إحباط عام

هنادي الصديق

* حفل الإسبوع الماضي بالكثير جداً من الأحداث التي شغلت الرأي العام كثيراً، ورغم تأثيرها السالب إلا أن درجة الإهتمام بها كانت متباينة جداً، ونقتطف هنا بعضاً من التي كانت الأكثر إثارة للرأي العام.
* حدثان كانا الأبرز خلال الإسبوع، من حيث الأولوية كان خبر إنتشار الاسهالات المائية في بعض الولايات، والثاني من حيث الأهمية كان حادثة الإعتداء الوحشي علي المواطن احمد قاسم والتي ألمحت فيه الشائعات إلى اتهام مدير مكتب السيد رئيس الجمهورية الفريق طه عثمان.
* ملابسات الحادثتين معروفة للبعض ولكنها (مُعتَمة) ومضللة للبعض الآخر، ولكن يمكن القول أن حادثة (الإعتداء) طغت على (إنتشار الوباء)، وهو لعمري لا يحدث إلا في السودان، ويعطي عدداً من الدلالات أبرزها، عدم إكتراث المواطن بالكوارث التي تحيط به بقدر إهتمامه الشديد بـ(الشمارات) التي يكون فيها أهل الإنقاذ طرف، والشماتة فيهم وتكوين رأي عام سالب تجاههم، والدعوة لإسقاطهم بشتي السبل.
* ولعل أكثر ما لفت إنتباهي في عدم إكتراث المواطنين بالوباء وإنتشاره وتمدده ووصوله للخرطوم نفسها العاصمة وإن كان بشكل محدود فمن مفترض أن تكون عاصمة البلاد (محمية)، تعليق أحد المواطنين، بأنه طالما المرض إنتشر وسيقضي علي معظم الشعب السوداني، فالأفضل للشعب أن يخرج في ثورة ضد هذا النظام لإقتلاعه، طالما أن الموت (واقع واقع)، فالأفضل للشعب أن يموت بشرف من أن يموت فطيس.
* حالة القنع والزهد في الحياة والتي تقابلها حالة من الفرح الحقيقي والشماتة من الفريق طه عثمان، والدعوة أو بمعني أصح (التحريش) من قبل المواطنين لأسرة المجني عليه أحمد قاسم بضرورة أخذ الثأر من منسوبي الإنقاذ، يؤكد أن المرارات تجاه هذا النظام وصلت مرحلة اللاعودة.
* الحدث الثالث والذي لم يثير موجة من الإنفعال رغم خطورته، هو دخول حاويات محملة بحبوب الخرشة المخدرة، وقبلها حاويات النفايات المشتبه بسرطنتها التي وصلت إلى أمبدة لدفنها هناك، وسط موجة تضارب في التصريحات بين المسؤولين ما يعني أن بالأمر ما يحتم التكتم والسرية.
* أما خبر الامس برفع العقوبات الامريكية تدريجياً عن السودان، فلم يحفل به المواطنون باعتباره خبر (تخديري) ومثل هذه الأخبار لم تعد تنطلي على فطنة المواطن، وكون الولايات المتحدة رأت أن تفتح باب التعامل الإنساني من خلال التحاويل البنكية بغرض إستيراد الأدوية المنقذة للحياة وغيرها ، فلا يعني هذا كل هذه الهلولة والتكبير والتهليل من قبل النظام الذي كان سبباً مباشراً في كل ما يحدث للسودان.
* حالة من الإحباط والقهر والملل أصابت الشعب السوداني من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه (غير المعروف).
* هذه الحالة تشعرني بأن التغيير أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وهو السبب المباشر في إقتحام عدد من رموز الإنقاذ المطلوبين بشدة في قضايا إنسانية لمواقع التواصل الإجتماعي، رغبة في نيل العفو والمغفرة والتغلغل وسط المجتمع قبل صافرة النهاية.
الجريدة

تعليق واحد

  1. العفو والمغفرة … والانسحاب وليس التغلغل .. من
    أراد التغلغل والاندماج .. عليه اعاده كل المسروقات كامله منذ
    العام 89 والا العفو والمغفرة ثم مغادرة البلاد دون رجعه ..
    العقاب من جنس العمل .. هل وصلت الرسالة ..

  2. الاحداث التي من المفترض تعصف بهؤلاء المجرميين اكثر من ان تحصي والحساب اتي اتي ولن يكون الجزاء الا من جنس العمل وهل مثل صلاح قوش يمكن ان يعفو عنه الاف الضحايا العين يالعين والسن بالسن والبادئ اظلم اسكتوا كل الالسن والاقلام التي تنادي بالتسامح لمن اجرم في حق هذا الشعب الذين ازاقوكم الذل والهوان وتفننوا في تعزيبكم بشتي انواع العزاب قتلوا ابنائكم في الجامعات ،وفي المظاهرات السلمية وفي الحروب التي لاناقة لعم فيها ولاجمل ولا صفح ولا غفران قصاص ثم قصاص

  3. “هذه الحالة تشعرني بأن التغيير أصبح قاب قوسين أو أدنى”
    مساء امس التقيت بأحد السودانيين قادم للتو من السودان بعد قضاء اجازته السنوية وهو محسوب على النظام ، فسألته كيف الأحوال في البلد ؟ فرد علي قائلا الأحوال بطالة خالص والفوضى وصلت قمتها والبشير اصبح فاقد كنترول على البلد . فقلت له شايف في بعض قنوات الحكومة الناس بدأت تنتقد في الحكومة بالعلن وبشدة لماذا ؟ فضحك وقال لي والله العظيم لو مشيت للبشير في مكتبه وشتمته ما حا يقول ليك حاجة . فسالته الهذه الدرجة وصل البشير ؟ فرد علي ضاحكا بل اكثر من ذلك . فقلت له معنى كده احتمال انقلاب عسكري كبير ؟ فرد علي قائلا والله لو كنت ضابط في الجيش كان استلمتها من زمان .
    فاحساسك اختي هنادي في مكانه ، وربنا يكضب الشينة ، ما يجينا مغامر جديد يدمر ما تبقى من بلادنا .
    المطلوب من المعارضة ان تقدم مذكرة للبشير تطالبه بالاستقالة وتسليم السلطة للشعب ، وعلى البشير الا يضيع هذه الفرصة حقنا للدماء . وهذه الفرصة أرى انها ستكون الأخيرة وبعدها لا عذر اطلاقا بل اقسى أنواع العقوبات .

  4. عن نفسي ساقبل بالعفو بعد تصحيح بعد الامور البسيطة
    – اعادة كل قرش منهوب داخل او خارج البلاد مع التعويض عن ال 27 سنة الماضية
    – اعادة كل الاسر التي تشردت و ذاقت مرارات الهوان بتسريح ربائبها للصالح العام الي سابق عهدها مع التعويض عن الاضرار المادية و النفسية
    – اعادة كل المرافق الحكومية و التعليمية الي سابق عهدها و تعويض فارق ربع قرن من التخلف
    – اعادة كل من مات جوعا او مرضا او قهرا او قتلا و تعذيبا الي الحياة مع التعويض عن فترة غيابه عن الحياة الدنيا
    – اعادة كل من هاجر و تغرب بسبب هذا النظام
    – اعادة غرب السودان الي سابق عهده
    – اعادة جنوب السودان الي حضن الوطن
    – اعادة حلايب الي حضن الوطن
    – اعادة الفشقة الي حضن الوطن
    – اعادة كل كوز نجس و كل مستنفع وسخ الي وضعه قبل نكسة 89 ثم ابادتهم ابادة جماعية بحرقهم في افران ضخمة تشتم رائحة شوائهم الصقور في السماء فيصيبها الغثيان من نتانتها حتي لاتتكر هذة الماساة في اي زمان او مكان اخر

  5. الحال هذه يوحي بان الكيزان حليلهم كيسهم فاضي وصلنا القاع باقي الدفن…افراد يهيمون في الارض.الوجوه عابسه عليها قطره…نفوس ورمت.نشاط زيرو…حالنا كالسكاره ومانحن بسكاره ولكن…..الكلام بالتلته…نفس ونفوس مكتئبه هذه حصيلتى عندما قمت بجوله حول الدوله

  6. نعم حالة من الاحباط العام والاحساس بالكآبة تعتري الشعب السوداني وهو يكابد الفقر المدقع والجوع الكافر والمرض وبعض اولئك الفاسدين يستولون على الدولارات المخصصه لاستجلاب الدواء … مع هذه الكآبة الطاحنة .. يستمر هؤلاء الفاسدين في اطلاق التصريحات التى تبكي احيانا وتضحك احيانا اخرى .. وكان الملاذ من هذا الواقع المؤلم الى السخرية واطلاق النكات والكاريكايترات الصاخبة التى تبكي وتضحك في نفس الوقت ..
    بلا شك ان السودان يمر بمنعطف ومرحلة هي الاسوأ منذ ان قامت دولة السودان يقابلها الشعب السوداني بحنق وغضب مكتوم كاد ان ينفجر وماهو الا صباح تشرق فيه الشمس بعد طول ظلم وظلام وانها ساعة واحدة من عمر الزمان ويطوي الشعب السودان هذه الحقبة السوداء ويضيف مجدا لاكتوبر وابريل والايام تشير الى دنو هذا اليوم اكثر من اي وقت مضى .. يهمل ولا يهمل .. نرفع اكف الضراعة لله سبحانه وتعالى وهو اعلم بحال الشعب السوداني الذي تردى فيه ..امين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..