أَزَمَاتُ اَلْسُّوْدَاْنِ وَمَلَاْمِحُ اَلْحُلُوْلْ ..!

د. فيصل عوض حسن
لا يختلفُ عاقلان حول الأزمات المُتلاحقة التي يشهدها السُّودان منذ سَطْوْ المُتأسلمين على السُلطة عام 1989، وهي جميعاً (دون استثناء) أزمات مصنوعة باحترافيةٍ عالية، ووفق استراتيجياتٍ وخططٍ مدروسة، تبعاً لأُسلوبٌ الإدارة بالأزمات (Management by Crisis)، حيث يقومون بتغذية الأزمات و(صناعتها) من العدم، ليُشبعوا أطماعهم السُلطوية والمالية، حتَّى لو كان الثمن تدمير السودان وتلاشيه. ويُمكن وصف ما نحياه بالـ(جنون الأزموي) أو شيئ من هذا القبيل، وهو وصفٌ لجأتُ إليه بعدما (عَجَزَتْ) حروفي عن تفسير الضربات الإسلاموية للبلاد التي يحكمونها، وهي حالة نادرة لم تَألَفْهَا البشريةُ من قبل.
فالمُتأمِّل لأوضاعنا الماثلة، يجد بأنَّ الأزمات (المصنوعة) شَمَلِتْ كافة مناحي الحياة، بدءاً بالصراعات الدموية بأكثر من إقليم، واحتلال أراضينا كحالتي أثيوبيا ومصر، وفُقدان بعضها الآخر بالبيع أو الرَهْن دون دراسة أو عوائد ملموسة (رغم التحفُّظ على بيع أراضي الدولة مهما كانت المُبررات). وانتهاءً بالاقتصاد المُنهار وتَعَطُّل أهمَّ قطاعاتنا الإنتاجية وتلاشي الناتج المحلي تماماً، وتفشي القَبَليَّة والجهويةٍ وبُلوغها حدوداً مُخيفة، وتراجُع المُستوى الأكاديمي والأخلاقي بصفةٍ عامَّة. هذا بخلاف الإجرام الذي تُمارسه العصابة الإسلاموية ضد الشعب السُّوداني، من قتلٍ وتشريدٍ واغتصاب وانتهاك للحريات والأعراض. وفي المُقابل، انقسم الموصوفين بالقوى السياسية، وعَجَزوا أو انشغلوا بخلافاتٍ انصرافيةٍ وجانبية، في ما بينهم أو داخل الكيان الواحد، وبعضهم يتآمر مع المُتأسلمين ويقبل بفتات موائدهم المسمومة، ويُركِّز فقط على نصيبه من المغانم. وهناك الانتهازيين و(تُمامة الجرتق)، أو الأذرع الإسلاموية المُضللة كالإصلاح والسائحون وغيرهم، وأدوارهم القذرة الداعمة لجماعتهم التي أدخلتنا جميعاً في هذا الدرك السحيق! وسواء كانوا هؤلاء أو أولئك، فإنَّ الخاسر الوحيد هو السُّودان (الكيان) وأهله.
لم يعد أمام السُّودان وأهله إلا الشباب الذين نالوا قسطاً وافراً من ضربات المُتأسلمين الـ(مُتعمَّدة)، بدءاً بتغيير السُلَّم التعليمي الأساسي وإضعاف تحصيلهم والأكاديمي، وتضييق مُنافستهم وفُرَص عملهم وترسيخ مبادئ التمييز الجهوي بينهم، وحثهم على الظلم والفساد ونهب ثروات البلاد، وتعزيز جمودهم الثقافي وتجهيلهم وإدخالهم دائرة إدمان المُخدرات والانغلاق على الذات وإقصاء الآخر، وفقاً لرُؤية المُتأسلمين الأحادية الرافضة للتعدُّدية، ووأد الإبداع وقتل روح المُبادرة فيهم! ورغم هذه الـ(خبائث) الإسلاموية، فقد قَدَّمَ شبابنا أروع التضحيات والدروس الوطنية والإنسانية الباعثة للتفاؤُل، وأثبتوا قدرتهم على (قيادة) السُّودان وتحسين واقعه البائس. ففي الوقت الذي يعبثُ فيه المُتأسلمون سفراً وزواجاً وتسوُّلاً، ويُركِّز (قادة) الكيانات السياسية (مُسلَّحة/مدنية) على ملذَّاتهم اللامتناهية، يُقدِّم شبابنا السُّوداني أروع المواقف الإنسانية، بتضامنهم النبيل مع المُتضررين من الفيضانات والسيول التي تجتاحُ البلاد، رغم ضعف الموارد والإمكانيات المُتاحة لهم، وقبلها نضالاتهم وتضحياتهم في أحداث جامعة الخرطوم وغيرها المنابر الأخرى، وفي سبتمبر التي كانوا محور ارتكازها وشهدائها الوحيدون، مما يُعظِّم الثقة في صدق ونزاهة وروعة الشباب السُّوداني، وقدرته على إنقاذ ما تبقَّى من البلد وأهلها، دون حاجة لوصاية الانتهازيين والمُغامرين.
ولكي ما ينجحُ الشباب في تحقيق هذا الهدف النبيل وإنقاذ البلاد وأهلها من براثن المُتأسلمين والمُغامرين، من الأهمية بمكان إدراكهم لأهمَّ أسباب واقعنا البائس الذي نحياه الآن، باعتبار أنَّ معرفة السبب/الأسباب (التشخيص السليم) هو مفتاح العلاج. وبالنظر لواقعنا الحالي، نجده يعود بالدرجة الأولى لضعف الوعي، تلك الثغرة التي استغلَّها المُغامرون منذ الاستقلال وحتَّى الآن، وذلك رغم (حصول) أعداد مُقدَّرة من السُّودانيين على درجات (أكاديمية) رفيعة، ومع هذا يسيرون خلف أسماء وعوائل مُعيَّنة، تتحكُّم بمصائر البلاد وأهلها وتعتبرها إرثاً خاصاً، ولم ينتبه أولئك التابعين لفشل (قادتهم) و(سادتهم) وتآمرهم الفاضح ضد السُّودان وأهله، والشواهد كثيرة ولا تحتاج لتفصيل! ويأتي غياب التنمية (المُتوازنة) بين مناطق السُّودان في المرتبة الثانية بعد ضعف الوعي، فهي السبب الرئيسي لدعاوي التهميش، إذ تغيبُ الخدمات بكل أطراف البلاد، وليس فقط إقليم واحد أو منطقةٍ دون أُخرى، فاستغلَّها المُتاجرون بقضايانا لتحقيق مآربهم الخاصة، وصعدوا على (جماجم) الأبرياء من الأطفال والنساء والعُزَّل، و(فشلوا) في تعديل أوضاعنا طيلة الـ(27) سنةً الماضية، ولا يزالون يتلاعبون ويتقافزون هنا وهناك، دون اكتراثٍ لمآسينا وجراحاتنا التي فاقت كل الحدود! فتعديلُ أوضاعنا يكون بقيادة العمل (الفعلي)، وليس ببيانات الاستنكار والتصريحات الجوفاء ومُفاوضات الفتات، ولعلَّ ربع قرنٍ من الزمان كافية تماماً لإطلاق الأحكام بالفشل والخنوع!
في هذا الإطار أُعيد طَرْحي السابق بتشكيل مجلس للشباب كـ(مجلس السيادة عقب الاستقلال) من كل أقاليم السُّودان، عقب الرجوع للتقسيم القديم (دارفور، كردفان، الشرقي، الأوسط، النيل الأبيض، النيل الأزرق، الشمالية والخرطوم)، وفق معايير يُتَّفق عليها، وبمُعدَّل شابين اثنين/للإقليم (أعمارهم ما بين 20-45) يقوم باختيارهم أبناء الإقليم المعني، بغض النظر عن دياناتهم أو أنواعهم (ذكور/أُناث) أو ألوانهم وأعراقهم، وبما يضمن تمثيل كل أقاليم السُّودان في حكم البلاد، ليضطلع هذا المجلس بإحداث التغيير المنشود وتشكيل حكومة (ما بعد التغيير)، لفترةٍ انتقالية لا تقل عن خمس سنوات. مع الابتعاد تماماً عن الأحزاب والكيانات السياسية، بعد فشل (قياداتها) في ترقية (الوعي) العام وتحقيق النهضة المطلوبة للسُّودان.
ويُمكن لأبناء كل إقليم، التواصُل مع نظرائهم بالأقاليم الأخرى، وخاصةً بالأحياء السكنية لإنضاج الفكرة واختيار ممثلي الأقاليم المُختلفة، وتشكيل مجلس الشباب القومي (16 عضواً) وفقاً للتقسيم الإداري القديم (8 أقاليم)، ليقوم المجلس باختيار رئيسه ونائبه في ما بينهم ووضع ضوابطهم، بما في ذلك كيفية تسمية عضو الإقليم المعني وفترة تمثيله داخل المجلس، والعمل على إحداث التغيير بأسرع وقت، وبأكثر الآليات (أماناً) كالعصيان المدني والتظاهر وغيرهما. وبالتوازي مع هذا، يقوم المجلس الشبابي عقب تكوينه، بتشكيل لجان أكاديمية من الـ(مُستقلين) بمُختلف المجالات، لتحديد الشروط المطلوبة لشغل المناصب الوزارية (مُؤهِّلات وخبرات الوظيفة المعنية)، واختيار حكومة ما بعد التغيير على أساسها، بغض النظر عن الحزب أو الديانة أو الإقليم أو النوع، فالعامل الأساسي هنا هو الكفاءة والتخصُّصية. مع دمج الوزارات وضغط هياكلها الوظيفية لتقليل الإنفاق العام، وليعمل الجميع خلال الفترة الانتقالية، لتحقيق هدفين هما تطوير التعليم وتحقيق النهضة الاقتصادية، وبما يرفع الوعي ويدعم تحقيق التنمية المُتوازنة.
هذه هي الملامح العامَّة لمُقترحٍ قابلٍ للتعديل والإثراء، وربَّما يكون الخيار الأفضل للبناء عليه وتطويره باستمرار بما يدعم نهضة السُّودان، فهو مُقترح يسعى لمُعالجة أكبر مشاكلنا، ويضمن حرية وشفافية اختيار أبناء السودان لمُمثِّليهم بأنفسهم، مع تقليل الإنفاق الحكومي، فضلاً عن إشراف المجلس الشبابي على إعداد الدستور الدائم للسودان وإجراء الانتخابات العامَّة. وسنتلافى المزيد من الدمار والصراع الدائر بسبب التهميش، بوجود تمثيل دائم لكل إقليم في المجلس الشبابي (السيادي). وبالنسبة لنظام الحكم (فيدرالي/مركزي/لامركزي)، يجري الاحتكام لمبادئ الإدارة العلمية الرصينة، حيث نختار النظام الإداري للسُّودان تبعاً لتوفُّر مُقوِّماته وعوامل نجاحه (إدارية، اقتصادية، ثقافية/معرفية، اجتماعية وسياسية)، مع العمل على تحقيق المُوازنة بين رغبة الشعب وتلك المُعطيات، وبمعنىً آخر (مَدْ الرِجِلْ قَدْرْ اللِّحَافْ)، وهو ما تتبعه جميع الدول المُتقدمة وتستند إليه الإدارة العصرية. وبصفةٍ عامة، تعتمد فكرة مجلس الشباب، على اختيار قيادات (شبابية) من أقاليم السودان تتمتَّع بالوعي والقبول والاحترام، ليُشرفوا على إحداث التغيير وتشكيل حكومة انتقالية، مُؤهَّلة وقادرة على تسيير الدولة والنهوض بها، استناداً للإرادة الشعبية الحقيقية والروح الوطنية الصادقة والتأهيل العلمي اللازم.
وعلى شبابنا إدراك حقيقتين خطيرتين، أولى هذه الحقائق أنَّ العداء القائم بين أبناء السُّودان بدعاوي العُنصُرية والجهوية وغيره، لا ينفع إلا المُتأسلمين والمُتاجرين بقضايا الشعب السُّوداني، والضحية الأوحد هم المُواطنين البُسطاء، وهو واقعٌ ماثلٌ لا يحتاج سوى النظر للضحايا من جهة، وللمُتأسلمين و(قادة) الكيانات (مُسلَّحة/مدنية) وأُسرهم من جهةٍ ثانية! والحقيقة الثانية، تتمثَّل في خطورة تقسيم السُّودان تحت أي مُسمَّى لأنَّ مصيره ليس فقط الفشل، وإنَّما تلاشي الجميع من الوجود تماماً، وذلك من واقع مُعطياتنا الراهنة. وبمعنىً آخر إنَّ انفصال أي جُزء من البلاد سيكون مصيره فشل هذا الجُزء وبقية الأجزاء، وزوال السُّودان بكامله كنتيجةٍ نهائية، مما يُحتِّم توحُّد الجميع في مُواجهة العدو الأوحد كما يقول المنطق والعقل.
إنَّنا نسيرُ نحو هاويةٍ سحيقة تُهدِّد بقاء كل ما هو سُّوداني، وعدونا الأكبر والأوحد هم المُتأسلمين ومن يتآمر ويتراخى معهم، سواء كانوا تُجَّار الحرب باسم النضال الذين لا يهمهم سوى مصالحهم السُلطوية والمالية، أو المُجتمع الدولي الطامع في مقدراتنا والداعم الرئيسي لقَتَلَتِنا وسافِكِي دمائنا، أو المُغامرين المُتدثرين بثوب الأشقاء ويلتهمون أراضينا ويستبيحون أرواحنا، ولا مجال أمامنا للتخلُّص من هذه الكوابيس إلا باقتلاع المُتأسلمين كبدايةٍ لأي إصلاحٍ اعتماداً على ذواتنا، والتأخير والتردُّد والصراع في ما بيننا يضرنا ويُضعفنا، وينبغي توحيد جهودنا نحو العدو الحقيقي، على الأقل تفعيل مقولة (عَدُو عَدُوي صديقي)، ونحن لسنا أعداء بل أبناء وطنٍ واحد تربط بيننا عوامل مُشتركة عديدة، وتُوجد مُصاهرات وأرحام ضاربة في الجذور. والإجرام لم يتوقَّف لا بالخوف ولا بالتفاوُض والصور الضاحكة في القاعات المُكيَّفة، أو النداءات والاستغاثات الدولية، ولا بالصراع مع بعضنا البعض، لن يُوقف هذا الإجرام إلا ثورتنا الحقيقية التي نصنعها نحنُ لا غيرنا.
لقد اجزلت ووفيت في الة التدمير ( حزب المؤتمر التدميري ) هؤلاء منعدمي الضمير والوازع الوطني باعوا انفسهم للشيطان وباعوا السودان ونسوا ان للوطن رجال يضعونه في عيونهم وانهم قادمون قريبا وقريبا جدا – اخي ما ذهبت اليه من ان لافكاك من هذا الاخطبوط المدمر الا الثورة الشعبية التي يقودها الشعب وليس الاحزاب فهي الخلاص فقد جربنا الاحزاب ولم يقدمو شئا لهذا الوطن بل هم سببا في هذا الابتلاء ولكن حكاية اختيار اثنين من كل ولاية لتشكيل المجلس السيادي ارى انه امرسابقا لاوانه اضافة الى انه غير عملي ولكن يمكن تشيكل مجلس اعلى لقيادة الانتفاضة من خلال الاحياء على ان يكون ممثلي كل ولاية من العاملين بالحكومة والقطاع الخاص لقيادة العصيان المدني والحشد له وبنجاح الثورة يقوم المجلس الاعلى للثورة باختيار اعضاء الحكومة وليس بالضرورة ان يكون من اعضاء المجلس بل يتم ترشيحهم من قبل المجلس ويتحول المجلس عندها لبرلمان شعبي يكون الرقيب على اداء الحكومة خلال الفترة الانتقالية المحددة والتي في نهايتها تكون الانتخابات لتشكيل البرلمان الشعبي المنتخب وانتخاب رئيس وزراء ليشكل الحكومة الجديدة التي تطرع على البرلمان للتامين عليها ومنحها الشرعية الدستورية وارى ان يرتفع التمثيل في المجلس الاعلى للثورة بحيث يصبح خمسة ممثلين من كل ولاية بدلا عن اثنين ليتاح الفرصة لتمثيل كافة القطاعات الشبابية بمختلف مستوياتهم العلمية والشعبية
الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في السودان تدل بوضوح على الانهيار الكامل للدولة , والذي لا يمكن ايقافه مهما فعلت الحكومة و المعارضة , حتى لو اتفق الطرفين علي تشكل حكومة انتقالية لادارة البلد , لان الاوضاع الحقيقية للدولة كارثية و تجاوزت كل الحدود ووصلت مرحلة اللا عودة ولا يمكن احتوائها باي وسيلة ، و لقد تأخر الوقت على الحلول السياسية و تجاوزها الزمن , وليس ما يعيشه الناس الان من معاناة في كل مناحي الحياة والتدهور السريع في سعر العملة الوطنية سوي قمة جبل الجليد لما يخفيه النظام من حقائق مروعة, ستنفجر في المستقبل القريب , ونتائجها سوف تكون مأساوية, منها الانهيار التام للعملة الوطنية وفقدانها للقيمة نهائيا, وما سيتبعها من ازمة غذاء شاملة ومجاعة تعم البلد , وانفلات امني غير مسبوق , وفقدان سلطة الدولة وانهيار النظام , وسيغرق البلد في بحور من الدماء لم يشهد العالم مثلها. هذا هو الوضع الماثل الان في السودان . ولتدارك الاوضاع وتقليل الخسائر فالحل الوحيد يكمن في ثورة شعبية عارمة وعاجلة لاقتلاع النظام والمعارضة الصورية المتهالكة معا, وخصوصا الطائفية منها والاسلامية باحزابها الكرتونية واشخاصها النرجسيين الفاشلين الذين ظلوا يقودون البلاد والعباد من فشل الي اخر منذ الاستقلال وحتى الآن , لتغيير كامل للمشهد السياسي القائم في البلد حاليا , ومن ثم يتم بناء دولة مدنية حديثة تعتمد الاسس العلمية الصحيحة للتخطيط الاستراتيجي للتنمية والادارة, وبناء دولة المؤسسات وسيادة حكم القانون
يا دكتور فيصل عوض أنت أحد الذين ينظرون ويقولون كلاماً نظرياً للاسف يصعب تطبيقه.. كما انك انت تبطن غير ما تظهر … لقد شخصت المشكلة بصورة طيبة وجيدة ولكن علاجك يؤكد انك لم تتعلم مثل كثيرين من الذي حاق بالبلاد…
يا أخي أنت تريد ان تقصي سودانيين ظلوا يقاتلون النظام لمدة 15 سنوات وتقول بدواعي التهميش كأنك ما معترف بالتهميش …أنت برضو عايز تهمشهم في دولتك الجديدة .. !!! المشكلة كل السودانيين لديهم عقدة ان كل واحد فيهم بشوف هو الأذكى وهو فقط الذي يستطيع حل الازمة الوطنية لوحده وعندما ياتي للسلطة يفشل …
يعني السودانيين العمرهم بين 25 و45 هم فقط الذين يقررون في شأن السودان؟ … ولغيت الباقين اقل من واكثر وهم بالملايين ؟
لا اعتقد ان مشروعك الاقصائ هو الحل… الحركات المسلحة التي تسعى إلى إقصائهاهذه قدمت الآلاف من الشهداء عشان تجي انت تقول بيحاربوا عشان مصالحهم ؟ ثم هم أصلا شباب .. قادوا هذا الكفاح المسلح وهم في العشرينات من أعمارهم والآن 90% من قيادات هذه الحركات من الفئة العمرية التى حصرت عليها مهمة قيادة البلاد في المستقبل وهذا يؤكد ما قلته من أنك تبطن غير ما تظهر..
لست أدري متى يفهم بعض أهل السودان أن المخرج من الأزمات يتمثل في إحترام الآخر دون تمييز لا بسبب لون ولا جهة ولا دين ولا عمر ولا جنس لا فكر..
ولان قيادات الأحزاب التقليدية فشلت في الاطاحة بالنظام وقبلها فشلت في حكم السودان معني ذلك ان كل باقي اهل ممن هم في عمر الصادق والميرغني فاشلون أو لايصلحون حتي في مشاورتهم في شئون بلادهم؟
على كل حال يا دكتور كلامك الكتبتو دا سيبقى حبر على ورق.
د. فيصل
أهنيك من أعماق قلبي على هذا الطرح البناء.
لديك مجهودات جبارة أسوةً بأخوانا الكتاب الوطنيين الشرفاء ، لكشف و تعرية النظام ، بمنهج علمي دقيق يلقي بظلاله على نهج رسالتنا الوطنية لإسترداد الوطن من عصابة الإنقاذ ، بإتباع العدل ، على عكس نهج التنظيم الحاكم القائمة على البطش و الظلم و إتباع أساليب الخداع و الكذب.
في رأي الشخصي ، يعتبر هذا المقال أولى ثمرات جهودكم السابقة ، حيث إنك من أوائل المبادرين بتقديم إقتراح عملي في مشروع برنامج الحكم البديل.
و لو سمحت لي بإقتراح ، أرجو أن يكون هناك ربط بهذا المقال و المقالات القادمة بذات الخصوص ، عندما يكون الأمر متعلق بمقترحات عملية في مشروع الحكم البديل المقترح.
و كذلك أرجو إيراد بعض نمازج النظم الإدارية و الضوابط التي تعمل بها الأنظمة و الشعوب المتقدمة ، لإختيار الكفاءات و نظم تقييم الأداء ، و الوسائل الحديثة في تقييم القادة و إعدادهم للمستقبل.
الأستاذ شوقي بدري ، لديه مقالات رائعة يسرد فيها مقارنات لنظم الإدارة في الدول الأوربية و مزايا الشعوب ، و يعقد مقارنات بنظام الإدارة البريطانية لحكم السودان و بساطة الجهاز الإداري (حوالي سبعمائة) ، و ترجمات الأخ الهاشمي المتعلقة بشؤون الإدارية البريطانية للسودان ، حتى إنني أتسائل ، لما خصت بريطانيا السودان بنخبة أبناءها المتعلمين في أرقى مؤسساتها التعليمية.
أنا أعتبر مقالات شوقي الموحية ، كأنها مرشد و دليل للمدربين و القادة train the trainer ، و أعني بهم القادة.
و أجده يبرز الحكاوي المجتمعية القديمة خاصة تلك التي تكاتف فيها المجتمع ، لأنه و بحكم تجاربه الشخصية ، يعلم تماماً أن السودانيين كأفراد لا يعلى عليهم ، لكنهم لا ينجحون في العمل الجماعي.
و بدون التقيد بالمادة الأكاديمية ، نريد للمجتمع أن يخرج من بين صفوفه قيادات لديها مهارات إرشاديه coaching ، و غالبنا يطلق على الكوتش مدرب ، لكن فنياً و وظيفياً هناك فرق كبير ، فالمدرب يعلم و يدرب الأساسيات ، أما الكوتش في الرياضة مثلاً ، فيكون لديه فريق لاعبين جاهزين يعرفون أساسيات اللعب ، فيكون دور الكوتش خلق التناسق و التناغم بين أعضاء الفريق و إكتشاف إمكاناتهم و تطويرها لصالح الفريق ، و إكساب الفريق الثقة بأنفسهم و العمل الجماعي ، و الإنطلاق بهم لتحقيق النصر.
و هذا ينطبق على الجيش و المؤسسات الإدارية و خلافه.
في آخر مقالات شوقي ، أشار لأحد رؤساء حكومات السويد الناجحين و الذي أصر على عدم التجديد رغم الضغوطات الشعبية ، و قال إنه لم يقم بهذه النجاحات بمفرده ، إنما بمشاركة الجميع.
و هذا أحد مفاتيح النجاح الرئيسية! نكران الذات و تشجيع العمل الجماعي ، و إبراز قيادات جديدة (عدم الإحتكار).
غالب دول الخليج تعلمت تشجيع الأندية من الجالية السودانية ، و لا أقصد المفاخرة لكنني أردت الإشارة إلى أن للشعب السوداني طاقات و إمكانات هائلة ، لكن من يكتشفها و يستفيد منها و يسخرها في عمل جماعي ناجح؟
لدينا أكبر حافذ لتخريج قادة مثالين من بين صفوف الشعب على أفضل المستويات و المعايير التي تتحدث عنها الكتب الحديثة ، و هذه حقيقة رغم أنف الجميع ، و الحافذ هو إننا أُبتلينا بأسوأ أنواع القادة الذين لا يشبهوننا و لا يمثلون قيمنا و أخلاقنا (شعب عملاق و قادة أقزام) ، و لدينا قلة قليلة تشرف ، لذا نعرف الداء ، و نعرف العلاج.
لإطلاق هذا المارد علينا ببث ثقافة الإحتكام للوائح و القوانيين التي تنظم العمل الجماعي بجميع مستوياته ، لأنه الضامن الوحيد لتطبيق العدالة و تهيئة البيئة الصحية الجاذبة لجميع أفراد المجتمع ، و إنتفاء تغول الأفراد و الجماعات على حقوق المجتمع.
كلما إجتهدنا في وضع مقترحات للوائح و قوانيين دقيقة و مفصلة نحتكم إليها ، كلما ساعد ذلك في تناسق و تعاون الجميع لإخراج برنامج مشروع الحكم البديل المستقبلي بإذن الله.
و كلما وضعنا خطط منظمة لكافة المعاضل المتوقعة ، كلما كان ذلك مدعاةٍ ، لعدم الفرقة و الخلاف ، و يزيد من قدرتنا على مواجهة التحديات مهما كبرت ، فهذا المشروع سيكون حدثاً غير مألوفاً على المستوى الإقليمي و الدولي.
و نسأل الله أن يوفقنا و ينجح مقاصدنا.
لقد اجزلت ووفيت في الة التدمير ( حزب المؤتمر التدميري ) هؤلاء منعدمي الضمير والوازع الوطني باعوا انفسهم للشيطان وباعوا السودان ونسوا ان للوطن رجال يضعونه في عيونهم وانهم قادمون قريبا وقريبا جدا – اخي ما ذهبت اليه من ان لافكاك من هذا الاخطبوط المدمر الا الثورة الشعبية التي يقودها الشعب وليس الاحزاب فهي الخلاص فقد جربنا الاحزاب ولم يقدمو شئا لهذا الوطن بل هم سببا في هذا الابتلاء ولكن حكاية اختيار اثنين من كل ولاية لتشكيل المجلس السيادي ارى انه امرسابقا لاوانه اضافة الى انه غير عملي ولكن يمكن تشيكل مجلس اعلى لقيادة الانتفاضة من خلال الاحياء على ان يكون ممثلي كل ولاية من العاملين بالحكومة والقطاع الخاص لقيادة العصيان المدني والحشد له وبنجاح الثورة يقوم المجلس الاعلى للثورة باختيار اعضاء الحكومة وليس بالضرورة ان يكون من اعضاء المجلس بل يتم ترشيحهم من قبل المجلس ويتحول المجلس عندها لبرلمان شعبي يكون الرقيب على اداء الحكومة خلال الفترة الانتقالية المحددة والتي في نهايتها تكون الانتخابات لتشكيل البرلمان الشعبي المنتخب وانتخاب رئيس وزراء ليشكل الحكومة الجديدة التي تطرع على البرلمان للتامين عليها ومنحها الشرعية الدستورية وارى ان يرتفع التمثيل في المجلس الاعلى للثورة بحيث يصبح خمسة ممثلين من كل ولاية بدلا عن اثنين ليتاح الفرصة لتمثيل كافة القطاعات الشبابية بمختلف مستوياتهم العلمية والشعبية
الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في السودان تدل بوضوح على الانهيار الكامل للدولة , والذي لا يمكن ايقافه مهما فعلت الحكومة و المعارضة , حتى لو اتفق الطرفين علي تشكل حكومة انتقالية لادارة البلد , لان الاوضاع الحقيقية للدولة كارثية و تجاوزت كل الحدود ووصلت مرحلة اللا عودة ولا يمكن احتوائها باي وسيلة ، و لقد تأخر الوقت على الحلول السياسية و تجاوزها الزمن , وليس ما يعيشه الناس الان من معاناة في كل مناحي الحياة والتدهور السريع في سعر العملة الوطنية سوي قمة جبل الجليد لما يخفيه النظام من حقائق مروعة, ستنفجر في المستقبل القريب , ونتائجها سوف تكون مأساوية, منها الانهيار التام للعملة الوطنية وفقدانها للقيمة نهائيا, وما سيتبعها من ازمة غذاء شاملة ومجاعة تعم البلد , وانفلات امني غير مسبوق , وفقدان سلطة الدولة وانهيار النظام , وسيغرق البلد في بحور من الدماء لم يشهد العالم مثلها. هذا هو الوضع الماثل الان في السودان . ولتدارك الاوضاع وتقليل الخسائر فالحل الوحيد يكمن في ثورة شعبية عارمة وعاجلة لاقتلاع النظام والمعارضة الصورية المتهالكة معا, وخصوصا الطائفية منها والاسلامية باحزابها الكرتونية واشخاصها النرجسيين الفاشلين الذين ظلوا يقودون البلاد والعباد من فشل الي اخر منذ الاستقلال وحتى الآن , لتغيير كامل للمشهد السياسي القائم في البلد حاليا , ومن ثم يتم بناء دولة مدنية حديثة تعتمد الاسس العلمية الصحيحة للتخطيط الاستراتيجي للتنمية والادارة, وبناء دولة المؤسسات وسيادة حكم القانون
يا دكتور فيصل عوض أنت أحد الذين ينظرون ويقولون كلاماً نظرياً للاسف يصعب تطبيقه.. كما انك انت تبطن غير ما تظهر … لقد شخصت المشكلة بصورة طيبة وجيدة ولكن علاجك يؤكد انك لم تتعلم مثل كثيرين من الذي حاق بالبلاد…
يا أخي أنت تريد ان تقصي سودانيين ظلوا يقاتلون النظام لمدة 15 سنوات وتقول بدواعي التهميش كأنك ما معترف بالتهميش …أنت برضو عايز تهمشهم في دولتك الجديدة .. !!! المشكلة كل السودانيين لديهم عقدة ان كل واحد فيهم بشوف هو الأذكى وهو فقط الذي يستطيع حل الازمة الوطنية لوحده وعندما ياتي للسلطة يفشل …
يعني السودانيين العمرهم بين 25 و45 هم فقط الذين يقررون في شأن السودان؟ … ولغيت الباقين اقل من واكثر وهم بالملايين ؟
لا اعتقد ان مشروعك الاقصائ هو الحل… الحركات المسلحة التي تسعى إلى إقصائهاهذه قدمت الآلاف من الشهداء عشان تجي انت تقول بيحاربوا عشان مصالحهم ؟ ثم هم أصلا شباب .. قادوا هذا الكفاح المسلح وهم في العشرينات من أعمارهم والآن 90% من قيادات هذه الحركات من الفئة العمرية التى حصرت عليها مهمة قيادة البلاد في المستقبل وهذا يؤكد ما قلته من أنك تبطن غير ما تظهر..
لست أدري متى يفهم بعض أهل السودان أن المخرج من الأزمات يتمثل في إحترام الآخر دون تمييز لا بسبب لون ولا جهة ولا دين ولا عمر ولا جنس لا فكر..
ولان قيادات الأحزاب التقليدية فشلت في الاطاحة بالنظام وقبلها فشلت في حكم السودان معني ذلك ان كل باقي اهل ممن هم في عمر الصادق والميرغني فاشلون أو لايصلحون حتي في مشاورتهم في شئون بلادهم؟
على كل حال يا دكتور كلامك الكتبتو دا سيبقى حبر على ورق.
د. فيصل
أهنيك من أعماق قلبي على هذا الطرح البناء.
لديك مجهودات جبارة أسوةً بأخوانا الكتاب الوطنيين الشرفاء ، لكشف و تعرية النظام ، بمنهج علمي دقيق يلقي بظلاله على نهج رسالتنا الوطنية لإسترداد الوطن من عصابة الإنقاذ ، بإتباع العدل ، على عكس نهج التنظيم الحاكم القائمة على البطش و الظلم و إتباع أساليب الخداع و الكذب.
في رأي الشخصي ، يعتبر هذا المقال أولى ثمرات جهودكم السابقة ، حيث إنك من أوائل المبادرين بتقديم إقتراح عملي في مشروع برنامج الحكم البديل.
و لو سمحت لي بإقتراح ، أرجو أن يكون هناك ربط بهذا المقال و المقالات القادمة بذات الخصوص ، عندما يكون الأمر متعلق بمقترحات عملية في مشروع الحكم البديل المقترح.
و كذلك أرجو إيراد بعض نمازج النظم الإدارية و الضوابط التي تعمل بها الأنظمة و الشعوب المتقدمة ، لإختيار الكفاءات و نظم تقييم الأداء ، و الوسائل الحديثة في تقييم القادة و إعدادهم للمستقبل.
الأستاذ شوقي بدري ، لديه مقالات رائعة يسرد فيها مقارنات لنظم الإدارة في الدول الأوربية و مزايا الشعوب ، و يعقد مقارنات بنظام الإدارة البريطانية لحكم السودان و بساطة الجهاز الإداري (حوالي سبعمائة) ، و ترجمات الأخ الهاشمي المتعلقة بشؤون الإدارية البريطانية للسودان ، حتى إنني أتسائل ، لما خصت بريطانيا السودان بنخبة أبناءها المتعلمين في أرقى مؤسساتها التعليمية.
أنا أعتبر مقالات شوقي الموحية ، كأنها مرشد و دليل للمدربين و القادة train the trainer ، و أعني بهم القادة.
و أجده يبرز الحكاوي المجتمعية القديمة خاصة تلك التي تكاتف فيها المجتمع ، لأنه و بحكم تجاربه الشخصية ، يعلم تماماً أن السودانيين كأفراد لا يعلى عليهم ، لكنهم لا ينجحون في العمل الجماعي.
و بدون التقيد بالمادة الأكاديمية ، نريد للمجتمع أن يخرج من بين صفوفه قيادات لديها مهارات إرشاديه coaching ، و غالبنا يطلق على الكوتش مدرب ، لكن فنياً و وظيفياً هناك فرق كبير ، فالمدرب يعلم و يدرب الأساسيات ، أما الكوتش في الرياضة مثلاً ، فيكون لديه فريق لاعبين جاهزين يعرفون أساسيات اللعب ، فيكون دور الكوتش خلق التناسق و التناغم بين أعضاء الفريق و إكتشاف إمكاناتهم و تطويرها لصالح الفريق ، و إكساب الفريق الثقة بأنفسهم و العمل الجماعي ، و الإنطلاق بهم لتحقيق النصر.
و هذا ينطبق على الجيش و المؤسسات الإدارية و خلافه.
في آخر مقالات شوقي ، أشار لأحد رؤساء حكومات السويد الناجحين و الذي أصر على عدم التجديد رغم الضغوطات الشعبية ، و قال إنه لم يقم بهذه النجاحات بمفرده ، إنما بمشاركة الجميع.
و هذا أحد مفاتيح النجاح الرئيسية! نكران الذات و تشجيع العمل الجماعي ، و إبراز قيادات جديدة (عدم الإحتكار).
غالب دول الخليج تعلمت تشجيع الأندية من الجالية السودانية ، و لا أقصد المفاخرة لكنني أردت الإشارة إلى أن للشعب السوداني طاقات و إمكانات هائلة ، لكن من يكتشفها و يستفيد منها و يسخرها في عمل جماعي ناجح؟
لدينا أكبر حافذ لتخريج قادة مثالين من بين صفوف الشعب على أفضل المستويات و المعايير التي تتحدث عنها الكتب الحديثة ، و هذه حقيقة رغم أنف الجميع ، و الحافذ هو إننا أُبتلينا بأسوأ أنواع القادة الذين لا يشبهوننا و لا يمثلون قيمنا و أخلاقنا (شعب عملاق و قادة أقزام) ، و لدينا قلة قليلة تشرف ، لذا نعرف الداء ، و نعرف العلاج.
لإطلاق هذا المارد علينا ببث ثقافة الإحتكام للوائح و القوانيين التي تنظم العمل الجماعي بجميع مستوياته ، لأنه الضامن الوحيد لتطبيق العدالة و تهيئة البيئة الصحية الجاذبة لجميع أفراد المجتمع ، و إنتفاء تغول الأفراد و الجماعات على حقوق المجتمع.
كلما إجتهدنا في وضع مقترحات للوائح و قوانيين دقيقة و مفصلة نحتكم إليها ، كلما ساعد ذلك في تناسق و تعاون الجميع لإخراج برنامج مشروع الحكم البديل المستقبلي بإذن الله.
و كلما وضعنا خطط منظمة لكافة المعاضل المتوقعة ، كلما كان ذلك مدعاةٍ ، لعدم الفرقة و الخلاف ، و يزيد من قدرتنا على مواجهة التحديات مهما كبرت ، فهذا المشروع سيكون حدثاً غير مألوفاً على المستوى الإقليمي و الدولي.
و نسأل الله أن يوفقنا و ينجح مقاصدنا.
( في هذا الإطار أُعيد طَرْحي السابق بتشكيل مجلس للشباب كـ(مجلس السيادة عقب الاستقلال) من كل أقاليم السُّودان، عقب الرجوع للتقسيم القديم (دارفور، كردفان، الشرقي، الأوسط، النيل الأبيض، النيل الأزرق، الشمالية والخرطوم)، وفق معايير يُتَّفق عليها، وبمُعدَّل شابين اثنين/للإقليم (أعمارهم ما بين 20-45) يقوم باختيارهم أبناء الإقليم المعني، بغض النظر عن دياناتهم أو أنواعهم (ذكور/أُناث) أو ألوانهم وأعراقهم، وبما يضمن تمثيل كل أقاليم السُّودان في حكم البلاد، ليضطلع هذا المجلس بإحداث التغيير المنشود وتشكيل حكومة (ما بعد التغيير)، لفترةٍ انتقالية لا تقل عن خمس سنوات. مع الابتعاد تماماً عن الأحزاب والكيانات السياسية، بعد فشل (قياداتها) في ترقية (الوعي) العام وتحقيق النهضة المطلوبة للسُّودان).
يا دكتور فيصل هذا جزء من مقالك أنت تحدد سودانيين من فئة عمرية معينة يناط بهم تشكيل محلس سيادي لحكم السودان ووضع إستراتيجية للطريقة التي بها يحكم وأنهم من سيختارون مجلساً للوزراء وما يشبه ذلك… ألم تر أن قد أقصيت الفئات العمرية خاصة تلك التي تتمتع بالخبرة ومنهم الذين لم يشاركوا مع الأحزاب ومنهم العلماء الذين وصلوا إلى قمة النضج وبل منهم من دفع الثمن غالياً من ممارسات حكومة الإنقاذ … بل آخرون كان طلاباً عندما استولت الإنقاذ على السلطة طيلة سنوات حكمها كانوا يدفعون الثمن واليوم تجاوزت اعمارهم ال 45 سنة ومنهم في الخمسين …أليس هذا إقصاءاً؟ إن لم يكن كذلك فماذا يكون ؟..