبات هسع شايفهم وقفو من حكاية الغنا دي شوية..
– ماهو اثر عمل الراحل كترزى على اناقتك؟
نعم عثمان حسين الله يرحمه كان احسن ترزي في سوق السجانة وما في ترزي يخيط ملابس زيو اما حكاية خياطة ملابسى أنا دى كانت مصدر حديث ناس الحلة لانو كان يفصل لى ملابسى بطريقة جميلة خالص والبنات يقولو ليهو دايرين زى فساتين فردوس وطبعا كان يضحك ويقول فردوس دى براها..
هل تغنى عثمان باعمال خاصة لك؟
عثمان حسين طبعا كان معجب بى شديد حتى آخر لحظة من حياتو وفى مرحلة من المراحل قبل الزواج ايام الحب والشباب غنى لى حارم وصلى مالك لمحمد بشير عتيق .. وفى اغنية تانيه يغنيها المرحوم أحمد المصطفى كتبت وتغنت فينى هي أغنية صادفنى الحبيب من كلمات محمد الشيخ الجاغريو.
– هل كانت الحاجة فردوس تهتم بمظهر عثمان حسين عموما وخاصة في الحفلات؟
انا بقيف معاهو فى اختيار البدلة الكاملة المناسبة وبحكم انو ترزي فهو كان مكمل الاناقة زى ما شايفين فى التلفزيون وكان حتى يتشاور معاى فى اختيار البدل والكرافتات وكنت اذهب معه واشارك في عملية الاختيار.
ماذا عن البروفات واختيار الالحان وغيرها؟
البروفات دى كلاما براهو انا واولادى نسهر معاهو في البروفة للاغاني الجديدة وانا اقول وجهة نظري في الالحان والزمن داك طبعا لا نوتة موسيقية أو خلافه وعثمان كان يوافق على رأينا فى بعض الالحان وعندما كان يضع الالحان يفصل نفسو تماما ويدندن لوحده ساعات حتى يخرج اللحن والحمد لله الزمان الآن يشهد على ان الحان عثمان حسين سبقت الزمن كأن صاحبها دارس موسيقى رغم انو كانت الحان بالفطرة فقط واحسن مثال لحن اغنية محراب النيل للتيجانى يوسف بشير ودى ممكن تدرس في المعاهد الموسيقية والجامعات.
ماهى اجمل أغانى عثمان التى تحبين الاستماع لها؟
انا بحب كل اغانى المرحوم بدون فرز خاصة اغانى الشاعر حسين بازرعة وهو تربطو صداقة من نوع خاص معنا وهو يقيم معنا في المنزل عندما يحضر في الاجازات وأنا عندما اذهب للحج انزل عندهم في بورتسودان وبالمناسبة حسين بازرعه عندما علم بوفاة عثمان حسين داهمه المرض وذلك للمعزة الكبيرة بينه وبين المرحوم عثمان والاسرة لها علاقات مع كل الشعراء الذين تغنى لهم الراحل عوض أحمد خليفة والسر دوليب والمرحوم قرشى محمد حسن وصلاح أحمد محمد صالح واسماعيل حسن وغيرهم.
رحلات عثمان حسين ؟
طبعا هو فنان اسفاره كتيره جدا داخل وخارج الوطن وأنا اتحمل وراهو المسؤولية في البيت لذا سفرى محدد ولكن كنت اذهب معه فى حفلات المسرح القومي فى ام درمان اغلب الأوقات.
كيف تعاملتِ مع المعجبات ؟
والله عانيـت كتيــر مــــن المعجبـات لعثمــان حسيــن والمعجبــات جننونى» وكنت أغير والغيرة دى عند المرأة حاجة طبيعية .. لكن اقول ليك بصدق انا عثمان حسين كان يحبني محبة شديدة ويقدرني تقدير معدوم مثالو وانا ابادلو هذا الشعور بعدين المرحوم كان يعز اولاده وبناته معزة كبيرة وكان ما يقبل غيابنا من البيت لفترات طويلة كان دائما عايز يشوفن قداموا والدليل على ذلك عندما كان يسافر داخل أو خارج البلد أول ما يصل يتصل يطمئن علينا ويدينا تفاصيل الرحلة أولا بأول حتى عودته للمنزل وربنا يرحمه ويتقبلو قبولا حسنا.
– ماذا عن الاذاعة السودانية والتلفزيون؟
انا بشكر التلفزيون دائما يبث اعمال المرحوم ويجدد ذكراه باستمرار فى كل المناسبات وطبعا الأستاذ عمر الجزلي ما قصر وثق للراحل في اسماء في حياتنا جزاه الله خير ولا زال الود محفوظا بين التلفزيون والأسرة، اما الأذاعة السودانية، فهي تهتم بعثمان حسين اهتماما كبيرا في كل الاوقات وفى كل المناسبات ونحن كأسرة اذاعة ام درمان ليها مكانة عندنا ياما نقلوا سهرات وتحدثوا عن المرحوم حديث طيب فيهو وفاء.. ويكفي ابلغ دليل على ذلك في الذكرى الثانية لرحيل عثمان حسين جاتنا سهام العمرابى من اذاعة ام درمان واعادوا ذكراه واهدونى ثوب مطرز باسماء اغنيات عثمان حسين وياهو التوب القدامك دا فى يا ولدى اجمل من كده؟
كيف تقيمين دور الدولة تجاه الراحل؟
ده سؤال مهم جدا ..الدولة ما قصرت ابدا ودليل واحد اقول ليك الرئيس عمر البشير هو اللى حدد مواعيد دفن عثمان حسين بنفسه حتى يحضر مراسم الدفن والوداع وده ما بحصل فى البلاد الحولنا دي كلها .. جاء عمر البشير ومعاهو الوزراء والمسؤولين وخففوا علينا وعلى الشعب السودانى هذا الفقد الكبير ربنا يحفظ البلد وأهلها ومسؤوليها من كل شر
ومن هذا المقام ادعو الرئيس البشير لزيارة تانية لنا فى المنزل ونحن رغم المشغوليات واناشده ان يكمل جميلو والدولة فى تنفيذ التوجيه الخاص بتصديق قطعة الارض التي وعد بها البشير والتي سوف يقام عليها مجمع اسلامي ومتحف عثمان حسين الذي ستعرض فيهو كل مقتنياتو طوال حياتو والآن هذه المقتنيات تحت الحفظ والصون ونحن نعتبرها تخص الشعب السودانى فردا فردا ورسالتنا تمتد لنائب الرئيس علي عثمان محمد طه وهو مهتم بالمبدعين واحوالهم دائما واقول ان العائد من متحف عثمان حسين سيتم توظيفه لصالح الايتام والمساكين صدقة لروح المرحوم عثمان حسين كما ان المجمع سيضم معهدا للموسيقي أيضا وانا على قيد الحياة دايره اشوف الوفاء لعثمان حسين في التصديق بالقطعة لتشييد هذه المؤسسات عليها وأنا من خلال هذا الحوار اناشد ايضا وزير الصحة ان يسأل عن حالتي الصحية ومعاناتي الطويلة مع المرض منذ رحيل عثمان حسين وأنا هنا اشكر وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين على زيارته لنا الله يجزيه خيرا..
خاتمة
لا يمل المرء حقا الحديث عن هذه السيدة العظيمة ارملة المطرب الكبير الراحل المقيم عثمان حسين التى غالبت المرض وسنوات العمر لتتحدث للصحافة لانها كما ذكرت تحترم صاحبها ومؤسسها عبد الرحمن مختار.. وأمرأة في هذا المقام لمبدع ردد الناس معه عشرة الأيام وليه تسيبنا والفراش الحائر مسامحك يا حبيبى ومحراب النيل والوكر المهجور والدرب الأخضر وغيرها من روائع تستحق ان يقف الناس مع مسيرتها مع هذا المبدع الذى غادر هذه الدنيا فى يونيو 2008م وخلف رصيدا فنيا راقيا تزيده الايام القا وجمالا .. ولابد ان نحيي هذه السيدة فردوس احمد مصطفى وان تجد مناشداتها عبر هذا الحوار للمسؤولين الاستجابة والاهتمام لأنها والراحل عثمان حسين في القلوب وبين الحنايا ولا بد لي في خاتمة هذا الحوار ان أشكر الأخ حسن ابن الفنان عثمان حسين وزوجته اخلاص محمد علي ابراهيم فقد ساهما في الأعداد لهذا الحوار وشاركا فيه، كما لابد من الاشادة بمنظمة عثمان حسين

الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..