استعادة النسيج الاجتماعى من اجل الثورة ..ومابعدها

استعادة النسيج الاجتماعى من اجل الثورة ..ومابعدها

محمد عبد الرحمن عبد المعروف
[email][email protected][/email]

المتابع لفجائع الانقاذ ومصادمتها الدموية للشعب السوداني من حربها الجهادية فى الجنوب مرورا بحربها فى شرق السودان ومجزرة كجبار وفاجعة العيلفون وصولاً الى دارفور وحربها الملتهبة ومعاركها الان فى جبال النوبة يصاب بالدهشة والحيرة، اذ لايعقل ان تظل الانقاذ باقية حتى يتسنى لامراء حربها قتل كل هؤلاء الضحايا .

حالة من الانفصال الاجتماعى تسطير على المجتمتع السودانى لاتستطيع كل مساحيق التجميل ان تغيطيها والا مالذى يجعل الشعب يصمت على انفصال الجنوب ؟؟ بل مالذى يجعل الالف الشباب يهرولون اليه بحثا عن اوهام الشهادة التى بثها فى ادمغتهم المتهالكة اباطرة التزييف ؟؟
لو ان تواصل اجتماعى وتسامح واسع النطاق ربط بين الجنوب وما تبقى من وطن ولو آمن الجميع بالقضية المطلبية التى نادى بها الجنوبيين انطلاقا من مبداء المصير الواحد والاحساس الوطنى بانتماء الجنوب الى المليون ميل مربع لشاركتهم مجموعات كبيرة من السودانيين النضال ،، كل هذا لم يحدث فانصرف الانقاذيين الى الى مخططهم الرامى الى تحويل الحرب برمتها الى حرب دينية رفعت فيها شعارات الجهاد وعندما جاءت اتفاقية السلام لم تكن الا فرصة للاسترخاء واستينافاً لمرحلة الانفصال التى بذلت فيها النخبة الانقاذية قصارى جهادها .

امتداداً لظاهرة الانفصال الاجتماعى لم يعير الشارع السودانى الحرب التى دارت فى شرق السودان والذى عانى شعبه من ويلات الرصاص وارهاصات السل القاتل ،حرب سالت فيها الكثير من الدماء واسقطت فيها الالغام مئات الموجوعين , وكذلك ضحايا كجبار وامرى والعيلفون فانهارت قيمة الدم السودانى الى اقصى مراحل الانهيار وظلت سراديب العزاء لذوى القتلى دون غيرهم من ابناء الوطن .

حتى جاءت دارفور صاحبة النصيب الاكبر والدماء التى تجاوزت فيها المعقول، غاب الشارع السودانى بصورة مخجلة ومسيئة للنفس الانسانية

فى وقت ارتفعت اصوات المجتمع الدولى وانهالت الدموع من خارج حدود الوطن .

كثير من الدماء التى سالت والحروب التى اشعلت كانت ثورات رفضت الظلم وتوجع اهلها من افرزات الحكم الانقاذى ولكنها حدثت فى ازمنة الانهيار الاجتماعى لذلك ظلت تعبر عن ذويها تماشيا من المقولة السودانية ( الجمرة تحرق الواطيها ) بالرغم ان الجميع قد اوجعتهم جمرات العبث من اصحاب المشروع الحضارى فى ظل التدهور المريع فى كل مناحى الحياة .

لو التف الجميع حول اى من النكبات السودانية لسقطت الانقاذ قبل ان تتسع دائرة الدم

ولو التحم الشعب من المناطق التى نزفت فيها الكثير من الدماء لتماسك النسيج ولامتدت الثورة السودانية الى كل اصقاع الوطن

ما حدث من تخازل شعبى يعتبر فاجعة بكل المقائيس ونجاح لمخطط الخبث الانقاذى الهادف الى تفكيك المنظمة الاجتماعية حتى لاتتداعى المكونات الاجتماعية حينما يشتكى اقليم او رقعة جغرفية ،، فيجد اصحاب البؤس الفكرى ضالتهم .

آن الاوان لاستعادة النسيج والخروج من مازق التفكك حتى نضمن الهبة الشعبية الكاملة لانجاز المرحلة ولضمان بقاء السودان متماسكاً وبناء ما يداعبنا من سودان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..